الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

(وَأَقامُوا الصَّلاةَ) وحافظوا على صلاتهم.

(وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) ولم يقضوا فى أمورهم إلا عن تشاور لا يستبد بهم فرد.

٣٩ ـ (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) :

(وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ) اعتدى عليهم ظالم.

(هُمْ يَنْتَصِرُونَ) اجتمعوا على النصرة منه.

٤٠ ـ (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) :

(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) وجزاء المسيء إساءة مماثلة.

(فَمَنْ عَفا) صفح ولم يأخذ المسيء بفعله.

(وَأَصْلَحَ) ما بينه وبين خصمه.

(فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) فثوابه على ما فعل إلى الله.

(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) المعتدين على حقوق غيرهم.

٤١ ـ (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) :

(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) أي عاقب بمثل ما اعتدى عليه به.

(مِنْ سَبِيلٍ) من مؤاخذة أو لوم.

٤٢ ـ (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(إِنَّمَا السَّبِيلُ) إنما اللوم والمؤاخذة.

(عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ) ينقصونهم حقوقهم ويعتدون عليهم.

(وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ) ويفسدون فى الأرض.

(بِغَيْرِ الْحَقِ) مجانبين الحق.

١٤١

٤٣ ـ (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) :

(وَلَمَنْ صَبَرَ) على الظلم.

(وَغَفَرَ) وتجاوز عن أن يأخذ ظالمه بمثل ظلمه.

(لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) لمما يوجبه العاقل على نفسه ويلزمها به.

٤٤ ـ (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) :

(مِنْ وَلِيٍ) مرشد يهديه.

(مِنْ بَعْدِهِ) سوى الله.

(إِلى مَرَدٍّ) إلى رجعة إلى الدنيا ليعملوا غير ما كانوا يعملون.

(مِنْ سَبِيلٍ) من وسيلة.

٤٥ ـ (وَتَراهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْها خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذابٍ مُقِيمٍ) :

(تَراهُمْ) أي الظالمين.

(يُعْرَضُونَ عَلَيْها) أي على النار.

(خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ) متضائلين مما لحقهم من هوان.

(يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ) يسارقون النظر إلى النار إشفاقا من مصيرهم.

(إِنَّ الْخاسِرِينَ) حقا.

(الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) هم الذين ظلموا أنفسهم بالكفر.

(وَأَهْلِيهِمْ) بما حيل بينهم وبينهم.

٤٦ ـ (وَما كانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِياءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ سَبِيلٍ) :

١٤٢

(مِنْ سَبِيلٍ) من طريق ووسيلة إلى الهداية.

٤٧ ـ (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ) :

(اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ) سارعوا إلى إجابة ما دعاكم إليه رسوله.

(لا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ) يرده الله بعد أن قضى به.

(مِنْ مَلْجَإٍ) تفزعون إليه من العذاب.

(مِنْ نَكِيرٍ) من منكر ينكر ما حل بكم.

٤٨ ـ (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ) :

(فَإِنْ أَعْرَضُوا) فإن تولوا عن إجابتك ، أي المشركون.

(إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ) فما عليك إلا أن تبلغ الرسالة لمن أرسلت إليهم.

(بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) بما اقترفوا من ذنوب.

(كَفُورٌ) جاحد بنعمة الله.

٤٩ ـ (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) :

(ما يَشاءُ) خلقه.

٥٠ ـ (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) :

(أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً) أو يجمع بين الذكور والإناث.

(عَقِيماً) لا ولد له.

(عَلِيمٌ) بكل شىء.

١٤٣

(قَدِيرٌ) على فعل كل ما يريد.

٥١ ـ (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) :

(وَما كانَ لِبَشَرٍ) وما صح لأحد من البشر.

(وَحْياً) بالإلقاء فى القلب إلهاما أو مناما.

(أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) أو بإسماع الكلام الإلهى دون أن يرى السامع من يكلمه.

(أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً) أو بإرسال ملك يرى صورته ويسمع صوته.

(فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ) بإذن الله ما يشاء.

(عَلِيٌ) قاهر.

(حَكِيمٌ) بالغ الحكمة فى تصرفاته وتدبيره.

٥٢ ـ (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) :

(وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) ومثل ما أوحينا إلى الرسل قبلك أوحينا إليك.

(رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) هذا القرآن حياة للقلوب بأمرنا.

(ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ) ما كنت تعرف قبل الإيحاء إليك ما هو القرآن.

(وَلَا الْإِيمانُ) ولا شرائع الإيمان.

(وَلكِنْ جَعَلْناهُ) أي القرآن.

