تحصيل المرام - ج ١-٢

الشيخ محمّد بن أحمد بن سالم بن محمّد المالكي المكّي [ الصبّاغ ]

تحصيل المرام - ج ١-٢

المؤلف:

الشيخ محمّد بن أحمد بن سالم بن محمّد المالكي المكّي [ الصبّاغ ]


المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة الأسدي للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٧٤

ثم ولي مكة بعده بالتغليب : أبو حمزة الخارجي ؛ واسمه : المختار بن عوف الخارجي (١) بالتغليب بعد الحج سنة مائة [وتسع](٢) وعشرين ، وحاصله لم يشعر الناس إلا وقد طلع عليهم من جبال عرفة من طريق الطائف أعلام وعمائم سود على رؤوس الرماح وهم عشرة آلاف ، أرسلهم عبد الله بن يحيى الأعور الكندي ؛ المسمى : طالب الحق (٣) ، ومقدمهم أبو حمزة الخارجي ، ففزع الناس حين رأوهم وسألوهم عن حالهم ، فأخبروهم أنهم تبرؤوا من بني مروان ، وكان إذ ذاك واليا على مكة عبد الواحد بن سليمان ، فطلب منهم الهدنة حتى تنقضي أيام الحج ، فوقف الناس بعرفة على حدة ، ودفع بالناس عبد الواحد ، فنزل بمنى ، ثم مضى على وجهه وترك فسطاطه (٤) ، وسار إلى المدينة فدخل مكة أبو حمزة بغير قتال ، فقال بعضهم هذين البيتين (٥) :

زار الحجيج عصابة قد خالفوا

دين الإله ففرّ عبد الواحد

__________________

(١) أبو حمزة الخارجي : المختار بن عوف. ثائر فتّاك ، إباضي المذهب. ولد بالبصرة. كان يفد إلى مكة ويدعو الناس للخروج على مروان. التقى بطالب الحق وبايعه بالخلافة في حضرموت ، ثم استولى على مكة والمدينة ، وتابع زحفه إلى الشام حتى لقبه عبد الملك السعدي ، وقتله عام ١٣٠ ه‍. (انظر ترجمته في : شفاء الغرام ٢ / ٣٠٠ ، وغاية المرام ١ / ٢٨٦ ، والعقد الثمين ٦ / ٤٥ ، وتاريخ خليفة ٣٨٤ ـ ٣٨٧ ، والأعلام للزركلي ٥ / ١٤٦).

(٢) في الأصل : تسعة.

(٣) عبد الله بن يحيى : من أهل اليمن. إباضي. خلع طاعة مروان بن محمد ، وبويع له بالخلافة في اليمن ، وتبعه أبو حمزة ، فقتلهما عبد الملك بن محمد السعدي عام ١٣٠ ه‍ (الكامل لابن الأثير ٥ / ٢٣ ، والأعلام ٤ / ١٤٤).

(٤) الفسطاط : الخيمة أو القبّة التي ينزل فيها رئيس القوم. بها سميت مدينة الفسطاط بمصر ، التي قامت القاهرة على بقاياها (معجم الكلمات الأعجمية والغريبة للبلادي ص : ٧٩ ـ ٨٠).

(٥) انظر البيتين في : تاريخ الطبري (٤ / ٣١٨).

٧٠١

ترك [الحلائل](١) والإمارة هاربا

ومضى [يخبط كالبعير](٢) الشارد

وفي الجامع اللطيف (٣) : لما هرب عبد الواحد وقصد المدينة جهز جيشا من المدينة إلى أبي حمزة ، فخرج أبو حمزة قاصدا المدينة ، فلقيه جيش عبد الواحد بقديد (٤) ، وكان الظفر لأبي حمزة ، ثم قصد المدينة وقتل بها جماعة ، وبلغ خبره مروان ؛ فجهز إليه عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي في أربعة آلاف فارس ، فالتقى هو وأبو حمزة بالأبطح (٥) ، فقتل أبو حمزة ، وكان عسكره خمسة عشر [ألفا](٦) وظفر عبد الملك به (٧).

وممن ولي مكة لمروان : الوليد بن [عروة](٨) السعدي (٩) ، ابن أخي عبد الملك المذكور ، وأنه كان على مكة والمدينة في سنة إحدى وثلاثين ومائة (١٠). ويقال : إن محمد بن عبد الملك بن مروان كان على مكة والمدينة سنة ثلاثين ومائة ، وأنه حج بالناس فيها. والله أعلم. كذا في الجامع اللطيف (١١).

__________________

(١) في الأصل : الخلائق. والمثبت من : تاريخ الطبري ، الموضع السابق ، والكامل (٥ / ٤٠).

(٢) في الأصل : يتخبط مثل البعير. والتصويب من تاريخ الطبري ، الموضع السابق.

