الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

(فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) أي ان العزة كلها مختصة بالله : عزة الدنيا وعزة الآخرة.

(يَرْفَعُهُ) أي يرفعه الله.

(يَبُورُ) يكسد ويفسد.

١١ ـ (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) :

(أَزْواجاً) أصنافا ، أو ذكرانا وإناثا.

١٢ ـ (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) :

(وَمِنْ كُلٍ) أي ومن كل واحد منهما.

(لَحْماً طَرِيًّا) وهو السمك.

(وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً) وهى اللؤلؤ والمرجان.

(فِيهِ) فى كل.

(مَواخِرَ) تشق الماء بجريها.

(مِنْ فَضْلِهِ) من فضل الله.

١٣ ـ (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) :

(مِنْ قِطْمِيرٍ) القطمير : لفافة النواة ، وهى القشرة الرقيقة الملتفة عليها.

١٤ ـ (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) :

٢١

(إِنْ تَدْعُوهُمْ) أي الأوثان.

(لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ) لأنهم جماد.

(وَلَوْ سَمِعُوا) على سبيل الفرض.

(مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ) لأنهم لا يدعون ما تدعون لهم من الإلهية ويتبرءون منها. وقيل : ما نفعوكم.

(وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) ولا يخبرك بالأمر مخبر هو مثل خبير عالم به.

١٥ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) :

(الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ) المحتاجون اليه فى بقائكم وكل أحوالكم.

(الْغَنِيُ) النافع بغناه خلقه.

(الْحَمِيدُ) المستحق بانعامه عليهم أن يحمدوه.

١٦ ـ (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) :

(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ) أي ان يشأ يذهبكم يذهبكم.

١٧ ـ (وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ) :

(بِعَزِيزٍ) أي ممتنع عسير متعذر.

١٨ ـ (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) :

(وَلا تَزِرُ) ولا تحمل.

(وازِرَةٌ) حاملة ، صفة للنفس ، أي ان كل نفس يوم القيامة لا تحمل الا حملها الذي اقترفته ولا تؤخذ نفس بذنب نفس.

(وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها) أي ان نفسا قد أثقلتها الأوزار وبهظتها لو دعت الى أن يخفف بعض وقرها لم تجب ولم تغث.

(وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) أي ولو كان المدعو من قرابتها.

٢٢

(بِالْغَيْبِ) أي يخشون ربهم غائبين عن عذابه ، أو يخشون عذابه غائبا عنهم.

(وَمَنْ تَزَكَّى) ومن تطهر بفعل الطاعات وترك المعاصي.

١٩ ـ (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) :

(الْأَعْمى) أي الكافر.

(وَالْبَصِيرُ) أي والمؤمن.

٢٠ ـ (وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) :

أي : ولا الباطل والحق ، والشرك والإيمان.

٢١ ـ (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) :

(الْحَرُورُ) السموم.

٢٢ ـ (وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) :

(الْأَحْياءُ) أي من اهتدى فانتفع بوجوده.

(وَلَا الْأَمْواتُ) من ضل فلم ينتفع بوجوده.

(مَنْ فِي الْقُبُورِ) من انطوت عليهم الأرض فهم لا يسمعون.

٢٣ ـ (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ) :

أي ما عليك إلا أن تبلغ وتنذر.

٢٤ ـ (إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) :

(بِالْحَقِ) حال من أحد الضميرين ، أي محقا ، أو محقين ، أو صفة للمصدر ، أي إرسالا مصحوبا بالحق ، أو صلة لبشير ونذير ، على : بشيرا بالوعد الحق ، ونذيرا بالوعيد الحق.

(إِلَّا خَلا) الا سلف.

٢٣

٢٥ ـ (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) :

(بِالْبَيِّناتِ) بالشواهد على صحة النبوة ، وهى المعجزات.

(وَبِالزُّبُرِ) وبالصحف.

(وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ) نحو التوراة والإنجيل والزبور.

٢٦ ـ (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) :

(فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ) أي فكيف كانت عقوبتى لهم.

٢٧ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) :

(أَلْوانُها) أجناسها.

(جُدَدٌ) طرائق.

(وَغَرابِيبُ) الغربيب : الشديد السواد. وفى الكلام تقديم وتأخير ، أي ومن الجبال سود غرابيب.

٢٨ ـ (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) :

(كَذلِكَ) أي كاختلاف الثمرات والجبال.

