بمعنى الخدعة والحيلة.
«المتاع» بمعنى كلّ نوع ووسيلة يستفاد منها ، وبناء على هذا فإنّ جملة (الدنيا متاع الغرور) كما جاءت في قوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) تعني أنّها وسيلة وأداة للحيلة والخدعة للفرد وللآخرين.
وطبيعي أنّ هذا المعنى وارد في الأشخاص الذين يعتبرون الدنيا هدفهم النهائي ، وتكون منتهى غاياتهم ، ولكن إذا كانت الهبات المادية في هذا العالم وسيلة للوصول بالإنسان للسعادة الأبدية ، فذلك لا يعدّ من الدنيا ، بل ستكون جسرا وقنطرة ومزرعة للآخرة التي ستتحقّق فيها تلك الأهداف الكبيرة حقّا.
من البديهي أنّ النظر إلى الدنيا باعتبار أنّها «مقرّ» أو «جسر» سوف يعطي للإنسان توجّهين مختلفين ، الأوّل : يكون سببا للنزاع والفساد والتجاوز والظلم ، والطغيان والغفلة ، والثاني : وسيلة للوعي والتضحية والاخوة والإيثار.
* * *
تعقيب
١ ـ مقام الصدّيقين والشهداء
وصف القرآن الكريم الأنبياء العظام وأمثالهم بأنّهم (صدّيقون) ومن جملتهم إبراهيم عليهالسلام : (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) (١).
ووصف إدريس عليهالسلام بنفس الوصف قال تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) (٢).
وحول امّ المسيح السيّدة مريم عليهالسلام نقرأ قوله تعالى : (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) (٣).
__________________
(١) مريم ، آية ٤١.
(٢) مريم ، الآية ٥٦.
(٣) الجاثية ، الآية ٧٥.