(٣) الجامع اللطيف (ص : ٢٩٠ ـ ٢٩١).

(٤) قديد : موضع قرب مكة (معجم البلدان ٤ / ٣١٣) ، وما زال معروفا بهذا الاسم إلى الآن.

(٥) الأبطح : أثر المسيل من الرمل المنبسط على وجه الأرض بين مكة ومنى (معجم البلدان ١ / ٧٤).

(٦) في الأصل : ألف.

(٧) الكامل (٥ / ٣٩ ـ ٤٠) ، وشفاء الغرام (٢ / ٣٠٠ ـ ٣٠١).

(٨) في الأصل : مروان. وانظر مصادر ترجمته.

(٩) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٢) ، وغاية المرام (١ / ٢٩٨) ، والعقد الثمين (٦ / ١٩٧).

(١٠) إتحاف الورى (٢ / ١٦٥).

(١١) الجامع اللطيف (ص : ٢٩٠ ـ ٢٩١) ، وإتحاف الورى (٢ / ١٦٤) ، والكامل لابن الأثير

٧٠٢

ذكر ولاة مكة في أيام بني العباس

أما ولاتها في خلافة أبي العباس ، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أول خلفاء بني العباس ، ويلقب بالسفاح : فداود بن علي بن عبد الله بن العباس (١) ، عمّ السفاح في سنة [اثنتين](٢) وثلاثين ومائة ، ولي مكة والمدينة واليمن واليمامة (٣).

ثم بعده زياد بن [عبيد الله](٤) خال السفاح سنة [ست](٥) وثلاثين ومائة على ما يقتضيه كلام ابن الأثير.

ثم ولي بعد زياد : العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي (٦) في سنة [ست](٧) وثلاثين ومائة ، واستمر عليها إلى

__________________

(٥ / ٥٣) ، وتاريخ الطبري (٧ / ٤١٠).

(١) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٣) ، وغاية المرام (١ / ٣٠٠) ، والعقد الثمين (٤ / ٦٣) ، والمحبر (٣٣) ، والعقد الفريد (٤ / ١٠٠ ـ ١٠١) ، والجرح والتعديل (ترجمة ١٩١٤) ، وتاريخ الإسلام (٥ / ٢٤٢) ، وسير أعلام النبلاء (٥ / ٤٤٤) ، والعبر (٢ / ٤٥ / ١٦٨) ، والكاشف (١ / ٢٩٠) ، والميزان (ترجمة ٢٦٣٣) ، وشذرات الذهب (١ / ١٩١).

(٢) في الأصل : اثنين.

(٣) اليمامة : من إقليم نجد ، وكان ينزلها قوم عاد الأولى ، وقد كان بها مسيلمة الكذاب (معجم البلدان ٥ / ٤٤٢).

(٤) في الأصل : عبد الله. وانظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٣) ، وغاية المرام (١ / ٣٠٩) ، والعقد الثمين (٤ / ١٣٤) ، والكامل (٥ / ٩٩).

(٥) في الأصل : ستة.

(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٣) ، وغاية المرام (١ / ٣١٤) ، والعقد الثمين (٤ / ٣١٢) ، والجرح والتعديل (٦ / ١١٦٤) ، وجمهرة ابن حزم (ص : ١٨) ، والكامل (٥ / ١٠٠) ، والكاشف (ترجمة ٢٦٢١) ، وتهذيب التهذيب (٢ / ١٢٥) ، وتاريخ الإسلام (٥ / ٩٢ / ٢٦٤) ، وتهذيب الكمال (١٤ / ٢١٩).

(٧) في الأصل : ستة.

٧٠٣

موت السفاح. قاله ابن الأثير.

وممن ولي مكة للسفاح على ما ذكره ابن حزم في الجمهرة (١) : عمر بن عبد الحميد [بن عبد الرحمن](٢) بن زيد بن الخطاب العدوي (٣) ، وهذا يخالف ما ذكره ابن الأثير (٤) من كون العباس كان مستمرا على ولاية مكة إلى موت السفاح. والله أعلم.

وأما ولاتها في خلافة المنصور ؛ عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أخي السفاح فجماعة أولهم : العباس بن عبد الله بن معبد المذكور آنفا ، وذلك سنة [سبع](٥) ـ بتقديم السين ـ وثلاثين ومائة ، ثم مات بعد انقضاء الموسم (٦).

ثم ولي بعده زياد بن [عبيد الله](٧) الحارثي المتقدم ، ودامت ولايته إلى سنة إحدى وأربعين ومائة ، وهو الذي باشر عمارة ما زاده المنصور في المسجد الحرام (٨).

ثم ولي بعد عزله زياد : الهيثم بن معاوية العتكي الخراساني (٩) في سنة

__________________

(١) جمهرة أنساب العرب (ص : ١٥٢).

