الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

(وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ) ويتسارون فيما بينهم بالذنب يقترفونه.

(وَالْعُدْوانِ) يعتزمونه.

(وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) ومعصيتهم للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ) بقول محرف.

(بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ) لم يحيك به الله.

(لَوْ لا) هلا.

(يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ) إن كان رسولا حقا.

(يَصْلَوْنَها) يدخلونها ويحترقون بنارها.

(فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) فبئس المآل مآلهم.

٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) صدقوا بالله ورسوله.

(إِذا تَناجَيْتُمْ) إذا تساررتم فيما بينكم.

(فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) فلا تتساروا فيما بينكم بالذنب والاعتداء ومخالفة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) وتساروا فيما بينكم متواصين بالخير والتحرز عن الآثام.

(وَاتَّقُوا اللهَ) وخافوا الله.

(الَّذِي إِلَيْهِ) لا إلى غيره.

(تُحْشَرُونَ) تساقون بعد بعثكم.

١٠ ـ (إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) :

(إِنَّمَا النَّجْوى) المثير للشك.

٣٠١

(مِنَ الشَّيْطانِ) من تزيين الشيطان.

(لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) ليدخل الحزن على قلوب المؤمنين.

(وَلَيْسَ) ذلك.

(إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) إلا بمشيئة الله.

(وَعَلَى اللهِ) وحده.

(فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) فليعتمد المؤمنون.

١١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) صدقوا بالله ورسوله.

(إِذا قِيلَ لَكُمْ) إذا طلب منكم.

(تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ) أن يوسع بعضكم فى المجالس لبعض.

(فَافْسَحُوا) فأوسعوا.

(يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ) يوسع الله لكم.

(وَإِذا قِيلَ) وإذا طلب منكم.

(انْشُزُوا) أن تنهضوا من مجالسكم.

(فَانْشُزُوا) فانهضوا.

(يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) يعل الله مكانة المؤمنين المخلصين.

١٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) صدقوا بالله ورسوله.

(إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) إذا أردتم مناجاة الرسول.

(فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) فقدموا قبل مناجاتكم صدقة.

٣٠٢

(وَأَطْهَرُ) لقلوبكم حتى لا يقدمون على المناجاة إلا بقلوب خيرة تطلب النفع.

(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨))

١٣ ـ (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) :

(فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا) فإن لم تقدموا.

(وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فيجازيكم عليه.

١٤ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) :

(إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً) إلى المنافقين الذين والوا قوما.

(ما هُمْ) ما هؤلاء الموالون.

(وَلا مِنْهُمْ) ولا ممن والوهم.

(وَهُمْ يَعْلَمُونَ) مع علمهم بأنهم كاذبون.

١٥ ـ (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) :

(لَهُمْ) لهؤلاء المنافقين.

(إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) من النفاق والحلف على الكذب.

١٦ ـ (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) :

(جُنَّةً) وقاية.

١٧ ـ (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) :

(خالِدُونَ) مخلدون لا يبرحونها.

١٨ ـ (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ) :

٣٠٣

(فَيَحْلِفُونَ لَهُ) فيقسمون له أنهم كانوا مؤمنين.

(كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) الآن.

(وَيَحْسَبُونَ) ويظنون.

(أَنَّهُمْ) بقسمهم هذا.

(عَلى شَيْءٍ) من الدهاء ينفعهم.

١٩ ـ (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) :

(اسْتَحْوَذَ) استولى.

(ذِكْرَ اللهِ) تذكر الله واستحضار عظمته.

٢٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) :

(يُحَادُّونَ) يعاندون.

(أُولئِكَ) فى عداد.

(الْأَذَلِّينَ) الذين بلغوا الغاية فى الذلة.

٢١ ـ (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) :

(كَتَبَ اللهُ) قضى الله.

(لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) لأنتصرن أنا ورسلى.

٢٢ ـ (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) :

٣٠٤

(يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) يتبادلون المودة مع من عادى الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(أُولئِكَ) الذين لا يوالون من حاد الله ورسوله.

(كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) ثبت الله فى قلوبهم الإيمان.

(بِرُوحٍ مِنْهُ) بقوة منه.

(رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) أحبهم.

(وَرَضُوا عَنْهُ) وأحبوه.

٣٠٥

(٥٩)

سورة الحشر

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(سَبَّحَ لِلَّهِ) نزه الله عما يليق به.

(الْعَزِيزُ) الغالب الذي لا يعجزه شىء.

(الْحَكِيمُ) فى تدبيره وأفعاله.

٢ ـ (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) :

(مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) وهم يهود بنى النضير.

(مِنْ دِيارِهِمْ) عند أول إخراج لهم من جزيرة العرب.

(ما ظَنَنْتُمْ) أيها المسلمون.

(أَنْ يَخْرُجُوا) من ديارهم لقوتهم.

(مِنَ اللهِ) من بأس الله.

(فَأَتاهُمُ اللهُ) فأخذهم الله.

(مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا) من حيث لم يظنوا أن يؤخذوا من جهته.

(وَقَذَفَ) وألقى.

(الرُّعْبَ) الفزع الشديد.

(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ) ليتركوها خاوية.

(وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ) ليقضوا على تحصنهم.

٣٠٦

(فَاعْتَبِرُوا) فاتعظوا بما نزل بهم.

(يا أُولِي الْأَبْصارِ) يا أولى العقول.

٣ ـ (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ) :

(الْجَلاءَ) الإخراج من ديارهم على هذه الصورة الكريهة.

(لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا) بما هو أشد من الإخراج.

٤ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) :

(ذلِكَ) الذي أصابهم فى الدنيا وما ينتظرهم فى الآخرة.

(بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ) عادوا الله ورسوله أشد العداء.

٥ ـ (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) :

(ما قَطَعْتُمْ) أيها المسلمون.

(مِنْ لِينَةٍ) من نخلة.

(قائِمَةً عَلى أُصُولِها) باقية على ما كانت عليه.

(فَبِإِذْنِ اللهِ) فبأمر الله لا حرج عليكم فيه ليعز المؤمنين.

(وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) وليهين الفاسقين المنحرفين عن شرائعه.

٦ ـ (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :

(وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ) ما رده على رسوله.

(مِنْهُمْ) من أموالهم ، أي أموال بنى النضير.

(فَما أَوْجَفْتُمْ) فما أسرعتم.

(عَلَيْهِ) فى السير إليه.

٣٠٧

(مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ) بخيل ولا إبل.

(عَلى مَنْ يَشاءُ) من عباده بلا قتال.

٧ ـ (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) :

(ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ) ما رده الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(مِنْ أَهْلِ الْقُرى) من أموال أهل القرى من غير إيجاف خيل أو ركاب.

(فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) فهو لله وللرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.

(كَيْ لا يَكُونَ) هذا المال.

(دُولَةً) متداولا بين الأغنياء منكم خاصة.

(وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ) وما جاءكم به الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(فَخُذُوهُ) فتمسكوا به.

(فَانْتَهُوا) فاتركوه.

٨ ـ (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) :

(لِلْفُقَراءِ) وكذلك يعطى ما رده الله على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أموال أهل القرى للفقراء.

(يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ) يرجون زيادة من الله فى أرزاقهم.

(وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) بأموالهم وأنفسهم.

٩ ـ (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) :

٣٠٨

(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ) يعنى الذين نزلوا المدينة وأقاموا بها ، وهم الأنصار.

(وَالْإِيمانَ) وأخلصوا الإيمان.

(مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل نزول المهاجرين بها.

(مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) من المسلمين.

(وَلا يَجِدُونَ) ولا يحسون.

(مِمَّا أُوتُوا) أي مما أوتى المهاجرون من الفيء.

(وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) ويقدمون المهاجرين على أنفسهم.

(وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) ولو كان بهم حاجة.

(وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) ومن يحفظ من بخل نفسه الشديد.

(الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بكل ما يحبون.

