الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١١

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

٥٩ ـ (أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) :

(أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ) أأنتم تقدرونه وتتعهدونه فى أطواره حتى يصير بشرا.

(أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ) أم نحن المقدرون له.

٦٠ ـ (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ) :

(نَحْنُ قَدَّرْنا) نحن قضينا.

(بِمَسْبُوقِينَ) بمغلوبين.

٦١ ـ (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ) :

(أَمْثالَكُمْ) صوركم بغيرها.

(فِي ما لا تَعْلَمُونَ) فى خلق وصور لا تعهدونها.

٦٢ ـ (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) :

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ) ولقد أيقنتم.

(النَّشْأَةَ الْأُولى) أن الله أنشأكم النشأة الأولى.

(فَلَوْ لا) فهلا.

(تَذَكَّرُونَ) تتذكرون أن من قدر عليها فهو على النشأة الأخرى أقدر.

٦٣ ـ (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ) :

(ما تَحْرُثُونَ) ما تبذرونه من الحب فى الأرض.

٦٤ ـ (أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) :

(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ) تنبتونه.

(الزَّارِعُونَ) المنبتون.

٦٥ ـ (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) :

(لَجَعَلْناهُ) لصيرناه ، أي النبات.

(حُطاماً) هشيما منكسرا قبل أن يبلغ نضجه.

٢٨١

(فَظَلْتُمْ) فبقيتم.

(تَفَكَّهُونَ) تتعجبون من سوء ما أصابهم به.

٦٦ ـ (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) :

أي إنا لملزمون الغرم بعد جهدنا فيه.

٦٧ ـ (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) :

(مَحْرُومُونَ) سيئو الحظ محرومون من الرزق.

٦٨ ـ (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) :

(الْماءَ) العذب.

(الَّذِي تَشْرَبُونَ) منه.

٦٩ ـ (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) :

(مِنَ الْمُزْنِ) من السحاب.

٧٠ ـ (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ) :

(أُجاجاً) مالحا لا يساغ.

(فَلَوْ لا) فهلا.

(تَشْكُرُونَ) أن جعله عذبا سائغا.

٧١ ـ (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ) :

(تُورُونَ) توقدون.

٧٢ ـ (أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ) :

(الْمُنْشِؤُنَ) لها.

٧٣ ـ (نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ) :

(جَعَلْناها) أي هذه النار.

(تَذْكِرَةً) تذكيرا لنار جهنم.

٢٨٢

(وَمَتاعاً) ومنفعة.

(لِلْمُقْوِينَ) للنازلين بالقفر.

٧٤ ـ (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) :

(فَسَبِّحْ) فدم على التسبيح.

(بِاسْمِ رَبِّكَ) بذكر اسم ربك.

٧٥ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) :

(فَلا أُقْسِمُ) فأقسم ، (فَلا) صلة.

(بِمَواقِعِ النُّجُومِ) بمساقط النجوم عند غروبها آخر الليل.

٧٦ ـ (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) :

(لَوْ تَعْلَمُونَ) لو تفكرون فى مدلوله.

(عَظِيمٌ) الخطر بعيد الأثر.

٧٧ ـ (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) :

(كَرِيمٌ) كثير المنافع.

٧٨ ـ (فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ) :

(فِي كِتابٍ) فى اللوح المحفوظ.

(مَكْنُونٍ) مصون.

٧٩ ـ (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) :

(لا يَمَسُّهُ) أي القرآن.

(إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) من الأدناس والأحداث.

٨٠ ـ (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) :

(رَبِّ الْعالَمِينَ) رب الخلق.

٨١ ـ (أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ) :

٢٨٣

(أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ) أي القرآن العظيم.

(مُدْهِنُونَ) متهاونون.

٨٢ ـ (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) :

(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) بدل شكر رزقكم.

(أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) تكذبونه.

٨٣ ـ (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) :

(فَلَوْ لا) فهلا.

(إِذا بَلَغَتِ) روح أحدكم عند الموت.

(الْحُلْقُومَ) مجرى النفس.

٨٤ ـ (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) :

(حِينَئِذٍ) حين بلغت الروح الحلقوم حول المحتضر.

(تَنْظُرُونَ) إليه.

٨٥ ـ (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) :

(إِلَيْهِ مِنْكُمْ) إلى المحتضر وأعلم بحاله منكم.

(وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ) لا تدركون ذلك ولا تحسونه.

٨٦ ـ (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ) :

(فَلَوْ لا) فهلا.

(غَيْرَ مَدِينِينَ) غير خاضعين لربوبيتنا.

٨٧ ـ (تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) :

(تَرْجِعُونَها) تردونها ، أي الروح.

(صادِقِينَ) فى أنكم ذوو قوة لا تقهر.

٨٨ ـ (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) :

(إِنْ كانَ) المحتضر.

٢٨٤

(مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) من السابقين.

٨٩ ـ (فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) :

(فَرَوْحٌ) فمآله راحة ورحمة.

(وَرَيْحانٌ) ورزق طيب.

٩٠ ـ (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) :

أي الموعودين بالجنة.

٩١ ـ (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) :

(فَسَلامٌ لَكَ) فيقال له تحية وتكريما : سلام لك.

(مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) من إخوانك أصحاب اليمين.

٩٢ ـ (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ) :

(الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ) أصحاب الشمال.

٩٣ ـ (فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) :

(فَنُزُلٌ) فقراه الذي أعد له.

(مِنْ حَمِيمٍ) من ماء حار متناه فى حرارته.

٩٤ ـ (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) :

وإحراق بنار شديدة الاتقاد.

٩٥ ـ (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) :

(إِنَّ هذا) الذي ذكر فى هذه السورة الكريمة.

(لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) لهو عين اليقين الثابت الذي لا يداخله شك.

٩٦ ـ (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) :

(فَسَبِّحْ) فدم على التسبيح.

(بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) بذكر اسم ربك العظيم تنزيها له وشكرا على آلائه.

٢٨٥

(٥٧)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة الحديد

١ ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(سَبَّحَ لِلَّهِ) نزه الله.

(الْعَزِيزُ) الغالب.

(الْحَكِيمُ) الذي يصرف الأمور بما تقتضيه الحكمة.

٢ ـ (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) :

(لَهُ) لا لغيره.

(قَدِيرٌ) تام القدرة.

٣ ـ (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) :

(هُوَ الْأَوَّلُ) الموجود قبل كل شىء.

(وَالْآخِرُ) والباقي بعد فناء كل شىء.

(وَالظَّاهِرُ) فى كل شىء ، فكل شىء له آية.

(وَالْباطِنُ) فلا تدركه الأبصار.

(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ) ظاهر أو باطن.

(عَلِيمٌ) تام العلم.

٤ ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) :

(ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) ثم استولى على العرش بتدبير ملكه.

٢٨٦

(يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) ما يغيب فيها.

(وَما يَعْرُجُ فِيها) وما يصعد فيها.

(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) عليم بكم محيط بشئونكم فى أي مكان كنتم.

(بَصِيرٌ) مطلع لا يخفى عليه شىء.

٥ ـ (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) :

(لَهُ) وحده.

(وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) أمور خلقه وتنتهى مصائرهم.

٦ ـ (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) :

(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) يدخل من ساعات الليل فى النهار.

(وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) ويدخل من ساعات النهار فى الليل.

(بِذاتِ الصُّدُورِ) بما تكن وتضمر.

٧ ـ (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) :

(آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) صدقوا بالله ورسوله.

(مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) من المال الذي جعلكم خلفاء فى التصرف فيه.

(أَجْرٌ كَبِيرٌ) ثواب كبير.

٨ ـ (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) :

(وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) وقد أخذ الله ميثاقكم بالايمان من قبل.

(إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) إن كنتم تريدون الإيمان فقد تحقق دليله.

٩ ـ (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) :

٢٨٧

(آياتٍ) من القرآن.

(بَيِّناتٍ) واضحات.

(مِنَ الظُّلُماتِ) من الضلال.

(لَرَؤُفٌ) لكثير الرأفة.

(رَحِيمٌ) واسع الرحمة.

١٠ ـ (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) :

(وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) وأي شىء حصل لكم فى ألا تنفقوا فى سبيل الله من أموالكم.

(وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يرث كل ما فيهما.

(لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ) فى الدرجة والمثوبة.

(مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ) فتح مكة ، والإسلام فى حاجة إلى من يسنده ويقويه.

(أُولئِكَ) المنفقون المقاتلون قبل الفتح.

(أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا) بعد الفتح.

