الوحيد القادر على إنقاذها في تلك المرحلة الخطرة من تاريخها.
ولا يعني صبره عليهالسلام وعدم خروجه بالسيف على من ناواه في حقّ الخلافة أنّه سكت عن حقّه ، ولم يطالب به ، بل كانت مطالبته عليهالسلام بحقّه دائمة ومستمرّة ، إذ لم يترك الإمام عليهالسلام مجالاً سلميّاً يمكن أن يطالب فيه بحقّه إلاّ وسلكه ، وقد ذكرت كتب السير والحديث والتراجم تلك المقالات التي كان الإمام عليهالسلام يجاهر بها بالمطالبة بحقّه ، وأنّ القوم اغتصبوا حقّاً هو له دونهم.
ومحاججته لأبي بكر وبقية الأصحاب الذين أبرموا بيعة السقيفة ، وقوله عليهالسلام : « لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً »؟! (١).
وهناك نصوص مختلفة في نهج البلاغة ، يذكر فيها أمير المؤمنين عليهالسلام مطالبته بحقّه ، منها ما ورد في يوم الشورى : « وقد قال قائل : إنّك على هذا الأمر يا بن أبي طالب لحريص ، فقلت : بل أنتم والله لأحرص وأبعد ، وأنا أخص وأقرب ، وإنّما طلبت حقّاً لي ، وأنتم تحولون بيني وبينه ، وتضربون وجهي دونه ، فلمّا قرعته بالحجّة في الملأ الحاضرين ، هب كأنّه بهت لا يدري ما يجيبني به ... » (٢)!
( يحيى زكريا ـ قطر ـ سنّي ـ ٣٩ سنة ـ مهندس )
س : لقد كان القرآن واضحاً وصريحاً ولا غموض فيه في جميع شؤون الحياة الدنيا والآخرة ، لدرجة أحكام الحيض.
__________________
١ ـ الإمامة والسياسية ١ / ٢٨.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ٩ / ٣٠٥.