قائمة الکتاب
سورة فاطر
سورة يس
الآيات : 41 ـ 44
٢٢٤سورة الصافات
سورة ص
سورة الزمر
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٦ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :574
تحمیل
على العاقل قال ابن الخطيب إن أرادوا القدر الذي يكون منها التسبيح فنقول به لأن كل شيء يسبح بحمده وإن أرادوا شيئا آخر فلم يثبت ذلك والاستعمال لا يدل كما في قوله تعالى في حق الأصنام : (ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ) [الصافات : ٩٢] وقوله : (أَلا تَأْكُلُونَ) [الصافات : ٩١].
قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ (٤٢) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ)(٤٤)
قوله تعالى : (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) لما منّ بإحياء الأرض وهي مكان الحيوانات بين أنه لم يقتصر عليه بل بين للإنسان طريقا يتخذ من البحر ويسير فيها كما يسير في البر وهو كقوله تعالى : (وَحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) [الإسراء : ٧٠] ويؤيد هذا قوله تعالى : (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) إذا فسرناه بأن المراد منه الإبل فإنها سفن البرّ. ووجه آخر وهو أن الله تعالى لما بين سباحة الكواكب في الأفلاك ذكر ما هو مثله وهو سباحة الفلك في البحار ووجه آخر وهو أن الأمور التي أنعم الله (تعالى) (١) بها على عباده منها ضرورة ومنها نافعة فالأول للحاجة والثاني للزينة فخلق الله الأرض وإحياؤها من القبيل الأول فإنها المكان الذي لولاه لما وجد الإنسان ولو لا إحياؤها لما عاش الإنسان ، والليل والنهار في قوله : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ) أيضا من القبيل الأول لأنه الزمان الذي لولاه لما حدث الإنسان والشمس والقمر وحركتهما لو لم تكن لما عاش الإنسان ، ثم إنه تعالى لما ذكر من القبيل الأول آيتين ذكر من القبيل الثاني وهو الزينة آيتين :
إحداهما : الفلك التي تجري في البحر فتستخرج (٢) من البحر ما يتزيّن به كما قال تعالى : (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ) [فاطر : ١٢].
وثانيهما : الدّوابّ التي هي في البرّ كالفلك في البحر في قوله : (وَخَلَقْنا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ ما يَرْكَبُونَ) فإن الدوابّ زينة كما قال تعالى : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) [النحل : ٨].
قوله : (أَنَّا حَمَلْنا) مبتدأ «وآية» خبر مقدم (٣) ، وجوز أبو البقاء أن يكون : (أَنَّا حَمَلْنا) خبر مبتدأ محذوف بناء منه على أن «آية لهم» مبتدأ وخبر كلام مستقل بنفسه كما
__________________
(١) أسقط من «ب».
(٢) في «ب» فيستخرج بالياء لا بالتاء.
(٣) قاله شهاب الدين السمين في الدر المصون ٤ / ٥٢٠ وانظر : التبيان لأبي البقاء ١٠٨٣ والبيان للأنباري ٢ / ٢٩٦.