( حميد ـ عمان ـ .... )
السؤال : ما هو الدليل على أحقّية الإمام علي بالخلافة دون سواه؟
ج : سألت عن أمر هو بالحقيقة نقطة الافتراق الرئيسية بين الشيعة وأهل السنّة ـ وإن كان هذا لا يعني النزاع والتشرذم ـ فكما يقال : إنّ اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية.
فأهل السنّة ذهبوا إلى أنّ الخلفاء بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله أربعة : أوّلهم أبو بكر وآخرهم علي عليهالسلام.
أمّا اتباع أهل البيت عليهمالسلام فذهبوا إلى أنّ الخلافة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بلا فصل ، ومن بعده أبنائه الأحد عشر ، آخرهم الإمام المهديّ المنتظر عليهالسلام.
واستدلّوا في اختصاص الإمام علي عليهالسلام بالخلافة دون سواه بأدلّة كثيرة ، نقتصر على بعضها :
١ ـ من القرآن الكريم.
قال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١).
حيث ذهب مفسّرون وعلماء من الفريقين إلى أنّها نزلت في حقّ علي عليهالسلام ، حينما تصدّق في أثناء الصلاة (٢).
ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام واضحة ، بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول ، ومعلوم أنّ ولايتهما عامّة ، فالرسول
__________________
١ ـ المائدة : ٥٥.
٢ ـ أُنظر : شواهد التنزيل ١ / ٢١٩ ح ٢٢٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٥٧ ، أنساب الأشراف : ١٥٠ ح ١٥١.