التيسير في التفسير للقرآن - ج ٨

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي

التيسير في التفسير للقرآن - ج ٨

المؤلف:

الشيخ ماجد ناصر الزبيدي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المحجّة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٤٤

إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١)) [سورة اللّيل : ٥ ـ ٢١]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) قال : نزلت في رجل من الأنصار ، كانت له نخلة في دار رجل آخر ، وكان يدخل عليه بغير إذن ، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لصاحب النخلة : «بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنّة» فقال : لا أفعل. فقال : «تبيعها بحديقة في الجنّة؟» فقال : لا أفعل. فانصرف ، فمضى إليه أبو الدحداح ، فاشتراها منه ، وأتى أبو الدحداح إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، خذها واجعل لي في الجنة الحديقة التي قلت لهذا بها فلم يقبلها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لك في الجنة حدائق وحدائق» فأنزل الله في ذلك : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى)(١) (وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى)(٢) يعني أبو الدحداح (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) [يعني] إذا مات (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) ، قال : علينا أن نبين لهم.

قوله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) أي تلتهب عليهم (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) يعني هذا الذي بخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) ، قال : أبو الدحداح.

وقال الله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ

__________________

(١) قال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام (أعطى) : يعني النخلة.

(٢) قال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : هو ما عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

٤٢١

الْأَعْلى) ، قال : ليس لأحد عند الله يد على ربه بما فعله لنفسه ، وإن جازاه فبفضله يفعله ، وهو قوله : (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَلَسَوْفَ يَرْضى) أي يرضى عن أمير المؤمنين عليه‌السلام (١).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) ، قال : «في جهنم واد فيه نار لا يصلاها إلا الأشقى ، أي فلان الذي كذب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي عليه‌السلام وتولى عن ولايته». ثم قال عليه‌السلام : «النيران بعضها دون بعض ، فما كان من نار هذا الوادي فللنصّاب» (٢).

وقال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام لأبي نصر في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) : «إن الله يهدي من يشاء ، ويضلّ من يشاء».

قال أبو نصر : فقلت له : أصلحك الله ، إن قوما من أصحابنا يزعمون أن المعرفة مكتسبة ، وإنهم إن ينظروا من وجه النظر أدركوا؟ فأنكر ذلك ، فقال : «ما لهؤلاء القوم لا يكتسبون الخير لأنفسهم ، ليس أحد من الناس إلا ويحب أن يكون خيرا ممن هو خير منه ، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم ، وقرابتهم قرابتهم ، وهم أحق بهذا الأمر منكم ، أفترى أنهم لا ينظرون لأنفسهم ، وقد عرفتم ولم يعرفوا! قال أبو جعفر عليه‌السلام : لو استطاع الناس لأحبّونا» (٣).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) : «بأن الله تعالى يعطي بالواحدة عشرة إلى مائة ألف فما

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٥.

(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٦.

(٣) قرب الإسناد : ص ١٥٦.

٤٢٢

زاد (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) قال : لا يريد شيئا من الخير ، إلا يسره الله له (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) [قال : بخل بما آتاه الله عزوجل] (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بأن [الله] يعطي بالواحدة عشرة إلى مائة ألف فما زاد (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) [قال] : لا يريد شيئا من الشر إلا يسره له (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) ، قال : أما والله ما هو تردى في بئر ، ولا من جبل ، ولا من حائط ، ولكن تردى في نار جهنم» (١).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى)(٢) ، قال : «دولة إبليس لعنه الله إلى يوم القيامة ، وهو يوم قيام القائم عليه‌السلام (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى)(٣) ، وهو القائم عليه‌السلام إذا قام ، وقوله : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) أعطى نفسه الحقّ ، واتّقى الباطل (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) ، أي الجنّة (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى) يعني بنفسه عن الحق ، واستغنى بالباطل عن الحق (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بولاية علي بن أبي طالب والأئمة عليهم‌السلام من بعده (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) ، يعني النار.

