باعتبار الشّكل (١) والحركة (٢) [أو بالسّمع] عطف على قول : بالبصر ، والسّمع (٣) قوّة رتّبت في العصب المفروش على سطح باطن الصّماخين تدرك بها (٤) الأصوات ، [من الأصوات الضّعيفة (٥) والقويّة ، والّتي بين بين] والصّوت يحصل (٦) من التّموّج المعلول
________________________________________
(١) أي شكل الفمّ بالنّسبة إلى الضّحك ، وشكل العين بالنّسبة إلى البكاء.
(٢) أي حركة الفمّ في الضّحك ، وحركة العين في البكاء ، إذ عند الضّحك تحصل حركة خاصّة للشّفتين ، وهيئة تنتزع من إحاطة خطّين منحنيين غالبا على الفمّ ، فالكيفيّة الحاصلة من مجموع هذه الحركة والهيئة ضحك ، وكذلك عند البكاء يحصل للجفون حركة خاصّة ، وشكل خاصّ للعين ، فالحركة الحاصلة من مجموع هذه الحركة والشّكل هو البكاء.
(٣) أي والسّمع في الاصطلاح «قوّة رتّبت» أي ثبّتت في العصب المفروش على سطح باطن الصّماخين ، أي سطح باطن كلّ من ثقبي الأذنين ، الصّماخ بمعنى ثقب الأذن.
وبعبارة أخرى : إنّها قوّة مودعة في سطح باطن كلّ من الصّماخين ، لا أنّها قوّة مودعة في باطن مجموعهما ، فلا يرد عليه ما قيل إنّ هذا لا يشمل القوّة المودعة في العصب المفروش على باطن صماخ واحد.
(٤) أي تدرك بتلك القوّة الأصوات ، وخرج بهذا القيد القوّة المرتّبة في ذلك العصب الّتي لا تدرك بها الأصوات ، بل تدرك بها الحرارة والبرودة والرّطوبة واليبوسة ، فلا تسمّى القوّة سمعا بل لمسا.
(٥) والمراد بالأصوات الضّعيفة هي الأصوات المنخفضة الّتي لا تسمع إلّا من قريب ، والمراد بالأصوات القويّة هي الأصوات العالية الّتي تسمع من بعيد ، ومن ذلك يعرف ما هو بين بين ، أي بين الضّعيفة والقويّة.
(٦) أي الصّوت كيفيّة تحصل من تموّج الهواء وتحرّكه ، ثمّ التّموّج معلول «للقرع الّذي هو إمساس عنيف» أي إمساس جسم بآخر إمساسا عنيفا ، أي شديدا ، وإنّما شرط في القرع العنف ، لأنّك لو وضعت حجرا على حجر بمهل لم يحصل تموّج ولا صوت ، وإنّما يحصل عند العنف ، إذ حينئذ يحبس الهواء وينضغط ، فيتموّج من بين الجسمين ، فيحصل الصّوت الّذي هو كيفيّة قائمة بالهواء ، ويوصلها الهواء المتكيّف بها إلى السّمع.