« هاني ـ البحرين ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة »
س : لماذا لم يذكر القرآن صراحة اسم الإمام علي عليهالسلام؟ ولم يذكر أنّ الخلافة تؤول له مباشرة بعد الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله؟
ج : أنّ القرآن الكريم ذكر بعض الأحكام بشكل مجمل وترك بيان تفاصيلها إلى النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله وأهل بيته عليهمالسلام ، وخذ مثالاً في ذلك : إنّ القرآن قد أمرنا بوجوب الصلاة ، إلاّ أنّه لم يذكر تفاصيلها ، وعدد ركعاتها ، بل ترك تفصيل ذلك إلى الرسول صلىاللهعليهوآله.
وهكذا أوجب الصوم ، إلاّ أنّه لم يبيّن أحكامه ، وهكذا باقي الأحكام كالحجّ والخمس والزكاة وغير ذلك ، فإنّ تفاصيلها متروكة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وذلك لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى.
ومن ذلك الإمامة ، فإنّ القرآن أشار إلى صفة الإمام ، وأعرض عن اسمه ، تاركاً ذلك إلى تصريح النبيّ صلىاللهعليهوآله والنصّ عليه من قبله ، تماماً كما أشار إلى الصلاة وترك باقي تفاصيلها إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله.
ففي معرض إشارته إلى الإمام قال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ، فأشار القرآن إلى صفة الإمام دون ذكر اسمه ، وعلمنا من الخارج ـ أي من الروايات الصحاح ـ أنّ المؤمنين الذين صفتهم هكذا ينحصرون في الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام.
كما نقل ذلك السيوطي في الدرّ المنثور في تفسيره للآية عن الخطيب البغدادي في المتّفق عن ابن عباس قال : تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله للسائل : « من أعطاك هذا الخاتم »؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ... ).
__________________
١ ـ المائدة : ٥٥.