الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

(وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) ولا تضيعوا أعمالكم.

٣٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) :

(وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن الدخول فى الإسلام.

٣٥ ـ (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) :

(فَلا تَهِنُوا) فلا تضعفوا إذا لقيتموهم.

(وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ) ولا تدعوهم إلى المسالمة خوفا منهم.

(وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) الغالبون بقوة الإيمان.

(وَاللهُ مَعَكُمْ) بنصره.

(وَلَنْ يَتِرَكُمْ) ولن ينقصكم.

(أَعْمالَكُمْ) ثواب أعمالكم.

٣٦ ـ (إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) :

(لَعِبٌ وَلَهْوٌ) باطل وغرور.

(يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ) يعظكم الله ثواب ذلك.

(وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) جميعها إنما يقتصر على ربع العشر.

٣٧ ـ (إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ) :

(فَيُحْفِكُمْ) أي يجهدكم بطلبها كلها.

(أَضْغانَكُمْ) أحقادكم لحبكم لها.

٣٨ ـ (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ

٢٠١

وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) :

(مَنْ يَبْخَلُ) بهذا الإنفاق.

(فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) فما يضر ببخله إلا نفسه.

(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) وإن تعرضوا.

(يَسْتَبْدِلْ) مكانكم.

(ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) فى الإعراض عن طاعته.

٢٠٢

(٤٨)

سورة الفتح

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) :

(مُبِيناً) بانتصار الحق على الباطل.

٢ ـ (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) :

(مِنْ ذَنْبِكَ) مما يعد لمثل مقامك ذنبا.

(وَما تَأَخَّرَ) منه.

(وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ) بانتشار دعوتك.

(وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) ويثبتك على طريق الله المستقيم.

٣ ـ (وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) :

(وَيَنْصُرَكَ اللهُ) على أعداء رسالتك.

(نَصْراً عَزِيزاً) قويا غالبا.

٤ ـ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) :

(السَّكِينَةَ) الطمأنينة.

(لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) يقينا مع يقينهم.

(عَلِيماً) محيطا علمه بكل شىء.

(حَكِيماً) ذا حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.

٥ ـ (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَكانَ ذلِكَ عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً) :

٢٠٣

(وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) ويمحو عنهم سيئاتهم.

(وَكانَ) ذلك الجزاء.

٦ ـ (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) :

(ظَنَّ السَّوْءِ) ظنا فاسدا ، وهو أنه لا ينصر رسوله.

(دائِرَةُ السَّوْءِ) لا يفلتون منها.

(وَلَعَنَهُمْ) وطردهم من رحمته.

(مَصِيراً) نهاية لهم.

٧ ـ (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) :

(عَزِيزاً) غالبا على كل شىء.

(حَكِيماً) ذا حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.

٨ ـ (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً) :

(شاهِداً) على أمتك وعلى من قبلها من الأمم.

(وَمُبَشِّراً) المتقين بحسن الثواب.

(وَنَذِيراً) للعصاة بسوء العذاب.

٩ ـ (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) :

(لِتُؤْمِنُوا) أيها المرسل إليكم.

(وَتُعَزِّرُوهُ) وتنصروا الله بنصر دينه.

(وَتُوَقِّرُوهُ) وتعظموه مع الإجلال والإكبار.

(وَتُسَبِّحُوهُ) وتنزهوه عما لا يليق به.

(بُكْرَةً) غدوة.

٢٠٤

(وَأَصِيلاً) وعشيا.

١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) :

(يُبايِعُونَكَ) يعاهدونك على بذل الطاقة لنصرتك.

(إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ) إنما يعاهدون الله.

(يَدُ اللهِ) قوة الله.

(فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) فوق قوتهم.

(فَمَنْ نَكَثَ) فمن نقض عهدك بعد ميثاقه.

(فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ) فلا يعود ضرر ذلك إلا على نفسه.

(وَمَنْ أَوْفى) ومن وفى.

(بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ) بالعهد الذي عاهد الله عليه بإتمام بيعتك.