٥٣ ـ (صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) :

(تَصِيرُ) ترجع.

(الْأُمُورُ) أي جميع الأمور.

١٤٤

(٤٣)

سورة الزخرف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (حم) :

أي مثل هذين الحرفين اللذين تتكون منها حروف اللغة التي بها تتكلمون كان هذا القرآن المعجز الذي لا تستطيعون الإتيان بمثله.

٢ ـ (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) :

(وَالْكِتابِ) أي القرآن.

(الْمُبِينِ) الذي اشتمل على العقائد والأحكام.

٣ ـ (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) :

(لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) لكى تستطيعوا إدراك إعجازه ، وتدبر معانيه.

٤ ـ (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) :

(فِي أُمِّ الْكِتابِ) فى اللوح المحفوظ.

(لَعَلِيٌ) لرفيع القدر.

(حَكِيمٌ) محكم النظم.

٥ ـ (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) :

(أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً) أفنهملكم فنمنع إنزال القرآن إليكم إعراضا عنكم.

(أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) لإسرافكم على أنفسكم فى الكفر.

لا يكون ذلك ، لاقتضاء الحكم إلزامكم الحجة.

١٤٥

٦ ـ (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) :

أي لقد أرسل كثيرا من الأنبياء فى الأمم السابقة ، فليس عجيبا إرسال رسول إليكم.

٧ ـ (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) :

(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍ) وما يجيئهم من رسول يذكرهم بالحق.

(إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) إلا استمروا على استهزائهم به.

٨ ـ (فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) :

(فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً) فأهلكنا المكذبين الأولين وكانوا أشد من كفار مكة قوة ومنعة.

(وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ) وسلف فى القرآن من قصص الأولين العجيب ما جعلهم عبرة لغيرهم.

٩ ـ (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) :

(الْعَزِيزُ) المتصف بالعزة.

(الْعَلِيمُ) المحيط علمه بكل شىء.

١٠ ـ (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) :

(مَهْداً) مكانا ممهدا لتستطيعوا الإقامة فيها واستغلالها.

(سُبُلاً) طرقات تسلكونها.

(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) كى تصلوا إلى غاياتكم.

١١ ـ (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) :

(بِقَدَرٍ) بقدر الحاجة.

١٤٦

(فَأَنْشَرْنا بِهِ) فأحيينا به.

(كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) تبعثون.

١٢ ـ (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ) :

(الْأَزْواجَ كُلَّها) أصناف المخلوقات كلها.

١٣ ـ (لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) :

(لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ) كى تستقروا فوق ظهورها.

(لَهُ) لتسخيرها.

(مُقْرِنِينَ) مطيقين.

١٤ ـ (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) :

أي وإنا إلى خالقنا لراجعون بعد هذه الحياة فيحاسب كل على ما قدمت يداه.

١٥ ـ (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ) :

(مِنْ عِبادِهِ) بعض خلقه.

(جُزْءاً) ولدا ظنوه جزءا منه.

(إِنَّ الْإِنْسانَ) بعمله هذا.

(لَكَفُورٌ) مبالغ فى كفره.

(مُبِينٌ) واضح فى جحوده.

١٦ ـ (أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) :

(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ) أم تزعمون أنه اتخذ لنفسه من خلقه بنات ، يعنون الملائكة.

١٤٧

(وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ) وآثركم بالذكور.

١٧ ـ (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) :

(بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً) بولادة أنثى له.

(مُسْوَدًّا) كآبة.

(وَهُوَ كَظِيمٌ) مملوء غيظا.

١٨ ـ (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) :

(فِي الْحِلْيَةِ) فى الزينة.

(فِي الْخِصامِ) فى الجدال.

(غَيْرُ مُبِينٍ) عاجز عن إقامة الحجة.

والمعنى : أتجترئون وتجعلون ولدا لله من شأنه النشأة فى الزينة ، وهو فى الجدال وإقامة الحجة عاجز لقصور بيانه.

١٩ ـ (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) :

(أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ) أرأوا خلقهم رؤية مشاهدة.

(سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ) سنسجل عليهم هذا الافتراء.

(وَيُسْئَلُونَ) ويحاسبون عليه يوم القيامة.

٢٠ ـ (وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) :

(ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ) أي ليس لديهم بما قالوا أي علم يستندون إليه.

(إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) أي ما هم إلا واهمون يقولون قولا غير مستند إلى دليل.

١٤٨

٢١ ـ (أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) :

(كِتاباً) يؤيد افتراءهم.

(مِنْ قَبْلِهِ) من قبل القرآن.

(فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ) متعلقون.

