تحصيل المرام - ج ١-٢

الشيخ محمّد بن أحمد بن سالم بن محمّد المالكي المكّي [ الصبّاغ ]

تحصيل المرام - ج ١-٢

المؤلف:

الشيخ محمّد بن أحمد بن سالم بن محمّد المالكي المكّي [ الصبّاغ ]


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الأسدي للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٧٤

وذكر الفاكهي (١) ما يقتضى أنه ولي مكة مرتين.

وأما ولاتها في خلافة المعتز وخلافة المهتدي ، أو خلافة المعتمد أحمد بن المتوكل ـ على الشك ـ : محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور العباسي ، الملقب كعب البقر (٢) ، وولايته لا يخرج عن أحد هؤلاء الثلاثة.

وأما ولايتها في خلافة المهتدي ، واسمه : محمد بن الواثق العباسي : فعلي بن [الحسن](٣) الهاشمي (٤) ، ذكره الفاكهي (٥) ولم يزد على اسمه واسم أبيه ، وذكر أن ولايته في سنة [ست](٦) وخمسين ومائتين ، وأنه أول من فرّق بين الرجال والنساء في جلوسهن في المسجد الحرام ، أمر بحبال تربط بين الأساطين التي يقعدن عندها تفصل بينهن وبين الرجال.

وأما ولاتها في خلافة المعتمد أحمد بن المتوكل العباسي ، فجماعة : أخوه أبو أحمد الموفق ، واسمه طلحة ، وقيل : محمد بن المتوكل (٧) ، وذلك في سنة [سبع](٨) وخمسين ـ بتقديم السين على الموحدة ـ كما اقتضاه كلام ابن

__________________

(٥ / ٤٣٦) ، وجمهرة الأنساب لابن حزم (ص : ١٤٩).

(١) أخبار مكة للفاكهي (٣ / ١٨٤).

(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢١) ، وغاية المرام (١ / ٤٤١) ، والعقد الثمين (٢ / ٧٢).

(٣) في الأصل : الحسين. وانظر مصادر ترجمته.

(٤) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٢) ، وغاية المرام (١ / ٤٤٣) ، والعقد الثمين (٥ / ٢٤٧).

(٥) أخبار مكة للفاكهي (٣ / ٢٤٢).

(٦) في الأصل : ستة.

(٧) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٢) ، وغاية المرام (١ / ٤٤٥) ، والعقد الثمين (٤ / ٢٩٧) ، والكامل (حوادث سنة ٢٧٨ ه‍) ، والطبري (٨ / ١٥٨) ، وتاريخ بغداد (٢ / ١٢٧) ، والنجوم الزاهرة (٣ / ٧٩) ، والأعلام (٣ / ٢٢٩).

(٨) في الأصل : سبعة.

٧٢١

الأثير (١).

وإبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي الملقب بزيه (٢) ـ بموحدة ثم زاي معجمة ثم مثناة تحتية ثم هاء الوقف ـ ، وكانت ولايته في حدود [تسع](٣) وخمسين ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ ومائتين إلى إحدى [وستين ومائتين](٤).

وأما أبو المغيرة محمد بن عيسى بن محمد المخزومي (٥) ، ولد عيسى بن محمد المتقدم ذكره في خلافة المعتز آنفا ، وذلك في سنة [ثلاث](٦) وستين ومائتين كما تقتضيه عبارة الفاسي عن الفاكهي.

وذكر ابن الأثير ما يدل أنه وليها ثانيا لصاحب [الزنج](٧) في سنة [خمس](٨) وستين ، واستمر إلى سنة [ثمان](٩) وستين ومائتين.

وهارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي (١٠) ، وكانت ولايته في سنة

__________________

(١) إتحاف الورى (٢ / ٣٣٥) ، والبداية والنهاية (١١ / ٢٨).

(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٣) ، وغاية المرام (١ / ٤٤٧) ، والعقد الثمين (٣ / ١٥٦) ، وجمهرة أنساب العرب (ص : ٣٤). وفيهم : الملقب : برية.

(٣) في الأصل : تسعة.

(٤) في الأصل : ومائتين وستين.

(٥) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٥) ، وغاية المرام (١ / ٤٥٨) ، والعقد الثمين (٢ / ٣٣١) ، وجمهرة أنساب العرب (ص : ٤٩) ، والكامل لابن الأثير وتاريخ الطبري حوادث سنة خمس وستين ومائتين وما بعدها.

(٦) في الأصل : ثلاثة.

(٧) في الأصل : الفرنج. وانظر المصادر السابقة.

(٨) في الأصل : خمسة.

(٩) في الأصل : ثمانية.

(١٠) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٧) ، وغاية المرام (١ / ٤٥٣) ، والعقد الثمين (٦ / ١٧٢).

٧٢٢

[تسع](١) وستين ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ ومائتين ، كما دل عليه كلام ابن جرير (٢) وابن الأثير (٣).

وأحمد بن [طولون](٤) صاحب مصر (٥).

قال القاضي جار الله بن ظهيرة في الجامع اللطيف ، ولفظه : أقول كذا عده الفاسي مع أنه لم يباشر ذلك. انتهى (٦).

ومحمد بن أبي الساج (٧) وأخوه يوسف بن أبي الساج ، فأما محمد : ففي كلام ابن جرير ما يدل على أنه لم يباشر ، وإنما عقد له على الحرمين (٨).

وأما ولاية أخيه يوسف (٩) : فذكر ابن الأثير أنها في سنة إحدى وسبعين ـ بتقديم السين على الموحدة ـ ومائتين (١٠).

