وقد وردت روايات تشير إلى أنّ المنذر هو رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والهادي هو علي عليهالسلام ، ومعنى ذلك أنّ مصداق المنذر هو النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ومصداق الهادي هو علي عليهالسلام أو الإمام (١).
وأمّا قوله تعالى : ( وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢) ، فالمراد من مفهوم الصادقين كما وضّحه القرآن في سورة الحشر الآية الثامنة ، بأنّهم المؤمنون المحرومون ، الذين استقاموا وثبتوا رغم كلّ المشاكل ، وأخرجوا من ديارهم وأموالهم ، ولم يكن لهم هدف وغاية سوى رضى الله ، ونصرة رسوله صلىاللهعليهوآله ، وهذا المفهوم واسع.
إلاّ أنّ المستفاد من الروايات الكثيرة : أنّ المراد من هذا المفهوم هنا هم المعصومون فقط ، ففي رواية : أنّ سلمان سأل عن تلك الآية فقال : يا رسول الله عامّة هذه الآية أم خاصّة؟ فقال : « أمّا المأمورون فعامّة المؤمنين أُمروا بذلك ، وأمّا الصادقون فخاصّة لأخي علي والأوصياء من بعده إلى يوم القيامة » (٣).
( تركي عبد الله سعيد ـ السعودية ـ سنّي ـ ٢٣ سنة ـ بكالوريوس )
لا تعارض في أفعالهم ومواقفهم :
س : سؤالي هو إلى العلماء المحترمين : علي اتّقى ظلم أبي بكر وعمر وعثمان على حسب كلامكم ، ولكنّه تقاتل مع معاوية ، والحسن رجع واتّقى معاوية ، والحسين لم يرض بحكم يزيد؟
أنا كمسلم عادي ، ومأمور باتباع أهل البيت ، وهم حجّة عليّ ، كيف أفهم مواقفهم بحيث لا يكون فيها تعارض ، لأنّ في ظاهرها تعارض كامل؟
ج : لا يوجد تعارض في أفعال أهل البيت عليهمالسلام ، لما ثبت عندنا من عصمتهم
__________________
١ ـ أُنظر : الميزان في تفسير القرآن ١١ / ٣٢٧.
٢ ـ التوبة : ١١٩.
٣ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٢٧٨.