الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

(وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) أي ولنجزينهم أسوأ جزاء على أعمالهم.

٢٨ ـ (ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) :

(ذلِكَ) الذي ذكر من عذاب.

(النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ) معد لهم فيها دار الخلد.

٢٩ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ) :

(مِنَ الْأَسْفَلِينَ) مكانا ومكانة.

٣٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) :

(ثُمَّ اسْتَقامُوا) على شريعته.

(أَلَّا تَخافُوا) من شر ينزل بكم.

(وَلا تَحْزَنُوا) على خير يفوتكم.

٣١ ـ (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) :

(نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ) نصراؤكم.

(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) بالتأييد.

(وَفِي الْآخِرَةِ) بالتكريم.

(وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) ما تتمنون.

٣٢ ـ (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) :

(نُزُلاً) إكراما وتحية.

(مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) من رب واسع المغفرة والرحمة.

١٢١

٣٣ ـ (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) :

(مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ) الى توحيد الله.

(وَقالَ) اعترافا بعقيدته.

(إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) المنقادين لأوامر الله.

٣٤ ـ (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) :

(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ) الخصلة الحسنة.

(وَلَا السَّيِّئَةُ) ولا الخصلة القبيحة.

(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي ادفع الاساءة ان جاءتك من عدو بالخصلة التي هى أحسن منها.

(وَلِيٌّ حَمِيمٌ) ناصر مخلص.

٣٥ ـ (وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) :

(وَما يُلَقَّاها) وما يرزق هذه الخصلة.

(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) الا الذين رزقوا الصبر.

(ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) من خصال الخير.

٣٦ ـ (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) :

(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ) واما أن يوسوس لك الشيطان ليصرفك عما أمرت به.

(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) فتحصن بالله.

٣٧ ـ (وَمِنْ آياتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) :

(إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) حقا.

١٢٢

٣٨ ـ (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) :

(فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا) فإن تعاظموا عن امتثال أمرك.

(فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ) أي فى حضرته وهم الملائكة.

(يُسَبِّحُونَ لَهُ) ينزهونه عن كل نقص.

(وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) وهم لا يكفون.

٣٩ ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :

(خاشِعَةً) أي لا نبات فيها ، وأصل الخشوع : التذلل فاستعير لحال الأرض وهى قحطة.

(اهْتَزَّتْ) أي أخصبت وترقرقت بالنبات كأنها بمنزلة المختال فى زيه.

(وَرَبَتْ) أي انتفخت وارتفعت ، لأن النبت إذا هم أن يظهر ارتفعت له الأرض.

٤٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) :

(يُلْحِدُونَ) ينحرفون فى تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والاستقامة.

٤١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ) :

(بِالذِّكْرِ) بالقرآن.

(عَزِيزٌ) محمى بحماية الله تعالى.

١٢٣

٤٢ ـ (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) :

(مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) أي لا يتطرق اليه الباطل من أية ناحية ولا يجد اليه سبيلا من جهة من الجهات.

(حَمِيدٍ) محمود على نعمه الكثيرة.

٤٣ ـ (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) :

(لَذُو مَغْفِرَةٍ) يغفر لمن تاب منهم.

(وَذُو عِقابٍ) لمن أصر على كفره.

(أَلِيمٍ) شديد الألم.

٤٤ ـ (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) :

(أَعْجَمِيًّا) كما اقترح بعض المتعنتين.

(لَقالُوا) منكرين.

(لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ) هلا بينت آياته بلسان نفقهه.

(ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ) أكتاب أعجمى ومخاطب به عربى.

(قُلْ) لهم يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ) هو للمؤمنين هدى يهديهم وشفاء لما فى صدورهم من دنس الكفر.

(وَقْرٌ) صمم لا يستمعون إليه.

(وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) لا يرون فيه إلا ما يبتغون به الفتنة.

١٢٤

(يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) فلا يبلغهم دعاء.

٤٥ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) :

(الْكِتابَ) التوراة.

(فَاخْتُلِفَ فِيهِ) قومه.