والفضل بن العباس بن الحسين بن إسماعيل بن محمد العباسي (١١) ، وكان واليا على مكة في سنة [ثلاث](١٢) وستين ومائتين. كذا نقله

__________________

(١) في الأصل : تسعة.

(٢) تاريخ الطبري (٩ / ٥٤١ ، ١٠ / ٨ ـ ١٨).

(٣) الكامل (٦ / ٣٢٩).

(٤) في الأصل : طالون. وانظر مصادر ترجمته.

(٥) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٤٥٠) ، وذكره الفاسي في شفاء الغرام (٢ / ٣٢٣) ، والعقد الثمين (١ / ٣٢٦).

(٦) الجامع اللطيف (ص : ٣٠١).

(٧) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٤) ، وغاية المرام (١ / ٤٥٦) ، والعقد الثمين (٢ / ١٨٠).

(٨) تاريخ الطبري (٩ / ٥٤٩).

(٩) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٤) ، وغاية المرام (١ / ٤٥٧).

(١٠) الكامل لابن الأثير (٦ / ٣٤٣) ، وإتحاف الورى (٢ / ٣٤٤).

(١١) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٤) ، وغاية المرام (١ / ٤٦٢) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٤٨).

(١٢) في الأصل : ثلاثة.

٧٢٣

الفاكهي (١).

قال ابن ظهيرة : وفيه نظر ؛ لأنه قد تقدم أن أبا المغيرة بن عيسى كان واليا على مكة في هذه السنة ، ويمكن الجمع بأن الفضل لعله كان واليا على مكة في أول هذه السنة ، ثم ولي بعده أبو المغيرة في أثنائها أو آخرها والله أعلم بذلك. ولم ينبه الفاسي على ذلك.

وأبو عيسى محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أبي عمرو (٢) حفص بن المغيرة المخزومي (٣) ، ذكر ولايته على المعتمد بن حزم ولم يذكر لها تاريخا (٤). لكنه نقل أن [أبا](٥) عيسى عزل بأبي المغيرة المخزومي المتقدم ، فيحتمل أن تكون ولايته تقريبا من ثلاث وستين ومائتين إلى ثمان وستين ومائتين ؛ لأن أبا المغيرة كان واليا في هذه الحدود على اختلاف الأقوال المتقدمة في تاريخ ولايته. انتهى.

ونقل الفاكهي ما يقتضي : أن أبا عيسى هذا ولي على مكة نيابة عن الفضل بن العباس المذكور آنفا. كذا في الجامع اللطيف (٦).

وجمع الفاسي بين ما ذكره ابن حزم وما ذكره الفاكهي فقال : ولا مانع ؛ لأنه يجوز أن يكون أبو عيسى ولي مكة عن الفضل نيابة [وعن](٧) المعتمد

__________________

(١) أخبار مكة للفاكهي (٣ / ١٨٤).

(٢) في الأصل زيادة : بن. وانظر مصادر ترجمته.

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٥) ، وغاية المرام (١ / ٤٦٤) ، والعقد الثمين (٢ / ٤٢١).

(٤) جمهرة أنساب العرب (ص : ٣٩٨).

(٥) في الأصل : ابن. وهو خطأ.

(٦) الجامع اللطيف (ص : ٣٠٢ ـ ٣٠٣).

(٧) في الأصل : وعلى. وانظر الجامع اللطيف (ص : ٣٠٣).

٧٢٤

استقلالا.

وأما ولاتها في خلافة المعتضد أبي العباس أحمد بن أبي أحمد الموفق بن المتوكل العباسي (١) ، ثم في خلافة أولاده المكتفي أبو محمد علي (٢) ، والمقتدر أبي الفضل جعفر ، والقاهر أبو منصور محمد (٣) ، ثم في خلافة الراضي أبي العباس أحمد بن المقتدر (٤) ، ثم في خلافة المتّقي أبي إسحاق إبراهيم بن المقتدر (٥) ، ثم في خلافة المستكفي عبد الله بن المكتفي علي بن المعتضد (٦) ، ثم في خلافة المطيع أبي القاسم الفضل بن المقتدر العباسي.

قال القاضي جار الله ابن ظهيرة في الجامع اللطيف : فجماعة كثيرة لم يعرف منهم ويذكر سوى : عجّ ـ بالعين المهملة والجيم ـ بن حاج (٧) ، ولم يعلم مبدأ ولايته متى كانت ، غير أن إسحاق الخزاعي ذكر أنه كان واليا على مكة في سنة إحدى وثمانين ومائتين.

وذكر ابن الأثير (٨) ما يدل على أنه كان واليا في عام خمسة وتسعين ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ ومائتين ، فيحتمل أنه استمر من عام إحدى وثمانين إلى التاريخ [الذي](٩) ذكره ابن الأثير. وتولى غيره ثم أعيد هو (١٠). والله

__________________

(١) تولى الخلافة بعد موت المعتمد (٢٧٩ ـ ٢٨٩ ه‍).

(٢) تولى الخلافة في الفترة (٢٨٩ ـ ٢٩٥ ه‍).

(٣) تولى الخلافة في الفترة (٣٢٠ ـ ٣٢٢ ه‍).

(٤) تولى الخلافة في الفترة (٣٢٢ ـ ٣٢٨ ه‍).

(٥) تولى الخلافة في الفترة (٣٢٨ ـ ٣٣٣ ه‍).

(٦) تولى الخلافة في الفترة (٣٣٣ ـ ٣٣٤ ه‍).

