وأنّه لو لم يحك الحكاية (١) ، فحينما قال للمخاطب : لا وأيّدك الله فلا بدّ له من معطوف عليه [وإمّا للتّوسّط (٢)] عطف على قوله : أمّا الوصل لدفع الإيهام ، أي (٣) وأمّا الوصل لتوسّط الجملتين بين كمال الانقطاع والاتّصال (٤) ، وقد صحّف (٥) بعضهم ،
________________________________________
(١) عطف على «أنّه لو كان» أي ولم يعرف ذلك البعض أنّ الثّعالبيّ لو لم يحك الحكاية ، أي لو لم يصرّح بالقول ، فالمراد بالحكاية ، قوله : «قلت».
ومعنى العبارة : ولم يعرف ذلك البعض أنّ الثّعالبيّ لو لم يصرّح بالقول ، لا بدّ من معطوف عليه حين قوله للمخاطب : لا ، وأيّدك الله ، ولم يوجد معطوف عليه ، ووجود العطف من غير معطوف عليه باطل ، فبطل كلامه ، وتعيّن كون المعطوف عليه مضمون «لا» ، سواء صرّح قبلها بالحكاية أو لا ، وهو المطلوب.
والحاصل : إنّ قوله : «وأنّه لو لم يحك الحكاية» اعتراض ثان على ذلك القائل ، وحاصله :
إنّ الّذي ذكره من العطف على «قلت» ، إنّما يتأتّى في خصوص تلك الحكاية ، وأمّا إذا قلت : لا ، وأيّدك الله ، من غير قلت ، احتاج الأمر للمعطوف عليه ، ولم يوجد معطوف عليه ، ووجود العطف بدون معطوف عليه باطل ، فلا بدّ أن يكون المعطوف عليه مضمون «لا» ، وهو المطلوب.
وكيف كان ، فتحصّل من جميع ما ذكرناه لك أنّه لو ترك العطف في قولهم : لا ، وأيّدك الله ، لتوهّم أنّه دعاء على المخاطب بعدم التّأييد مع أنّ المقصود الدّعاء له بالتّأييد ، فأينما وقع هذا الكلام ، فالمعطوف عليه هو مضمون كلمة لا.
(٢) أي الجارّ والمجرور متعلّق بالوصل المحذوف ، حيث كان أصل الكلام ، وإمّا الوصل للتّوسّط ، أي لأجل التّوسّط فيتحقّق بين الجملتين إذا اتّفقتا ... ، وفي الحقيقة الوصل مبتدأ ، و «إذا» في قوله : «فإذا اتّفقتا» خبره ، والفاء في جواب الشّرط داخلة في المعنى على الجملة ، لكنّها نقلت من المبتدأ إلى الخبر ، كما في أمّا زيد فقائم ، ثمّ الجملة عطفت على جملة «وأمّا الوصل لدفع الإيهام».
(٣) أي هذا التّفسير إشارة إلى أنّ الجارّ والمجرور متعلّق بالوصل المحذوف ، كما عرفت.
(٤) أي وهو أن لا يكون بين الجملتين أحد الكمالين ولا شبه أحدهما.
(٥) أي وقد توهّم بعضهم ، وهو الشّارح الزّوزني أمّا بالفتح إمّا بالكسر.