٢ ـ شروط الإنفاق في سبيل الله!
إنّ التعبير بـ (قَرْضاً حَسَناً) في الآية أعلاه يشير إلى هذه الحقيقة وهي أنّ إعطاء القرض بحدّ ذاته (أقسام وأنواع) فبعضها يعتبر قرضا حسنا ، والآخر قرضا قليل الفائدة ، أو حتّى عديم الفائدة أيضا.
والقرآن الكريم يبيّن شروط القرض الحسن لله سبحانه كما وضّح ذلك في الآيات المختلفة ، وبعض المفسّرين استنتجوا عشرة شروط في مجموع الآيات القرآنية التي تتحدّث عن الإنفاق ، وهي كما يلي :
الشرط الأوّل : انتخاب أجود الأموال للإنفاق وليس من أرخصها شأنا وقيمة ، قال سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ ، وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) (١).
ثانيا : يجدر أن يكون الإنفاق والإقراض من الأموال التي هي موضع حاجة الشخص المنفق ، حيث يقول سبحانه : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) (٢).
ثالثا : يجب أن يكون الإنفاق للأشخاص الذين هم موضع حاجة شديدة إليه ، وتؤخذ بنظر الإعتبار الأولويات في إنفاقه ، قال تعالى : (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) (٣).
رابعا : الأفضل والأولى في الإنفاق أن يكون محاطا بالسّرية والكتمان قال تعالى : (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (٤).
__________________
(١) البقرة ، الآية ٢٦٧.
(٢) الحشر ، الآية ٩.
(٣) البقرة ، الآية ٢٧٣.
(٤) البقرة ، الآية ٢٧١.