وأما قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) يعني أن عليا عليه‌السلام هو الهدى (وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) قال : [هو] القائم عليه‌السلام إذا قام بالغضب ، فيقتل من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين (لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى) قال : هو عدو آل محمد عليهم‌السلام (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) قال : ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته» (٤).

__________________

(١) الكافي : ج ٤ ، ص ٤٦ ، ح ٥.

(٢) الليل : ١.

(٣) الليل : ٢.

(٤) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨٠٧ ، ح ١.

٤٢٣

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) الخمس ، (وَاتَّقى) ، ولاية الطواغيت (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) بالولاية (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) فلا يريد شيئا من الخير إلا يسّر له (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ) بالخمس (وَاسْتَغْنى) برأيه عن أولياء الله (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) بالولاية (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى) فلا يريد شيئا من الشر إلا تيسر له».

وأما قوله : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) قال : «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن تبعه» ، و (الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى) قال : «ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهو قوله تعالى : (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)(١)». وقوله : (ما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) : «فهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي ليس لأحد عنده من نعمة تجزى ، ونعمته جارية على جميع الخلق» (٢).

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨٠٩ ، ح ٧.

٤٢٤

سورة الضّحى

* س ١ : ما هو فضل سورة الضّحى؟!

الجواب / روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال : «من قرأ هذه السورة ، وجبت له شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم القيامة ، وكتب له من الحسنات بعدد كل سائل ويتيم عشر مرّات ، وإن كتبها على اسم غائب ضالّ رجع إلى أصحابه سالما ، ومن نسي في موضع شيئا ثم ذكره وقرأها ، حفظه الله إلى أن يأخذه» (١).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أدمن قراءتها على اسم صاحب له ، رجع إليه صاحبه سريعا سالما» (٢).

وقال الصادق عليه‌السلام : «من أكثر قراءة (والشمس) ، (والليل) ، (والضحى) و (ألم نشرح) في يوم أو ليلة ، لم يبق شيء بحضرته إلا شهد له يوم القيامة ، حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه وعصبه وعظامه» (٣).

* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :

(وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥)) [سورة الضّحى : ١ ـ ٥]؟!

الجواب / قال علي بن إبراهيم ، في قوله تعالى : (وَالضُّحى) قال : [الضّحى] إذا ارتفعت الشمس (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) ، قال : إذا أظلم ، قوله :

__________________

(١) خواص القرآن : ص ١٤ «مخطوط».

(٢) البرهان : ج ١٠ ، ص ٣٠٧.

(٣) البرهان : ج ١٠ ، ص ٣٠٧.

٤٢٥

(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) ، قال : لم يبغضك ، فقال يصف تفضله عليه : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(١).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام ، في قوله تعالى : (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى) ، قال : «يعني الكرة هي الآخرة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم». [قلن] : قوله : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) ، [قال] : «يعطيك الجنة فترضى» (٢).

وقال علي بن عبد الله بن العباس : عرض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده كفرا كفرا ، فسر بذلك ، فأنزل الله عزوجل (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) ، قال : فأعطاه الله عزوجل قصر في الجنة ، ترابه المسك ، وفي كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم ، وقوله : كفرا كفرا ، أي قرية قرية ، والقرية تسمى كفرا (٣).

وقال أبو جعفر عليه‌السلام ، في قوله : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) : «وذلك أن جبرئيل أبطأ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنه كانت أول سورة نزلت (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)(٤) ثم أبطأ عليه ، فقالت خديجة : لعل ربك قد تركك ، فلا يرسل إليك. فأنزل الله تبارك وتعالى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٥).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٧.

(٢) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٧.

(٣) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨١٠ ، ح ١.

(٤) العلق : ١.

(٥) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٨.

٤٢٦

* س ٣ : ما هو معنى قوله تعالى :

(أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)) [سورة الضّحى : ٦ ـ ١١]؟!

الجواب / قال زرارة : قال أحدهما عليهما‌السلام ، في قوله تعالى : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) : «فأوى إليك الناس (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) أي هدى إليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك» (١).

