الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

(كاظِمِينَ) كابتين غيظهم لا يستطيعون التفريج عن أنفسهم.

(مِنْ حَمِيمٍ) من محب مشفق.

(وَلا شَفِيعٍ) يشفع لهم.

(يُطاعُ) يستجاب له.

١٩ ـ (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) :

(خائِنَةَ الْأَعْيُنِ) استراق النظر إلى ما لا يحل.

٢٠ ـ (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) :

(يَقْضِي بِالْحَقِ) يحكم بالعدل.

(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) من يجعلونه شركاء الله.

(لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) لعجزهم.

٢١ ـ (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) :

(فَأَخَذَهُمُ اللهُ) فأهلكهم واستأصلهم.

(بِذُنُوبِهِمْ) بما أسلفوا من ذنوب.

(مِنْ واقٍ) من حافظ يحفظهم ويحميهم من عذابه.

٢٢ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ) :

(بِالْبَيِّناتِ) بالآيات الدالة على قدرة الله تعالى.

(فَكَفَرُوا) فجحدوا بها.

(فَأَخَذَهُمُ اللهُ) فأهلكهم.

٢٣ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ) :

(بِآياتِنا) بمعجزاتنا.

١٠١

(وَسُلْطانٍ) وحجة دامغة.

(مُبِينٍ) لا غموض فيها.

٢٤ ـ (إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ) :

(كَذَّابٌ) مبالغ فى الكذب.

٢٥ ـ (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) :

(وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ) واتركوا نساءهم أحياء.

(وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ) وما مكر الكافرين.

(إِلَّا فِي ضَلالٍ) الا فى ضياع.

٢٦ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) :

(ذَرُونِي) دعونى.

(وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) لينقذه منى.

(أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ) أن يغير دينكم.

(الْفَسادَ) الفتن.

٢٧ ـ (وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) :

(إِنِّي عُذْتُ) انى تحصنت.

(بِرَبِّي) بمالك أمرى.

(وَرَبِّكُمْ) ومالك أمركم.

(مُتَكَبِّرٍ) متغطرس متعال.

٢٨ ـ (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ

١٠٢

وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) :

(يَكْتُمُ إِيمانَهُ) يخفيه.

(بِالْبَيِّناتِ) بالأدلة الواضحات.

(مُسْرِفٌ) مجاوز الحد.

(كَذَّابٌ) مبالغ فى الكذب.

٢٩ ـ (يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلَّا ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشادِ) :

(ظاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ) عالين.

(فَمَنْ يَنْصُرُنا) فمن ينقذنا.

(مِنْ بَأْسِ اللهِ) من عذاب الله.

(إِلَّا ما أَرى) الا الذي أرى.

(وَما أَهْدِيكُمْ) بهذا الرأى الذي أراه.

٣٠ ـ (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ) :

(الْأَحْزابِ) الذين تحزبوا على رسلهم.

٣١ ـ (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) :

(مِثْلَ دَأْبِ) مثل عادة.

٣٢ ـ (وَيا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ) :

(يَوْمَ التَّنادِ) يوم تصايح الخلق بعضهم على بعض ، يعنى يوم القيامة.

٣٣ ـ (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) :

١٠٣

(مُدْبِرِينَ) لا تلوون على شىء من الهلع.

(مِنْ عاصِمٍ) من مانع.

(مِنْ هادٍ) من مرشد.

٣٤ ـ (وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتابٌ) :

(بِالْبَيِّناتِ) بالحجج الواضحة.

(مُسْرِفٌ) مجاوز الحد.

(مُرْتابٌ) فى شك وحيرة من أمره.

٣٥ ـ (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) :

(بِغَيْرِ سُلْطانٍ) بغير برهان يؤيدهم.

(أَتاهُمْ) حضرهم.

(كَبُرَ مَقْتاً) كرها وسخطا.

(كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ) مثل هذا الختم يختم الله.

(مُتَكَبِّرٍ) قد ملئ غطرسة.

(جَبَّارٍ) فيه قسوة وغلظة.

٣٦ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) :

(صَرْحاً) بناء عاليا.

(لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) مسالك السموات.

٣٧ ـ (أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) :

١٠٤

(أَسْبابَ السَّماواتِ) مسالكها ومنافذها.

(فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى) فأرقى الى إله موسى وأراه.

(وَصُدَّ) ومنع وحجب.

(عَنِ السَّبِيلِ) عن طريق الهدى.

(وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ) وما مكر فرعون.

(إِلَّا فِي تَبابٍ) الا فى خسار.

٣٨ ـ (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ) :

(سَبِيلَ الرَّشادِ) طريق الفلاح.

٣٩ ـ (يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) :

(مَتاعٌ) الى فناء وزوال.

(دارُ الْقَرارِ) الاستقرار والبقاء.

٤٠ ـ (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ) :

(بِغَيْرِ حِسابٍ) يفوت عد الحاسبين.

٤١ ـ (وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) :

(إِلَى النَّجاةِ) إلى ما يبلغكم النجاة من النار.

(إِلَى النَّارِ) الى ما يدخلنى النار.

٤٢ ـ (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) :

(وَأُشْرِكَ بِهِ) وأجعل له شريكا.

(ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) لا علم عنه يحملنى على الاعتقاد به.

(الْعَزِيزِ) الغالب الذي لا يغلب.

١٠٥

(الْغَفَّارِ) الكثير المغفرة.

٤٣ ـ (لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ) :

(لا جَرَمَ) لا محالة.

(أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) أن الذي تدعوننى إلى عبادته.

(لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ) إلى نفسه ، أي من حق المعبود الحق أن يدعو العباد إلى طاعته ، ثم يدعو العباد إليها إظهارا لدعوة ربهم ، وما تدعون إليه وإلى عبادته ، لا يدعو هو إلى ذلك ، ولا يدعى الربوبية.

(فِي الدُّنْيا) أي انه جماد لا يستطيع شيئا من دعاء وغيره.

(وَلا فِي الْآخِرَةِ) يتبرأ من الدعاء إليه ومن عبادته.

وقيل : ليس له استجابة دعوة تنفع فى الدنيا ولا فى الآخرة.

٤٤ ـ (فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) :

(فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ) أي فستعلمون صدق ما أقول لكم.

(وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ) وأكل أمرى إلى الله.

٤٥ ـ (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ) :

(فَوَقاهُ اللهُ) فدفع الله عنه.

(سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا) شدائد مكرهم.

(وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ) وأحاط بآل فرعون.

(سُوءُ الْعَذابِ) العذاب السيئ.

٤٦ ـ (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) :

(يُعْرَضُونَ عَلَيْها) يدخلونها.

١٠٦

(غُدُوًّا وَعَشِيًّا) أي عذابا متتابعا تتابع الغدو والعشى.

٤٧ ـ (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ) :

(وَإِذْ يَتَحاجُّونَ) وإذ يتخاصمون.

(فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ) وهم الأتباع.

(لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) للمتبوعين.

٤٨ ـ (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ) :

(إِنَّا كُلٌّ فِيها) انا وأنتم جميعا فى النار.

٤٩ ـ (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ) :

(الَّذِينَ فِي النَّارِ) من الكبراء والضعفاء.

(لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ) لحفظة جهنم.

٥٠ ـ (قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) :

(بِالْبَيِّناتِ) بالحجج الواضحة.

(قالُوا بَلى) أي جاءتنا الرسل فكذبناهم.

(فَادْعُوا) أنتم.

(إِلَّا فِي ضَلالٍ) الا فى ضياع.

٥١ ـ (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) :

(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا) أي نجعل النصر لهم.

(وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) أي يوم القيامة يوم يشهد الشهود للرسل بتبليغ رسالتهم.

١٠٧

٥٢ ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) :

(مَعْذِرَتُهُمْ) اعتذارهم عما فرط منهم فى الدنيا.

(وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) فى هذا اليوم ، أي الطرد من رحمة الله.

(وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) أي سوء الدار الآخرة ، وهو عذابها.

٥٣ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) :

(الْهُدى) ما يهتدى به الى الحق.

(وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ) وتركنا على بنى إسرائيل من بعده :

(الْكِتابَ) أي التوراة.

٥٤ ـ (هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) :

(هُدىً وَذِكْرى) إرشادا وتذكرة.

(لِأُولِي الْأَلْبابِ) لأصحاب العقول الواعية ، وهم المؤمنون العاملون بما فيه.

٥٥ ـ (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) :

(فَاصْبِرْ) على ما ينالك من أذى ، والخطاب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(إِنَّ وَعْدَ اللهِ) ما وعدك إياه من نصر.

(حَقٌ) لا يتخلف.

(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) واطلب المغفرة من ربك لما قد يعد ذنبا بالنسبة إليك.

