بالتعاليم الإلهيّة قولا وعملا.
وفي نهاية الآية يؤكّد سبحانه بصورة قاطعة على الالتزام بأوامره حيث يقول : (وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ).
ويجدر الانتباه إلى أنّ مصطلح (الكفر) له معاني مختلفة ، منها «الكفر العملي» الذي يعني المعصية واقتراف الذنوب ، وقد أريد في الآية الكريمة هذا المعنى ، وكما جاء في الآية (٩٧) من سورة آل عمران بالنسبة للمتخلّفين عن أداء فريضة الحجّ ، حيث يقول سبحانه : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ).
«حدّ» بمعنى الشيء الذي يفصل بين شيئين ، ومن هنا يقال لحدود البلدان (حدود) وبهذا اللحاظ يقال للقوانين الإلهية إنّها حدود ، وذلك لحرمة تجاوزها ، ولدينا شرح أوفى في هذا المجال في نهاية الآية (١٨٧) من سورة البقرة.
* * *
ملاحظات
١ ـ قسم من أحكام الظهار
أشير للظهار بآيتين في القرآن الكريم (الآية مورد البحث ، والآية رقم (٤) من سورة الأحزاب) وهو من الأعمال والعادات القبيحة في عصر الجاهلية ، حيث يمارس هذا الفعل في حالة سأم وضجر الرجل من زوجته ، وكي يوقعها في حرج ويركعها لإرادته يقول لها (أنت عليّ كظهر امّي) (١) وكانوا يعتقدون بعد إطلاق هذه الصيغة أنّ الزوجة تحرم على زوجها إلى الأبد ، ولا تستطيع أن تختار زوجا آخر
__________________
(١) «ظهر» في العبارة أعلاه ليس بمعناها المتعارف عليه كما قال بعض المفسّرين ، بل إنّها كناية عن طبيعة العلاقة الزوجية الجاهلية ، وبناء على هذا فإنّ معنى الجملة يصبح هكذا (الزوجية معك كالزوجية مع أمّي) يراجع لسان العرب مادّة ظهر والتّفسير الكبير للفخر الرازي.