(وَكُلًّا) من الفريقين.

(وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى) المثوبة الحسنى مع تفاوت درجاتكم.

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) فيجازى كلا بما يستحق.

١١ ـ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) :

(مَنْ ذَا الَّذِي) من المؤمن الذي.

(يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) ينفق فى سبيل الله مخلصا.

٢٨٨

(فَيُضاعِفَهُ لَهُ) فيضاعف الله له ثوابه.

(وَلَهُ) فوق المضاعفة.

(أَجْرٌ كَرِيمٌ) ثواب كريم يوم القيامة.

١٢ ـ (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) :

(يَسْعى نُورُهُمْ) يسبق نور إيمانهم وأعمالهم الطيبة.

(بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) أمامهم.

(وَبِأَيْمانِهِمْ) وعن أيمانهم.

(ذلِكَ) الجزاء.

(هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) لكم لقاء أعمالكم.

١٣ ـ (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) :

(انْظُرُونا) انتظرونا.

(نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) نصب بعض نوركم.

(قِيلَ) توبيخا لهم.

(ارْجِعُوا وَراءَكُمْ) إلى حيث أعطينا هذا النور.

(فَالْتَمِسُوا نُوراً) فاطلبوه.

(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ) بين المؤمنين والمنافقين.

(بِسُورٍ) بحاجز.

(باطِنُهُ) باطن الحاجز الذي يلى الجنة.

(فِيهِ الرَّحْمَةُ) والنعيم.

٢٨٩

(وَظاهِرُهُ) الذي يلى النار.

(مِنْ قِبَلِهِ) من جهته.

(الْعَذابُ) والنقمة.

١٤ ـ (يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) :

(يُنادُونَهُمْ) ينادى المنافقون المؤمنين.

(أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) فى الدنيا وفى رفقتكم.

(قالُوا) أي المؤمنون.

(بَلى) كنتم معنا كما تقولون.

(وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) أهلكتم أنفسكم بالنفاق.

(وَتَرَبَّصْتُمْ) بالمؤمنين الحوادث المهلكة.

(وَارْتَبْتُمْ) فى أمور الدين.

(وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ) وخدعتكم الآمال وأنكم على خير.

(حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ) الموت.

(وَغَرَّكُمْ بِاللهِ) وخدعكم بعفو الله ومغفرته.

(الْغَرُورُ) الشيطان.

١٥ ـ (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) :

(لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) تفتدون بها أنفسكم من العذاب.

(مَأْواكُمُ) مرجعكم.

(هِيَ مَوْلاكُمْ) وهى منزلكم الأولى بكم.

(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) النار.

٢٩٠

١٦ ـ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) :

(أَلَمْ يَأْنِ) ألم يحن.

(أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ) أن ترق قلوبهم.

(وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) من القرآن الكريم.

(مِنْ قَبْلُ) من قبلهم من اليهود والنصارى.

(فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ) عملوا به مدة فطال عليهم الزمن.

(فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) فجحدت قلوبهم.

(وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن حدود دينهم.

١٧ ـ (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) :

(يُحْيِ الْأَرْضَ) يصلحها ويهيئها للإنبات بنزول المطر.

(بَعْدَ مَوْتِها) بعد يبسها.

(قَدْ بَيَّنَّا) قد وضحنا.

(لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ما فيها.

١٨ ـ (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) :

(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ) إن المتصدقين والمتصدقات.

(وَأَقْرَضُوا اللهَ) وأنفقوا فى سبيل الله.

(قَرْضاً حَسَناً) نفقات طيبة بها نفوسهم.

(يُضاعَفُ لَهُمْ) ثواب ذلك.

(وَلَهُمْ) فوق المضاعفة.

٢٩١

(أَجْرٌ كَرِيمٌ) يوم القيامة.

١٩ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) :

(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) ولم يفرقوا بين أحد منهم.

(أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) منزلة وعلو مرتبة.

(لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) لهم ثواب ونور يوم القيامة مثل ثواب الصديقين والشهداء ونورهم.

(أَصْحابُ الْجَحِيمِ) أصحاب النار.

٢٠ ـ (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) :

(لَعِبٌ) لا ثمرة له.

(وَلَهْوٌ) يشغل الإنسان عما ينفعه.

(وَزِينَةٌ) لا تحصل شرفا ذاتيا.

(وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ) بأنساب زائلة.

(وَتَكاثُرٌ) بالعدد.

(كَمَثَلِ) مثلها فى ذلك مثل.

(غَيْثٍ) مطر.

(أَعْجَبَ الْكُفَّارَ) أعجب الزراع.

(ثُمَّ يَهِيجُ) ثم يكمل نضجه ويبلغ تمامه.

(فَتَراهُ مُصْفَرًّا) فتراه عقب ذلك مصفرا آخذا فى الجفاف.

٢٩٢

(ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً) ثم يصير بعد فترة هشيما جامدا متكسرا.

(عَذابٌ شَدِيدٌ) لمن آثر الدنيا وأخذها بغير حقها.

(وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) لمن آثر آخرته على دنياه.

(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا) وليست الحياة الدنيا.

(إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) إلا متاع هو غرور لا حقيقة له.

٢١ ـ (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) :

(سابِقُوا) سارعوا.

(أُعِدَّتْ) هيئت.

(ذلِكَ) الجزاء العظيم.

(مَنْ يَشاءُ) من عباده.

(وَاللهُ) وحده.

(ذُو الْفَضْلِ) صاحب الفضل.

(الْعَظِيمِ) الذي جل أن تحيط بوصفه العقول.

٢٢ ـ (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) :

(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ) ما نزل من مصيبة.

(فِي الْأَرْضِ) من قحط أو غير ذلك.

(وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ) من مرض أو فقر أو غير ذلك.

(إِلَّا فِي كِتابٍ) إلا مكتوبة فى اللوح مثبتة فى علم الله.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها) من قبل أن نوجدها فى الأرض أو فى الأنفس.

(إِنَّ ذلِكَ) الإثبات للمصيبة والعلم بها.

٢٩٣

(عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) سهل لإحاطة علمه بكل شىء.

٢٣ ـ (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) :

(لِكَيْلا تَأْسَوْا) أعلمناكم بذلك لكيلا تحزنوا.

(عَلى ما فاتَكُمْ) على ما لم تحصلوا عليه حزنا مفرطا يجركم إلى السخط.

(وَلا تَفْرَحُوا) فرحا مبطرا.

(بِما آتاكُمْ) بما أعطاكم.

(مُخْتالٍ) متكبر.

(فَخُورٍ) على الناس بما عنده.

٢٤ ـ (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) :

(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ) الذين يضنون بأموالهم عن الإنفاق فى سبيل الله.

(وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) بتحسينه إليهم.

(وَمَنْ يَتَوَلَ) ومن يعرض عن طاعة الله.

(فَإِنَّ اللهَ) وحده.

(هُوَ الْغَنِيُ) عنه.

(الْحَمِيدُ) المستحق بذاته للحمد والثناء.

٢٥ ـ (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) :

(بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات القاطعة.

(الْكِتابَ) أي الكتب المتضمنة للأحكام وشرائع الدين.

٢٩٤

(وَالْمِيزانَ) الذي يحقق الإنصاف فى التعامل.

(لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) ليتعامل الناس فيما بينهم بالعدل.

(وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) وخلقنا الحديد.

(فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) عذاب شديد فى الحرب.

(وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) فى السلم.

(مَنْ يَنْصُرُهُ) بنصر دينه.

(وَرُسُلَهُ) بتصديقهم فيما جاءوا به.

(بِالْغَيْبِ) وهم لا يرونه.

(قَوِيٌ) قادر بذاته.

(عَزِيزٌ) لا يفتقر إلى عون أحد.

٢٦ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) :

(وَالْكِتابَ) والكتب الهادية.

(فَمِنْهُمْ) بعض هذه الذرية.

(مُهْتَدٍ) سالك طريق الهداية.

(فاسِقُونَ) خارجون عن الطريق المستقيم.

٢٧ ـ (ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) :

(ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ) ثم تابعنا على آثار نوح وإبراهيم.

(بِرُسُلِنا) رسولا بعد رسول.

٢٩٥

(وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) وأتبعنا بإرسال عيسى ابن مريم.

(وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها) وزادوا رهبانية وغلوا فى الدين ابتدعوها.

(ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ) ما فرضنا عليهم ابتداء ولا أمرناهم بها.

(إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ) أي ما أمرناهم إلا بما يرضى الله.

(فَما رَعَوْها) فما حافظوا عليها.