قال عباية بن ربعي : سألت ابن عباس عن قول الله عزوجل : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) [قال : إنما سمي يتيما لأنه] لم يكن لك نظير على وجه الأرض من الأولين و [لا من] الآخرين ، فقال الله عزوجل ممتنّا عليه بنعمته (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً) أي وحيدا لا نظير لك (فَآوى) إليك الناس وعرفهم فضلك حتى عرفوك (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) يقول : منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم الله بمعرفتك (وَوَجَدَكَ عائِلاً) يقول : فقيرا عند قومك ، يقولون : لا مال لك ، فأغناك الله بمال خديجة ، ثم زادك من فضله ، فجعل دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله لك ذهبا ، لنقل عينه إلى مرادك ، فأتاك بالطعام حيث لا طعام ، وأتاك بالماء حيث لا ماء ، وأغاثك بالملائكة حيث لا مغيث ، فأظفرك بهم على أعدائك (٢).

وقال علي بن إبراهيم أيضا : ثم قال : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) قال : اليتيم : الذي لا مثل له ، ولذلك سميت الدرة اليتيمة لأنه لا مثل لها (وَوَجَدَكَ

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٧.

(٢) معاني الأخبار : ص ٥٢ ، ح ٤.

٤٢٧

عائِلاً فَأَغْنى) بالوحي ، فلا تسأل عن شيء إلا نبئته (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) ، قال : وجدك ضالا في قوم لا يعرفون فضل نبوتك ، فهداهم الله بك.

قوله : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) أي لا تظلم ، والمخاطبة للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمعنى للنّاس ، قوله : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) أي لا تطرد : قوله : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ، قال : بما أنزل الله عليك وأمرك به من الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ، وما فضلك الله به فحدّث (١).

وقال فضل البقباق : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله عزوجل : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) ، قال : «الذي أنعم عليك بما فضّلك وأعطاك وأحسن إليك» ثم قال : «فحدث بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه» (٢).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٧.

(٢) الكافي : ج ٢ ، ص ٧٧ ، ح ٥.

٤٢٨

تفسير سورة

الشرح ـ التين

العلق

رقم السورة

ـ ٩٤ ـ ٩٥ ـ ٩٦ ـ

٤٢٩
٤٣٠

سورة الشرح

* س ١ : ما هو فضل سورة الشرح!

الجواب / قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قرأها أعطاه الله اليقين والعافية ، ومن قرأها على ألم في الصدر ، وكتبها له ، شفاه الله» (١).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من كتبها في إناء وشربها ، وكان حصر البول ، شفاه الله وسهّل الله إخراجه» (٢).

وقال الصادق عليه‌السلام : «من قرأها على الصدر تنفع من ضرّه ، وعلى الفؤاد تسكّنه بإذن الله ، وماؤها ينفع لمن به البرد بإذن الله تعالى» (٣).

* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :

(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨)) [سورة الشرح : ١ ـ ٨]؟!

الجواب / قال جعفر بن محمد عليه‌السلام : «قال [الله] سبحانه وتعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) بعليّ (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ فَإِذا فَرَغْتَ) من نبوّتك (فَانْصَبْ) عليا [وصيّا] (وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) في ذلك» (٤).

__________________

(١) خواص القرآن : ص ١٥ «مخطوط».

(٢) البرهان : ج ١٠ ، ص ٣١٥.

(٣) المصدر السابق نفسه.

(٤) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨١١ ، ح ١.

٤٣١

وقال سلمان : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)؟ قال : «بعليّ ، فاجعله وصيا». قلت : وقوله : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ)؟ قال : «إن الله عزوجل أمره بالصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، ثم أمره إذا فعل ذلك أن ينصب عليا وصيه» (١).

وقال الباقر والصادق عليهما‌السلام ، في قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) : «ألم نعلمك من وصيّك ، فجعلناه ناصرك ومذلّ عدوك (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) وأخرج منه سلالة الأنبياء الذي يهتدى بهم (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) فلا أذكر إلا ذكرت معي (فَإِذا فَرَغْتَ) من دينك (فَانْصَبْ) عليا للولاية تهتدي به الفرقة» (٢).

