بإرضاع الكبير ، يردّون بأنّ الشيعة يقولون بإرضاع الرجال لبعضهم؟ ودمتم مباركين وبصحّة وعافية.
ج : ليس في المصادر الفقهية والحديثية وحتّى كتب السيرة عند المسلمين ما يوحي بأنّ الرضاع يكون من مصّ الأصابع.
نعم هناك رواية واحدة فيها كرامة للرسول صلىاللهعليهوآله اختصّ بها ولده الحسين عليهالسلام ، فعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : « لم يرضع الحسين من فاطمة عليهاالسلام ولا من أنثى ، كان يؤتى به النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فيضع إبهامه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثلاثة ، فنبت لحم الحسين عليهالسلام من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ودمه » (١).
وهذه الرواية إن صحّت سنداً فلها معارض أكثر استفاضة ، وهو رؤيا أُمّ الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب : « أنّ بعض جسد النبيّ صلىاللهعليهوآله في حجرها ، فأوّلها صلىاللهعليهوآله بالحسين يكون في حجرها » (٢).
ومهما يكن نصيب الرواية من الصحّة ، فلا مانع من الجمع بينها وبين رواية أُمّ الفضل ، على أنّه كان في حجرها تربّيه وليست ترضعه ، وبالتالي تبقى كرامة خاصّة بالحسين عليهالسلام.
وثمّة كرامة أُخرى لرسول الله صلىاللهعليهوآله جرت له مع الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام عند ولادته ، فقد ذكر الحلبي فقال : « وفي خصائص العشرة للزمخشري : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله تولّى تسميته بعلي ، وتغذيته أيّاماً من ريقه المبارك بمصّه لسانه ، فعن فاطمة بنت أسد أُمّ علي ( رضي الله عنها ) أنّها قالت : لمّا ولدته سمّاه علياً ، وبصق في فيه ، ثمّ إنّه ألقمه لسانه ، فما زال يمصّه حتّى نام ، قالت : فلمّا كان من الغد طلبنا له مرضعة ، فلم يقبل ثدي أحد ، فدعونا له محمّداً صلىاللهعليهوآله فألقمه لسانه فنام ، فكان كذلك ما شاء الله » (٣).
__________________
١ ـ الكافي ١ / ٤٦٥.
٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ١١٤.
٣ ـ السيرة الحلبية ١ / ٣٨٢.