(العلم) و (القدرة) ، وبناء على هذا ، فإنّ حملة العرش الإلهي هم حملة علمه ، وكلّما كان الإنسان أو الملك أكثر علما ، كان له سهم أكبر في حمل العرش العظيم.
ومن هنا فإنّ هذه الحقيقة تتبلور بصورة أفضل وهي : أنّ العرش ليس تختا جسمانيا يشبه تخوت السلاطين ، بل له معان عديدة كنائية مختلفة إذا استعمل منسوبا إلى الله تعالى.
٢ ـ مقام الإمام علي عليهالسلام وشيعته
جاء في روايات عديدة أنّ الآية : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) .. نزلت في حقّ الإمام علي عليهالسلام وشيعته (١).
٣ ـ جواب على سؤال
والسؤال المطروح هو : هل أنّ دعوة المؤمنين لأهل المحشر لقراءة كتاب حسابهم وصحيفة أعمالهم ـ طبقا لما جاء في الآية الكريمة : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) ـ تعني أنّ صحيفة أعمالهم خالية من أي ذنب؟
وفي مقام الجواب يمكن أن نستفيد من بعض الأحاديث منها حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث يقول : «يدني الله العبد يوم القيامة ، فيقرره بذنوبه كلّها ، حتى إذا راى أنّه قد هلك قال الله تعالى : إنّي سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ، ثمّ يعطى كتاب حسناته بيمينه» (٢) (٢).
وقال البعض أيضا : إنّ الله تعالى يبدّل سيّئات المؤمنين في ذلك اليوم إلى (حسنات) وبذلك لا تبدو أي نقطة سوداء في صحائف أعمالهم.
* * *
__________________
(١) تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ص ٦٦.
(٢) (في ضلال القرآن) ج ٨ ، ص ٢٥٦.