وسمّاها ابن حزم في الجمهرة : الحنفاء ، فقال : « وولد أيضاً أبو جهل الحنفاء ، أراد علي أن يتزوّجها ، فكره ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فتزوّجها عتّاب ابن أسيد » (١) ، وسمّاها ابن حجر في الإصابة العوراء (٢) ، فلماذا هذا الاختلاف وبنات أبي جهل كما في كتب الأنساب أربع؟
وإليك أسماؤهن وأسماء أزواجهن نقلاً عن نسب قريش ، المتوّفى ٢٣٦ هـ ، فهو أقرب زماناً وهوى إلى المسور وإضرابه من رواة تلك الأسطورة.
قال : وكان لأبي جهل أربع بنات : صخرة والحنفاء وأسماء وجويرية ، وأُمّهن أروى بنت أبي العيص.
١ ـ كانت الحنفاء بنت أبي جهل عند سهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري.
٢ ـ وكانت أسماء بنت أبي جهل عند الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومي ، فولدت له أُمّ عبد الله بنت الوليد ، تزوّجت أُمّ عبد الله بنت الوليد عثمان بن عفّان ، فولدت له الوليد وسعيد ابني عثمان بن عفّان.
فهل كان زواج عثمان بها بعد موت ابنتي النبيّ صلىاللهعليهوآله؟ والجواب عند المسور واضرابه ، لكن ما رواه من قول فاطمة عليهاالسلام لأبيها : « يزعم قومك أنّك لا تغضب لبناتك ... » يأبى ذلك.
٣ ـ وكانت جويرية بنت أبي جهل عند عتّاب بن أسيد بن أبي العيص ....
قال الزبيري : وكان علي بن أبي طالب قد خطب جويرية بنت أبي جهل قبل عتّاب ، وهمّ بنكاحها ، فكره ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : « إنّي لأكره أن تجمع بين بنت ولي الله وبين بنت عدوّ الله » ، فتركها علي وتزوّجها عتّاب ، فولدت له عبد الرحمن بن عتّاب ، قتل يوم الجمل ، ووقف عليه علي فقال : « هذا يعسوب قريش ، جدعت أنفي ، وشقيت نفسي ».
__________________
١ ـ جمهرة أنساب العرب : ١٤٥.
٢ ـ الإصابة ٨ / ٢٥٣.