أخشى عجب نفسه أن يذهب به.
قال ابن عباس : يا أمير المؤمنين إنّ صاحبنا من قد علمت والله غير ما نقول ، إنّه ما غيّر ولا بدّل ، ولا أسخط رسول الله صلىاللهعليهوآله أيّام صحبته له.
فقال : ولا في بنت أبي جهل ، وهو يريد أن يخطبها على فاطمة؟
قلت : قال الله تعالى في معصية آدم عليهالسلام ، ولم نجد له عزماً ، وصاحبنا لم يعزم على اسخاط رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكن الخواطر التي لا يقدر أحد على دفعها عن نفسه ، وربما كانت من الفقيه في دين الله ، العالم العامل بأمر الله ....
فقال : يا بن عباس من ظن أنّه يرد بحوركم فيغوص فيها حتّى يبلغ قعرها فقد ظنّ عجزاً » (١).
هذه المحاورة رواها الزبير بن بكار في كتابه الموفّقيات ، كما نصّ على ذلك السيوطي في « الدرّ المنثور » ، ولكنّها لا توجد في المطبوع من الموفّقيات أخيراً ، بتحقيق الدكتور سامي مكّي العاني ، فهي ممّا يستدرك عليه ممّا فاته استدراكه ، فيما ذكر في آخر النسخة المطبوعة.
ومع ذلك ، فقد روى الهيثميّ في « مجمع الزوائد » نقلاً عن الطبراني في معاجمه الثلاثة ، والبزّار باختصار أيضاً ، وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف (٢).
كما أخرجه العقيلي في الضعفاء (٣) ، وقال ابن حجر : ضعّفه الدار قطني وأبو حاتم وأبو زرعة وغيرهم ... ، وقال أبو حاتم : ليس بالقوي ، روى أحاديث منكرة ... ، وقال الساجي : كذّاب يحدث بمناكير ... ، وذكره ابن الجارود والعقيلي ، وأورد له عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس : أنّ عليّاً خطب بنت
__________________
١ ـ الدرّ المنثور ٤ / ٣٠٩.
٢ ـ مجمع الزوائد ٩ / ٢٠٣.
٣ ـ الضعفاء الكبير ٣ / ١١٨.