قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ]

410/574
*

وفاعل «فيضلك» يجوز أن يكون الهوى ، ويجوز أن يكون ضمير المصدر المفهوم من الفعل أي فيضلك اتّباع الهوى (١).

قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ) قرأ العامة بفتح ياء يضلون. وقرأ ابن عباس والحسن وأبو حيوة بضمها أي يضلون (٢) الناس وهي مستلزمة للقراءة الأولى فإنه لا يضل غيره إلا ضالّ بخلاف العكس.

قوله : (بِما نَسُوا) ما مصدرية (٣) ، والجار يتعلق (٤) بالاستقرار الذي تضمنه «لهم» (٥) ، و (لَهُمْ عَذابٌ) يجوز أن يكون جملة خبرا ل «إنّ» (٦) ، ويجوز أن يكون الخبر وحده الجار ، و «عذاب» فاعل به وهو الأحس لقربه من المفرد (٧).

فصل

قيل : معناه بما تركوا الإيمان بيوم الحساب. وقال الزجاج : بتركهم العمل لذلك اليوم ، وقال عكرمة والسدي : في الآية تقديم وتأخير تقديره لهم عذاب شديد يوم الحساب بما نسوا أي تركوا القضاء بالعدل (٨).

قوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (٢٧) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (٢٨) كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ)(٢٩)

قوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً) قال ابن عباس : أي لا لثواب ولا لعقاب (٩) ، احتجّ الجبّائيّ بهذه الآية على أنه تعالى لا يجوز أن يكون خالقا لأعمال العباد قال : لأنها مشتملة على الكفر والفسق وكلها أباطيل فلما بين تعالى أنه ما خلق السماء والأرض وما بينهما باطلا دل هذا على أنه لم يخلق أعمال العباد.

(وأيضا (١٠) قوله تعالى : (ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً)). وعند المجبرة أنه خلق الكافر لأجل أن يكفر والكفر باطل ، فقد خلق الباطل ، ثم أكد تعالى

__________________

(١) البحر المحيط ٧ / ٣٩٥ والدر المصون ٤ / ٦٠٤.

(٢) من القراءات الشاذة. انظر : المرجع السابق وانظر : مختصر ابن خالويه ١٣٠.

(٣) البحر المحيط ٧ / ٣٩٥ والدر المصون ٤ / ٦٠٤.

(٤) في ب متعلق.

(٥) المرجعان السابقان.

(٦) من قوله : «إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ».

(٧) وانظر الدر المصون ٤ / ٦٠٤.

(٨) انظر : زاد المسير ٧ / ١٢٤ والقرطبي ١٥ / ١٨٩ ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج ٤ / ٣٢٩.

(٩) معالم التنزيل للبغوي ٦ / ٥٤.

(١٠) ما بين القوسين سقط من ب بسبب انتقال النظر.