وقال الرضا عليه‌السلام : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) يا محمد ، ألم نجعل عليا وصيك؟ (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) ثقل مقاتلة الكفار وأهل التأويل بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام (وَرَفَعْنا لَكَ) [بذلك] (ذِكْرَكَ) أي رفعنا مع ذكرك يا محمد له رتبة» (٣).

وقال علي بن إبراهيم ، في معنى السورة : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) قال : بعلي ، فجعلناه وصيك ، قال : حين فتحت مكة ، ودخلت قريش في الإسلام ، شرح الله صدره ويسره ، (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) قال : ثقل الحرب (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) أي أثقل ظهرك (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) ، قال : تذكر إذا ذكرت ، وهو قول الناس : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله.

ثم قال : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) ، قال : ما كنت فيه من العسر أتاك اليسر ، (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) قال : إذا فرغت من حجة الوداع فانصب أمير

__________________

(١) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨١٢ ، ح ٣.

(٢) المناقب : ج ٣ ، ص ٢٣.

(٣) المناقب : ج ٣ ، ص ٢٣.

٤٣٢

المؤمنين عليه‌السلام (وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ)(١).

وقال مسعدة بن صدقة : سمعت جعفرا [يقول : «كان أبي (رضي الله عنه)] يقول في قوله تبارك وتعالى : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) : فإذا قضيت الصلاة قبل أن تسلم وأنت جالس ، فانصب في الدعاء من أمر الدنيا والآخرة ، وإذا فرغت من الدّعاء فارغب إلى الله تبارك وتعالى [أن يتقبلها منك]» (٢).

وقال الطبرسي : معناه : فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدّعاء ، وارغب إليه في المسألة يعطيك. قال : وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام (٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٨.

(٢) قرب الإسناد : ص ٥.

(٣) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٧٧٢.

٤٣٣
٤٣٤

سورة التّين

* س ١ : ما هو فضل سورة التّين؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «من قرأ (وَالتِّينِ) في فرائضه ونوافله أعطي من الجنة حيث يرضى إن شاء الله تعالى» (١).

ومن (خواص القرآن) : روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : «من قرأ هذه السورة كتب الله له من الأجر ما لا يحصى ، وكأنما تلقى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مغتمّ ففرّج الله عنه ، وإذا قرئت على ما يحضر من الطعام ، صرف الله عنه بأس ذلك الطعام ، ولو كان فيه سما قاتلا ، وكان فيه الشفاء» (٢).

* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :

(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (١) وَطُورِ سِينِينَ (٢) وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (٣) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٦) فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (٧) أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ (٨)) [سورة التّين : ١ ـ ٨]؟!

الجواب / قال أبو الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن الله تبارك وتعالى اختار من البلدان أربعة ، فقال عزوجل : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) التين : المدينة ، والزيتون : بيت المقدس ، وطور سينين : الكوفة ، وهذا البلد الأمين : مكّة» (٣).

__________________

(١) ثواب الأعمال : ص ١٢٣.

(٢) خواص القرآن : ص ٣٣ «مخطوط».

(٣) معاني الأخبار : ص ٣٦٤ ، ح ١.

٤٣٥

وقال محمد بن الفضيل : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : أخبرني عن قول الله عزوجل : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) إلى آخر السورة ، فقال : «التين والزيتون : الحسن والحسين».

قلت : (وَطُورِ سِينِينَ)؟ قال : «ليس هو طور سينين ، ولكن طور سيناء». قال : فقلت وطور سيناء؟ فقال : «نعم ، هو أمير المؤمنين عليه‌السلام».

قلت : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)؟ قال : «هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أمن الناس به من النار إذا أطاعوه».

قلت : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) قال : «ذاك أبو فصيل حين أخذ الله الميثاق له بالربوبية ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوة ، ولأوصيائه بالولاية ، فأقرّ وقال : نعم ، ألا ترى أنه قال : (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) يعني الدرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما فعل؟».

قال : قلت : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)؟ قال : «هو والله أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)(١).

