وأيضاً المستفاد من قول المصطفى صلىاللهعليهوآله : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ».
والمراد من كلمة مولى في قوله صلىاللهعليهوآله هي ولاية الأمر ، لقرينة لفظية تدلّ عليها ، وهي قوله صلىاللهعليهوآله : « ألست أولى بكم من أنفسكم »؟ الدالّة على ولاية الأمر بكلّ وضوح ، والتي أردفها النبيّ صلىاللهعليهوآله بقوله المتقدّم : « فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ».
وقد فهم العرب الذين حضروا واقعة التنصيب هذه في غدير خم أنّه تنصيب للإمامة وقيادة الأُمّة من بعده صلىاللهعليهوآله ، كما عبّر عن ذلك حسّان بن ثابت ـ شاعر الرسول صلىاللهعليهوآله ـ في نفس الواقعة ، حيث أنشد قائلاً :
يناديهم يوم الغدير نبيّهم |
|
بخمّ وأسـمع بالرسول مناديا |
فقال فمن مولاكم ونبيّكم |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا |
إلهك مولانا وأنت نبيّنا |
|
ولم تلق منّا في الولاية عاصيا |
فقال قـم يا علي فإنّني |
|
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا |
فمن كنت مولاه فهذا وليّه |
|
فكونوا له أتباع صدق مواليا |
هناك دعا اللهم وال وليّه |
|
وكن للذي عادى علياً معاديا (١) |
إلاّ أنّ السياسة وغلبة الآراء وتفرّق المصالح أخذا بالمسلمين يومذاك شرقاً وغرباً ، تمخّض عنه مؤتمر السقيفة بين المهاجرين والأنصار ، الذي أدّى إلى تنصيب أبي بكر خليفة الرسول صلىاللهعليهوآله في عملية انتخابية ، جرى فيها من التهديد والوعيد بين الطرفين ، ممّا لا نودّ ذكره ، أو التطرّق إليه.
وأمّا قولك : من أنّ أهل السنّة مجمعون على ولاية علي عليهالسلام بمعنى الولاية الذي تريده ، فهم ـ كما تعلم ـ يثبتونه لغيره من أفاضل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بل
__________________
١ ـ نظم درر السمطين : ١١٢ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٠٢.