بحاجة لسرد النصوص النبوية والعلوية ، وكلمات الأصحاب والعلماء في كون أمير المؤمنين عليهالسلام أوّل القوم إسلاماً ، وأقدمهم إيماناً ، وأوّل من استجاب لرسول الله صلىاللهعليهوآله وصدّقه ، ودخل في الإسلام ، وأوّل من صلّى وركع وسجد لله سبحانه ، بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأوّل من وحّد الله سبحانه وعبده ، وأوّل السابقين إلى الدين ، و ....
كلّ هذه أُمور تناقلتها رواة العامّة أكثر من الخاصّة ، وأُلّفت فيها المؤلّفات ، وأثبتها الثقات ، وعلينا إثبات ذاك إن لزم.
ثمّ بعد ذاك ، لماذا كان يأخذ صلىاللهعليهوآله بيد أمير المؤمنين عليهالسلام في الملأ الصحابيّ ، ويقول : « إنّ هذا أوّل من آمن بي ، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة ... » (١).
أو قوله صلىاللهعليهوآله : « أوّلكم وارداً على الحوض أوّلكم إسلاماً علي بن أبي طالب ... » (٢)؟! أو غير ذلك.
وكذلك الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة في سننه عن علي بن أبي طالب عليهالسلام إذ يقول : « أنا الصدّيق الأكبر ، صلّيت قبل الناس بسبع سنين ، لا يقولها بعدي إلاّ كذّاب ».
فهو يفتخر بإسلامه وصلاته قبل الناس ، وذاك لوحده دليل على أنّ تلك منقبة وفضيلة ، وإلاّ لو لم تكن كذلك لما كان لاستدلاله بها معنىً.
كلّ هذا مهمّ جدّاً ، إلاّ أنّا نطوي عنه صفحاً فعلاً ، ونضطرّ ـ من باب
__________________
١ ـ الأمالي للشيخ الصدوق : ٢٧٤ ، الإرشاد ١ / ٣٢ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٠٢ ، المعجم الكبير ٦ / ٢٦٩ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٢٨ ، نظم درر السمطين : ٨٢ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٦ ، فيض القدير ٤ / ٤٧٢ ، تاريخ بغداد ٩ / ٤٦٠ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤١ ، أُسد الغابة ٥ / ٢٨٧ ، سير أعلام النبلاء ٢٣ / ٧٩ ، الإصابة ٧ / ٢٩٤ ، ينابيع المودّة ١ / ١٩٥ و ٢٤٤ و ٣٨٧.
٢ ـ المستدرك ٣ / ١٣٦ ، شرح نهج البلاغة ٤ / ١١٧ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٦.