الواقع والحقيقة ، ولكن في مجال التطبيق والتنفيذ في المجتمع البشريّ ، فمتى لم تؤهلّ الظروف الملائمة ـ ومنها تلقّي الوسط العام بالقبول والانصياع ـ لا يلزم عليه عليهالسلام فرض نفسه على الناس ، وفي هذه الحالة سيكون اللوم عليهم إذ لم يقبلوا إليه عليهالسلام.
وهذه قاعدة جارية في كافّة حالات الأولياء والأوصياء ، وعلى سبيل المثال : فقد ذكر هارون لموسى عليهماالسلام دليل امتناعه من وقوفه في وجه المنحرفين ، بأنّه ( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ) (١) ، أي أنّهم لم يخضعوا للوصاية الحقّة فتركهم في ذلك.
( ... ـ .... ـ .... )
س : من الأدلّة التي تستدلّ بها الشيعة على إمامة علي عليهالسلام : « احتياج الغير إليه وعدم احتياجه للغير » ، ويردّ عليهم : بأنّ موسى عليهالسلام كان نبيّاً وقد رجع إلى الخضر عليهالسلام.
ج : إنّ تقديم المفضول على الفاضل قبيح ، والله تعالى يقول : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (٢) ، فاحتياج الغير لعليّ وعدم احتياجه للغير دليل على إنه أحق أن يتبعّ.
وقد كان الإمام علي عليهالسلام هكذا ، وفي الواقع التاريخيّ نرى أنّ الخلفاء احتاجوا إليه ، ولم نجد في مورد أنّه احتاج إليهم فيما يتعلّق بشيء من القضايا الدينية والمسائل العلمية.
وأمّا ما سألتموه عن قصّة الخضر عليهالسلام ، فباختصار نقول : إنّ العلم الذي كان يريد أن يتعلّمه موسى عليهالسلام من الخضر هو خارج دائرة العلوم التشريعية
__________________
١ ـ الأعراف : ١٥٠.
٢ ـ يونس : ٣٥.