(٧) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٨) ، وغاية المرام (١ / ٤٦٥) ، والعقد الثمين (٥ / ١٨٨) ، وتاريخ الطبري (٥ / ٣٧٤ ، ٤٠٢ ، ٤١٨ ، ٤٣٩).

(٨) الكامل (٦ / ٤٣٩).

(٩) في الأصل : المذكور. وانظر الجامع اللطيف.

(١٠) الجامع اللطيف (ص : ٣٠٣).

٧٢٥

أعلم.

ومؤنس المظفّر (١) ، وذلك في سنة ثلاثمائة حسب ما ذكره ابن الأثير (٢) ، وكان أميرا على الحرمين والثغور بالعقد لا بالمباشرة.

وابن ملاحظ ؛ لأن النسابة أبو محمد الحسن بن محمد (٣) بن يعقوب الهمداني ترجم ابن ملاحظ بسلطان مكة من غير تاريخ.

قال الفاسي : وما عرفت ابن ملاحظ ولا متى كانت ولايته ، غير أني أظن أنه كان عليها بعد الثلاثمائة أو قبلها بقليل. انتهى (٤).

وابن مخلب ، وقيل : ابن محارب (٥) ، والأول أصوب ، ولم يعلم أول ولايته ، غير أن ابن الأثير (٦) لما ذكر ما فعله أبو طاهر القرمطي من القبائح بمكة سنة [سبع عشرة](٧) ـ بتقديم السين على الموحدة ـ وثلاثمائة قال ما صورته : فخرج ابن مخلب أمير مكة في جماعة من الأشراف فقاتلوا ، فقتلهم أبو طاهر أجمعين. انتهى.

فاستفيد من كلامه : أن ابن مخلب كان واليا في تلك السنة. كذا في

__________________

(١) مؤنس المظفّر : من أمراء المقتدر. خرج عليه عام ٣١٧ ه‍ ، وقتله مع جماعة من البربر عام ٣٢٥ ه‍. قتله القاهر عام ٣٢٥ ه‍ (انظر ترجمته في : شفاء الغرام ٢ / ٣٢٨ ، وغاية المرام ١ / ٤٦٧) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين (٦ / ١٤٥) وفيه : مؤنس الخادم ، والعيون والحدائق (٤ / ٣١١).

(٢) الكامل لابن الأثير (٦ / ٤٧٧).

(٣) في شفاء الغرام وغاية المرام : أحمد.

(٤) شفاء الغرام (٢ / ٣٢٨) ، وغاية المرام (١ / ٤٦٧).

(٥) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٩) ، وغاية المرام (١ / ٤٦٨) ، والعقد الثمين (٢ / ١١٣) وفيه : محمد بن إسماعيل بن مخلب.

(٦) الكامل لابن الأثير (٧ / ٥٤).

(٧) في الأصل : سبعة عشر.

٧٢٦

الجامع اللطيف (١).

ومحمد بن طغج ـ بالطاء والغين المهملتين والجيم ـ المعروف [بالإخشيد](٢) ، وابناه : أبو القاسم أو نجور (٣) ـ بالنون والجيم ـ ومعنى نجور : محمود ، وأبو الحسن علي (٤) وكان مبدأ ذلك في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة كما دل عليه كلام المؤرخين بأن الخليفة المقتفي العباسي ولّى محمد المذكور مصر والشام والحرمين في السنة المذكورة ، وعقد لولديه أبي القاسم وعلي [أبي](٥) الحسن من بعد أبيهما على البلاد المذكورة على أن يكفلهما خادمه كافور الخصي المعروف بالإخشيدي (٦) ، وهذه بالولاية بالعقد من غير مباشرة.

ودليله أن الفاسي (٧) رحمه‌الله قال بعد استيفاء كلام المؤرخين في عقد

__________________

(١) الجامع اللطيف (ص : ١٨٨).

(٢) في الأصل : بالإخشده. والتصويب من مصادر ترجمته. والإخشيد يعني : ملك الملوك.

انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٠) ، وغاية المرام (١ / ٤٧٠) ، والعقد الثمين (٢ / ١٨٤) ، والوافي بالوفيات (٣ / ١٧١) ، والأعلام (٦ / ١٧٤) ، وولاة مصر (٢٩٩) ، وتاريخ ابن عساكر (١٥ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤) ، والمنتظم (٦ / ١٣٤٧) ، ووفيات الأعيان (٥ / ٥٦ ـ ٦٣) ، والعبر (٢ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠) ، ومرآة الجنان (٢ / ٣١٤ ـ ٣١٦) ، والبداية والنهاية (١١ / ٢١٥) ، والنجوم الزاهرة (٣ / ٢٣٥ ـ ٢٣٧) ، وشذرات الذهب (٢ / ٣٣٧) ، وسير أعلام النبلاء (١٥ / ٣٦٥).

(٣) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٤٧٦) ، والعقد الثمين (٢ / ١٨٤) ، في ترجمة والده محمد بن طغج.

(٤) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٤٧٧) ، والعقد الثمين (٢ / ١٨٤) ، في ترجمة والده محمد بن طغج.

(٥) في الأصل : ابن. وهو خطأ ، وقد سبق.

(٦) كافور الإخشيد : اشتراه طغج وجعله أتابك ولده ، قام بتدبير دولته. استقل بمصر عام ٣٥٥ ه‍ ، وجمع له الشام والحجاز (انظر ترجمته في : غاية المرام ١ / ٤٧٨ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٩٩).

(٧) الفاسي (٢ / ٣٣١) ، والجامع اللطيف (ص : ٣٠٤).

٧٢٧

المتقي لمحمد ولولديه ما صورته : وما عرفت من كان يباشر لهم ولاية مكة ولا من باشر ذلك لمؤنس المظفر. والله أعلم.

