الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

(فَلَمَّا زاغُوا) فلما أصروا عن الانصراف عن الحق.

(أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) أمال الله قلوبهم عن قبول الهداية.

٦ ـ (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) :

(وَإِذْ قالَ) واذكر حين قال.

(فَلَمَّا جاءَهُمْ) الرسول المبشر به.

(بِالْبَيِّناتِ) بالآيات الواضحات.

(قالُوا هذا) الذي جئتنا به.

(سِحْرٌ مُبِينٌ) بين.

٧ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :

(وَمَنْ أَظْلَمُ) ومن أشد ظلما.

(مِمَّنِ افْتَرى) ممن اختلق.

٨ ـ (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) :

(لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) نور دين الله.

(وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) مكمل نوره بإتمام دينه.

٩ ـ (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) :

(رَسُولَهُ) محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(بِالْهُدى) بالقرآن.

٣٢١

(وَدِينِ الْحَقِ) والإسلام.

(لِيُظْهِرَهُ) ليعليه.

(عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) على كل الأديان.

١٠ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) :

(هَلْ أَدُلُّكُمْ) هل أرشدكم إلى.

١١ ـ (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) :

(تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) هذه التجارة هى أن تثبتوا على الإيمان بالله ورسوله.

(ذلِكُمْ) الذي أرشدكم إليه.

١٢ ـ (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) :

(يَغْفِرْ لَكُمْ) أي إن تؤمنوا وتجاهدا فى سبيل الله يغفر لكم ذنوبكم.

(ذلِكَ) الجزاء.

١٣ ـ (وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) :

(وَأُخْرى) ونعمة أخرى لكم أيها المؤمنون المجاهدون.

(نَصْرٌ مِنَ اللهِ) هى نصر من الله.

(وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) تغنمون خيره.

١٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ) :

٣٢٢

(كُونُوا أَنْصارَ اللهِ) إذا دعاكم رسول الله أن تكونوا أنصاره.

(كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ) أي كما كان أصفياء عيسى أنصار الله حين قال من أنصارى إلى الله.

(فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) بعيسى.

(فَأَيَّدْنَا) فقوينا.

(عَدُوِّهِمْ) الذين كفروا.

(فَأَصْبَحُوا) بتقويتنا.

(ظاهِرِينَ) منتصرين غالبين.

٣٢٣

(٦٢)

سورة الجمعة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) :

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ) ينزهه عما لا يليق به.

(الْمَلِكِ) المالك لكل شىء المتصرف فيه لا منازع.

(الْقُدُّوسِ) المنزه تنزيها كاملا عن كل نقص.

(الْعَزِيزِ) الغالب على كل شىء.

(الْحَكِيمِ) ذى الحكمة البالغة.

٢ ـ (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :

(هُوَ) الله.

(الَّذِي بَعَثَ) الذي أرسل.

(فِي الْأُمِّيِّينَ) فى العرب الذين لا يعرفون الكتابة.

(يَتْلُوا عَلَيْهِمْ) يقرأ عليهم.

(وَيُزَكِّيهِمْ) ويطهرهم من خبائث العقائد.

(وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ) القرآن.

(وَالْحِكْمَةَ) والتفقه فى الدين.

(وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ) وإن كانوا قبل بعثته.

(لَفِي ضَلالٍ) لفى انحراف عن الحق.

(مُبِينٍ) شديد الوضوح.

٣٢٤

٣ ـ (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ) أي وبعثه فى آخرين منهم.

(لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) لم يجيئوا بعد وسيجيئون.

(وَهُوَ) وحده.

(الْعَزِيزُ) الغالب على كل شىء.

(الْحَكِيمُ) ذو الحكمة البالغة فى كل أفعاله.

٤ ـ (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) :

(ذلِكَ) البعث.

(فَضْلُ اللهِ) فضل من الله.

(يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) يكرم به من يختار من عباده.

(وَاللهُ) وحده.

