على إمام من أئمّة المسلمين ، كما يذهب لذلك بعض ذوي النزعات الأمويّة ، وإنّما خرج على ظالم مغتصب لحقّه.
١٤ ـ الأمر بالمعروف : ومن أوكد الأسباب التي ثار من أجلها عليهالسلام إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنّهما من مقوّمات هذا الدين ، والإمام بالدرجة الأُولى مسؤول عنهما.
وقد أدلى عليهالسلام بذلك في وصيته لأخيه ابن الحنفية التي أعلن فيها عن أسباب خروجه على يزيد ، فقال : « وإنّي لم أخرج أشراً ، ولا بطراً ، ولا مفسداً ، ولا ظالماً ، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي ، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ... » (١).
١٥ ـ إماتة البدع : عمد الحكم الأمويّ إلى نشر البدع بين المسلمين ، التي لم يقصد منها إلاّ محق الإسلام ، وإلحاق الهزيمة به ، وقد أشار عليهالسلام إلى ذلك في رسالته التي بعثها لأهل البصرة : « فإنّ السنّة قد أُميتت ، وإنّ البدعة قد أُحييت ... » (٢).
لقد ثار عليهالسلام ليقضي على البدع الجاهلية التي تبنّاها الأمويّون ، ويحيي سنّة جدّه التي أماتوها ، ونشر راية الإسلام.
١٦ ـ العهد النبوي : واستشف النبيّ صلىاللهعليهوآله من وراء الغيب ما يمنى به الإسلام من الأخطار الهائلة على أيدي الأمويّين ، وأنّه لا يمكن بأيّ حال تجديد رسالته ، وتخليد مبادئه إلاّ بتضحية ولده الحسين عليهالسلام ، فعهد إليه بالتضحية والفداء ، وقد أدلى الإمام الحسين بذلك حينما عدله المشفقون عليه من الخروج إلى العراق ، فقال عليهالسلام لهم : « ورأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله أمرني بأمر ، وأنا ماض له » (٣).
١٧ ـ العزّة والكرامة : ومن أوثق الأسباب التي ثار من أجلها عليهالسلام ، هي العزّة
__________________
١ ـ لواعج الأشجان : ٣٠.
٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٤ / ٢٦٦ ، البداية والنهاية ٨ / ١٧٠ ، انساب الأشراف : ٧٨.
٣ ـ البداية والنهاية ٨ / ١٧٦ و ١٨١.