(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) ولو لا قضاء سبق من ربك.

(لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) لفصل بينك وبينهم باستئصال المكذبين.

(مِنْهُ) من القرآن.

(مُرِيبٍ) موجب للقلق.

٤٦ ـ (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) :

(فَلِنَفْسِهِ) فأجره لنفسه.

(وَمَنْ أَساءَ) فى عمله.

(فَعَلَيْها) فإثمه عليها.

٤٧ ـ (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) :

(إِلَيْهِ) إلى الله وحده.

(يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) يرجع علم قيام الساعة.

(مِنْ أَكْمامِها) من أوعيتها.

(قالُوا) معتذرين.

١٢٥

(آذَنَّاكَ) فعلمك يا الله.

(ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) ليس من يشهد أن لك شريكا.

٤٨ ـ (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) :

(وَضَلَّ عَنْهُمْ) وغاب عنهم.

(ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) ما كانوا يعبدونه من قبل من الشركاء.

(وَظَنُّوا) وأيقنوا.

(ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أنه لا مهرب لهم.

٤٩ ـ (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ) :

(لا يَسْأَمُ) لا يمل.

(مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) من دعاء ربه بالخير الدنيوي.

(وَإِنْ مَسَّهُ) وإن أصابه.

(فَيَؤُسٌ) فهو ذو يأس شديد من الخير.

(قَنُوطٌ) ذو قنوط بالغ من أن يستجيب الله دعاءه.

٥٠ ـ (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) :

(وَلَئِنْ) ونقسم.

(أَذَقْناهُ رَحْمَةً) أذقنا الإنسان نعمة.

١٢٦

(ضَرَّاءَ) ضر.

(مَسَّتْهُ) أصابته.

(هذا لِي) هذا الذي نلته من النعم حق ثابت لى.

(وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً) وما أظن القيامة آتية.

(وَلَئِنْ) وأقسم.

(رُجِعْتُ إِلى رَبِّي) إن فرض ورجعت إلى ربى.

(إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) ان لى عنده للعاقبة البالغة الحسن.

(فَلَنُنَبِّئَنَ) ونقسم نحن لنخبرن.

(بِما عَمِلُوا) بعملهم يوم القيامة.

(غَلِيظٍ) شديد.

٥١ ـ (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) :

(أَعْرَضَ) تولى عن شكرنا.

(وَنَأى) وبعد بجانبه عن ديننا.

(وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ) وإذا أصابه الشر.

(عَرِيضٍ) كثير.

٥٢ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) :

(أَرَأَيْتُمْ) أخبرونى.

(إِنْ كانَ) هذا القرآن.

(ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ) ثم جحدتم به.

(مَنْ أَضَلُ) من أبعد عن الصواب.

١٢٧

(فِي شِقاقٍ) فى خلاف.

(بَعِيدٍ) عن الحق.

٥٣ ـ (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) :

(أَنَّهُ) أي ما جئت به.

(الْحَقُ) دون غيره.

(أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أنه مطلع على كل شىء.

٥٤ ـ (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) :

(أَلا إِنَّهُمْ) أي هؤلاء الكفار.

(فِي مِرْيَةٍ) فى شك عظيم.

(مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ) استبعادهم للبعث.

(بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) بعلمه وقدرته.

١٢٨

(٤٢)

سورة الشورى

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ ، ٢ ـ (حم. عسق) :

من حروف الهجاء ، إشارة إلى أن القرآن من هذه الحروف التي يتركب منها كلامكم.

٣ ـ (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ) أي مثل ذلك الوحى ، أو ذلك الكتاب.

(وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ) من الرسل ، أي إن الله تعالى كرر هذه المعاني فى جميع الكتب السماوية.

(اللهُ الْعَزِيزُ) الغالب بقهره.

(الْحَكِيمُ) الذي يضع كل شىء موضعه.

٤ ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) :

(الْعَلِيُ) المنفرد بعلو الشأن.

(الْعَظِيمُ) سلطانه.

٥ ـ (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) :

(يَتَفَطَّرْنَ) يتشققن.