١١ ـ (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا فَاسْتَغْفِرْ لَنا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) :

(الْمُخَلَّفُونَ) من خلفهم النفاق.

(مِنَ الْأَعْرابِ) من سكان البادية ، إذا رجعت من سفرك.

(شَغَلَتْنا) عن الخروج معك.

(ضَرًّا) ما يضركم.

(نَفْعاً) ما ينفعكم.

١٢ ـ (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) :

(أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ) أن لن يرجع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمؤمنون من غزوهم.

٢٠٥

(وَزُيِّنَ ذلِكَ) الظن.

(ظَنَّ السَّوْءِ) الظن الفاسد.

(بُوراً) هالكين.

١٣ ـ (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً) :

(أَعْتَدْنا) هيأنا.

(سَعِيراً) نارا موقدة ذات لهب.

١٤ ـ (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) :

(وَلِلَّهِ) وحده.

(يَغْفِرُ) الذنوب.

(وَيُعَذِّبُ) بحكمته.

(غَفُوراً) عظيم المغفرة.

(رَحِيماً) واسع الرحمة.

١٥ ـ (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً) :

(الْمُخَلَّفُونَ) هؤلاء الذين خلفهم النفاق عن الخروج معك من سكان البادية.

(لِتَأْخُذُوها) وعدكم الله بها لتأخذوها.

(ذَرُونا) دعونا.

(نَتَّبِعْكُمْ) إليها.

(يُرِيدُونَ) بذلك.

٢٠٦

(أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ) أن يغيروا وعد الله بتلك الغنائم لمن خرج مع الرسول إلى الحديبية.

(كَذلِكُمْ) مثل ذلك الحكم بعدم اتباعهم.

(قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ) حكم الله من قبل ذلك بتلك الغنائم لم خرج إلى الغزو مع رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(بَلْ تَحْسُدُونَنا) لم يأمركم الله بذلك بل تحسدوننا أن نشارككم.

(لا يَفْقَهُونَ) لا يفهمون من تشريع الله.

(إِلَّا قَلِيلاً) إلا فهما قليلا.

١٦ ـ (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) :

(سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ) إلى قتال قوم.

(أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) ذوى شدة قوية فى الحرب.

(فَإِنْ تُطِيعُوا) فإن تستجيبوا لهذه الدعوة.

(وَإِنْ تَتَوَلَّوْا) وإن تعرضوا عنها.

(كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ) كما أعرضتم من قبل.

١٧ ـ (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً) :

(حَرَجٌ) إثم فى التخلف عن قتال الكفار.

(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فى كل أمر ونهى.

(وَمَنْ يَتَوَلَ) ومن يعرض عن طاعة الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٨ ـ (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) :

٢٠٧

(إِذْ يُبايِعُونَكَ) حين يعاهدونك.

(فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ) من الإخلاص والوفاء لرسالتك.

(السَّكِينَةَ) الطمأنينة.

(وَأَثابَهُمْ) وأعطاهم بصدقهم.

(فَتْحاً قَرِيباً) عزا عاجلا.

١٩ ـ (وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) :

(عَزِيزاً) غالبا على كل شىء.

(حَكِيماً) ذا حكمة بالغة فى كل ما قضاه.

٢٠ ـ (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) :

(تَأْخُذُونَها) فى الوقت المقدر لها.

(فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) وهو ما وعدكم به من الغنائم.

(وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) ومنع أذى الناس عنكم.

(وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) على صدق وعد الله لهم.

(وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً) بطاعته واتباع رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢١ ـ (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً) :

(وَأُخْرى) ومغانم أخرى.

(قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) قد حفظها الله لكم فأظفركم بها.

(قَدِيراً) تام القدرة.

٢٢ ـ (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) :

(الَّذِينَ كَفَرُوا) من أهل مكة.

٢٠٨

(لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) لفروا منهزمين.

(وَلِيًّا) يلى أمرهم.

(وَلا نَصِيراً) ينصرهم.

٢٣ ـ (سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً) :

(سُنَّةَ اللهِ) سن الله سنة أن تكون العاقبة لرسله والمؤمنين.

(قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ) قد مضت من قبل فى خلقه.

