أحاديث الكافي ـ الذي هو أمتن الكتب الحديثية عند الشيعة ـ في كتابه مرآة العقول.
ج ـ إنّ الرواية المنقولة عن بحار الأنوار هي في الحقيقة وردت في احتجاج الشيخ الطبرسيّ (١) ، نقلاً عن كتاب سليم بن قيس الهلالي (٢) ، وأيضاً نقلها ابن شهر آشوب ـ بصورة مرسلة ـ في مناقبه (٣) ، وجاءت عنه في بحار الأنوار (٤).
فسند الحديث ليس مقطوعاً به ، حتّى يصبح حجّة لنا أو علينا.
د ـ توجد هناك أحاديث كثيرة منقولة في الجوامع الروائية لأهل السنّة مخالفة للعقل والنقل القطعي ، وتمسّ الجوانب الأساسية للعقيدة ، ومع هذا يرتضون بها ، ويؤوّلونها بتأويلات سخيفة ، حفظاً منهم لهذه الكتب ، ولو كان المجال واسعاً لأوردنا بعض الأمثلة لذلك ، ولكن حرصاً على الإجمال في الجواب ، نوكل هذا الموضوع إلى البحوث المستقلّة في هذا المضمار ، والتي تتولّى دراسة أحاديث الصحاح الستّة وغيرها ، حتّى يتبيّن للمنصف المتوخّي للحقيقة مدى قباحة بعض منقولات أهل السنّة وركاكتها.
هـ ـ وأخيراً : كيف يخاف من علي عليهالسلام وهو مع القرآن؟! وكيف يخاف منه وهو مع الحقّ ، بل هو راعي الدين والإسلام؟!
وعلى فرض صحّة الرواية ، فإنّها تدلّ على ثقة الرسول التامّة في علي عليهالسلام.
ولم ينقل عن الإمام علي عليهالسلام أنّه نظر إلى امرأة من نساء النبيّ صلىاللهعليهوآله ، كما نقل عن عمر أنّه كان يتعرّض لنساء رسول الله صلىاللهعليهوآله وهن خارجات للتبرّز قبل الحجاب.
فكان عمر يغار على زوجاته ، ويأمر الرسول بأن يحجّبهن ، والرسول لا
__________________
١ ـ الاحتجاج ١ / ٢٣١.
٢ ـ كتاب سليم بن قيس : ٤٢٢.
٣ ـ مناقب آل أبي طالب ٢ / ٥٩.
٤ ـ بحار الأنوار ٣٨ / ٢٩٧.