وممن ولي مكة : القاضي أبو جعفر محمد بن الحسن بن عبد العزيز العباسي (١). ذكر ذلك بعض مؤرخي مصر ، وذلك في سنة [ثلاث](٢) وثلاثين وثلاثمائة ، وقيل : باشر ذلك لأبي الحسن علي ابن الإخشيدي ، والله أعلم.

كذا في الجامع اللطيف (٣). والله أعلم. انتهى.

الطبقة الأولى : من بني حسن ولاة مكة المشرفة :

أولهم : أبو [محمد](٤) جعفر الأمير الحسيني ، غلب على مكة بالسيف. نقل السيد النسابة أحمد بن عنبة في كتابه عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب (٥) : أن الأمير أبا [محمد](٦) جعفر أول من ملك مكة من بني موسى الجون ، وكان مبدأ تمكنها من الأشراف بعد الأربعين والثلاثمائة ، وكان حاكم مكة أيكجور التركي من قبل المعز [الفاطمي](٧) ، فقتله أبو محمد جعفر واستوت له تلك النواحي ، وبقيت في يده نيفا وعشرين سنة.

ونقل القاضي جار الله ابن ظهيرة (٨) : أنه ولي مكة في زمن الإخشيدي

__________________

(١) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣١) ، وغاية المرام (١ / ٤٧٩).

(٢) في الأصل : ثلاثة.

(٣) الجامع اللطيف (ص : ٣٠٤ ـ ٣٠٥).

(٤) زيادة على الأصل. وانظر : عمدة الطالب (ص : ١٠٢) ، وأمراء مكة عبر عصور الإسلام (ص : ١٢٨).

(٥) عمدة الطالب (ص : ١٠٢ ـ ١٠٣).

(٦) زيادة من عمدة الطالب (ص : ١٠٢).

(٧) في الأصل : الفاطمين.

(٨) الجامع اللطيف (ص : ٣٠٥).

٧٢٨

بالتغليب : جعفر بن محمد بن الحسن بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب (١). كذا ذكره ابن حزم (٢) ، ثم قال : ولده إلى اليوم ولاة مكة ـ يعني في زمنه ـ.

قال العلامة الفاسي (٣) : ولعل ولاية جعفر المذكور بعد موت كافور الإخشيدي ، وقيل : بعد أخذ (٤) العبيديين مصر من الإخشيدية ، ويصدق على ذلك أنها أيام الإخشيدية ، [ويبعد أن يلي](٥) جعفر مكة في أيام كافور لعظم أمره ، وقد رأيت في بعض التواريخ ما يدل أنه كان يدعى لكافور على المنابر بمكة.

وكان موت كافور سنة [ست](٦) وخمسين وثلاثمائة في جماد الأول ، وقيل : سنة [سبع](٧) وخمسين ، فتكون ولاية جعفر في إحدى هاتين السنتين أو [ثمان](٨) وخمسين ، لا تخرج ولايته عن هذا. ا ه كلام القاضي جار الله.

ونقل الفاسي في شفاء الغرام (٩) : ثم ولي مكة المشرفة بعد جعفر : ابنه

__________________

(١) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣١) ، وغاية المرام (١ / ٤٨٠) ، والعقد الثمين (٣ / ٢٧٩).

(٢) جمهرة أنساب العرب (ص : ٤٧).

(٣) شفاء الغرام (٢ / ٣٣١ ـ ٣٣٢).

(٤) في الجامع والفاسي : وقبل أخذ.

(٥) في الأصل : وبعد أن ولي. وانظر : الجامع اللطيف.

(٦) في الأصل : ستة.

(٧) في الأصل : سبعة.

(٨) في الأصل : ثمانية.

(٩) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٢).

٧٢٩

عيسى (١) على ما ذكره شيخنا ابن خلدون.

وذكر أن في أيامه حضر جيش العزيز بن المعز العبيدي الفاطمي وضيّقوا على أهلها كثيرا لما لم يخطبوا للعزيز بعد موت أبيه ، ودامت [ولايته](٢) على مكة إلى سنة [أربع](٣) وثمانين وثلاثمائة.

وذكر ابن حزم في الجمهرة (٤) ما يفهم أنه ولي مكة في الجملة ولم يعقب.

ثم ولي مكة المشرفة : أبو الفتوح الحسن بن جعفر [الحسني](٥) ، على ما ذكره شيخنا ابن خلدون ، ذكر أنه ملك المدينة المنورة وأزال إمارة بني المهنا الحسينيين (٦) في سنة تسعين وثلاثمائة ، بأمر الحاكم بأمر الله العبيدي الفاطمي صاحب مصر. وولاية [أبي](٧) الفتوح لمكة مشهورة ، وإنما عزوناها لابن خلدون ؛ لإفادته تاريخ ولايته بعد أخيه عيسى ، وكذا في ملكه للمدينة ، ولم أر ذلك لغيره (٨).

ودامت ولاية أبي الفتوح على مكة إلى أن مات سنة ثلاثين وأربعمائة ، إلا أن الحاكم العبيدي ولّى ابن عم أبي الفتوح [أبا](٩) الطيب الهاشمي في المدة التي خرج فيها أبو الفتوح عن طاعته ، ثم أعاد أبا الفتوح إلى إمارة مكة لما رجع إلى طاعته.

__________________

(١) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٤٨٢) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٣٢).

(٢) قوله : ولايته ، زيادة من شفاء الغرام.

(٣) في الأصل : أربعة.