٢٢ ـ (بَلْ قالُوا إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُهْتَدُونَ) :

(عَلى أُمَّةٍ) على دين.

(مُهْتَدُونَ) سائرون.

٢٣ ـ (وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ) :

(وَكَذلِكَ) ومثل الحال التي عليها حال هؤلاء حال الأمم السابقة.

(مِنْ نَذِيرٍ) من رسول ينذرهم.

(مُتْرَفُوها) المتنعمون فيها الذين أبطرتهم النعمة.

(عَلى أُمَّةٍ) على دين.

٢٤ ـ (قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آباءَكُمْ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) :

(بِأَهْدى) بما هو أدخل فى الهداية.

(قالُوا) أي المشركون مجيبين للنذير.

(كافِرُونَ) جاحدون.

٢٥ ـ (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) :

(مِنْهُمْ) من الذين كذبوا رسلهم.

(كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) كيف كان مآلهم ومصيرهم.

٢٦ ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) :

١٤٩

(بَراءٌ) برىء.

(مِمَّا تَعْبُدُونَ) من آلهة باطلة.

٢٧ ـ (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) :

(الَّذِي فَطَرَنِي) الذي خلقنى.

(سَيَهْدِينِ) سيرشدنى.

٢٨ ـ (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) :

(كَلِمَةً) أي كلمة التوحيد.

(فِي عَقِبِهِ) فى ذريته.

(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) إليها فيؤمنون بها.

٢٩ ـ (بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ) :

(هؤُلاءِ) الحاضرين.

(وَآباءَهُمْ) من قبلهم.

(حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُ) حتى جاءهم القرآن داعيا إلى الحق.

(وَرَسُولٌ مُبِينٌ) يدعوهم إليه.

٣٠ ـ (وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ) :

(وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُ) وحين نزل القرآن داعيا إلى الحق.

٣١ ـ (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) :

(وَقالُوا) استخفافا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واستعظاما أن ينزل عليه القرآن.

(لَوْ لا نُزِّلَ) هلا نزل.

(مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ) مكة والطائف.

٣٢ ـ (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) :

١٥٠

(يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ) يجعلونها بينهم فى أصحاب الجاه.

(نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ) تولينا تدبير معيشتهم.

(وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) وفضلنا بعضهم على بعض فى الرزق.

(لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا) ليتخذ بعضهم من بعض أعوانا يسخرونهم فى قضاء حوائجهم.

(وَرَحْمَتُ رَبِّكَ) أي دين الله وما يتبعه من الفوز فى المآب.

٣٣ ـ (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ) :

(وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) ولو لا كراهة أن يكفر الناس جميعا إذا رأوا الكفار فى سعة من الرزق.

(لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ) لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن.

(وَمَعارِجَ) ومصاعد.

(عَلَيْها يَظْهَرُونَ) عليها يرتقون.

٣٤ ـ (وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ) :

(أَبْواباً) من فضة.

(وَسُرُراً) من فضة.

٣٥ ـ (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) :

(وَزُخْرُفاً) أي جعلنا لهم زخرفا ، أي زينة من كل شىء.

(وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ) وما كل ذلك المتاع الذي وصفناه لك.

(لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا) إلا متاعا فانيا مقصورا على الحياة الدنيا.

٣٦ ـ (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) :

١٥١

(وَمَنْ يَعْشُ) ومن يتعام.

(عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ) عن القرآن الذي أنزله الرحمن.

(نُقَيِّضْ لَهُ) نتح له.

(شَيْطاناً) يتسلط عليه.

(فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) فهو معه ملازما يضله ويغويه.

٣٧ ـ (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) :

(وَإِنَّهُمْ) وإن شياطين المتعامين عن القرآن.

(وَيَحْسَبُونَ) أي المتعامون.

(إِنَّهُمْ) باتباع قرنائهم.

(مُهْتَدُونَ) على الهدى.

٣٨ ـ (حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) :

(حَتَّى إِذا جاءَنا) من تعامى عن القرآن يوم القيامة.

(قالَ) لقرينه بعد أن رأى عاقبة تعاميه.

(يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ) فى الدنيا.

(بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ) عن المغرب.

(فَبِئْسَ الْقَرِينُ) فبئس الصاحب كنت لى.

٣٩ ـ (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) :

(الْيَوْمَ) يوم الحساب.

(إِذْ ظَلَمْتُمْ) أنفسكم بالكفر.

(أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) اشتراككم مع شياطينكم فيه ، لأن كلا يعانى من العذاب ما يثقله.

١٥٢

٤٠ ـ (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :

(الصُّمَ) عن الحق.