١٠ ـ (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) :

(وَالَّذِينَ جاؤُ) والمؤمنون الذين جاءوا.

(مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد المهاجرين والأنصار.

(غِلًّا) حقدا.

١١ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا) ألم تنظر متعجبا إلى المنافقين.

(مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) وهم بنو النضير.

(لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ) لئن أجبرتم على الخروج من المدينة.

٣٠٩

(وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً) ولا نطيع فى شأنكم أحدا مهما طال الزمان.

(وَإِنْ قُوتِلْتُمْ) وإن قاتلكم المسلمون.

١٢ ـ (لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) :

(لَئِنْ أُخْرِجُوا) أي اليهود.

(لا يَخْرُجُونَ) أي المنافقون.

(لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) ليفرون مدبرين.

١٣ ـ (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) :

(لَأَنْتُمْ) أيها المسلمون.

(أَشَدُّ رَهْبَةً) أشد مهابة.

(فِي صُدُورِهِمْ) فى صدور المنافقين واليهود.

(لا يَفْقَهُونَ) لا يعلمون حقيقة الإيمان.

١٤ ـ (لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) :

(لا يُقاتِلُونَكُمْ) يعنى اليهود.

(جَمِيعاً) مجتمعين.

(جُدُرٍ) جدران يستترون بها.

(تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً) تظنهم مجتمعين متحدين.

(وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) مع أن قلوبهم متفرقة.

(ذلِكَ) أي اتصافهم بهذه الصفات.

٣١٠

(بِأَنَّهُمْ) لأنهم.

(لا يَعْقِلُونَ) عواقب الأمور.

١٥ ـ (كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(كَمَثَلِ) مثل بنى النضير كمثل.

(الَّذِينَ) كفروا.

(مِنْ قَبْلِهِمْ) قريبا.

(ذاقُوا) فى الدنيا.

(وَبالَ أَمْرِهِمْ) عاقبة كفرهم ونقضهم العهود.

(وَلَهُمْ) فى الآخرة.

١٦ ـ (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) :

(كَمَثَلِ الشَّيْطانِ) مثل المنافقين فى إغوائهم بنى النضير بالتردد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كمثل الشيطان.

(إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ) حين أغوى الإنسان بترك الإيمان وقال له اكفر.

١٧ ـ (فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ) :

(فَكانَ عاقِبَتَهُما) مآل الشيطان ومن أغواه.

(وَذلِكَ) أي هذا الخلود فى النار.

١٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) :

(وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ) ولتدبر كل نفس.

(ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) أي شىء قدمت من العمل لغد.

(وَاتَّقُوا اللهَ) والتزموا تقوى الله.

٣١١

١٩ ـ (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) :

(وَلا تَكُونُوا) أيها المؤمنون.

(نَسُوا اللهَ) أي نسوا حقوق الله.

(فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ) بما ابتلاهم من البلايا فصاروا لا يعرفون ما ينفعها مما يضرها.

(الْفاسِقُونَ) الخارجون عن طاعة الله.

٢٠ ـ (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) :

(لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ) المعذبون.

(وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) المنعمون.

(أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ) دون غيرهم.

(الْفائِزُونَ) بكل ما يحبون.

٢١ ـ (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) :

(عَلى جَبَلٍ) شديد.

(لَرَأَيْتَهُ) لرأيت هذا الجبل على قوته.

(خاشِعاً) خاضعا.

(مُتَصَدِّعاً) متشققا.

(نَضْرِبُها لِلنَّاسِ) نعرضها للناس.

(لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) يتدبرون عواقب الأمور.

٢٢ ـ (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) :

(إِلَّا هُوَ) لا معبود بحق إلا هو وحده.

(عالِمُ الْغَيْبِ) عالم بما غاب.

٣١٢

(وَالشَّهادَةِ) وما حضر.

٢٣ ـ (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) :

(الْمَلِكُ) المالك لكل شىء على الحقيقة.

(الْقُدُّوسُ) المطهر من كل نقص المبرأ عما لا يليق.

