ولو بهلاك بعض ولدي
، ولكن قضى الله ما رأيت ، يا بني كاتبني حاجة تكون لك.
وذكر ابن الأثير أيضاً : إنّ يزيد بن
معاوية لمّا وجه مسلم بن عقبة المري ـ وهو الذي سمّي مسرفاً ـ إلى المدينة
المنوّرة لمقاتلة أهلها حين خلعوا بيعته ، قال له : فإذا ظهرت عليهم فأنهبها
ثلاثاً ، فكلّ ما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند ، فإذا مضت
الثلاث فأكفف عن الناس ، وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه ، واستوص به خيراً ، فإنّه
لم يدخل مع الناس ، وإنّه قد أتاني كتابه.
وقد كان مروان بن الحكم كلّم ابن عمر
لمّا أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أُمية في أن يغيّب أهله عنده فلم يفعل ،
فكلّم علي بن الحسين ، فقال : إنّ لي حرماً وحرمي يكون مع حرمك ، فقال : « أفعل »
، فبعث بامرأته وهي عائشة ابنة عثمان بن عفّان ، وحرمه إلى علي بن الحسين ، فخرج
علي بحرمه وحرم مروان إلى ينبع ، وقيل : بل أرسل حُرم مروان ، وأرسل معهم ابنه عبد
الله بن علي إلى الطائف.
وجاء في إرشاد المفيد : « إنّ مسرف بن
عقبة لمّا قدم المدينة أرسل إلى علي بن الحسين عليهماالسلام
فأتاه ، فلمّا صار إليه قرّبه وأكرّمه وقال له : وصّاني أمير المؤمنين ببرّك
وتمييزك من غيرك ... ».
فممّا تقدّم تبيّن : أنّ الإمام علي بن
الحسين عليهماالسلام
كان أرفع مكانة وأجلّ قدراً وأقوى موقعاً لدى الحاكمين من المسور بن مخرمة ، الذي
رفسه مروان برجله كما مرّ ، وجلدوه الحدّ كما تقدّم ، فهو أذلّ من أن يتمكّن من
قضاء حاجة لأحد عند الأمويّين.
__________________