قال : قلت : (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)؟ قال : «مهلا مهلا ، لا تقل هكذا ، [هذا] هو الكفر بالله ، لا والله ما كذب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالله طرفة عين» قال : قلت : فكيف هي؟ قال : «فمن يكذبك بعد بالدين ، والدين أمير المؤمنين عليه‌السلام (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)(٢).

وقال ابن عباس ، في قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) وقد دخلت الروايات بعضها في بعض : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انتبه من نومه في بيت أم هانىء فزعا ، فسألته عن ذلك ، فقال : «يا أم هانىء ، إن الله عزوجل عرض

__________________

(١) قال علي بن إبراهيم القمّي : أي لا يمنّ عليهم به. (تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٢٩).

(٢) تأويل الآيات : ج ٢ ، ص ٨١٤ ، ح ٤.

٤٣٦

عليّ في المنام القيامة وأهوالها ، والجنة ونعيمها ، والنار وما فيها وعذابها ، فأطلعت في النار فإذا أنا بمعاوية وعمرو بن العاص قائمين في حرّ جهنم ، يرضخ رأسيهما الزبانية بحجارة من جمر جهنم ، يقولون لهما هلّا آمنتما بولاية علي بن أبي طالب؟» قال ابن عباس : فيخرج علي عليه‌السلام من حجاب العظمة ضاحكا مستبشرا ، وينادي : حكم لي ربي ورب الكعبة ، فذلك قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) فينبعث الخبيث إلى النار ، ويقوم علي في الموقف يشفع في أصحابه وأهل بيته وشيعته (١).

__________________

(١) البرهان : ج ١٠ ، ص ٣٢٥.

٤٣٧
٤٣٨

سورة العلق

* س ١ : ما هو فضل سورة العلق؟!

الجواب / قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «من قرأ في يومه أو ليلته : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) ثم مات في يومه أو في ليلته ، مات شهيدا ، وبعثه الله شهيدا ، وأحياه شهيدا ، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل الله تعالى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» (١).

ومن (خواص القرآن) : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنه قال : «من قرأ هذه السورة ، كتب الله له من الأجر كمثل ثواب من قرأ جزء المفصّل (٢) ، وكأجر من شهر سيفه في سبيل الله تعالى ، ومن قرأها وهو راكب البحر سلمه الله تعالى من الغرق» (٣).

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قرأها على باب مخزن ، سلّمه الله تعالى من كل آفة وسارق إلى أن يخرج ما فيه مالكه» (٤).

* س ٢ : ما هو معنى قوله تعالى :

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي

__________________

(١) ثواب الأعمال : ص ١٢٤.

(٢) قيل : إنما سمي به لكثرة ما يقع فيه من فصول التسمية بين السور ، وقيل : لقصر سوره ، واختلف في أوله ، فقيل : من سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل : من سورة ق ، وقيل : من سورة الفتح ، «مجمع البحرين : ج ٥ ، ص ٤٤١».

(٣) خواص القرآن : ص ١٤ «مخطوط».

(٤) البرهان : ج ١٠ ، ص ٣٢٧.

٤٣٩

عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥) كَلاَّ إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩)) [سورة العلق : ١ ـ ١٩]؟!

الجواب / قال أبو جعفر عليه‌السلام : «نزل جبرئيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا محمد ، إقرأ ، قال : وما أقرأ؟ قال : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) يعني خلق نورك الأقدم قبل الأشياء (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) يعني خلقك من نطفة ، وشق منك عليا ، (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) يعني علم علي بن أبي طالب (عَلَّمَ الْإِنْسانَ) علم عليا من الكتابة لك (ما لَمْ يَعْلَمْ) قبل ذلك» (١).

وقال علي بن إبراهيم ، في معنى السورة ، قوله : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ). قال : أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) ، قال : من دم (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) يعني علم الإنسان الكتابة التي تتم بها أمور الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها.

ثم قال : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) قال : إن الإنسان إذا استغنى يكفر ويطغى وينكر (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى).

قوله : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى) قال : كان الوليد بن المغيرة ينهى الناس عن الصلاة ، وأن يطاع الله ورسوله ، فقال الله : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٤٣٠.

٤٤٠