الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

٣٤ ـ (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) :

(نَنْساكُمْ) نترككم فى العذاب.

(كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) كما تركتم الاستعداد للقاء ربكم فى هذا اليوم بالطاعة والعمل الصالح.

(وَمَأْواكُمُ النَّارُ) ومقركم النار.

(وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ) ينقذونكم من عذابها.

٣٥ ـ (ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) :

(ذلِكُمْ) العذاب الذي نزل بكم بسبب كفركم واستهزائكم بآيات الله.

(وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) وخدعتكم الحياة الدنيا بزخرفها.

(لا يُخْرَجُونَ مِنْها) لا يستطيع أحد إخراجهم من النار.

(وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) ولا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالاعتذار.

٣٦ ـ (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ) :

(فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) فلله الثناء وحده.

(رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ) خالق السموات والأرض.

(رَبِّ الْعالَمِينَ) خالق جميع الخلق.

٣٧ ـ (وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(وَلَهُ) وحده.

(الْكِبْرِياءُ) العظمة والسلطان.

(وَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يغلب.

(الْحَكِيمُ) ذو الحكمة الذي لا يخطئ فى أحكامه.

١٨١

(٤٦)

سورة الأحقاف

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (حم) :

حرفان من حروف الهجاء العربي الذي منه كلامهم ومنه القرآن الذي أعجزهم عن الإتيان بمثله.

٢ ـ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) :

(تَنْزِيلُ الْكِتابِ) تنزيل القرآن.

(الْعَزِيزِ) الغالب على كل شىء.

(الْحَكِيمِ) ذى الحكمة فى كل ما يفعل.

٣ ـ (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) :

(إِلَّا بِالْحَقِ) إلا على نواميس ثابتة.

(وَأَجَلٍ مُسَمًّى) وإلى أمد معين تفنى بعده.

(عَمَّا أُنْذِرُوا) به من بعث للجزاء.

(مُعْرِضُونَ) لا يلقون بالا.

٤ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

(أَرَأَيْتُمْ) أخبرونى.

(ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) عن حال ما تدعون من دون الله.

(ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) أي شىء خلقوا من الأرض.

١٨٢

(أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ) أم لهم مشاركة فى السموات.

(ائْتُونِي بِكِتابٍ) من عند الله.

(أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ) أو أثر من علم الأولين تستندون إليه فى دعواكم.

٥ ـ (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ) :

(وَمَنْ أَضَلُ) ومن أكثر ضلالا.

(مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ) معبودات لا تستجيب له.

(إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) ما بقيت الدنيا.

(غافِلُونَ) غير شاعرين به.

٦ ـ (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ) :

(وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ) وإذا جمع الناس للحساب يوم القيامة.

(كانُوا) أي هؤلاء المعبودون.

(لَهُمْ) لمن عبدوهم.

(أَعْداءً) خصوما.

(وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ) ويكذبونهم فيما زعموا من استحقاقهم لعبادتهم.

٧ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) :

(عَلَيْهِمْ) على المشركين.

(بَيِّناتٍ) واضحات.

(مُبِينٌ) ظاهر.

٨ ـ (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) :

١٨٣

(افْتَراهُ) اختلقه والضمير للقرآن.

(فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً) فلا تستطيعون أن تدفعوا عنى من عذابه شيئا.

(هُوَ) وحده.

(بِما تُفِيضُونَ فِيهِ) بما تخوضون فيه من الطعن فى آياته.

(بِهِ) أي الله سبحانه.

(شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) شهيدا لى بالصدق وشهيدا عليكم بالتكذيب.

(وَهُوَ) وحده.

(الْغَفُورُ) الواسع المغفرة لمن تاب.

(الرَّحِيمُ) العظيم الرحمة.

٩ ـ (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) :

(بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) أول رسول من عند الله فتنكروا رسالتى.

(نَذِيرٌ) منذر.

(مُبِينٌ) من الإنذار.

١٠ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) :

(أَرَأَيْتُمْ) أخبرونى.

(وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) هو عبد الله بن سلام ، وكان سأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسئلة تعلم بأنه هو النبي المنتظر.