(السَّلامُ) ذو السلامة من النقائص.

(الْمُؤْمِنُ) المصدق رسله بما أيدهم به من معجزات.

(الْمُهَيْمِنُ) الرقيب على كل شىء.

(الْعَزِيزُ) الغالب فلا يعجزه شىء.

(الْجَبَّارُ) العظيم الشأن فى القوة والسلطان.

(الْمُتَكَبِّرُ) المتعظم عما لا يليق بجلاله.

(سُبْحانَ اللهِ) تنزه الله.

٢٤ ـ (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(الْخالِقُ) المبدع للأشياء على غير مثال سابق.

(الْبارِئُ) الموجد لها بريئة من التفاوت.

(الْمُصَوِّرُ) لها على هيئاتها كما أراد.

(يُسَبِّحُ لَهُ) ينزهه عما لا يليق.

(الْعَزِيزُ) الغالب الذي لا يعجزه شىء.

(الْحَكِيمُ) فى تدبيره وتشريعه.

٣١٣

(٦٠)

سورة الممتحنة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) صدقوا بالله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(أَوْلِياءَ) أنصارا.

(تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) تقضون إليهم بالمحبة الخالصة.

(مِنَ الْحَقِ) من الإيمان بالله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكتابه.

(وَإِيَّاكُمْ) ويخرجونكم من دياركم.

(أَنْ تُؤْمِنُوا) لإيمانكم.

(وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي) وطلب رضائى.

أي إن كنتم خرجتم من دياركم للجهاد فى سبيلى وطلب رضائى فلا تتولوا أعدائى.

(تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) تلقون إليهم بالمودة سرا.

(بِما أَخْفَيْتُمْ) بما أسررتم.

(وَمَنْ يَفْعَلْهُ) ومن يتخذ عدو الله وليا.

(فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) فقد أخطأ الطريق المستقيم.

٢ ـ (إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) :

(إِنْ يَثْقَفُوكُمْ) إن يلقوكم ويتمكنوا منكم.

(يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً) تظهر لكم عداوتهم.

٣١٤

(وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ) ويمدوا إليكم أيديهم وألسنتهم بما يسوؤكم.

(وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) تمنوا كفركم.

٣ ـ (لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) :

(أَرْحامُكُمْ) قراباتكم.

(يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ) فيجعل أعداءه فى النار وأولياءه فى الجنة.

٤ ـ (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) :

(أُسْوَةٌ) قدوة.

(فِي إِبْراهِيمَ) تقتدون بها فى إبراهيم.

(وَالَّذِينَ مَعَهُ) والذين آمنوا معه.

(إِذْ قالُوا) حين قالوا.

(إِنَّا بُرَآؤُا) إنا بريئون.

(وَمِمَّا تَعْبُدُونَ) ومن الآلهة التي تعبدونها من دون الله.

(كَفَرْنا بِكُمْ) جحدنا بكم.

(وَبَدا) وظهر.

(أبدا حتى تؤمنوا) لا تزول أبدا حتى تؤمنوا.

(إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ) لكن قول إبراهيم لأبيه.

(لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ) لأطلبن لك المغفرة ، ليس مما يقتدى به لأن ذلك كان قبل أن يعلم أنه مصمم على عداوته لله ، فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه.

٣١٥

(رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا) قولوا أيها المؤمنون : ربنا عليك اعتمدنا.

(وَإِلَيْكَ أَنَبْنا) وإليك رجعنا.

(وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) فى الآخرة.

٥ ـ (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً) لا تجعلنا بحال نكون بها فتنة للذين كفروا.

(وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا) ذنوبنا.

٦ ـ (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) :

(لَقَدْ كانَ لَكُمْ) أيها المؤمنون فى إبراهيم والذين آمنوا معه.

(أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) قدوة حسنة فى معاداتهم أعداء الله.

(لِمَنْ كانَ) هذه القدوة لمن كان يرجو لقاء الله واليوم الآخر.

