وجاء في رواية اخرى أنّه سئل عبد الله بن مسعود يوما : هل كان الرّسول يخطب واقفا؟ قال : ألم تسمعوا قوله تعالى : (وَتَرَكُوكَ قائِماً) (١).
وجاء في «الدرّ المنثور» أنّ معاوية كان أوّل شخص ألقى خطبة الجمعة وهو «قاعد».
* * *
بحوث
١ ـ أوّل صلاة جمعة في الإسلام
جاء في بعض الرّوايات أنّ مسلمي المدينة كانوا يتحدّثون مع بعضهم ـ قبل هجرة الرّسول إليهم ـ أنّ لليهود يوما يجتمعون فيه هو (السبت) وللنصارى يوما يجتمعون فيه هو (الأحد) فلما ذا لا نتّخذ نحن يوما معيّنا نذكر الله فيه كثيرا ونشكره؟ وانتخبوا يوما قبل السبت وكان يسمّى (يوم العروبة) وذهبوا إلى (أسعد بن زرارة) ـ أحد وجهاء المدينة وقد صلّى بهم جماعة ووعظهم وسمّي ذلك اليوم بيوم الجمعة لاجتماع المسلمين به. ثمّ أمر (أسعد) أن يذبحوا كبشا ليصنعوا منه غداء وعشاء لجميع المسلمين الذين كان عددهم من القلّة بحيث كفاهم الكبش لهاتين الوجبتين. وكانت هذه أوّل جمعة تقام في الإسلام.
أمّا أوّل جمعة أقامها الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم مع أصحابه فكانت بعد وصوله إلى المدينة بأربعة أيّام ، وكان وصوله يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأوّل ، بقي بعدها أربعة أيّام في قبا فبنوا (مسجد قبا) وتحرّكوا بعدها إلى المدينة ، وكان ذلك يوم الجمعة ، ولم تكن المسافة بين قبا والمدينة طويلة (وتعتبر قبا اليوم من ضواحي المدينة).
وكان الرّسول قد وصل ضاحية (بني سالم) عند أذان الجمعة فأقيمت صلاة الجمعة
__________________
(١) تفسير الدرّ المنثور ، ج ٦ ، ص ٢٢٢ ، ومفسّرين آخر كـ (الآلوسي في روح المعاني والقرطبي).