يستعجلون في أمر الجهاد ونيل الشهادة .. حيث قال : «لا تستعجلوا ما لم يعجله الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حقّ ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيدا» (١).
٢ ـ الحياة الدنيا .. لهو ولعب
يصف القرآن الكريم ـ أحيانا ـ الحياة الدنيا بأنّها لهو ولعب ، كما في قوله تعالى : (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ) (٢).
ويصفها أحيانا باللهو واللعب والزينة والتفاخر والتكاثر ، كما في الآيات مورد البحث.
ويصفها أحيانا بأنّها (متاع الغرور) كما في قوله تعالى (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) (٣).
ويصفها أحيانا بأنّها (متاع قليل) كما جاء في : (الآية ٧٧ من سورة النساء).
وأحيانا يصفها بأنّها عارض ظاهري سريع الزوال. «النساء».
ومجموع هذه التعبيرات والآيات القرآنية توضّح لنا وجهة نظر الإسلام حول الحياة المادية ونعمها ، حيث إنّه يعطيها القيمة المحدودة التي تتناسب مع شأنها ، ويعتبر الميل إليها والانشداد لها ناشئا من توجّه غير هادف (لعب) و (لهو) وتجمّل و (زينة) وحبّ المقام والرئاسة والأفضلية على الآخرين (تفاخر) والحرص وطلب المال والأولاد بكثرة (التكاثر) ويعتبر التعلّق بها مصدرا للذنوب والآثام والمظالم.
أمّا إذا تحوّلت النظرة إلى هذه النعم الإلهيّة ، وأصبحت سلّما للوصول إلى
__________________
(١) نهج البلاغة ، خطبة ١٩٠.
(٢) الأنعام ، الآية ٣٢.
(٣) آل عمران ، الآية ١٨٥.