ـ لو شئت الحقّ ـ
يثبتون الولاية بهذا المعنى الذي تريده لكلّ المسلمين.
وعند ذلك ، فما ميزة الإمام علي عليهالسلام ليختصّه ويفرده
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوم الغدير بهذه الولاية إذا كانت عامّة لجميع المسلمين؟ ألا ترى نفسك أنّك تستهزئ
بشخصية الرسول صلىاللهعليهوآله
عندما تنسب له مثل هذا التصرّف ، وتجعل ذلك الموقف يوم الغدير تحت الشمس الحارقة
لذلك الجمع ، ورسول الله يرتقي أقتاب الإبل ، ليقول قولاً متسالماً عليه ، وثابت
لجميع المسلمين ، تجعله سفاهة في سفاهة ـ أعوذ بالله ـ يعاب عليه أدنى الناس لو
فعله؟
النقطة الثانية : كون الإجماع على تفضيل
أبي بكر وعمر على علي عليهالسلام
، وأنّهما أحقّ بالخلافة منه.
والجواب : لا يوجد إجماع في مسألة
التفضيل؟ وإنّما مدرك هذه الأقوال هو بضع روايات فيها الكثير من التأمّل ، فالمفاضلة
الواردة في حقّ الثلاثة ـ أبي بكر وعمر وعثمان ـ على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله تنسب إلى ابن عمر ،
كما هو الوارد في صحيح البخاريّ في مناقب عثمان ، وبملاحظة سنّ ابن عمر على عهد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وكونه لم يبلغ الحلم بعد ، يدرك أنّ عالَمه هو عالم الصبيان ، إذ لم يكن ابن عمر
قد بلغ مبلغ الرجال ، لينقل حال المفاضلة هذه عندهم ، كما هو واضح.
والمفاضلة الواردة في حقّ الأربعة ـ أبي
بكر وعمر وعثمان وعلي ـ فراويها جعدبة بن يحيى ، الذي يمكن العودة إلى ترجمته في
لسان الميزان لننظر مصداقية نقله هذا ، بعد القدح الوارد فيه هناك.
وإن كان هناك بحث يجب القيام به في
موضوع المفاضلة هذه ، فالآيات والروايات صادحة بتفضيل الإمام علي عليهالسلام على من سواه بعد
رسول الله صلىاللهعليهوآله
، ويمكن للمتتبّع الحصيف أن يقرأ تفسير الآيات الكريمة التالية ، وأسباب
__________________