(الْعُلَماءُ) الذين علموه بصفاته وعدله وتوحيده ، وما يجوز عليه وما لا يجوز فعظموه وقدروه حق قدره ، وخشوه حق خشيته.

(عَزِيزٌ) يعاقب العصاة.

(غَفُورٌ) يعفو عن أهل الطاعة.

٢٩ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) :

(يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) يداومون على تلاوته فهى شأنهم وديدنهم.

٢٤

(تِجارَةً) طلب الثواب بالطاعة.

(لَنْ تَبُورَ) لن تكسد وتنفق.

٣٠ ـ (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) :

(أُجُورَهُمْ) ما استحقوه من الثواب.

٣١ ـ (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) :

(مِنَ الْكِتابِ) من القرآن ، ومن ، للتبيين.

(مُصَدِّقاً) حال مؤكدة ، لأن الحق لا ينفك عن هذا التصديق.

(لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) لما تقدمه من الكتب.

٣٢ ـ (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) :

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) أي أوحينا إليك القرآن ثم أورثنا من بعدك ، أي حكمنا بتوريثه.

(الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) وهم أمته من الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم الى يوم القيامة.

٣٣ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) :

(جَنَّاتُ عَدْنٍ) بدلا من قوله (الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) :

(وَلُؤْلُؤاً) معطوف على محل (مِنْ أَساوِرَ).

٣٤ ـ (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) :

(الْحَزَنَ) ما يحزننا.

٢٥

٣٥ ـ (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) :

(دارَ الْمُقامَةِ) دار الاقامة ، يعنى الجنة.

(مِنْ فَضْلِهِ) من عطائه وافضاله.

(النُّصُبِ) تعب.

(لُغُوبٌ) فتور بسبب النصب.

٣٦ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) :

(فَيَمُوتُوا) جواب النفي ، ونصبه بإضمار (أن).

(كَذلِكَ) مثل ذلك الجزاء.

٣٧ ـ (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) :

(يَصْطَرِخُونَ) يتصارخون.

(غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) غير الذي كنا نحسبه صالحا فنعمله.

(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ) توبيخ.

(النَّذِيرُ) الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٨ ـ (إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) :

(بِذاتِ الصُّدُورِ) ما تكن الصدور وتنطوى عليه.

٣٩ ـ (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَساراً) :

٢٦

(خَلائِفَ) خلفا بعد خلف.

(إِلَّا مَقْتاً) الا بغضا وغضبا.

(إِلَّا خَساراً) الا هلاكا وضلالا.

٤٠ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً) :

(أَرُونِي) أخبرونى عن هؤلاء الشركاء.

(إِلَّا غُرُوراً) إلا أباطيل تغر.

٤١ ـ (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) :

(أَنْ تَزُولا) كراهة أن تزولا ، أو يمنعهما من أن تزولا.

(وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) أي ولو زالتا ما أمسكهما من أحد من بعده.

٤٢ ـ (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً) :

(نَذِيرٌ) أي نبى.

(مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ) ممن كذب الرسل من أهل الكتاب.

٤٣ ـ (اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً) :

(اسْتِكْباراً) عتوا عن الايمان.

(وَمَكْرَ السَّيِّئِ) أي ومكر العمل السيّئ ، وهو الكفر وخدع الضعفاء.

٢٧

(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) أي لا تنزل عاقبة الشرك الا بمن أشرك.

(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ) أي انما ينتظرون العذاب الذي نزل بالكفار الأولين.

٤٤ ـ (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً) :

(وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ) أي إذا أراد إنزال عذاب بقوم لم يعجزه ذلك.

٤٥ ـ (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً) :

(بِما كَسَبُوا) من الذنوب.

(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) الى يوم القيامة.

(بِعِبادِهِ) بمن يستحق العقاب منهم.

٢٨

(٣٦)

سورة يس

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (يس) :

قيل : معناه : يا انسان ، فى لغة طىء.

٢ ـ (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) :

قسم بالقرآن المشتمل على الحكمة.

٣ ـ (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) :

(إِنَّكَ) يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) الذين بعثهم الله الى الناس رسلا.

٤ ـ (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) :

أي على طريق معتدل ، وهو دين الإسلام.

٥ ـ (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) :

(تَنْزِيلَ) نزله على رسوله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(الْعَزِيزِ) الغالب على كل شىء.

(الرَّحِيمِ) بعباده.