(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) ونزه ربك عن النقائص تنزيها مقترنا بالثناء عليه.

(بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ) ثناء متتابعا تتابع العشى والإبكار ، والعشى : أواخر النهار ، والإبكار : أوائله.

٥٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) :

١٠٨

(يُجادِلُونَ) يمارون.

(فِي آياتِ اللهِ) فيما بين أيديهم من دلائل على وجوده.

(بِغَيْرِ سُلْطانٍ) من غير حجة ملزمة.

(إِلَّا كِبْرٌ) الا تعال عن اتباع الحق.

(ما هُمْ بِبالِغِيهِ) أي ما هم بالغي موجب الكبر. أي ليس تعاليهم بموصلهم الى غايتهم.

(فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) فاطلب الحفظ منه.

٥٧ ـ (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) :

(لا يَعْلَمُونَ) أي سلبوا العلم فلم يؤمنوا بالبعث مع إقرارهم بأنه خالق السموات والأرض.

٥٨ ـ (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ) :

(الْأَعْمى) عن الحق.

(وَالْبَصِيرُ) العارف بالحق.

(وَلَا الْمُسِيءُ) فى عقيدته وعمله.

(ما تَتَذَكَّرُونَ) ما تتذكرون أيها الناس.

٥٩ ـ (إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) :

(إِنَّ السَّاعَةَ) أي يوم القيامة.

(لا رَيْبَ فِيها) لا شك فى مجيئها.

(لا يُؤْمِنُونَ) لا يصدقون.

٦٠ ـ (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) :

(داخِرِينَ) صاغرين.

٦١ ـ (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) :

١٠٩

(لِتَسْكُنُوا فِيهِ) لتهدءوا فيه وتستريحوا من العمل.

(مُبْصِراً) مضيئا لتعملوا فيه.

(لا يَشْكُرُونَ) نعمه.

٦٢ ـ (ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) :

(ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ) المنعم بهذه النعم الجليلة.

(خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) لا معبود بحق إلا هو.

(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) فإلى أي جهة تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره.

٦٣ ـ (كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) :

(يُؤْفَكُ) يصرف عن الحق.

(يَجْحَدُونَ) ينكرون.

٦٤ ـ (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) :

(قَراراً) مستقرة صالحة لحياتكم عليها.

(بِناءً) محكم الترابط.

(فَتَبارَكَ اللهُ) فتعالى الله.

٦٥ ـ (هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) :

(هُوَ الْحَيُ) هو المنفرد بالحياة الدائمة.

(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا معبود بحق الا هو.

(فَادْعُوهُ) فتوجهوا بالدعاء اليه.

(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) مخلصين له العبادة.

٦٦ ـ (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) :

(قُلْ) الخطاب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ) حين جاءتنى الحجج الواضحة من ربى.

١١٠

(أَنْ أُسْلِمَ) أن أنقاد.

٦٧ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) :

(ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) هى ماء الرجل.

(ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) ثم حول هذه النطفة الى قطعة دم جامدة.

(أَشُدَّكُمْ) الكمال قوة وعقلا.

(أَجَلاً مُسَمًّى) هو يوم البعث.

(وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ما فى هذه الأطوار من عبر.

٦٨ ـ (هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) :

(فَإِذا قَضى أَمْراً) أراد إبراز أمر الى الوجود.

٦٩ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ) :

(أَلَمْ تَرَ) ألم تنظر.

(فِي آياتِ اللهِ) الواضحة.

(أَنَّى يُصْرَفُونَ) كيف يصرفون عن النظر فيها ويصرون على ما هم فيه من خلال.

٧٠ ـ (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) :

(بِالْكِتابِ) بالقرآن.

(فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة تكذيبهم.

٧١ ـ (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ) :

(يُسْحَبُونَ) يجرون.

٧٢ ـ (فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) :

(فِي الْحَمِيمِ) فى الماء المتناهي فى الحرارة.

١١١

(فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) يطرحون ليكونوا وقودا لها.

٧٣ ـ (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ) :

(أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ) أين معبوداتكم التي كنتم تعبدونها.

٧٤ ـ (مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ) :

(ضَلُّوا عَنَّا) غابوا عنا.

(شَيْئاً) يعتد به.

(كَذلِكَ) مثل هذا الضلال.

٧٥ ـ (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) :

(ذلِكُمْ) العذاب.