(حَقَّ رِعايَتِها) حق المحافظة.

(فَآتَيْنَا) فأعطينا.

(الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ) بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(أَجْرَهُمْ) نصيبهم من الثواب.

(فاسِقُونَ) مكذبون بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم خارجون عن الطاعة والطريق المستقيم.

٢٨ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) :

(اتَّقُوا اللهَ) خافوا عقابه.

(وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ) واثبتوا على إيمانكم برسوله.

(يُؤْتِكُمْ) يعطكم.

(كِفْلَيْنِ) نصيبين.

(تَمْشُونَ بِهِ) تهتدون به.

(وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ما فرط من ذنوبكم.

(غَفُورٌ) واسع المغفرة.

(رَحِيمٌ) وافر الرحمة.

٢٩٦

٢٩ ـ (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) :

(لِئَلَّا يَعْلَمَ) يمنحكم الله تعالى كل ذلك ليعلم.

(أَهْلُ الْكِتابِ) الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(أَلَّا يَقْدِرُونَ) أنهم لا يقدرون.

(عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ) على شىء من إنعام الله يكسبونه لأنفسهم أو يمنحونه لغيرهم.

(وَأَنَّ الْفَضْلَ) كله.

(بِيَدِ اللهِ) وحده.

(يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) من عباده.

٢٩٧

(٥٨)

سورة المجادلة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) :

(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ) المرأة.

(الَّتِي تُجادِلُكَ) التي تراجعك.

(فِي زَوْجِها) فى شأن زوجها الذي ظاهر منها.

(وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) وتتضرع إلى الله.

(وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما) والله يسمع ما تتراجعان به من الكلام.

(إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ) محيط سمعه بكل ما يسمع.

(بَصِيرٌ) محيط بصره بكل ما يبصر.

٢ ـ (الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) :

(الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ) بتشبيههن فى التحريم بأمهاتهم مخطئون ، ما الزوجات أمهاتهم.

(إِنْ أُمَّهاتُهُمْ) حقا.

(إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) أتين بهم إلى الحياة.

(وَإِنَّهُمْ) وإن المظاهرين.

(لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ) تنفر منه الأذواق السليمة.

(وَزُوراً) وكذبا منحرفا عن الحق.

٢٩٨

(لَعَفُوٌّ) عظيم العفو.

(غَفُورٌ) عظيم المغفرة عما سلف.

٣ ـ (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) :

(ثُمَّ يَعُودُونَ لِما قالُوا) ثم يرجعون لقولهم فيظهر لهم خطؤهم ويودون بقاء الزوجة.

(فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) فعليهم عتق رقبة.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) من قبل أن يقرب أحدهما الآخر.

(ذلِكُمْ) الذي أوجبه الله من عتق الرقبة.

(تُوعَظُونَ بِهِ) عظة لكم توعظون به كيلا تعودوا.

٤ ـ (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ) :

(فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) رقبة.

(فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ) فعليه صيام شهرين متتابعين.

(فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) ذلك الصوم.

(فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) فعليه إطعام ستين مسكينا.

(ذلِكَ) أي شرعنا ذلك.

(لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) وتعملوا بمقتضى هذا الإيمان.

(وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ) فلا تتجاوزوها.

٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ) :

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) أي إن الذين يعادون الله ورسوله.

٢٩٩

(كُبِتُوا) خذلوا.

(كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) كما خذل الذين من قبلهم.

(وَقَدْ أَنْزَلْنا آياتٍ بَيِّناتٍ) دلائل واضحات على الحق.

(وَلِلْكافِرِينَ) وللجاحدين.

(عَذابٌ مُهِينٌ) شديد الإهانة.

٦ ـ (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) :

(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً) يوم يحييهم الله جميعا بعد موتهم.

(فَيُنَبِّئُهُمْ) بما عملوا فيخبرهم بما عملوا.

(أَحْصاهُ اللهُ) عليهم.

(شَهِيدٌ) مطلع.

٧ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) :

(أَلَمْ تَرَ) ألم تعلم.

(ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ) ما يكون من مسارة بين ثلاثة.

٨ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) :

(إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى) إلى الذين نهوا عن المسارة فيما بينهم بما يثير الشك فى نفوس المؤمنين.

(ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ) ثم يرجعون إلى ما نهوا عنه.

٣٠٠