(٤) جمهرة أنساب العرب (ص : ٤٧).

(٥) في الأصل : الحسيني. وانظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٢) ، وغاية المرام (١ / ٤٧٠) ، والعقد الثمين (٣ / ٣٣٨).

(٦) بنو مهنا الحسينيون : من الحسينيين أمراء المدينة.

(٧) في الأصل : أبو.

(٨) راجع الجمهرة (ص : ٤٧).

(٩) في الأصل : أبو ، وكذا وردت في الموضع التالي.

٧٣٠

وكان سبب عصيانه : أن الوزير أبا القاسم المغربي لما قتل الحاكم أباه ، هرب من الحاكم واستجار ببعض آل الجرّاح (١) ، فبعث إليهم من حاربهم ، وكان الظفر [لآل](٢) الجراح ، فعند ذلك حسّن لهم الوزير مبايعة أبي الفتوح ، وحسن أبو القاسم الوزير لأبي الفتوح أخذ ما في الكعبة من المال ، فأخذ أبو الفتوح ذلك مع مال عظيم لبعض التجار بجدة ، وخطب لنفسه ، وبايعه بالخلافة شيوخ الحسنيين وغيرهم بالحرمين ، وتلقب بالراشد ، وخرج من مكة إلى الرملة (٣) [قاصدا](٤) آل الجراح في جماعة من بني عمه وألف عبد أسود ـ على ما قيل ـ ومعه سيف زعم أنه ذو الفقار (٥) ، وقضيب (٦) قال أنه قضيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فلما قرب من الرملة : تلقاه العرب وقبّلوا الأرض ، وسلّموا عليه بالخلافة ، ونزل الرملة ، ونادى بالعدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فانزعج الحاكم لذلك ، وما وسعه إلا الخضوع لآل الجراح ، واستمال حسان بن مفرّج بالمال هو

__________________

(١) آل الجراح : من طيء. تولوا رئاسة جنوب الشام ـ فلسطين ـ أيام العبيديين. وظهر منهم مفرج بن دغفل بن الجراح الطائي وأبناؤه ، وبالأخص حسان بن مفرج الذي لعب دورا كبيرا زمن الحاكم العبيدي (انظر : تاج العروس ٥ / ١٢٤ ، وتاريخ ابن خلدون ٦ / ٧).

وانظر تفاصيل هذه الحوادث في : وفيات الأعيان (٢ / ١٧٤ ، وإتحاف الورى ٢ / ٤٣٥ ـ ٤٤١).

(٢) في الأصل : لا آل.

(٣) الرملة : مدينة عظيمة بفلسطين ، وكانت قصبتها قد خربت الآن ، وكانت رباطا للمسلمين ، وهي في الإقليم الثالث ، وبينها وبين البيت المقدس ثمانية عشرة يوما ، وهي كورة من فلسطين ، وكانت دار ملك داود وسليمان ورحبعم بن سليمان (معجم البلدان ٣ / ٦٩).

(٤) في الأصل : قاصد. وانظر شفاء الغرام.

(٥) ذو الفقار : سيف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان لمنبه بن الحجاج ، وكان لا يفارقه صلى‌الله‌عليه‌وسلم (انظر : تاريخ القضاعي ص : ٢٥٠ ـ ٢٥١).

(٦) كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضيب يسمى الممشوق (تاريخ القضاعي ص : ٢٤٦).

٧٣١

وإخوته من آل الجراح ، فتخلوا عن أبي الفتوح فعرف ذلك أبو الفتوح ، فاستجار بمفرّج ـ والد حسان ـ من الحاكم ، فكتب مفرّج إلى الحاكم فرده إلى مكة واليا ، وذلك في سنة [اثنتين](١) وأربعمائة (٢).

وفي تاريخ [النويري](٣) ما يشهد لذلك ، وإنما نبّهنا على ذلك ؛ لأن الذي في دول الإسلام سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وذلك وهم بلا ريب. انتهى كلام الفاسي (٤).

ونقل السيد النسابة ذكر ما تقدم (٥).

وما زال أبو الفتوح واليا على الحجاز إلى أن مات سنة ثلاثين وأربعمائة.

قال الفاسي : ثم ولي مكة بعد أبي الفتوح ابنه شكر (٦) ، وما زال واليا بها إلى سنة [ثلاث](٧) وخمسين وأربعمائة.

وذكر ابن خلدون : أنه حارب أهل المدينة وجمع بين الحرمين.

وذكر البيهقي وغيره : أن شكر ملك الحجاز ثلاثا وعشرين سنة.

وذكر ابن حزم في الجمهرة (٨) ما يقتضي أن عقبه انقرض ولم يولد لشكر ولدا ، وصار أمر مكة إلى عبد بعده.

__________________

(١) في الأصل : اثنين.

(٢) منائح الكرم (٢ / ٢١٧ ـ ٢١٩).

(٣) في الأصل : النور. وانظر شفاء الغرام.

(٤) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٢ ـ ٣٣٤).

(٥) عمدة الطالب (ص : ١٠٣).

(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٥) ، وغاية المرام (١ / ٤٩٧) ، والعقد الثمين (٤ / ٢٦٣) ، والأعلام (١٧١).

(٧) في الأصل : ثلاثة.

(٨) جمهرة أنساب العرب (ص : ٤٧).

٧٣٢

وذكر صاحب المرآة عن محمد بن هلال [الصابي](١) ما يقتضي [أن](٢) لشكر بنتا. انتهى كلام الفاسي (٣).

