وخرق العادة ، إذ هذا أمر طبيعيّ بالنسبة لأئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
ولكن على مستوى الوضع الظاهريّ كان عليهالسلام قد فرض عليه الإقامة الجبرية في سامراء من أيّام الطفولة حتّى يوم استشهاده ، فلم يمكن التخلّص من الوضع الراهن والذهاب إلى الحجّ.
( ... ـ .... ـ .... )
س : ما هي الحكمة من وراء إمامة الإمام العسكريّ عليهالسلام؟ وعدم حصولها لبقية أخوته مثل سيّد محمّد ، أو جعفر أو غيرهما ، مع أنّهما كانا أكبر من الإمام العسكريّ عليهالسلام من ناحية العمر؟
ج : نلفت انتباهكم في الجواب إلى نقطتين :
الأُولى : إنّ الإمامة بحسب اعتقادنا ـ نحن الشيعة ـ أمر إلهي ، ولا تخضع لقوانين الوراثة ، أو أيّ موضوع آخر ، فيجب فيها اتّباع النصّ ، وعدم الاعتماد على الظنون والتخرّصات ، وقد وردت عدّة نصوص عامّة وخاصّة دالّة على إمامة الإمام العسكريّ عليهالسلام.
الثانية : وعلى فرض التنزّل والتسليم يمكننا البحث في الموردين المذكورين في السؤال.
ومجمل القول هو : إنّ السيّد محمّد قد توفّي في حياة والده الإمام الهادي عليهالسلام ، وبهذا قد انتفى افتراضه كإمام ، أي إنّ إمامته انتفت بانتفاء موضوعه.
ولا يخفى أنّ لهذا السيّد شأناً كبيراً ، ومقاماً عالياً عند أهل البيت عليهمالسلام ، وعند الشيعة ، ولكنّ الله تعالى شاء وقدّر ما كان وما يكون.
وأمّا جعفر ، وهو الملقّب بالكذّاب عند الشيعة ، فقد اشتهر عند الناس بالفسق والفجور ، فلم يكن فيه احتمال تصدّي مقام الإمامة حتّى على مستوى الفرض ؛ وهو أيضاً لم يدّع هذا المنصب في حياة أخيه الإمام العسكريّ عليهالسلام ،