(مِنْ فَوْقِهِنَ) أي يبتدئ الانفطار من جهتين الفوقانية ، وقيل : من فوق الأرضين.

١٢٩

٦ ـ (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) :

(أَوْلِياءَ) نصراء.

(اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ) رقيب عليهم فيما يفعلون.

(وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) وما أنت بمفوض إليك أمر الرقابة عليهم.

٧ ـ (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) :

(وَكَذلِكَ) أي مثل ذلك الإيحاء.

(أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا) لا لبس فيه.

(لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى) أهل مكة ومن حولها من العرب.

(وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ) وتنذر الناس عذاب الله يوم يجمع فيه الخلائق للحساب.

(لا رَيْبَ فِيهِ) لا شك فى مجيئه.

(فِي السَّعِيرِ) فى النار.

٨ ـ (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) :

(مِنْ وَلِيٍ) يتكفل بحمايتهم.

(وَلا نَصِيرٍ) ينقذهم من عذاب الله.

٩ ـ (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :

(أَوْلِياءَ) نصراء.

(هُوَ الْوَلِيُ) بحق.

١٣٠

(وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يسيطر بقدرته على كل شىء.

أي إنهم لم يتخذوا الله وليا ، بل اتخذوا غيره أولياء ، والله وحده هو الولي بحق إن أرادوا وليا ، فهو الذي يحيى الموتى للحساب ، وهو المسيطر بقدرته على كل شىء.

١٠ ـ (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) :

(مِنْ شَيْءٍ) من إيمان وكفر.

(فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ) فالفصل فيه مفوض إلى الله.

(ذلِكُمُ) الحاكم فيما اختلفتم فيه.

(اللهُ رَبِّي) هو الله ربى ومالك أمرى.

(عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) فى أمورى.

(وَإِلَيْهِ) وحده.

(أُنِيبُ) أرجع مسترشدا.

١١ ـ (فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) :

(فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) مبدعها.

(مِنْ أَنْفُسِكُمْ) من جنسكم.

(أَزْواجاً) ذكورا وإناثا.

(وَمِنَ الْأَنْعامِ) ومن جنسها.

(أَزْواجاً) كذلك.

(يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) يكثركم بهذا التدبير المحكم.

١٣١

(كَمِثْلِهِ) كذاته.

(شَيْءٌ) يزاوجه.

(وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) المدرك لما هو مسموع وما هو مرئى إدراكا كاملا.

١٢ ـ (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) :

(لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) حفظا وتدبيرا.

(يَبْسُطُ) يوسع.

(وَيَقْدِرُ) ويضيق.

(عَلِيمٌ) محيط علما.

١٣ ـ (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) :

(مِنَ الدِّينِ) من العقائد.

(ما وَصَّى بِهِ نُوحاً) ما عهد به إلى نوح.

(وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) والذي أوحيناه إليك.

(وَما وَصَّيْنا بِهِ) وما عهدنا به إلى.

(أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) أن ثبتوا دعائم الدين بامتثال ما جاء فيه.

(وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) ولا تختلفوا فى شأنه.

(كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ) شق على المشركين.

(ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ) من إقامة دعائم الدين.

١٣٢

(اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ) أي يصطفى لرسالته من يشاء.

(وَيَهْدِي إِلَيْهِ) ويوفق للإيمان به.

(مَنْ يُنِيبُ) من يقبل عليه تاركا العناد.

١٤ ـ (وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) :

(وَما تَفَرَّقُوا) وما اختلف أتباع الرسل فرقا فى الدين.

(إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) بحقيقته.

(بَغْياً بَيْنَهُمْ) عداوة وحسدا فيما بينهم.

(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) ولو لا وعد سابق من الله بتأجيل العذاب إلى يوم القيامة.

(لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) أي بين من آمن وبين من كفر بنزول العذاب.

(وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ) وإن الذين ورثوا الكتاب من أسلافهم وأدركوا عهدك.

(لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) من كتابهم.