ونقل السيد النسابة ابن عنبة في العمدة (٤) : ولد أبو [الفتوح](٥) الحسن بن جعفر شكر ، اسمه : محمد ويكنى [أبا](٦) عبد الله ، ويلقب تاج المعالي (٧). حكم بمكة بعد أبيه. وكان أميرا جليلا جوادا ، لم يلد للأمير تاج المعالي إلا بنتا يقال لها : تاج الملك ، وانقرض بانقراض هذا البيت ، ومات سنة أربعمائة [وأربع](٨) وستين ، وبقيت مكة شاغرة بعد موته ، فملكها حمزة بن وهّاس السليماني ، وقامت الحروب بين بني موسى الجون وبينه سبع سنوات. انتهى كلام السيد النسابة.

وقال ابن الأثير : توفي الشريف شكر في رمضان سنة [ثلاث](٩) وخمسين. انتهى.

__________________

(١) في الأصل : الصالي. وانظر شفاء الغرام.

(٢) قوله : أن ، زيادة من شفاء الغرام.

(٣) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٥).

(٤) عمدة الطالب (ص : ١٠٣ ـ ١٠٥).

(٥) في الأصل : الفتح. والتصويب من عمدة الطالب (ص : ١٠٣).

(٦) في الأصل : أبو.

(٧) تاج المعالي : آخر من ولي مكة من بني موسى بن عبد الله بن موسى الجون. تولى من عام ٤٣٠ ه‍ حتى عام ٤٥٣ ه‍ (الأعلام ٦ / ١٥٩).

(٨) في الأصل : وأربعة.

(٩) في الأصل : ثلاثة.

٧٣٣

الطبقة الثانية : من بني حسن وهم ولاة مكة يقال لهم : بنو أبي الطيب ، وهم السليمانيون

استطراد : نقل السيد النسابة المؤرخ ابن عنبة في العمدة (١) : أن أبا الفاتك أولد عبد الرحمن فعاش مائة وعشرين سنة ، وأهل هذا البيت لهم أعمار طويلة.

عاش أبو الفاتك مائة وخمسا وعشرين سنة ، وعاش أبو جعفر بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي الفاتك مائة [وسبع](٢) وعشرين سنة ، وعاش عبد الرحمن مائة وعشرين سنة ، وهم قبائل لهم نجدة وبأس وخيل وعبيد ، وكان له [أحد](٣) وعشرون ابنا ، فمنهم : أبو الطيب وداود بن عبد الرحمن الحسيني ، وبه عرف البيت يقال لهم : بنو آل أبي الطيب ، وهم عدد كثير يسكنون المخلاف من اليمن ، وقد انقسموا بطونا وأفخاذا ، فمنهم : بنو وهاس ، وبنو علي ، وبنو مكثر ، وبنو [سماح](٤) ، وبنو حسان ، وبنو هضام ، وبنو قاسم ، وبنو يحيى ، وهم كلهم أولاد أبي الطيب ، إلا مكثر وسماح فإنهم أولاد أولاده ، وأعقب وهاس ستة رجال : محمد ، وحازم ، ومختار ، ومكثر ، وصالح ، وحمزة ، هذا صاحب مكة بعد تاج المعالي شكر ، وكان الحرب بينه وبين بني موسى ، وأعقب حمزة أربعة رجال : عمارة ، ومحمد ، ويحيى ، وعيسى أمير المخلاف ، فقتل يحيى أخوه عيسى لأجل الإمارة وتأمر بالمخلاف ، فهرب ابنه علي بن عيسى وأقام بمكة ، وكان

__________________

(١) عمدة الطالب (ص : ٩٣ ـ ٩٥).

(٢) في الأصل : وسبعة.

(٣) في الأصل : إحدى.

(٤) في الأصل : أسماح.

٧٣٤

عالما ، فاضلا ، شاعرا ، ورد العلامة الزمخشري لمكة وجاور بها لأجله فسمي جار الله ، وصنف له الكشّاف ومدحه بقصائد عظيمة. وللشريف علي بن عيسى بن حمزة بن وهّاس (١) في مدح الزمخشري شعرا. انتهى.

ونقل الفاسي في شفاء الغرام (٢) : وولي مكة المشرفة بعد الأمير شكر : بنو أبي الطيب [الحسنيون](٣) ، ثم علي بن محمد الصّليحي (٤) صاحب اليمن ، ثم أبو هاشم محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي هاشم محمد بن [الحسن](٥) بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (٦).

قال صاحب المرآة (٧) في أخبار سنة [خمس](٨) وخمسين وأربعمائة : دخل الصّليحي مكة ، واستعمل الجميل مع أهلها ، وأظهر العدل والإحسان ، وكسا الكعبة بالبياض ، وردّ بني شيبة عن فعل القبيح ، ورد الحلي إلى البيت الذي كانوا يعنوا أبا الطيب أنه أخذه.

ونقل عن محمد الصابي : أن الصّليحي أقام بمكة إلى يوم عاشوراء ـ

__________________

(١) علي بن عيسى بن حمزة : إمام الزيدية بمكة. له عدة تصانيف في النظم والنثر. توفي عام ٥٠٦ ه‍ (انظر ترجمته في : العقد الثمين ٥ / ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ، والتاج ١٠ / ٢٥٣ ، والدول الإسلامية ص : ١٤٢ ، وإنباه الرواة ٣ / ٢٦٥ ، والأعلام ٤ / ٣١٨).

(٢) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٥).

(٣) في الأصل : الحسينيون. وانظر مصادر الترجمة.

