ج : ادعاؤك بأنّنا نفضّل الإمام الحسين عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله لمجرد ذكر فضيلة له عليهالسلام ، لم يقل به أحد منّا.
فمجرد الاهتمام بزيارة الحسين عليهالسلام ، وأنّ قبره روضة من رياض الجنّة لا يلزم أفضليته على غيره ، أو عدم ثبوتها لغيره ، لأنّ ذلك لا يعني أنّه الأفضل مطلقاً ، ومن كلّ جهة حاشا وكلاّ.
نأخذ مثلاً على ذلك : أنّ موسى عليهالسلام يسمّى كليم الله ، وعيسى عليهالسلام روح الله ، وإبراهيم خليل الله ، هل عندما نثبت ذلك ننفي هذه الخصائص عن رسول الله؟ أو يلزم من ذلك أنّهم أفضل من النبيّ؟ فهذا لا يقول به عاقل ، ناهيك عن مسلم.
فالخصائص قد يختصّ بها شخص لحكمة ما ، أو لتكريم مناسب ومكافئ لفعل قام به ، أو لاشتهار بشيء يناسب ما يطلق عليه معها الحلم أو العلم أو اختصاص بزيارة ، فلا يدلّ ثبوت شيء ونفيها عن الغير ، على أفضليته مطلقاً على غيره.
فنردّ على ذلك الفهم من عدّة وجوه :
١ ـ نفي الملازمة بين هذه الفضيلة ، أو هذا الاهتمام بالزيارة للحسين عليهالسلام ، وبين ما تدّعيه وتفهمه من لزوم ذلك لتفضيله على النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله ، وكما بينّا آنفاً بعدم لزوم ذلك سلب الأهمّية أو المنزلة عن غيره ، أو تفضيله بكلّ شيء ، فهذا الادعاء باطل.
٢ ـ ما أُثبت من فضل لمرقد الحسين عليهالسلام من أنّه روضة من رياض الجنّة ثبت نفسه للرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، بل ثبت ذلك لأئمّة آخرين ، أو لأماكن أُخرى ، مثل : الكعبة ، ومسجد الكوفة ، بل ولقبر كلّ مؤمن صالح ، فلم يكن ذلك من خصائص الحسين عليهالسلام حتّى تنقض علينا ، وتزعم ما تزعم من أباطيل واستنتاجات.