٦ ـ (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ) :

(لِتُنْذِرَ قَوْماً) لتخوفهم بالعذاب الذي أعده الله للكافرين.

(ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) لم يجيء آباءهم نذير.

(فَهُمْ غافِلُونَ) ساهون لاهون.

٧ ـ (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) :

٢٩

(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ) سبق فى علمنا.

(عَلى أَكْثَرِهِمْ) أن أكثرهم.

(فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) لن يختاروا الإيمان.

٨ ـ (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) :

(أَغْلالاً) سلاسل.

(فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ) أي واصلة الى الأذقان ملزوزة إليها.

(فَهُمْ مُقْمَحُونَ) يرفعون رءوسهم ويغضون أبصارهم.

٩ ـ (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) :

(فَأَغْشَيْناهُمْ) أي فأغشينا أبصارهم ، أي غطيناها وجعلنا عليها غشاوة عن أن تطمح الى مرئى.

١٠ ـ (وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) :

(لا يُؤْمِنُونَ) أي مصرون على كفرهم.

١١ ـ (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) :

(الذِّكْرَ) وهو القرآن ، أو الوعظ.

(وَخَشِيَ الرَّحْمنَ) وخاف الرحمن.

(بِالْغَيْبِ) وإن كان لا يراه.

١٢ ـ (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) :

(نُحْيِ الْمَوْتى) نبعثهم بعد مماتهم.

(ما قَدَّمُوا) ما أسلفوا من الأعمال.

(وَآثارَهُمْ) وما كان لهم من آثار خلفوها.

(فِي إِمامٍ) فى لوح.

٣٠

(مُبِينٍ) يفصح عن كل شىء.

١٣ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) :

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً) ومثل لهم مثلا.

(أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) أي مثل أصحاب القرية ، وهى أنطاكية.

(الْمُرْسَلُونَ) رسل عيسى عليه‌السلام.

١٤ ـ (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) :

(فَعَزَّزْنا) فقوينا.

١٥ ـ (قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ) :

(إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) تأكلون الطعام وتمشون فى الأسواق.

١٦ ـ (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) :

(رَبُّنا يَعْلَمُ) جار مجرى القسم فى التوكيد.

١٧ ـ (وَما عَلَيْنا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) :

(الْمُبِينُ) الظاهر المدعم بالآيات الشاهدة لصحته.

١٨ ـ (قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(تَطَيَّرْنا بِكُمْ) تشاءمنا بكم.

(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا) لئن لم تكفوا عن دعوتكم.

١٩ ـ (قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) :

(طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) أي شؤمكم معكم ، وهو كفرهم.

(أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) أي أتطيرتم لأن ذكرتم.

(مُسْرِفُونَ) فى العصيان والضلال.

٣١

٢٠ ـ (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) :

(مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ) من أبعد مكان فى المدينة.

٢١ ـ (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ) :

(أَجْراً) أي جزاء على هدايتكم.

(وَهُمْ مُهْتَدُونَ) تنتفعون بهديهم.

٢٢ ـ (وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) :

(فَطَرَنِي) خلقنى.

(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) مرجعكم فيحاسبكم على ما قدمتم.

٢٣ ـ (أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ) :

(شَفاعَتُهُمْ) أي شفاعة من أشركت بهم.

(وَلا يُنْقِذُونِ) أي ولا ينقذوننى من عذاب الله.

٢٤ ـ (إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :

أي انى إذ أتخذ من دون الله آلهة لفى ضلال مبين.

٢٥ ـ (إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) :

أي اسمعوا إيمانى تشهدوا لى به.

٢٦ ـ (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) :

(ادْخُلِ الْجَنَّةَ) جزاء إيمانه ودعوته الى الله.

٢٧ ـ (بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) :

(بِما غَفَرَ لِي رَبِّي) بغفران ربى لى.

(وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) وإكرامه لى.

٢٨ ـ (وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ) :

٣٢

(وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ) أي وما كان من سنتنا فى إهلاك قوم أن ننزل جنودا من السماء.

٢٩ ـ (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ) :

(إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) أي وما كان هلاكهم الا بصيحة واحدة أرسلناها عليهم.

(خامِدُونَ) ميتون.

٣٠ ـ (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) :

(يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) ما وقعوا فيه من حسرة.

(يَسْتَهْزِؤُنَ) يسخرون.

٣١ ـ (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) :

(أَلَمْ يَرَوْا) ألم يعتبروا.

(كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) بالأمم الكثيرة الخالية التي أهلكناها.

(أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ) أنهم لا يعودون كرة أخرى.

٣٢ ـ (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) :

(وَإِنْ كُلٌ) وما كل من الأمم السالفة.

(مُحْضَرُونَ) مجموعون لدينا.

٣٣ ـ (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) :

(وَآيَةٌ لَهُمُ) من الأدلة لهم على قدرتنا.

٣٤ ـ (وَجَعَلْنا فِيها جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ وَفَجَّرْنا فِيها مِنَ الْعُيُونِ) :

٣٣

(الْعُيُونِ) عيون الماء.

٣٥ ـ (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) :

(مِنْ ثَمَرِهِ) من ثمر النخيل والأعناب.

(وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) وما هو من صنع أيديهم.

٣٦ ـ (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) :

(وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ) أي وخلق منهم أولادا.

(وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) من أصناف خلقه فى البر والبحر.

٣٧ ـ (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) :

(وَآيَةٌ لَهُمُ) ومما يدل على قدرة الله.

(نَسْلَخُ مِنْهُ) ننزع منه.

٣٨ ـ (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) :

(تَجْرِي) تسير.

(لِمُسْتَقَرٍّ لَها) لمستقر لها قدره الله زمانا ومكانا.

(ذلِكَ تَقْدِيرُ) ذلك تدبير.

(الْعَزِيزِ) الغالب بقدرته.

(الْعَلِيمِ) المحيط علما بكل شىء.

٣٩ ـ (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) :

(قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) يبدو صغيرا ثم يكبر ثم يعود كما بدأ.

(كَالْعُرْجُونِ) العرجون : عود الفدن ما بين شماريخه الى منبته من النخلة إذا قدم دق وانحنى واصفر.

٤٠ ـ (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) :

(وَكُلٌ) من الشمس والقمر وغيرهما.

٤١ ـ (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) :

٣٤

(ذُرِّيَّتَهُمْ) بنى الإنسان.

(الْمَشْحُونِ) الممتلئ بهم وبأمتعتهم.

٤٢ ـ (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) :

(مِنْ مِثْلِهِ) من مثل الفلك مما يحملهم.

٤٣ ـ (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ) :

(فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) فلا مغيث لهم.

(وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ) ولا هم ينجون من الغرق.

٤٤ ـ (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) :

(إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) بهم لا نغرقهم.

(وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) ولنمتعهم الى أجل مقدر.

٤٥ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) :

(اتَّقُوا) خافوا.

(ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) مثل ما جرى للأمم الماضية بتكذيبهم.

(وَما خَلْفَكُمْ) وعذاب الآخرة.

(لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) رجاء أن يرحمكم ربكم.

٤٦ ـ (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) :

(مِنْ آيَةٍ) من حجة.

(مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ) من حجج ربهم دالة على وحدانيته وقدرته.

(مُعْرِضِينَ) منصرفين.

٤٧ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :

(إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) بعد عن الحق واضح.

٤٨ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

(هذَا الْوَعْدُ) الذي وعدتمونا به ، يعنون يوم البعث والحساب.

٣٥

٤٩ ـ (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) :

(وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) وهم يتنازعون فيما بينهم غافلين عما يقع بهم.

٥٠ ـ (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) :

(فَلا يَسْتَطِيعُونَ) فلا يملكون لسرعة ما حاق بهم.

(تَوْصِيَةً) أن يوصى بعضهم الى بعض.

(وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) كما لا يملكون رجعة الى ما كانوا عليه.

٥١ ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ) :

(نُفِخَ فِي الصُّورِ) نفخة البعث.

(مِنَ الْأَجْداثِ) من القبور.

(يَنْسِلُونَ) يخرجون مسرعين.

٥٢ ـ (قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) :

(يا وَيْلَنا) يا هول ما نجد.

(هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ) ما أنذر الرحمن عباده.

(وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) فيما أنذروا به.

٥٣ ـ (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ) :

(مُحْضَرُونَ) مجتمعون للحساب.

٥٤ ـ (فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(فَالْيَوْمَ) يوم الحساب.

٥٥ ـ (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) :

(فِي شُغُلٍ) مشغولون.

(فاكِهُونَ) معجبون فرحون بما هم فيه.

٥٦ ـ (هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ) :

٣٦

(عَلَى الْأَرائِكِ) على السرر.

٥٧ ـ (لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) :

(فِيها) فى الجنة.