٥ ـ (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :

(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ) يعنى اليهود الذين علموا التوراة وكلفوا العمل بها.

(ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها) ثم لم يعملوا بها.

(أَسْفاراً) كتبا لا يعرف ما فيها.

(بِئْسَ) ساء.

(لا يَهْدِي) لا يوفق.

(الظَّالِمِينَ) الذين شأنهم الظلم.

٦ ـ (قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

٣٢٥

(قُلْ) يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا) يا أيها الذين صاروا يهودا.

(إِنْ زَعَمْتُمْ) إن ادعيتم باطلا.

(أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ) أنكم أحباء الله.

(مِنْ دُونِ النَّاسِ) جميعا.

(فَتَمَنَّوُا) من الله الموت.

(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فى دعوى حب الله لكم.

٧ ـ (وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) :

(وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ) أي الموت.

(بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) بسبب ما قدموه من الكفر.

(وَاللهُ عَلِيمٌ) محيط علمه.

٨ ـ (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ) الذي تهربون منه لا مهرب منه.

(فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ) فسوف يأتيكم.

(ثُمَّ تُرَدُّونَ) ثم ترجعون.

(إِلى عالِمِ الْغَيْبِ) عالم السر والعلانية.

٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) :

(إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) إذا أذن للصلاة.

(فَاسْعَوْا) فامضوا.

(وَذَرُوا) واتركوا.

(ذلِكُمْ) الذي أمرتم به.

٣٢٦

(خَيْرٌ لَكُمْ) أنفع لكم.

١٠ ـ (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) :

(فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) فإذا أديت الصلاة.

(فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ) فتفرقوا فى الأرض لمصالحكم.

(وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) واطلبوا من فضل الله.

(وَاذْكُرُوا اللهَ) بقلوبكم وألسنتكم كثيرا.

(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) تفوزون بخيرى الدنيا والآخرة.

١١ ـ (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) :

(انْفَضُّوا إِلَيْها) تفرقوا إليها.

(وَتَرَكُوكَ قائِماً) تخطب.

(ما عِنْدَ اللهِ) من الفضل والثواب.

(وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) فاطلبوا رزقه بطاعته.

٣٢٧

(٦٣)

سورة المنافقون

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) :

(قالُوا) بألسنتهم.

(لَكاذِبُونَ) فى دعواهم الإيمان بك لعدم تصديقهم بقلوبهم.

٢ ـ (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) :

(اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ) جعلوا أيمانهم الكاذبة.

(جُنَّةً) وقاية لهم من المؤاخذة.

(فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) فمنعوا أنفسهم عن طريق الله.

(إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) إنهم قبح ما كانوا يعملون من النفاق والأيمان الكاذبة.

٣ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) :

(ذلِكَ) الذي دأبوا عليه من الظهور بغير حقيقته والحلف بالأيمان الكاذبة.

(بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) بألسنتهم.

(ثُمَّ كَفَرُوا) بقلوبهم.

(فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ) فختم على قلوبهم بهذا الكفر.

(فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) لا يفهمون ما ينجيهم من عذاب الله.

٣٢٨

٤ ـ (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) :

(وَإِنْ يَقُولُوا) وإن يتحدثوا.

(تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) لحلاوته.

(خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) لا حياة فيهم.

(صَيْحَةٍ) نازلة.

(قاتَلَهُمُ اللهُ) طردهم الله من رحمته.

(أَنَّى يُؤْفَكُونَ) كيف يصرفون عن الحق إلى ما هم عليه من النفاق.

٥ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) :

(لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) حركوها استهزاء.

(يَصُدُّونَ) يعرضون.

(مُسْتَكْبِرُونَ) عن الامتثال.

٦ ـ (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) :

(عَلَيْهِمْ) على هؤلاء المنافقين.

(أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ) استغفارك لهم.

(أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) أو عدم استغفارك.

(لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) لأنهم لن يرجعوا عن نفاقهم.

(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) إلى الحق.

(الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) الخارجين على أمره والإيمان به.

٧ ـ (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) :

٣٢٩

(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ) لأهل المدينة.

(لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) من المؤمنين.

(حَتَّى يَنْفَضُّوا) حتى يتفرقوا عنه.

(وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) وما فيهما من أرزاق يعطيها من يشاء.

(وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) لا يعلمون.

٨ ـ (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) :

(يَقُولُونَ) يعنى المنافقين.

(لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ) ليخرجن فريقنا الأعز.

(مِنْهَا) من المدينة.

(الْأَذَلَ) فريق المؤمنين الأذل.

٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) :

(لا تُلْهِكُمْ) لا تشغلكم.

(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) ومن تشغله أمواله وأولاده عن ذلك.

(فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) يوم القيامة.

١٠ ـ (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) :

(لَوْ لا أَخَّرْتَنِي) هلا أمهلتنى.

(إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) إلى وقت قصير.

١١ ـ (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) :

(وَلَنْ يُؤَخِّرَ) ولن يمهل.

(إِذا جاءَ أَجَلُها) إذا حان وقت موتها.

٣٣٠

(٦٤)

سورة التغابن

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :

(يُسَبِّحُ لِلَّهِ) ينزه الله عما لا يليق بجلاله.

(لَهُ الْمُلْكُ) التام.

(وَلَهُ الْحَمْدُ) وله الثناء الجميل.

٢ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) :

(كافِرٌ) منكر للألوهية.

(مُؤْمِنٌ) مصدق بها.

٣ ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) :

(بِالْحَقِ) بالحكمة البالغة.

(وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) حيث جعلكم فى أحسن تقويم.

٤ ـ (يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) :

(ما تُسِرُّونَ) ما تخفون.

٥ ـ (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(أَلَمْ يَأْتِكُمْ) قد أتاكم.

٣٣١

(فَذاقُوا) فتجرعوا.

(وَبالَ أَمْرِهِمْ) سوء عاقبة أمرهم فى الدنيا.

٦ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللهُ وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) :

(ذلِكَ) الذي أصابهم ويصيبهم من العذاب.

(بِأَنَّهُ) بسبب أنه.

(بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات الظاهرة.

(أَبَشَرٌ) مثلنا.

(يَهْدُونَنا) يرشدوننا.

(فَكَفَرُوا) فأنكروا بعثتهم.

(وَتَوَلَّوْا) وانصرفوا عن الحق.

(وَاسْتَغْنَى اللهُ) وأظهر الله غناه عن إيمانهم بإهلاكهم.

(غَنِيٌ) عن خلقه.

(حَمِيدٌ) مستحق للحمد والثناء على جميع نعمه.

٧ ـ (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) :

(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ادعوا باطلا.

(أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) بعد الموت.

(بَلى) ليس الأمر كما زعمتم.

(وَرَبِّي) قسم.

(لَتُبْعَثُنَ) بعد الموت.

(ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَ) ثم لتخبرن.

(بِما عَمِلْتُمْ) فى الدنيا.

(وَذلِكَ) البعث والحساب والجزاء.

٣٣٢

(يَسِيرٌ) سهل.

٨ ـ (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) :

(فَآمِنُوا) فصدقوا.

(وَالنُّورِ) واهتدوا بالنور.

(الَّذِي أَنْزَلْنا) الذي أنزلناه إذ وضح لكم أن البعث آت لا ريب فيه.

٩ ـ (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) :

(يَوْمُ التَّغابُنِ) الذي يظهر فيه غبن لانصرافهم عن الإيمان ، وغبن المؤمنين المقصرين لتهادنهم فى تحصيل الطاعات.

(ذلِكَ) الجزاء.

١٠ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) :

(وَالَّذِينَ كَفَرُوا) والذين جحدوا بالإيمان.

(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) وكذبوا بمعجزاتنا التي أيدنا بها رسلنا.

(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وساء المصير الذي صاروا إليه.