(بِما كُنْتُمْ) بسبب ما كنتم.

(بِغَيْرِ الْحَقِ) بغير ما يستحق الفرح.

(وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) وبسبب أشركم وبطركم.

٧٦ ـ (ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) :

(مَثْوَى) مستقر.

٧٧ ـ (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) :

(إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بعذاب الكافرين.

(حَقٌ) لا ريب فيه.

(فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) فى حياتك.

٧٨ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ) :

١١٢

(مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ) من أوردنا أخبارهم عليك.

(وَما كانَ لِرَسُولٍ) منهم.

(أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ) بمعجزة.

(إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) أي بمشيئته وإرادته لا من تلقاء نفسه.

(فَإِذا جاءَ أَمْرُ اللهِ) أي يوم البعث والحساب.

(هُنالِكَ) فى ذلك الوقت.

(الْمُبْطِلُونَ) أهل الباطل.

٧٩ ـ (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ) :

(لِتَرْكَبُوا مِنْها) أي بعضها.

٨٠ ـ (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) :

(وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ) كثيرة غير الركوب والأكل.

(فِي صُدُورِكُمْ) تهتمون بها فى أنفسكم.

٨١ ـ (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) :

(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) ويريكم الله دلائل قدرته.

(فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ) فأى دليل منها تنكرون.

٨٢ ـ (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) :

(فَما أَغْنى عَنْهُمْ) فما دفع عنهم.

(ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من قوة وجاه وسلطان.

٨٣ ـ (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) :

١١٣

(بِالْبَيِّناتِ) بالحجج الدامغة.

(فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ) آثروا عليها ما يملكون من علم دنيوى.

(وَحاقَ بِهِمْ) فنزل بهم.

(ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) العذاب الذي سخروا من الرسل حين أنذروهم به.

٨٤ ـ (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) :

(بَأْسَنا) شدة عذابنا.

(وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ) وأنكرنا الآلهة التي كنا بسببها مشركين.

٨٥ ـ (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) :

(سُنَّتَ اللهِ) أن سن الله سنة.

(قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ) قد سبقت فى عباده ألا يقبل الايمان حين نزول العذاب.

(هُنالِكَ) وقت نزول العذاب.

١١٤

(٤١)

سورة فصلت

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (حم) :

حرفان من حروف المعجم ، لإثارة الانتباه والتدليل على اعجاز القرآن.

٢ ـ (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) :

أي هذا الكتاب تنزيل من الرحمن الرحيم.

٣ ـ (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) :

(فُصِّلَتْ آياتُهُ) ميزت آياته لفظا ومقاطع ومعنى بتمييزه بين الحق والباطل والبشارة والانذار.

٤ ـ (بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) :

(بَشِيراً) مبشرا المؤمنين العاملين بما أعد لهم من نعيم.

(وَنَذِيراً) ومخوفا المكذبين بما أعد لهم من عذاب أليم.

(فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ) فانصرف عنه أكثرهم.

(فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) أي فلم ينتفعوا به كأنهم لم يسمعوا.

٥ ـ (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ) :

(فِي أَكِنَّةٍ) فى أغطية متكاثفة.

(مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ) من توحيد الله.

(وَقْرٌ) صمم فلا نسمع ما تدعونا اليه.

(حِجابٌ) منيع يمنعنا من قبول ما جئت به.

١١٥

(فَاعْمَلْ) ما شئت.

(إِنَّنا عامِلُونَ) ما نشاء.

٦ ـ (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) :

(فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ) فاسلكوا اليه الطريق القويم.

(وَاسْتَغْفِرُوهُ) واطلبوا المغفرة لذنوبكم.

(وَوَيْلٌ) وعذاب شديد.

٧ ـ (الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) :

(الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) الى مستحقيها.

٨ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) :

(أَجْرٌ) جزاء.

(غَيْرُ مَمْنُونٍ) غير مقطوع.

٩ ـ (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ) :

(أَنْداداً) شركاء متساويين معه.

(ذلِكَ) الخالق للأرض.

(رَبُّ الْعالَمِينَ) مالك العوالم كلها.

١٠ ـ (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) :

(رَواسِيَ) جبالا راسخة.

(وَبارَكَ فِيها) وأكثر فيها الخير.

(وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) أرزاق أهلها.

(سَواءً) مستوية تامة.

