رجحان قوله : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) [على ما (١) كان عندهم أوجز كلام في هذا المعنى وهو] قولهم : [القتل أنفى القتل (٢) بقلّة (٣) حروف ما يناظره] أي اللّفظ (٤) الّذي يناظر قولهم : القتل أنفى القتل.
[ومنه (٥)] أي من قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) ، وما (٦) يناظره منه هو قوله : (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) ، لأنّ قوله : (وَلَكُمْ) زائد (٧) على معنى قولهم : القتل أنفى القتل ، فحروف (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) مع التّنوين (٨) أحد عشر ، وحروف القتل أنفى القتل ، أربعة عشر ، أعني الحروف الملفوظة (٩) إذ (١٠) بالعبارة يتعلّق الإيجاز لا
________________________________________
(١) أي على الكلام الّذي كان أوجز عندهم في هذا المعنى ، فالظّرف أي عندهم ظرف لما يليه ، أي أوجز ، وقوله : «في هذا المعنى» متعلّق ب «أوجز».
(٢) أي القتل قصاصا أنفى القتل ، أي أكثر نفيا للقتل ظلما من غيره ، ويحتمل أنّ أفعل ليس على بابه ، فالمعنى حينئذ القتل قصاصا ناف للقتل ظلما لما يترتب عليه من القصاص.
(٣) خبر لمبتدأ ، وهو فضله.
(٤) تفسير لما و «قولهم» بيان لمرجع ضمير يناظره البارز ، وأمّا المستتر فهو عائد على ما ، ويناظر من المناظرة ، وهو جعل الشّيء نظيرا وشبيها لشيء.
(٥) وكلمة «من» تبعيضيّة ، أي من جملة الألفاظ الّتي تجعل نظيرا لقولهم : القتل أنفى القتل ، قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ).
(٦) أي اللّفظ الّذي يناظر قولهم القتل أنفى القتل من جملة قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) هو قوله : (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ).
(٧) لأنّ قوله : (وَلَكُمْ) لا مدخل له في المناظرة.
(٨) أي مع اعتبار التّنوين في حياة حرفا واحدا ، وإن لم يعتبر التّنوين ، فالحروف (فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) عشرة.
(٩) أي هي المعتبرة في الفصاحة.
(١٠) تعليل للتّفسير ب (أعني) ، أي لأن الملاك هي الحروف الملفوظة.