أي غير لمّا مثل لم ، وما (١) [لانتفاء متقدّم (٢)] ، على زمان التّكلّم [مع أنّ الأصل استمراره] أي استمرار ذلك الانتفاء (٣) ، لما سيجيء (٤) ، حتّى (٥) تظهر قرينة على الانقطاع ، كما في قولنا (٦) : لم يضرب زيد أمس
________________________________________
أي إنّها تدلّ على امتداد الانتفاء من حين تحقّقه سابقا ، ف «لمّا» تدلّ على الانتفاء نصّا بخلاف غيرها ، فإنّه وإن كان للاستغراق لكنّه ليس نصّا ، بل بمعونة أنّ الأصل استمرار الانتفاء ، وبالجملة إنّ «لمّا» تدلّ على امتداد الانتفاء فيما مضى من حيث حصوله سابقا إلى زمان التّكلّم ، فإذا قلت : ندم زيد ولما ينفعه النّدم ، فمعناه أنّ النّدم انتفت منفعته فيما مضى ، واستمرّ الانتفاء إلى زمان التّكلّم ، أي وحيث كانت «لمّا» دالّة على امتداد الانتفاء إلى زمان التّكلّم فقد وجدت مقارنة مضمون الحال المنفيّة بها لزمن التّكلّم ، هذا مراد المصنّف ، ويرد عليه من أن تلك المقارنة غير مرادة ، وإنّما المطلوب في الحال مقارنتها لعاملها.
(١) ربّما يقال إنّ التّمثيل بما لنفي المتقدّم لا يصحّ ، إذ قد تقدّم منه أنّ ما لنفي الحال ، وذكره غير واحد من النّحاة في كتبهم ، وأجيب عن ذلك بأنّ مراد الشّارح من ما ما الدّاخلة على الماضي وهي لنفي المتقدّم ، وما ذكره قبل إنّما هو بالقياس إلى ما الدّاخلة على المضارع أو الجملة الاسميّة ، على الاستغراق ، هذا هو الفرق بين لمّا وغيرها.
(٢) أي الموضوع لانتفاء حدث متقدّم على زمان المتكلّم ، وقضيّة عدم دلالته على الاستغراق هذا هو الفرق بين لمّا وغيرها.
(٣) إلى زمان التّكلّم ، والمراد بالأصل هنا الكثير ، أي مع زيادة أنّ الكثير في ذلك الانتفاء بعد تحقّقه استمراره ، لأنّ الكثير فيما تحقّق وثبت بقاؤه ، لتوقّف عدمه على وجود سبب وعدم تحقّق السّبب أكثر من وجوده ، لأنّ العدميات أكثر ، فيظنّ ذلك البقاء من الانتفاء ما لم تظهر قرينة على الانقطاع.
(٤) أي في التّحقيق الآتي.
(٥) غاية لقول المصنّف أعني استمراره ، أي الأصل استمراره حتّى تظهر قرينة على الانقطاع ، فإذا ظهرت قرينة على الانقطاع فلا يقال الأصل استمرار ذلك الانتفاء وبقاؤه.
(٦) أي كالقرينة الّتي في قولنا : لم يضرب زيد أمس لكنّه ضرب اليوم فقولنا : لكنّه ضرب اليوم قرينة على أنّ انتفاء الضّرب لم يستمرّ من الأمس إلى وقت التّكلّم فهو ج مخصّص