(مُرِيبٍ) موقع فى الريب حيث لم يستجيبوا لدعوتك.

١٥ ـ (فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) :

(فَلِذلِكَ) فلأجل وحدة الدين وعدم التفرق فيه.

(فَادْعُ) فادعهم إلى إقامة الدين.

(وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) وثابر على تلك الدعوة كما أمرك الله.

١٣٣

(وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ) ولا تساير أهواء المشركين.

(وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ) وقل آمنت بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله.

(وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) وأمرنى الله بإقامة العدل بينكم.

(لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) لا احتجاج بيننا وبينكم لوضوح الحق.

(اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا) للفصل.

(وَإِلَيْهِ) وحده.

(الْمَصِيرُ) المرجع والمآل.

١٦ ـ (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) :

(وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ) يجادلون فى دين الله.

(مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ) من بعد ما استجاب الناس لدعوته الواضحة.

(حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ) باطلة.

(عِنْدَ رَبِّهِمْ) لا يقبلها ربهم.

١٧ ـ (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) :

(الْكِتابَ) القرآن وما قبله من كتب المرسلين.

(بِالْحَقِ) مشتملة على الحق.

(وَالْمِيزانَ) والعدل والتسوية. وإنزال العدل ، يعنى إنزاله فى الكتب السماوية المنزلة.

(وَما يُدْرِيكَ) وما يعلمك.

١٣٤

(لَعَلَّ السَّاعَةَ) لعل وقت الساعة.

(قَرِيبٌ) وأنت لا تدرى.

١٨ ـ (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) :

(يَسْتَعْجِلُ بِهَا) أي بمجيء الساعة استهزاء.

(الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها) لا يصدقون بمجيئها.

(مُشْفِقُونَ مِنْها) خائفون من وقوعها فلا يستعجلونها.

(وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ) الثابت الذي لا ريب فيه.

(يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ) يجادلون فى وقوعها.

(بَعِيدٍ) عن الحق.

١٩ ـ (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) :

(اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ) عظيم البر بجميع عباده.

(يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ) كما يشاء.

(الْعَزِيزُ) الغالب على كل شىء.

٢٠ ـ (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) :

(حَرْثَ الْآخِرَةِ) أي ثوابها.

(نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) نضاعف له أجره.

(حَرْثَ الدُّنْيا) متاعها.

(نُؤْتِهِ مِنْها) نعطه ما قسم له فيها.

(مِنْ نَصِيبٍ) من الثواب.

١٣٥

٢١ ـ (أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ) ما لم يأمر به.

(وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ) ولو لا عدة سابقة بتأخر الفصل إلى يوم القيامة.

(بَيْنَهُمْ) بين الكافرين والمؤمنين فى الدنيا.

٢٢ ـ (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) :

(مُشْفِقِينَ) خائفين عقاب شركهم.

(مِمَّا كَسَبُوا) فى دنياهم.

(وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ) وهو نازل بهم ، أي العقاب.

٢٣ ـ (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) :

(ذلِكَ) الفضل الكبير.

(يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ) هو الذي يبشر الله به عباده.

(قُلْ) أيها الرسول.

(لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) لا أطلب منكم على تبليغ الرسالة أجرا.

(إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) إلا أن تحبوا الله ورسوله فى تقربكم إليه تعالى بعمل الصالحات.

(وَمَنْ يَقْتَرِفْ) ومن يكتسب.

(حَسَنَةً) طاعة.

١٣٦

(نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) يضاعف الله له جزاءها.

(غَفُورٌ) واسع المغفرة للمؤمنين.

(شَكُورٌ) لعباده طيبات أعمالهم.

٢٤ ـ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) :

(افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) أي اختلق محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكذب على الله.

(يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) يربط على قلبك بالصبر على أذاهم ، واتهامهم إياك بالافتراء على الله.

(وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ) ويزيل الله الشرك ويخذله.

(وَيُحِقُ) ويثبت.

(الْحَقَ) الإسلام.

(بِكَلِماتِهِ) بالوحى الذي أنزله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(بِذاتِ الصُّدُورِ) بخفايا الصدور.