(٤) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٥٠٠) ، والعقد الثمين (٥ / ٣٠٠) ، ووفيات الأعيان (٢ / ٥١ ـ ٥٣ ، ٣ / ٤١١ ـ ٤١٥ ، ٥ / ٢٢٩ ، ٧ / ٣٢٣) ، وتاريخ ثغر عدن (ص : ١٥٩).

(٥) في الأصل : الحسين. وهو خطأ يدل عليه ما بعده.

(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٥) ، وغاية المرام (١ / ٥٠٩) ، والعقد الثمين (٢ / ١٣٣).

(٧) مرآة الحرمين (١ / ٣٦٠).

(٨) في الأصل : خمسة.

٧٣٥

وقيل : إلى ربيع الأول ـ وراسله الحسنيون : أن رتّب منا من تختار ـ وكانوا قد أبعدوا من مكة ـ فرتب محمد بن أبي هاشم في الإمارة وأمّره على الجماعة ، وأصلح بين [العشائر](١) ، واستخدم [له](٢) العساكر ، وأعطاه مالا وخمسين فرسا وسلاحا ، وتوجه إلى اليمن ، وأقام محمد بن [أبي](٣) هاشم بمكة نائبا عنه ، فقصده الحسنيون [بنو](٤) سليمان مع حمزة بن وهّاس ، فلم يكن له بهم طاقة ، فحاربهم ساعة ، وخرج من مكة فتبعوه ، فرجع وضرب واحدا منهم ضربة فقطع درعه وجسده وفرسه ، ووصل سيفه إلى الأرض ، فدهشوا من ضربته ورجعوا عنه ، ومضى إلى الينبع ، وكانت الحروب بينه وبين بني سليمان إلى أن صفي له وعاد إلى مكة ، ودامت ولايته عليها إلى أن مات سنة [سبع](٥) وثمانين وأربعمائة (٦).

الطبقة الثالثة : من بني حسن ولاة مكة المشرفة ، يقال لهم : الهواشم

أولهم : أبو هاشم محمد بن أبي هاشم جعفر الحسني. كان أمره على مكة.

نقل الفاسي (٧) : أن إمارته ثلاثين سنة ، وهو أول من قطع خطبة المصريين العبيديين ، وخطب للعباسية ، ونال بذلك مالا عظيما ، وكان تارة يخطب للعبيديين وتارة للعباسيين ، يقدّم من يكون صلته أعظم ، وأنه ملك

__________________

(١) في الأصل : العساكر. والتصويب من شفاء الغرام (٢ / ٣٣٦).

(٢) قوله : له ، زيادة من شفاء الغرام ، الموضع السابق.

(٣) قوله : أبي ، زيادة على الأصل. وانظر شفاء الغرام ، الموضع السابق.

(٤) في الأصل : بني. والتصويب من شفاء الغرام ، الموضع السابق.

(٥) في الأصل : سبعة.

(٦) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦).

(٧) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٧).

٧٣٦

المدينة المنورة ، وكان صهر شكر زوج ابنته. انتهى.

ونقل السيد النسابة في العمدة (١) : أن السيد الشريف الأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي هاشم ، يقال لهم : الهواشم ، وهم ببطن مرّ ، تولى أمر مكة محمد [بن](٢) جعفر بن أبي هاشم بعد حمزة بن وهاس. قاله الفاسي.

ثم ولي مكة بعده : ابنه قاسم بن محمد (٣) مدة يسيرة ، ثم جاء [الإصبهبذ بن سارتكين](٤) واستولى على مكة عنوة ، وهرب منها قاسم ، وأقام [الإصبهبذي](٥) إلى شوال سنة [سبع وثمانين وأربعمائة](٦) ، ثم إن قاسما جمع الجموع وكبس الإصبهبذي بعسفان ، فانهزم موليا إلى الشام ، ودخل قاسم بن محمد نجد المعالي الحسني مكة ودامت ولايته عليها حتى مات سنة خمسمائة [وثمان عشر](٧).

ثم بعده ابنه فليتة (٨) ، وكان أعدل منه وأحسن ، وأسقط المكوس ، وأحسن إلى الناس. ذكره ابن الأثير (٩).

__________________

(١) عمدة الطالب (ص : ١٠٥ ـ ١٠٦).

(٢) قوله : بن ، زيادة على الأصل.

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٧) ، وغاية المرام (١ / ٥١٦) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٥٨).

(٤) في الأصل : الإصبهد بن يساريكني. وانظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٧) ، وغاية المرام (١ / ٥١٩) ، والعقد الثمين (٣ / ٢٠١).

(٥) في الأصل : الإصبهدي.

(٦) في الأصل : سبعة وخمسمائة. وانظر مصادر ترجمته.

(٧) في الأصل : وثمانية عشر.

انظر : إتحاف الورى (٢ / ٤٨٧).

(٨) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٨) ، وغاية المرام (١ / ٥٢٠) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٥٣) ، والمنتظم (٧ / ٢٢٦).

(٩) الكامل لابن الأثير (٩ / ٢٢٥) ، وانظر : إتحاف الورى (٢ / ٤٩٨).

٧٣٧

ونقل السيد النسابة في العمدة (١) : أن الأمير فليتة بن قاسم ملك الحجاز بعد أبيه ، وله إخوة منهم : محمد بن قاسم أمير السر ، قتله عمه هاشم بن فليتة. انتهى كلام صاحب العمدة.

قال الفاسي (٢) : وولي مكة بعد الأمير قاسم ابنه فليتة ، ودامت ولايته حتى مات سنة خمسمائة [وسبع](٣) وعشرين (٤) ، ثم ولي ابنه مدة الأمير هاشم بن فليتة الحسني (٥) ، واستمرت ولايته إلى أن مات سنة خمسمائة [وتسع](٦) وأربعين (٧).