١١ ـ (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) :

(ما أَصابَ) العبد.

(مِنْ مُصِيبَةٍ) من بلاء.

(إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) إلا بتقدير الله.

(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) ومن يصدق بالله.

٣٣٣

(يَهْدِ قَلْبَهُ) إلى الرضا بما كان.

١٢ ـ (وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) :

(وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما بلغ عن ربه.

(فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) فإن أعرضتم عن هذه الطاعة فلن يضره إعراضكم.

(فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ) إبلاغكم الرسالة.

(الْمُبِينُ) إبلاغا بينا.

١٣ ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) :

(وَعَلَى اللهِ) وحده.

(فَلْيَتَوَكَّلِ) فليعتمد.

(الْمُؤْمِنُونَ) فى كل أمورهم.

١٤ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) :

(عَدُوًّا لَكُمْ) بما يصرفونكم عن طاعة الله لتحقيق رغباتهم.

(فَاحْذَرُوهُمْ) فكونوا منهم على حذر.

(وَإِنْ تَعْفُوا) وإن تتجاوزوا عن سيئاتهم التي تقبل العفو.

(وَتَصْفَحُوا) وتعرضوا عنها.

(وَتَغْفِرُوا) وتستروها عليهم يغفر الله لكم.

(فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) واسع المغفرة والرحمة.

١٥ ـ (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) :

(فِتْنَةٌ) ابتلاء وامتحان.

(وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) لمن يؤثره طاعته.

١٦ ـ (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) :

٣٣٤

(فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) فابذلوا فى تقوى الله جهدكم وطاقتكم.

(وَاسْمَعُوا) مواعظه.

(وَأَطِيعُوا) أوامره.

(وَأَنْفِقُوا) مما رزقكم فيما أمر بالإنفاق فيه.

(خَيْراً) وافعلوا خيرا لأنفسكم.

(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) ومن يكفه الله بخل نفسه وحرصها على المال.

(فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بكل خير.

١٧ ـ (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) :

(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ) إن تنفقوا فى وجوه البر.

(قَرْضاً حَسَناً) إنفاقا مخلصين فيه.

(يُضاعِفْهُ لَكُمْ) يضاعف الله ثواب ما أنفقتم.

(وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ما فرط من ذنوبكم.

(وَاللهُ شَكُورٌ) عظيم الشكر والمكافأة للمحسنين.

(حَلِيمٌ) فلا يعجل بالعقوبة على من عصاه.

١٨ ـ (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) كل ما غاب وما حضر.

(الْعَزِيزُ) القوى القاهر.

(الْحَكِيمُ) فى تدبير خلقه الذي يضع كل شىء فى موضعه.

٣٣٥

(٦٥)

سورة الطلاق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) :

(إِذا طَلَّقْتُمُ) إذا أردتم أن تطلقوا.

(فَطَلِّقُوهُنَ) مستقبلا.

(وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ) واضبطوا العدة.

(لا تُخْرِجُوهُنَ) لا تخرجوا النساء المطلقات.

(مِنْ بُيُوتِهِنَ) من مساكنهن التي طلقن فيها.

(وَلا يَخْرُجْنَ) منها أبدا.

(إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ) إلا أن يفعلن فعلة منكرة.

(مُبَيِّنَةٍ) واضحة.

(وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) وتلك الأحكام المتقدمة معالم الله شرعها لعباده.

(وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ) ومن يجاوز حدود الله.

(لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ) يوجد.

(بَعْدَ ذلِكَ) الطلاق.

(أَمْراً) لا تتوقعه فيتحابان.

٢ ـ (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) :

٣٣٦

(فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) فإذا قاربت المطلقات نهاية عدتهن.

(فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) فراجعوهن مع حسن معاشرة.

(أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) من غير مضارة.

(وَأَشْهِدُوا) على الرجعة والمفارقة.

(ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) صاحبى عدل منكم.

(وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ) وأدوا الشهادة على وجهها خالصة لله.