(تَبْدِيلاً) تغييرا.

٢٤ ـ (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) :

(وَهُوَ) الله وحده.

(كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) منع أيدى الكفار من إيذائكم.

(وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ) ومنع أيديكم من قتالهم.

(بِبَطْنِ مَكَّةَ) بوسط مكة.

(مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) من بعد أن أقدركم عليهم.

(بِما تَعْمَلُونَ) بكل ما تعملون.

٢٥ ـ (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) :

(هُمُ) أهل مكة.

(وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ومنعوكم من دخول المسجد الحرام.

٢٠٩

(وَالْهَدْيَ) ومنعوا الهدى.

(مَعْكُوفاً) الذي سقتموه محبوسا معكم على التقرب به.

(أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) من بلوغ مكانه الذي ينحر فيه.

(وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ) بين الكفار بمكة.

(لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ) لم تعلموهم فتقتلوهم بغير علم بهم.

(فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ) فيلحقكم من أجل قتلهم عار وخزى.

ولو لا هذا لسلطناكم عليهم.

(لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) ليدخل الله فى حفظه من كان بينهم من المؤمنين ، ومن أسلم من الكافرين.

(لَوْ تَزَيَّلُوا) لو تميز المؤمنون.

(لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ) لعاقبنا الذين كفروا منهم.

(عَذاباً أَلِيماً) عقابا أليما شديد الألم.

٢٦ ـ (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) :

(إِذْ جَعَلَ) حين جعل.

(الْحَمِيَّةَ) الأنفة.

(حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ) أنفة الجاهلية.

(سَكِينَتَهُ) طمأنينته.

(وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) كلمة الوقاية من الشرك والعذاب.

(وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها) وكانوا أحق بها وأهلا لها.

(بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) محيطا علمه بكل شىء.

٢٧ ـ (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ

٢١٠

إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً) :

(الرُّؤْيا بِالْحَقِ) رؤياه دخول المسجد الحرام بتحققها.

(لا تَخافُونَ) غير خائفين.

(فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا) فعلم سبحانه الخير الذي لم تعلموه فى تأخير دخول المسجد الحرام.

(فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ) فجعل من قبل دخولكم.

٢٨ ـ (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) :

(بِالْهُدى) بالإرشاد الواضح.

(وَدِينِ الْحَقِ) ودين الإسلام.

(لِيُظْهِرَهُ) ليعليه.

(عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) على الأديان كلها.

(وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) على ذلك.

٢٩ ـ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) :

(وَالَّذِينَ مَعَهُ) وأصحابه الذين معه.

(أَشِدَّاءُ) أقوياء.

(رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) متراحمون متعاطفون فيما بينهم.

(تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) تبصرهم راكعين ساجدين.

٢١١

(يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ) يطلبون بذلك ثوابا من الله عظيما ورضوانا عميما.

(سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) علامتهم خشوع ظاهر فى وجوههم.

(ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ) ذلك هو وصفهم فى التوراة.

(وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) وصفتهم فى الإنجيل.

(كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) كصفة زرع أخرج أول ما ينشق عنه.

(فَآزَرَهُ) فعاونه.

(فَاسْتَغْلَظَ) فتحول من الدقة إلى الغلظ.

(فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) فاستقام على أصوله.

(يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) بقوته ، وكان المؤمنون كذلك.

(لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) ليغيظ الله بقوتهم الكفار.

(مَغْفِرَةً) تمحو جميع ذنوبهم.

(وَأَجْراً) وثوابا.

(عَظِيماً) بلغ الغاية فى العظم.

٢١٢

(٤٩)

سورة الحجرات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) :

(لا تُقَدِّمُوا) أمرا فى الدين والدنيا.

(بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) دون أن يأمر به الله ورسوله.

(وَاتَّقُوا اللهَ) واجعلوا لأنفسكم وقاية من عذاب الله بامتثال شريعته.

(سَمِيعٌ) تام السمع لكل ما تقولون.

(عَلِيمٌ) محيط علمه بكل شىء.

٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) :

(فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) إذا تكلم وتكلمتم.

(وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) ولا تساووا أصواتكم بصوته كما يخاطب بعضكم بعضا.

(أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ) كراهة أن تبطل أعمالكم.

(وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) ببطلانها.

٣ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) :

٢١٣

(إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ) يخفضونها.

(عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) فى مجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إجلالا.

(امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى) أخلص الله قلوبهم للتقوى فليس لغيرها مكان فيها.

٤ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) :

(مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ) من وراء حجراتك.

(لا يَعْقِلُونَ) ما ينبغى لمقامك من التوقير والإجلال.

٥ ـ (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) :

(وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا) تأدبا معك.

٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) :

(فاسِقٌ) خارج عن حدود الشريعة.

(بِنَبَإٍ) بخبر ما.

(فَتَبَيَّنُوا) فتثبتوا من صدقه.

(أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً) كراهة أن تصيبوا أي قوم بأذى.

(بِجَهالَةٍ) جاهلين حالهم.

(فَتُصْبِحُوا) فتصيروا.

(عَلى ما فَعَلْتُمْ) معهم بعد ظهور براءتهم.

(نادِمِينَ) متمنين أنه لم يقع منكم.

٧ ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) :

٢١٤

(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ) فقدروه قدره.

(لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ) أي لو تسارع إلى ما أردتم قبل وضوح الأمر.

(لَعَنِتُّمْ) لنالكم مشقة وإثم.

(وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ) وبغض إليكم.

(الْكُفْرَ) جحود نعم الله.

(وَالْفُسُوقَ) والخروج عن حدود الشريعة.

(وَالْعِصْيانَ) ومخالفة أوامره.

(أُولئِكَ) يعنى الذين وفقهم الله فحبب إليهم الإيمان وكره إليهم الكفر.

(الرَّاشِدُونَ) الذين استقاموا على الطريق الحق.

٨ ـ (فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) :

(فَضْلاً) أي فعل الله بكم ذلك فضلا.

(وَنِعْمَةً) أي وإنعاما أنعم الله به عليكم.

(عَلِيمٌ) محيط علمه بكل شىء.

(حَكِيمٌ) ذو حكمة بالغة فى تدبير كل شأن.

٩ ـ (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) :

(فَإِنْ بَغَتْ) فإن تعدت وجارت ولم تقبل الصلح.

(حَتَّى تَفِيءَ) إلى أن ترجع.

(إِلى أَمْرِ اللهِ) إلى حكم الله.

(بِالْعَدْلِ) بالإنصاف.

(وَأَقْسِطُوا) واعدلوا.

٢١٥

١٠ ـ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) :

(إِخْوَةٌ) جمع بينهم الإيمان بالله ورسوله.

(وَاتَّقُوا اللهَ) واخشوا عذاب الله إن جرتم.

(تُرْحَمُونَ) يرحمكم الله بتقواكم.

١١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) :

(وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) ولا يعب بعضكم بعضا.

(وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) ولا يدع الواحد أخاه المؤمن بما يستكره من الألقاب.

(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ) بئس الذكر للمؤمنين أن يذكروا بالخروج عن الإيمان بعد اتصافهم بالإيمان.

(وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) ومن لم يرجع عما نهى عنه.

(الظَّالِمُونَ) لأنفسهم وغيرهم.

١٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) :

(مِنَ الظَّنِ) ظن السوء بأهل الخير.

(إِثْمٌ) يستوجب العقوبة.

(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) ولا يذكر بعضكم بعضا بما يكره فى غيبته.

(فَكَرِهْتُمُوهُ) فقد كرهتموه فاكرهوا الغيبة فإنها مماثلة له.

٢١٦

(وَاتَّقُوا اللهَ) واخشوا عذاب الله بامتثال أمره واجتناب ما نهى عنه.

١٣ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) :

(مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) أي من أصل واحد وهو آدم وحواء.

(وَجَعَلْناكُمْ) وصيرناكم.

(شُعُوباً) طبقات يتشعب منها غيرها ، والطبقات التي عليها العرب ست : الشعب والقبيلة والعمارة والبطن والفخذ والفصيلة ، فالشعب يجمع القبائل وما تحتها.