ثم ولي مكة بعده ابنه قاسم بن هاشم (٨) ، ولم يختلف فيه اثنان.

وسار السيرة بمكة وفارقها متخوفا من أمير الركب العراقي وقت الموسم سنة خمسمائة [وست](٩) وخمسين. انتهى كلام الفاسي (١٠).

ونقل ابن الأثير (١١) : أن الأمير قاسم كانت بينه وبين أمير الحاج العراقي فتنة نهب فيها أصحاب هاشم الحجّاج وهم بالمسجد الحرام وهم يطوفون ويصلون.

__________________

(١) عمدة الطالب (ص : ١٠٦).

(٢) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٨).

(٣) في الأصل : سبعة.

(٤) إتحاف الورى (٢ / ٥٠٣).

(٥) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٨) ، وغاية المرام (١ / ٥٢١) ، والعقد الثمين (٦ / ١٧٤).

(٦) في الأصل : تسعة.

(٧) إتحاف الورى (٢ / ٥١٥).

(٨) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٨) ، وغاية المرام (١ / ٥٢٣) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٥٩).

(٩) في الأصل : ستة.

(١٠) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٧ ـ ٣٣٩).

(١١) الكامل (٩ / ٣٣٤).

٧٣٨

ونقل السيد النسابة في العمدة (١) : أن الأمير تاج الدين بن هاشم بن فليتة أخذ مكة بالسيف من إخوته وعمومته ، وكان أخوه يحيى وعبد الله قد نازعاه الملك فغلبهما.

ثم ولي مكة بعده ابنه الأمير قاسم بن هاشم بن فليتة الحسني إلى أن طرده عمه عيسى بن فليتة وهو الأمير قطب الدين عيسى ، استولى على مكة. انتهى كلام صاحب العمدة.

وذكر الفاسي (٢) : أن الأمير قاسم لما فارق مكة خوفا من أمير الحج استولى على مكة عمه عيسى ، ثم رجع قاسما واستولى عليها في رمضان سنة [سبع](٣) وخمسين وخمسمائة ، وأقام بها أياما يسيرة ، ثم قتل ، [واستقر](٤) الأمر لعيسى ، ودامت ولايته عليها إلى أن مات سنة سبعين وخمسمائة ، إلا أن أخاه مالك بن فليتة (٥) كان نازعه على إمارة مكة ، واستولى [على مكة نحو](٦) نصف يوم ؛ [لأنه](٧) دخل مكة يوم عاشوراء سنة ست وستين وخمسمائة ، وجرى بين عسكره وعسكر أخيه فتنة إلى الزوال ، ثم خرج وأصلحوا بينهم.

__________________

(١) عمدة الطالب (ص : ١٠٦ ـ ١٠٧).

(٢) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٩).

(٣) في الأصل : سبعة.

(٤) في الأصل : واستمر. وانظر شفاء الغرام.

(٥) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٩) ، وغاية المرام (١ / ٥٣٣) ، والعقد الثمين (٦ / ٢٢).

(٦) قوله : على مكة نحو ، زيادة على الأصل ، وانظر شفاء الغرام ، الموضع السابق.

(٧) قوله : لأنه ، زيادة على الأصل ، وانظر شفاء الغرام ، الموضع السابق.

٧٣٩

ثم ولي مكة داود بن عيسى (١) بعهد من أبيه ، [ودامت](٢) إلى النصف من رجب سنة إحدى وسبعين (٣).

ثم تولى أخوه مكثر بن عيسى (٤) ، ثم ولي مكة الأمير قاسم بن مهنّا الحسيني (٥) أمير المدينة ، وكان [المستضيء](٦) العباسي عقد له الألوية ، وإقامته في ولايته ثلاثة أيام ، ثم إنه رأى العجز عن نفسه فولي أمير الحج داود بن عيسى ، وكان يتداول هو وأخوه مكثر ، ثم انفرد بها الأمير مكثر عشر سنين متوالية آخرها سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وهو آخر أمراء مكة المعروفين بالهواشم.

وممن ولي مكة : سيف الدين طغتكين ـ بطاء مهملة ثم غين معجمة ثم مثناة فوقية ـ بن أيوب (٧) أخو السلطان صلاح الدين يوسف ، وسيف الدين أخو صلاح الدين يوسف بن أيوب. دخل مكة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ، ومنع من الأذان بالحرم بحيّ على خير العمل.

ونقل السيد النسابة في العمدة (٨) : أن مكثر بن عيسى ولي مكة بعد

__________________

(١) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٩) ، وغاية المرام (١ / ٥٣٤) ، والعقد الثمين (٤ / ٦٧).

(٢) في الأصل : ودانت.

(٣) إتحاف الورى (٢ / ٥٣٦).

(٤) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٩) ، وغاية المرام (١ / ٥٣٨) ، والعقد الثمين (٦ / ١٢١) ، وخلاصة الكلام (٢١ ـ ٢٣) ، وابن ظهيرة (ص : ٣٠٨) ، ومرآة الجنان (٣ / ٤٩٤) ، والأعلام (٧ / ٢٨٤).

(٥) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٣٩) ، وغاية المرام (١ / ٥٤٤) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٥٩).

(٦) في الأصل : المستنصر. وانظر مصادر ترجمته.

(٧) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٤٠) ، وغاية المرام (١ / ٥٤٧) ، والعقد الثمين (٤ / ٢٩٤). وعندهم : سيف الإسلام.

(٨) عمدة الطالب (ص : ١٠٧).

٧٤٠