(ما يَدَّعُونَ) ما يطلبون.

٥٨ ـ (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) :

(سَلامٌ) يقال لهم سلام.

(قَوْلاً) صادرا من رب رحيم.

٥٩ ـ (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ) :

(وَامْتازُوا) واعتزلوا جانبا.

٦٠ ـ (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) :

(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ) ألم أوصكم.

(أَنْ لا تَعْبُدُوا) أن لا تطيعوا.

٦١ ـ (وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) :

(وَأَنِ اعْبُدُونِي) وأن خصونى بالعبادة وحدي.

(هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) فهذا هو الطريق القويم.

٦٢ ـ (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) :

(وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ) أغوى منكم.

(جِبِلًّا) خلقا.

(تَعْقِلُونَ) حين أطعتموه.

٦٣ ـ (هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) :

(تُوعَدُونَ) بها فى الدنيا.

٦٤ ـ (اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) :

٣٧

(اصْلَوْهَا) قاسوا حرها.

٦٥ ـ (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) :

(نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) فلا تنطق.

(وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ) بما كسبت.

(وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ) بما سعت اليه.

(بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) يعملون.

٦٦ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) :

(لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) لأعميناهم.

(فَاسْتَبَقُوا) فتسابقوا.

(الصِّراطَ) الى الطريق المسلوك لهم.

(فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) فما استطاعوا رؤيته.

٦٧ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ) :

(لَمَسَخْناهُمْ) لغيرنا صورهم.

(عَلى مَكانَتِهِمْ) على ما لهم من قوة ومنزلة.

(مُضِيًّا) الى الأمام.

(وَلا يَرْجِعُونَ) الى الوراء.

٦٨ ـ (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) :

(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) ومن نطل فى عمره.

(نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) نقلبه فيه فنخلقه على عكس ما خلقناه من قبل ، أي نرجعه الى مثل ما كان عليه أولا من ضعف.

٣٨

٦٩ ـ (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) :

(وَما عَلَّمْناهُ) أي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(وَما يَنْبَغِي لَهُ) وما يصح له أن يكون شاعرا ، وأن يكون ما يقوله شعرا.

(إِنْ هُوَ) هذا الذي نزل عليه.

(إِلَّا ذِكْرٌ) تذكير.

(وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) وكتاب سماوى جلى واضح.

٧٠ ـ (لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ) :

(لِيُنْذِرَ) القرآن أو الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أي ليخوف ويحذر.

(مَنْ كانَ حَيًّا) قلبه.

(وَيَحِقَّ الْقَوْلُ) وتجب كلمة العذاب.

٧١ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ) :

(مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) مما صنعت قدرتنا.

(فَهُمْ لَها مالِكُونَ) يتصرفون فيها كيف يشاءون.

٧٢ ـ (وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ) :

(وَذَلَّلْناها) وجعلناها لهم طوع أيديهم.

٧٣ ـ (وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ) :

(مَنافِعُ) ما ينتفعون به منها.

(وَمَشارِبُ) ما يشربونه من ألبانها.

٧٤ ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) :

(لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) لعلهم يجدون منها نصيرا ومعينا.

٧٥ ـ (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) :

٣٩

(لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ) أي ليس فى ملك الآلهة نصرهم ان أراد الله بهم سوءا.

(وَهُمْ) هؤلاء المشركون.

(لَهُمْ) لهذه الآلهة.

(جُنْدٌ) تبع وخدم.

(مُحْضَرُونَ) واقفون على خدمتهم.

٧٦ ـ (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) :

(قَوْلُهُمْ) باشراكهم مع الله غيره وعدم ايمانهم بك رسولا.

٧٧ ـ (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) :

(مِنْ نُطْفَةٍ) أي ماء الرجل والمرأة ، وما أهونه.

(خَصِيمٌ) شديد الخصومة.

(مُبِينٌ) ظاهرها ، وهذا بجحوده نعم ربه.

٧٨ ـ (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) :

(وَضَرَبَ) الضمير للانسان الخصيم المبين.

(مَثَلاً) ينكر به قدرتنا على البعث.

(وَنَسِيَ خَلْقَهُ) ولم يذكر كيف خلق هو.

(وَهِيَ رَمِيمٌ) بالية متعفنة.

٧٩ ـ (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) :

(قُلْ) يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(يُحْيِيهَا) أي العظام بعد أن تصبح رميما.

(الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ) الذي خلقها الخلق الأول.

٤٠