على أنّ هناك ما يحمل على الشكّ بصحّة ما رواه ابن كثير ، فقد نسب البيت المذكور إلى عاتكة بنت زيد ، قالته في رثاء زوجها عبد الله بن أبي بكر ، حيث كان يحبّها ، فجعل لها بعض أراضيه على أن لا تتزوّج بعده ، فتزوّجها عمر بن الخطّاب ، فأرسلت إليها عائشة أن ردّي علينا أرضنا ، وكانت عاتكة قد قالت حين مات عبد الله بن أبي بكر :
آليت لا تنفك نفسي حزينة |
|
عليك ولا ينفك جلدي أغبـرا |
قال : فتزوّجها عمر بن الخطّاب ، فقالت عائشة :
آليت لا تنفك عيني قريرة |
|
عليك ولا ينفك جلدي أصفرا (١) |
وهذا الجواب منها ينفي خطبة علي لها ، لأنّ خطبته لها لو كانت لابدّ أن تكون قبل خطبة أبي بكر ، لأنّ أبا بكر مات عنها سنة ١٣ من الهجرة ، يعني بعد موت فاطمة بثلاث سنين ، فلابدّ أن يفترض أنّ خطبة علي لها كانت قبل خطبة أبي بكر لها ، فكان عليها أن تجيبه بعد عتابه لها على تناسيها رثاءها لأخيه جعفر : أنت أولى منّي بالعتاب ، ألم تسبق إليّ بالخطبة ، ولأشارت إلى ما نسب إليها من زعم أنّ علياً خطبها ، وقول فاطمة عليهاالسلام لأبيها ، وقول أبيها صلىاللهعليهوآله : « ما كان لها أن تؤذي الله ورسوله ... ».
لا أن يكون جوابها : دعنا منك يا أبا الحسن ، فإنّك أمرؤ فيك دعابة.
٢ ـ وأمّا الأمة ، فهي جارية أعطاها له أبو بكر ، وحديثها أخرجه عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال : أعطى أبو بكر علياً جارية ، فدخلت أُمّ أيمن على فاطمة ، فرأت فيها شيئاً كرهته ، فقالت : ما لك؟ فلم تخبرها ، فقالت : ما لك؟ فو الله ما كان أبوك يكتمني شيئاً ، فقالت : « جارية أعطوها أبا حسن ».
__________________
١ ـ الطبقات الكبرى ٨ / ٢٦٦.