(وَمَنْ يَتَوَلَ) ومن يعرض عن هذا الاقتداء فقد ظلم نفسه.

(هُوَ الْغَنِيُ) عما سواه.

(الْحَمِيدُ) المستحق للحمد من كل ما عداه.

٧ ـ (عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) :

(عادَيْتُمْ) من الكافرين.

(مَوَدَّةً) بتوفيقهم للإيمان.

٨ ـ (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) :

(لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ) الكافرين.

(أَنْ تَبَرُّوهُمْ) أن تكرموهم.

٣١٦

(وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) وتمنحوهم صلتكم.

(إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) إن الله يحب أهل البر والتواصل.

٩ ـ (إِنَّما يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) :

(عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ) عن الذين حاربوكم فى الدين ليصدوكم عنه.

(وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) وأجبروكم على الخروج من دياركم.

(وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ) وعاونوا على إخراجكم منها.

(أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) أن تتخذوهم أنصارا.

(وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ) ومن يتخذ هؤلاء أنصارا.

(فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) لأنفسهم.

١٠ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) :

(مُهاجِراتٍ) من دار الشرك.

(فَامْتَحِنُوهُنَ) فاختبروهن لتعلموا صدق إيمانهن.

(اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَ) بحقيقة إيمانهن.

(فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) فلا تردوهن إلى أزواجهن الكفار.

(لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ) لا المؤمنات حلال للكافرين.

(وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَ) ولا الكافرين حلال لهن.

٣١٧

(وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) وآتوا الأزواج الكافرين ما أنفقوا من الصداق على زوجاتهم المهاجرات إليكم.

(وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ) ولا حرج عليكم.

(أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) أن تتزوجوا هؤلاء المهاجرات.

(إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) إذا آتيتموهن صداقهن.

(وَلا تُمْسِكُوا) ولا تتمسكوا.

(بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) بعقد زوجية الكافرات الباقيات فى دار الشرك أو اللاحقات بها.

(وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ) واطلبوا من الكفار ما أنفقتم من صداق على اللاحقات بدار الشرك.

(وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا) وليطلبوا هم ما أنفقوا على زوجاتهم المهاجرات.

(ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ) ذلكم التشريع حكم الله.

(يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) يفصل بينكم به.

١١ ـ (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ) :

(وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ) وإن أفلت منكم بعض زوجاتكم إلى الكفار.

(فَعاقَبْتُمْ) ثم حاربتموهم.

(ما أَنْفَقُوا) عليهن من صداق.

١٢ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) :

٣١٨

(يُبايِعْنَكَ) يعاهدنك.

(وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ) ولا يلحقن بأزواجهن من ليس من أولادهن بهتانا وكذبا.

(يَفْتَرِينَهُ) يختلقنه.

(وَلا يَعْصِينَكَ) ولا يخالفنك.

(فِي مَعْرُوفٍ) تدعوهن إليه.

(فَبايِعْهُنَ) فعاهدهن على ذلك.

(وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ) واطلب لهن المغفرة من الله.

١٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) :

(لا تَتَوَلَّوْا) لا توالوا.

(قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ) وما فيها من ثواب وحساب.

(كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ) من إحياء أصحاب القبور.

٣١٩

(٦١)

سورة الصف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(سَبَّحَ لِلَّهِ) نزه الله عما لا يليق به.

(وَهُوَ) وحده.

(الْعَزِيزُ) الغالب على كل شىء.

(الْحَكِيمُ) ذو الحكمة البالغة.

٢ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ) :

(لِمَ تَقُولُونَ) بألسنتكم.

(ما لا تَفْعَلُونَ) ما لا تصدقه أفعالكم.

٣ ـ (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ) :

(كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ) كره الله كرها شديدا.

٤ ـ (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) :

(فِي سَبِيلِهِ) أي فى سبيل إعلاء كلمته.

(صَفًّا) متماسكين.

(مَرْصُوصٌ) محكم.

٥ ـ (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) :

(وَإِذْ) واذكر يا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين.

٣٢٠