١١٦

(لِلسَّائِلِينَ) ولغير السائلين ، أي خلق الأرض وما فيها لمن سأل ولمن لم يسأل ، ويعطى من سأل ومن لم يسأل.

وقيل : هذا التفصيل فى خلق الأرض وما عليها بيان للسائلين.

١١ ـ (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) :

(ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ) أي عمد الى خلقها وقصد لتسويتها.

(ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) أي جيئا بما خلقت فيكما من المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقى.

(قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) أي أتينا أمرك طائعين.

وقيل : أي كونا فكانتا.

١٢ ـ (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) :

(فَقَضاهُنَ) فأتم خلقهن.

(وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) وأوجد فى كل سماء ما أعدت له.

(السَّماءَ الدُّنْيا) القريبة من الأرض.

(بِمَصابِيحَ) بنجوم منيرة كالمصابيح.

(وَحِفْظاً) أي وحفظناها حفظا.

(ذلِكَ) الخلق المتقن.

(تَقْدِيرُ) تدبير.

(الْعَزِيزِ) الذي لا يغلب.

(الْعَلِيمِ) المحيط علمه بكل شىء.

١٣ ـ (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) :

(فَإِنْ أَعْرَضُوا) عن الإيمان.

١١٧

(أَنْذَرْتُكُمْ) خوفتكم.

(صاعِقَةً) من السماء.

١٤ ـ (إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) :

(مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) أي لم يدعوا طريقا لارشادهم الا سلكوه.

(قالُوا) أي المشركون.

١٥ ـ (فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) :

(فَاسْتَكْبَرُوا) فعتوا وتعالوا.

(يَجْحَدُونَ) يكفرون.

١٦ ـ (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) :

(صَرْصَراً) مصوتة فى هبوبها.

(نَحِساتٍ) مشئومات.

(عَذابَ الْخِزْيِ) عذاب الهوان.

(أَخْزى) أشد هوانا.

(وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ) لا يجدون من ينصرهم من دون الله.

١٧ ـ (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) :

(فَهَدَيْناهُمْ) فدللناهم على طريق الرشد والضلالة.

(فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى) فاختاروا طريق الضلالة.

(صاعِقَةُ الْعَذابِ) داهية العذاب ، وقارعة العذاب.

(الْهُونِ) الهوان.

١١٨

(بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) بما كسبوا من ذنوب.

١٨ ـ (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ) :

(كانُوا يَتَّقُونَ) الله ويخشون عذابه.

١٩ ـ (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) :

(وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ) يجمعون ويساقون ، يعنى من أشركوا بالله.

(فَهُمْ يُوزَعُونَ) يحبس أولهم على آخرهم ، أي يستوقف سوابقهم حتى يلحق بهم تواليهم.

٢٠ ـ (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) :

(حَتَّى إِذا ما جاؤُها) أي النار.

٢١ ـ (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) :

(وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بعد البعث.

٢٢ ـ (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) :

(وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ) وما كان باستطاعتكم أن تخفوا أعمالكم القبيحة عن جوارحكم مخافة أن يشهد عليكم سمعكم وأبصاركم وجلودكم.

(لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ) بسبب إتيانكم لها فى الخفاء.

٢٣ ـ (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) :

(أَرْداكُمْ) أهلككم.

(فَأَصْبَحْتُمْ) يوم القيامة.

١١٩

٢٤ ـ (فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) :

(فَإِنْ يَصْبِرُوا) أي لم ينفعهم الصبر.

(فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) ولم ينفكوا به من الثواء فى النار.

(وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا) وان يطلبوا رضاء الله عليهم.

(فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ) فما هم بمجابين الى طلبهم.

٢٥ ـ (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) :

(وَقَيَّضْنا لَهُمْ) وهيأنا لهم.

(قُرَناءَ) أخدانا.

(ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) ما تقدم من أعمالهم ، أو ما بين أيديهم من أمر الدنيا واتباع الشهوات.

(وَما خَلْفَهُمْ) من أمر العاقبة ، وأن لا بعث ولا حساب.

(وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) يعنى كلمة العذاب.

(فِي أُمَمٍ) فى جملة أمم.

٢٦ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) أي لا تسمعوا له إذا قرئ ، وتشاغلوا عند قراءته برفع الأصوات حتى تخلطوا على القارئ وتشوشوا عليه وتغلبوه على قراءته.

٢٧ ـ (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) :

(عَذاباً شَدِيداً) على فعلهم.

١٢٠