٢٥ ـ (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) :

(وَيَعْفُوا) ويتجاوز ويصفح.

(ما تَفْعَلُونَ) من خير أو شر.

٢٦ ـ (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ) :

(وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا) ويستجيب لهم ، فحذف اللام. أي ويجيب المؤمنين إلى ما طلبوا.

(وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ) ويزيدهم خيرا على مطلوبهم.

١٣٧

٢٧ ـ (وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) :

(وَلَوْ بَسَطَ) ولو وسع.

(لَبَغَوْا) لطغوا وظلموا.

(بِقَدَرٍ) حسبما اقتضته حكمته.

(خَبِيرٌ) محيط علما بما خفى.

(بَصِيرٌ) محيط علما بما ظهر.

٢٨ ـ (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) :

(الْغَيْثَ) المطر الذي يحيى الأرض.

(مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا) من بعد ما يئسوا أن لا مخرج لهم من القحط.

(وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ) بركات المطر فيما ينبت من نبات.

(وَهُوَ الْوَلِيُ) الذي يتولى تدبير أمور عباده.

(الْحَمِيدُ) المحمود على إنعامه وجميع أفعاله.

٢٩ ـ (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) :

(وَمِنْ آياتِهِ) الدالة على قدرته.

(وَما بَثَ) وما نشر.

(فِيهِما) أي السموات والأرض.

(مِنْ دابَّةٍ) مرئية وغيرها.

وقيل : هذا من نسبة الشيء إلى جميع المذكور وإن كان ملتبسا ببعضه ، إذ الدواب فى الأرض وحدها.

١٣٨

(عَلى جَمْعِهِمْ) يوم البعث للجزاء.

٣٠ ـ (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) :

(مِنْ مُصِيبَةٍ) مما تكرهونه.

(فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) فبسبب معاصيكم.

(عَنْ كَثِيرٍ) من المعاصي أو العصاة.

٣١ ـ (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) :

(بِمُعْجِزِينَ) بفائتين ما قدّر عليكم.

(مِنْ وَلِيٍ) يتولاكم بالرحمة.

(وَلا نَصِيرٍ) يدفع عنكم.

٣٢ ـ (وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) :

(وَمِنْ آياتِهِ) ومن دلائل قدرته تعالى :

(الْجَوارِ) السفن الجارية فى البحر.

(كَالْأَعْلامِ) كالجبال فى عظمتها.

٣٣ ـ (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) :

(فَيَظْلَلْنَ) أي السفن.

(رَواكِدَ) ثوابت.

(عَلى ظَهْرِهِ) على سطح البحر.

(صَبَّارٍ) قوى الصبر على الضراء.

(شَكُورٍ) كثير الشكر فى السراء.

٣٤ ـ (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) :

١٣٩

(أَوْ يُوبِقْهُنَ) أو يهلكهن ـ أي السفن ـ بذنوب ركابها.

(وَيَعْفُ) أي أو إن يشأ يعف عن كثير فلا يرسل عليهم رياحا عاصفة تغرقهم.

٣٥ ـ (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) :

(وَيَعْلَمَ) فعل ذلك ليعلم.

(الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا) يردونها ولا يؤمنون بها.

(ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) من مهرب من عذاب الله.

٣٦ ـ (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) :

(فَما أُوتِيتُمْ) فما أعطيتم.

(فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) فهو متاع لكم فى الحياة الدنيا.

(وَما عِنْدَ اللهِ) وما أعده لكم من نعيم الجنة.

(وَأَبْقى) وأدوم.

٣٧ ـ (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) :

(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ) يبتعدون عن.

(كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ) كل كبيرة وقبيحة مما نهى الله عنه.

(وَإِذا ما غَضِبُوا) وإذا ما استفزوا بالإساءة إليهم فى دنياهم.

(هُمْ يَغْفِرُونَ) هم يصفحون.

٣٨ ـ (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) :

(وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) أجابوا دعوة خالقهم فآمنوا به.

١٤٠