(الْعُمْيَ) عن الاعتبار.

(مُبِينٍ) لا شك فيه.

٤١ ـ (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) :

(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ) فإن قبضناك قبل أن نريك عذابهم.

٤٢ ـ (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ) :

(الَّذِي وَعَدْناهُمْ) من عذاب.

(مُقْتَدِرُونَ) مسيطرون قاهرون.

٤٣ ـ (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) :

(بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) بالقرآن.

(إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) على طريق الحق القويم.

٤٤ ـ (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) :

(وَإِنَّهُ) أي القرآن.

(لَذِكْرٌ لَكَ) لشرف عظيم لك.

(وَلِقَوْمِكَ) ولأمتك لنزوله بلغتهم.

(وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ) يوم القيامة عن القيام بحقه.

٤٥ ـ (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) :

(وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) وانظر فى شرائع من أرسلنا من قبلك من رسلنا.

١٥٣

(أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) أجاءت فيها دعوة الناس إلى عبادة غير الله.

٤٦ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) :

(بِآياتِنا) بالمعجزات الدالة على صدقه.

(وَمَلَائِهِ) وقومه.

٤٧ ـ (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ) :

(مِنْها) من الآيات.

(يَضْحَكُونَ) سخرية واستهزاء.

٤٨ ـ (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) :

(هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) أي كل واحدة أعظم مما قبلها.

وقيل : الغرض أنهن كلهن موصوفات بالكبر لا يكدن يتفاوتن فيه ، وان اختلفت آراء الناس فى تفضيلها.

(بِالْعَذابِ) بأنواع البلايا.

(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن كفرهم وغيهم.

٤٩ ـ (وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ) :

(يا أَيُّهَا السَّاحِرُ) يعنون موسى عليه‌السلام ، وهو العالم.

(بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) متوسلا بعهده عندك.

(إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ) لراجعون عن غينا إذا كشف عنا العذاب.

٥٠ ـ (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) :

١٥٤

(يَنْكُثُونَ) ينقضون ما عاهدوه عليه من إيمان.

٥١ ـ (وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) :

(مِنْ تَحْتِي) من تحت قصرى.

(أَفَلا تُبْصِرُونَ) أعميتم عن مشاهدة ذلك.

٥٢ ـ (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ) :

(أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا) بل أنا خير من هذا.

(الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) الذي هو ضعيف ذليل.

(وَلا يَكادُ يُبِينُ) ولا يكاد يفصح عن دعواه.

٥٣ ـ (فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) :

(فَلَوْ لا) فهلا.

(أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ) ليلقى إليه بمقاليد الأمور ، أي ليس معه من آلات الملك ما يعضد به.

(مُقْتَرِنِينَ) مؤيدين.

٥٤ ـ (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) :

(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ) فاستفز فرعون قومه بما حاك من قول.

(فَأَطاعُوهُ) فى ضلاله.

(فاسِقِينَ) خارجين عن دين الله القويم.

٥٥ ـ (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ) :

(فَلَمَّا آسَفُونا) أغضبونا أشد الغضب بإفراطهم فى الفساد.

٥٦ ـ (فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ) :

١٥٥

(سَلَفاً) قدوة للكافرين بعدهم فى استحقاق مثل عقابهم.

(وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ) وحديثا عجيب الشأن يعتبر به جميع الناس.

٥٧ ـ (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) :

(مَثَلاً) فى كونه كآدم خلقه من تراب ثم قال له : كن فيكون.

(يَصِدُّونَ) يعرضون.

٥٨ ـ (وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) :

(أَمْ هُوَ) أي عيسى.

(ما ضَرَبُوهُ لَكَ) أي هذا المثل.

(إِلَّا جَدَلاً) إلا للجدل والغلبة فى القول لا لطلب الحق.

(خَصِمُونَ) شديد الخصومة.

٥٩ ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) :

(إِنْ هُوَ) ما هو.

(أَنْعَمْنا عَلَيْهِ) بالنبوة.

(مَثَلاً) عبرة عجيبة كالمثل ، إذ خلقناه دون أب.

(لِبَنِي إِسْرائِيلَ) ليستدلوا به على كمال قدرتنا.

٦٠ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) :

(يَخْلُفُونَ) أي يخلفونكم فى الأرض كما يخلفكم أولادكم لتعلموا أن الملائكة خاضعون لتصريف قدرة الله.

٦١ ـ (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) :

(وَإِنَّهُ) أي عيسى عليه‌السلام ، بحدوثه دون أب ، وإبرائه الأكمه والأبرص.

١٥٦

(لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ) لدليل على قيام الساعة.

(فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) فلا تشكن فيها.

(وَاتَّبِعُونِ) واتبعوا ما أرسلت به إليكم.

(هذا) أي ما أدعوكم إليه.

(صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) طريق قويم موصل إلى النجاة.

٦٢ ـ (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) :

(وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ) ولا يمنعنكم الشيطان عن اتباع طريقى المستقيم.

(مُبِينٌ) ظاهر العداوة.

٦٣ ـ (وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) :

(بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات الواضحات.

(بِالْحِكْمَةِ) بشريعة حكيمة تدعوكم إلى التوحيد.

(وَأَطِيعُونِ) فيما أدعوكم إليه.

٦٤ ـ (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) :

(إِنَّ اللهَ) وحده.

(هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) هو خالقى وخالقكم.

(فَاعْبُدُوهُ) دون سواه.

٦٥ ـ (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ) :

(مِنْ بَيْنِهِمْ) من بين النصارى بعد عيسى فرقا فى أمره.

(فَوَيْلٌ) فهلاك.

١٥٧

(لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) بما قالوه فى عيسى عليه‌السلام.

(أَلِيمٍ) شديد الإيلام.

٦٦ ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) :

(هَلْ يَنْظُرُونَ) هل ينتظرون.

(بَغْتَةً) فجأة.

(وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) وهم غافلون عنها.

٦٧ ـ (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) :

(الْأَخِلَّاءُ) الأصدقاء الذين جمعهم الباطل فى الدنيا.

(يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة.

(بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) يكون بعضهم لبعض عدوا.

(إِلَّا الْمُتَّقِينَ) إلا المجتنبين أخلاء السوء.

٦٨ ـ (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ) :

(يا عِبادِ) أي المتقين.

(الْيَوْمَ) يوم الحساب.

٦٩ ـ (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ) :

(مُسْلِمِينَ) منقادين.

٧٠ ـ (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ) :

(تُحْبَرُونَ) تسرون.

٧١ ـ (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ) :

(بِصِحافٍ) بأوان.

(وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ) وتقر به الأعين.

١٥٨

٧٢ ـ (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(أُورِثْتُمُوها) ظفرتم بها.

(بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) بما قدمتم فى الدنيا من عمل صالح.

٧٣ ـ (لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) :

(كَثِيرَةٌ) الأنواع والمقادير.

(مِنْها تَأْكُلُونَ) تتمتعون بالأكل منها.

٧٤ ـ (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ) :

(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ) الذين أجرموا بالكفر.

٧٥ ـ (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) :

(لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) لا يخفف عنهم ولا يسكن.

(مُبْلِسُونَ) يائسون من النجاة.

٧٦ ـ (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) :

(وَما ظَلَمْناهُمْ) وما ظلمنا هؤلاء المجرمين بهذا العذاب.

(وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) لأنفسهم باختيارهم الضلالة على الهدى.

٧٧ ـ (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) :

(يا مالِكُ) هو خازن النار.

(لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) سل ربك أن يميتنا فنستريح من هول جهنم.

(إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) مقيمون فى العذاب.

٧٨ ـ (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) :

(لَقَدْ جِئْناكُمْ) أي لقد جاءكم رسولنا ، والخطاب لأهل مكة.

(بِالْحَقِ) بالدين الحق.

١٥٩

٧٩ ـ (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) :

(أَمْ) بل.

(أَبْرَمُوا) أحكموا.

(أَمْراً) على تكذيب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) فإنا محكمون أمرا فى مجازاتهم وإظهارك عليهم.

٨٠ ـ (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) :

(أَمْ يَحْسَبُونَ) بل أيحسب هؤلاء المشركون.

(وَنَجْواهُمْ) وما يتكلمون به فيما بينهم من تكذيب الحق.

(أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ) أنا لا نسمع حديث أنفسهم بتدبير الكيد.

(بَلى وَرُسُلُنا) أي الحفظة من الملائكة.

(لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) عندهم يكتبون ذلك.

٨١ ـ (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) :

(أَوَّلُ الْعابِدِينَ) لهذا الولد إن صح أن لله ولدا.

٨٢ ـ (سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) :

(سُبْحانَ) تنزيها لرب السموات والأرض.

(رَبِّ الْعَرْشِ) خالق العرش.

(عَمَّا يَصِفُونَ) عما يصفه به المشركون مما لا يليق بألوهيته.

٨٣ ـ (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) :

(فَذَرْهُمْ) فدعهم.

(يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا) ينغمسوا فى أباطيلهم ويلعبوا فى دنياهم.

(يَوْمَهُمُ) يوم القيامة.

١٦٠