(ذلِكُمْ) الذي أمرتم به.

(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) ومن يخف الله فيقف عند أوامره ونواهيه.

(يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) من كل ضيق.

٣ ـ (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) :

(وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) ويهيئ له أسباب الرزق من حيث لا يخطر على باله.

(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ومن يفوض إلى الله كل أموره فهو كافيه.

(إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) إن الله بالغ مراده منفذ مشيئته.

(قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) قد جعل الله لكل شىء وقت لا يعدوه وتقديرا لا يجاوزه.

٤ ـ (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) :

(وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ) والمعتدات من المطلقات اللائي يئسن من المحيض لكبرهن.

٣٣٧

(إِنِ ارْتَبْتُمْ) إن لم تعلموا كيف يعتددن.

(وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) عدتهن كذلك.

(وَأُولاتُ الْأَحْمالِ) وصواحب الحمل.

(أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) عدتهن أن يضعن حملهن.

(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) فينفذ أحكامه.

(يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) ييسر له أموره.

٥ ـ (ذلِكَ أَمْرُ اللهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) :

(ذلِكَ) التشريع.

(أَمْرُ اللهِ) لا غير.

(وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) بالمحافظة على أحكامه.

(يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ) يمح عنه خطاياه.

(وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) ويعظم له جزاء.

٦ ـ (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى) :

(أَسْكِنُوهُنَ) أي المعتدات.

(مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ) بعض أماكن سكناكم.

(مِنْ وُجْدِكُمْ) على قدر طاقتكم.

(وَلا تُضآرُّوهُنَ) ولا تلحقوا بهن ضررا.

(لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَ) فى السكنى.

(وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ) وإن كن ذوات حمل.

(فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ) المطلقات أولادكم.

٣٣٨

(فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) فوفوهن أجورهن.

(وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ) وليأمر بعضكم بعضا بما تعورف عليه من سماحة وعدم تعنت.

(وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ) وإن أوقع بعضكم بعضا فى العسر بالشح والتعنت.

(فَسَتُرْضِعُ لَهُ) أي للأب.

(أُخْرى) أي مرضعة أخرى.

٧ ـ (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) :

(ذُو سَعَةٍ) صاحب بسطة.

(مِنْ سَعَتِهِ) مما بسطه الله له.

(وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ) ومن ضيق عليه رزقه.

(فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) مما أعطاه الله.

(لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) إلا ما أعطاها.

(بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) بعد ضيق فرجا.

٨ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) :

(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) وكثير من القرى.

(عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها) تجبر أهلها وأعرضوا عن أمر ربهم ورسله.

(فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً) بتقصى كل ما فعلوه ومناقشتهم.

(وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً) منكرا فظيعا.

٩ ـ (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً) :

(فَذاقَتْ) فتجرعوا.

(وَبالَ أَمْرِها) سوء مآل أمرهم.

٣٣٩

(خُسْراً) خسرانا شديدا.

١٠ ـ (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً) :

(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ) هيأ الله لأهل القرى المتجبرين.

(فَاتَّقُوا اللهَ) فاحذروا غضب الله.

(يا أُولِي الْأَلْبابِ) يا أصحاب العقول الراجحة.

(الَّذِينَ آمَنُوا) الذين اتصفوا بالإيمان.

١١ ـ (رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ رِزْقاً) :

(يَتْلُوا عَلَيْكُمْ) يقرأ عليكم.

(مُبَيِّناتٍ) لكم الحق من الباطل.

(مِنَ الظُّلُماتِ) من ظلمات الضلال.

(إِلَى النُّورِ) إلى نور الهداية.

(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ) ومن يصدق بالله.

(مِنْ تَحْتِهَا) من خلالها.

(قَدْ أَحْسَنَ اللهُ لَهُ) للمؤمن الصالح.

(رِزْقاً) طيبا.

١٢ ـ (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) :

(اللهُ) وحده.

(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ) يجرى أمره بينهن.

٣٤٠