(لِتَعارَفُوا) ليتم التعاون والتعارف بينكم.

(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ) إن أرفعكم منزلة فى الدنيا والآخرة عند الله.

(أَتْقاكُمْ) أكثركم خشية لعذابه.

(عَلِيمٌ) محيط علمه بكل شىء.

(خَبِيرٌ) لا تخفى عليه دقائق الأشياء.

١٤ ـ (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) :

(قالَتِ الْأَعْرابُ) بألسنتهم.

(لَمْ تُؤْمِنُوا) بقلوبكم.

(أَسْلَمْنا) انقدنا ظاهرا لرسالتك.

(وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) صادقين.

(لا يَلِتْكُمْ) لا ينقصكم.

(مِنْ أَعْمالِكُمْ) من ثواب أعمالكم.

(غَفُورٌ) عظيم المغفرة.

٢١٧

(رَحِيمٌ) واسع الرحمة.

١٥ ـ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) :

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ) حقا.

(الَّذِينَ) هم الذين.

(ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا) ثم لم يقع فى قلوبهم شك فيما آمنوا به.

(الصَّادِقُونَ) فى إيمانهم.

١٦ ـ (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) :

(أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ) أتخبرون الله بتصديق قلوبكم.

(وَاللهُ) وحده.

(عَلِيمٌ) محيط علمه بكل شىء.

١٧ ـ (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا) يعدون إسلامهم يدا لهم عليك تستوجب شكرك لهم.

(قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ) فخيره لكم.

(بَلِ اللهُ) وحده.

(يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ) يمن عليكم بهدايته إياكم إلى الإيمان.

(صادِقِينَ) فى دعواكم.

١٨ ـ (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) :

(غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ما استتر وخفى فى السموات والأرض.

(بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) محيط الرؤية بكل ما تعملون.

٢١٨

(٥٠)

سورة ق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) :

(ق) حرف من حروف الهجاء العربية الذي نزل بها القرآن الكريم وهم مع ذلك أعجز ما يكونون عن الإتيان بمثله.

(وَالْقُرْآنِ) مقسم به.

(الْمَجِيدِ) ذو المجد والشرف.

٢ ـ (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ) :

(مُنْذِرٌ مِنْهُمْ) رسول منهم ينذرهم.

(عَجِيبٌ) منكر لا يقبله عقل.

٣ ـ (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) :

(ذلِكَ) البعث بعد الموت.

(رَجْعٌ) رجوع.

(بَعِيدٌ) الوقوع.

٤ ـ (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ) :

(ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ) ما تأخذه الأرض من أجسادهم بعد الموت.

(حَفِيظٌ) دقيق الإحصاء والحفظ.

٥ ـ (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) :

(فِي أَمْرٍ) فى شأن.

٢١٩

(مَرِيجٍ) مضطرب بل لا يستقرون على حال.

٦ ـ (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْناها وَزَيَّنَّاها وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ) :

(وَزَيَّنَّاها) بالكواكب.

(مِنْ فُرُوجٍ) من شقوق تعاب بها.

٧ ـ (وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) :

(مَدَدْناها) بسطناها.

(وَأَلْقَيْنا) وأرسينا.

(رَواسِيَ) جبالا ثابتة.

(مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) من كل صنف.

(بَهِيجٍ) يبتهج به.

٨ ـ (تَبْصِرَةً وَذِكْرى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) :

(تَبْصِرَةً) تبصيرا.

(وَذِكْرى) وتذكيرا.

(مُنِيبٍ) راجع إلى ربه يفكر فى دلائل قدرته.

٩ ـ (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ) :

(مُبارَكاً) كثير البركات.

(وَحَبَّ الْحَصِيدِ) وأخرجنا به الزرع الذي يحصد.

١٠ ـ (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) :

(باسِقاتٍ) ذاهبات إلى السماء طولا.

(نَضِيدٌ) متراكم بعضه فوق بعض.

١١ ـ (رِزْقاً لِلْعِبادِ وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ الْخُرُوجُ) :

٢٢٠