(عَلى مِثْلِهِ) الضمير للقرآن الكريم ، أي مثله فى المعنى وهو ما فى التوراة من المعاني المطابقة لمعانى القرآن من التوحيد والوعد الوعيد وغير ذلك.

١٨٤

(فَآمَنَ) به.

١١ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) :

(لِلَّذِينَ آمَنُوا) أي فى شأن الذين آمنوا.

(لَوْ كانَ) ما جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(ما سَبَقُونا إِلَيْهِ) ما سبقنا هؤلاء إلى الإيمان به.

(وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ) وحين لم يهتدوا.

(إِفْكٌ قَدِيمٌ) كذب من أساطير الأولين.

١٢ ـ (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرى لِلْمُحْسِنِينَ) :

(وَمِنْ قَبْلِهِ) ومن قبل القرآن.

(كِتابُ مُوسى) أنزل الله التوراة.

(إِماماً) قدوة.

(وَهذا كِتابٌ) القرآن.

(مُصَدِّقٌ) لما قبله من الكتب.

(لِساناً عَرَبِيًّا) أنزله الله بلسان عربى.

(لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) ليكون إنذارا للذين ظلموا.

(لِلْمُحْسِنِينَ) الذين استقاموا على الطريقة.

١٣ ـ (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) :

(ثُمَّ اسْتَقامُوا) ثم أحسنوا العمل.

(فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من نزول مكروه.

(وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لفوات مطلوب.

١٨٥

١٤ ـ (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) :

(أُولئِكَ) الموصوفون بالتوحيد والاستقامة هم.

(أَصْحابُ الْجَنَّةِ) المختصون بدخول الجنة.

(يَعْمَلُونَ) من الصالحات.

١٥ ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) :

(إِحْساناً) أن يحسن إليهما.

(كُرْهاً) حملا ذا مشقة.

(وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ) ومدة حمله وفصاله.

(أَشُدَّهُ) كمال قوته وعقله.

(أَوْزِعْنِي) ألهمنى.

(أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ) بعمل صالح أعمله.

١٦ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) :

(أُولئِكَ) الموصوفون بتلك المحامد.

(الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ) هم الذين نتقبل عنهم.

(أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) أعمالهم الحسنة.

(وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ) ونعفو عن سيئاتهم.

(فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ) فى عداد أصحاب الجنة.

(وَعْدَ الصِّدْقِ) محققين لهم وعد الصدق.

(الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) به فى الدنيا.

١٨٦

١٧ ـ (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) :

(وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ) حين دعواه إلى الايمان بالبعث.

(أُفٍّ لَكُما) متضجرا منهما ومنكرا عليهما.

(أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ) من القبر.

(وَقَدْ خَلَتِ) وقد مضت.

(الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي) ولم يبعث منهم أحد.

(وَهُما) أي الأبوان.

(يَسْتَغِيثانِ اللهَ) استعظاما لجرمه.

(وَيْلَكَ) ويقولان له : ويلك ، أي هلكت.

(إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالبعث.

١٨ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) :

(أُولئِكَ) القائلون ذلك.

(الَّذِينَ) هم الذين.

(حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) بوقوع العذاب.

(فِي أُمَمٍ) فى عداد أمم.

(قَدْ خَلَتْ) قد مضت.

١٩ ـ (وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) :

(وَلِكُلٍ) من المسلمين والكفار.

(دَرَجاتٌ) منازل.

(مِمَّا عَمِلُوا) ملائمة لما عملوا.

١٨٧

(وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ) وليوفينهم جزاء أعمالهم.

(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) لاستحقاقهم ما يجزون به.

٢٠ ـ (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) :

(وَيَوْمَ يُعْرَضُ) ويوم يوقف.

(أَذْهَبْتُمْ) يقال لهم : أذهبتم.

(طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا) نصيبكم من الطيبات فى حياتكم الدنيا.

(عَذابَ الْهُونِ) عذاب الهوان.

(بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ) باستكباركم.

(وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) وبخروجكم عن طاعة الله.

٢١ ـ (وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) :

(أَخا عادٍ) يعنى هودا عليه‌السلام.

(إِذْ أَنْذَرَ) إذ حذر.

