الحمزة ـ أسد الله وأسد رسوله ـ؟ وهو الذي كان أشار على النبيّ صلىاللهعليهوآله بالزواج منها ، فقال له : « يا رسول الله ، ما لك تتوق إلى نساء قريش وتدعنا »؟ قال : « وعندكم شيء »؟ قلت : « نعم ابنة حمزة » ، فقال : « إنّها لا تحلّ لي ، فأنّها ابنة أخي من الرضاعة » (١).
فهذه تفوق بنت أبي جهل حسباً ونسباً وجمالاً وكمالاً ، وهي لم تكن ممّن يحرم عليه نكاحها.
السؤال الثاني : ما بال النبيّ صلىاللهعليهوآله يغضبه خطبة علي لابنة أبي جهل ، لأنّ ذلك يسيء إلى فاطمة عليهاالسلام ، بينما نجده يغضب لعلي لا عليه حينما أخبره أربعة من الصحابة أنّ علياً اصطفى جارية من السبي عندما أرسله إلى اليمن ، فشكوه في المسجد ، الواحد تلو الآخر على ملأ من المسلمين ، فغضب صلىاللهعليهوآله عليهم ، وحتّى أبد بعضهم بنظره ، أي نظر إليه نظراً حادّاً ، ثمّ قال : « لا تؤذوني في علي ، لا تشكوا علياً ، إنّ علياً منّي وأنا من علي ».
وقال : « من آذى علياً فقد آذاني ... » إلى آخر ما قال ، فهل اصطفاء علي عليهالسلام لجارية من السبي لم يبلغ فاطمة عليهاالسلام ، أو بلغها ولم يسئها ذلك ، لأنّها لا تغار منها؟
السؤال الثالث : ما بال المسور واضرابه لم يسمّوا لنا تلك المخطوبة المحظوظة بهوى علي فيها ، فتركوا أصحاب الحديث والتاريخ والأنساب يخبطون خبط العشواء ، فسمّاها مصعب الزبيري « جويرية » ، فقال في كتابه نسب قريش : « وكان علي بن أبي طالب قد خطب جويرية بنت أبي جهل قبل عتاب ، وهمّ بنكاحها ، فكره ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله وقال : « إنّي لأكره أن تجمع بين بنت ولي الله وبين بنت عدوّ الله » ، فتركها علي ، وتزوّجها عتّاب ».
__________________
١ ـ ذخائر العقبى : ١٠٦ ، صحيح مسلم ٤ / ١٦٤ ، السنن الكبرى للنسائيّ ٣ / ٢٩٧ ، المعجم الكبير ٣ / ١٣٩.