(بِالْأَحْقافِ) المقيمين بالأحقاف من أرض اليمن.

(وَقَدْ خَلَتِ) وقد مضت.

(النُّذُرُ) الرسل بإنذارهم.

(مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ) قبله.

(وَمِنْ خَلْفِهِ) بعده.

(أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) قائلا لهم : لا تعبدوا إلا الله.

(عَظِيمٍ) الهول.

٢٢ ـ (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) :

١٨٨

(قالُوا) يعنى قوم هود.

(لِتَأْفِكَنا) لتصرفنا.

(عَنْ آلِهَتِنا) عن عبادة آلهتنا.

(بِما تَعِدُنا) من العذاب.

٢٣ ـ (قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) :

(إِنَّمَا الْعِلْمُ) بوقت عذابكم.

(عِنْدَ اللهِ) وحده.

(تَجْهَلُونَ) ما تبعث به الرسل.

٢٤ ـ (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(فَلَمَّا رَأَوْهُ) أي العذاب.

(عارِضاً) فى صورة سحاب.

(مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ) متوجها نحو أوديتهم.

(قالُوا) فرحين.

٢٥ ـ (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) :

(تُدَمِّرُ) تهلك.

(بِأَمْرِ رَبِّها) بأمر خالقها.

(كَذلِكَ) الجزاء.

٢٦ ـ (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) :

١٨٩

(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ) أي عادا.

(فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ) فيما لم نمكنكم فيه يا أهل مكة من السعة والقوة.

(وَحاقَ بِهِمْ) فأحاط بهم.

(ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) من عذاب.

٢٧ ـ (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) :

(وَصَرَّفْنَا الْآياتِ) وبينا لهم الدلائل.

(لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) عن الكفر.

٢٨ ـ (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) :

(فَلَوْ لا) فهلا.

(نَصَرَهُمُ) منعوهم من الهلاك.

(قُرْباناً آلِهَةً) آلهة متقربين بهم إليه تعالى.

(بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ) بل غابوا عن نصرتهم.

(وَذلِكَ إِفْكُهُمْ) وذلك هو عاقبة تكذيبهم وافترائهم.

٢٩ ـ (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ) :

(وَإِذْ) أي واذكر إذ.

(صَرَفْنا إِلَيْكَ) وجهنا إليك.

(نَفَراً) جماعة.

(فَلَمَّا حَضَرُوهُ) أي حضروا تلاوته.

(قالُوا أَنْصِتُوا) قال بعضهم لبعض : أنصتوا.

١٩٠

(فَلَمَّا قُضِيَ) فلما تمت تلاوته.

(مُنْذِرِينَ) محذرين من الكفر.

٣٠ ـ (قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) :

(لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) لما تقدمه من الكتب الإلهية.

(يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) يرشد إلى الحق فى الاعتقاد.

(وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) وإلى شريعة قويمة فى العمل.

٣١ ـ (يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) :

(داعِيَ اللهِ) الذي يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

(وَآمِنُوا بِهِ) وصدقوا بالله.

(يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) ما سلف من ذنوبكم.

(وَيُجِرْكُمْ) ويمنعكم.

٣٢ ـ (وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) :

(فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ) بمستطيع أن يعجز الله.

(فِي الْأَرْضِ) وإن هرب فى الأرض كل مهرب.

(مِنْ دُونِهِ) من دون الله.

(أَوْلِياءُ) يمنعونه من عذابه.

(أُولئِكَ) الذين يعرضون عن إجابة الداعي إلى الله.

(فِي ضَلالٍ) فى حيرة وبعد عن الحق.

(مُبِينٍ) واضح.

١٩١

٣٣ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :

(أَوَلَمْ يَرَوْا) أغفلوا ولم يعلموا.

(وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَ) ولم يعجز عن خلقهن.

٣٤ ـ (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) :

(وَيَوْمَ يُعْرَضُ) ويوم يوقف.

(أَلَيْسَ هذا) العذاب.

(بِالْحَقِ) بالأمر الحق المطابق لما أنذرناكم به فى الدنيا.

(بَلى وَرَبِّنا) هو الحق.

٣٥ ـ (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) :

(أُولُوا الْعَزْمِ) أصحاب القوة والثبات فى الشدائد.

(وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) العذاب فهو واقع بهم.

(كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ) يوم يشاهدون هوله.

(لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ) يحسبون مدة لبثهم قبله ساعة من نهار.

(بَلاغٌ) هذا الذي وعظتم به كاف فى الموعظة.

(فَهَلْ يُهْلَكُ) بعذاب الله.

(إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ) الخارجون عن طاعته.

١٩٢

(٤٧)

سورة محمد

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) :

(الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله وبرسوله.

(وَصَدُّوا) غيرهم.

(عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن الدخول فى الإسلام.

(أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) أبطل الله كل ما عملوه.

٢ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) :

(آمَنُوا) صدقوا.

(كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) محا عنهم سيئاتهم.

(وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) وأصلح حالهم فى الدين والدنيا.

٣ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) :

(اتَّبَعُوا الْباطِلَ) سلكوا طريق الباطل.

(اتَّبَعُوا الْحَقَ) اتبعوا طريق الحق.

(كَذلِكَ) مثل ذلك البيان الواضح.

(يَضْرِبُ اللهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ) يبين الله للناس أحوالهم ليعتبروا.

٤ ـ (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ وَلَوْ

١٩٣

يَشاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) :

(فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فى الحرب.

(فَضَرْبَ الرِّقابِ) فاضربوا رقابهم.

(حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ) حتى إذا أضعفتموهم بكثرة القتل فيهم.

(فَشُدُّوا الْوَثاقَ) فأحكموا قيد الأسارى.

(فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ) فإما أن تمنوا عليهم بعد انتهاء المعركة بإطلاقهم دون عوض.

(وَإِمَّا فِداءً) واما أن تفدوهم بالمال ، أو بالأسرى من المسلمين.

(حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) أثقالها وتنتهى.

(ذلِكَ) حكم الله فيهم.

(لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ) بغير قتال.

(وَلكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) ولكنه شرع الجهاد ليختبر المؤمنين بالكافرين.

(فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ) فلن يبطل أعمالهم.

٥ ـ (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) :

(وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) ويصلح قلوبهم.

٦ ـ (وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) :

(عَرَّفَها لَهُمْ) أعلمها وبين لكل منزلته فيها.

٧ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) :

(إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ) إن تنصروا دين الله.

(يَنْصُرْكُمْ) على عدوكم.

(وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) ويوطد أمركم.

١٩٤

٨ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) :

(فَتَعْساً لَهُمْ) فقد أتعسهم الله وأشقاهم.

(وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) وأبطل أعمالهم.

٩ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) :

(ما أَنْزَلَ اللهُ) من القرآن والتكاليف.

(فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) فأبطل أعمالهم.

١٠ ـ (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها) :

(الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) الذين كذبوا الرسل من قبلهم.

(دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ) أوقع عليهم الهلاك.

(أَمْثالُها) أمثال هذه العاقبة.

١١ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) :

(ذلِكَ) الجزاء من نصر المؤمنين وقهر الكافرين.

(بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) ناصرهم.

(لا مَوْلى لَهُمْ) ينصرهم.

١٢ ـ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) :

(يَتَمَتَّعُونَ) فى الدنيا.

(مَثْوىً لَهُمْ) مأوى ومقام.

١٣ ـ (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) :

(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) وكثير من أهل القرى السابقين.

١٩٥

(هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً) هم أشد قوة من أهل قريتك مكة.

(الَّتِي أَخْرَجَتْكَ) التي أخرجك أهلها.

(فَلا ناصِرَ لَهُمْ) يمنعهم منا.

١٤ ـ (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) :

(عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) على معرفة جلية بخالقه.

(كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) كمن زين لهم الشيطان شركهم الذي هو مما يسوء ويقبح بالإنسان.

(وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) الباطلة.

١٥ ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ) :

(غَيْرِ آسِنٍ) غير متغير.

(كَمَنْ هُوَ خالِدٌ فِي النَّارِ) أصفة جنة هؤلاء كصفة جزاء من هو خالد فى النار.

(حَمِيماً) مفرطا فى الحرارة.

١٦ ـ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) :

(وَمِنْهُمْ) من الكفار.

(مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) غير مؤمنين بك.

(ما ذا قالَ آنِفاً) الآن.

١٧ ـ (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) :

١٩٦

(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) إلى طريق الحق.

(وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) وأعطاهم تقواهم التي يتقون بها النار.

١٨ ـ (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ) :

(بَغْتَةً) فجأة.

(فَقَدْ جاءَ) فقد ظهر.

(أَشْراطُها) علاماتها.

(فَأَنَّى لَهُمْ) فمن أين لهم.

(إِذا جاءَتْهُمْ) الساعة.

(ذِكْراهُمْ) التذكر.

١٩ ـ (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ) :

(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) واستغفر الله لذنبك ولذنوب المؤمنين والمؤمنات.

(مُتَقَلَّبَكُمْ) كل متصرف لكم.

(وَمَثْواكُمْ) وكل إقامة.

٢٠ ـ (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلى لَهُمْ) :

(لَوْ لا) هلا.

(نُزِّلَتْ سُورَةٌ) تدعوننا إلى القتال.

(مُحْكَمَةٌ) لا تحتمل غير وجوبه.

(وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ) مأمورا به.

(مَرَضٌ) نفاق.

١٩٧

(نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) خوفا وفرقا من القتال.

(فَأَوْلى لَهُمْ) فأحق بهم.

٢١ ـ (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) :

(طاعَةٌ) لله.

(وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) وقول يقره الشرع.

(فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) فإذا جد الأمر ولزمهم القتال.

(فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ) فى الإيمان والطاعة.

(لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) من النفاق.

٢٢ ـ (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) :

(فَهَلْ عَسَيْتُمْ) فهل يتوقع منكم.

(وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) وتقطعوا صلاتكم بأقاربكم.

٢٣ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) :

(لَعَنَهُمُ اللهُ) أبعدهم الله عن رحمته.

(فَأَصَمَّهُمْ) عن سماع الحق.

(وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) عن رؤية طريق الهدى.

٢٤ ـ (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) :

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) أفلا يتفقهون هدى القرآن.

(أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) أم على قلوبهم ما يحجبها عن تدبره.

٢٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) :

(عَلى أَدْبارِهِمْ) إلى ما كانوا عليه من الكفر والضلال.

١٩٨

(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) من بعد ما ظهر لهم طريق الهداية.

(سَوَّلَ لَهُمْ) زين لهم.

(وَأَمْلى لَهُمْ) ومد لهم فى الآمال الكاذبة.

٢٦ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ) :

(ذلِكَ) الارتداد.

(إِسْرارَهُمْ) أي أسرار هؤلاء المنافقين.

٢٧ ـ (فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) :

(فَكَيْفَ) يكون حالهم.

(وَأَدْبارَهُمْ) ظهورهم.

٢٨ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) :

(ذلِكَ) التوفى الرهيب على تلك الحالة.

(اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ) ما أغضبه وهو الباطل.

(وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ) ما يرضاه وهو الحق.

(فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) فأبطل كل ما عملوه.

٢٩ ـ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) :

(أَمْ حَسِبَ) بل أظن.

(مَرَضٌ) نفاق.

(أَضْغانَهُمْ) أحقادهم.

٣٠ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) :

١٩٩

(لَأَرَيْناكَهُمْ) لدللناك عليهم.

(فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ) فلعرفتهم بعلامات نسمهم بها.

(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ) وأقسم لتعرفنهم.

(فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) من أسلوب قولهم.

(وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) حقيقة أعمالكم.

٣١ ـ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) :

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) ولنختبرنكم.

(الْمُجاهِدِينَ) فى سبيل الله.

(وَالصَّابِرِينَ) فى البأساء والضراء.

(وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) من طاعتكم فى الجهاد وغيره.

٣٢ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ) :

(عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن طريق الله.

(وَشَاقُّوا الرَّسُولَ) وخالفوا الرسول معاندين.

(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى) من بعد ما ظهر لهم الهدى.

(وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ) وسيبطل كل ما عملوه.

٣٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ) :

(أَطِيعُوا اللهَ) فيما أمركم به.

(وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) فيما دعاكم إليه.

٢٠٠