(٢) قوله : بن عبد الرحمن ، زيادة على الأصل. وانظر مصادر ترجمته.

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٤) ، وغاية المرام (١ / ٣١٧) ، والعقد الثمين (٥ / ٣٥٣) ، وجمهرة الأنساب لابن حزم (ص : ١٥٢).

(٤) الكامل (٥ / ١٠٠).

(٥) في الأصل : سبعة.

(٦) شفاء الغرام (٢ / ٣٠٤) ، والكامل (٥ / ١١٤) ، وإتحاف الورى (٢ / ١٧٣).

(٧) في الأصل : عبد الله. وانظر مصادر ترجمته.

(٨) شفاء الغرام (٢ / ٣٠٤) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ١١٧) ، وأخبار مكة للأزرقي (١ / ٣١٣) ، وإتحاف الورى (٢ / ١٧٨).

(٩) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٤) ، وغاية المرام (١ / ٣١٨) ، والعقد الثمين (٦ / ١٨٨).

٧٠٤

إحدى وأربعين ، واستمر إلى سنة [ثلاث](١) وأربعين (٢).

ثم ولي بعد عزله : السري بن عبد الله [بن الحارث](٣) بن العباس بن عبد المطلب (٤) ، واستمر إلى سنة [خمس](٥) وأربعين.

ثم ولي بعده بالتغليب (٦) : محمد بن الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي الجعفري (٧) ، من قبل ـ بكسر القاف وفتح الموحدة ـ محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب الملقب بالنفس الزكية ؛ لأنه لما تغلب على المدينة النبوية وخرج على المنصور في سنة [خمس](٨) وأربعين أمّر على مكة : محمد بن الحسن بن معاوية المذكور ، فسار إلى مكة ، فخرج إليه السري بن عبد الله أمير مكة من قبل المنصور ، فتحاربا ، فانهزم السري ودخل محمد مكة ، ثم أنفذ المنصور جيشا لمحاربته محمد بن عبد الله فقتل. كذا نقله ابن الأثير.

وذكر الزبير بن بكار ما يقتضي أن الذي ولاه محمد بن عبد الله على مكة : حسن بن معاوية والد محمد المذكور. والله أعلم بالصواب. كذا في

__________________

(١) في الأصل : ثلاثة.

(٢) الكامل (٥ / ١٣٢) ، وإتحاف الورى (٢ / ١٧٩) ، وأخبار مكة للفاكهي (٣ / ١٧٤) ، والعقد الفريد (٤ / ٢٢٤).

(٣) قوله : بن الحارث ، زيادة على الأصل. وانظر مصادر ترجمته.

(٤) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٤) ، وغاية المرام (١ / ٣١٩) ، والعقد الثمين (٤ / ١٨٢) ، وجمهرة الأنساب لابن حزم (ص : ١٨) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ١٣٦).

(٥) في الأصل : خمسة.

(٦) في الأصل : بالتغلب.

(٧) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٥) ، وغاية المرام (١ / ٣٢٢) ، والعقد الثمين (٣ / ٤١٣) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ١٥٥).

(٨) في الأصل : خمسة.

٧٠٥

الجامع اللطيف (١).

ثم عاد السري على ولاية مكة من قبل المنصور ، واستمر إلى سنة [ست](٢) وأربعين ومائة (٣).

ثم ولي بعده : عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس (٤) ، عم المنصور والسفاح ، واستمر إلى سنة تسع وأربعين ـ بتقديم المثناه الفوقية ـ (٥) وقيل : إلى سنة خمسين (٦) ، وقيل : إنه على مكة في سنة [سبع](٧) وخمسين بتقديم السين (٨).

ثم ولي بعد عبد الصمد : محمد بن إبراهيم الإمام بن [محمد](٩) بن علي بن عبد الله بن عباس العباسي (١٠) ومكث إلى سنة [ثمان](١١) وخمسين (١٢).

وأما ولاتها في خلافة المهدي أمير المؤمنين محمد بن المنصور العباسي

__________________

(١) الجامع اللطيف (ص : ٢٩٢).

(٢) في الأصل : ستة.

(٣) شفاء الغرام (٢ / ٣٠٥) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ١٧٩) ، وإتحاف الورى (٢ / ١٨٧).

(٤) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٥) ، وغاية المرام (١ / ٣٢٤) ، والعقد الثمين (٥ / ٨٠) ، وتاريخ خليفة (٤٥٧) ، والجرح والتعديل (٦ / ٥٠) ، وتاريخ بغداد (١١ / ٣٧) ، ووفيات الأعيان (٣ / ١٩٥) ، والعبر (١ / ٢٩٠) ، وميزان الاعتدال (٢ / ٦٢٠) ، ودول الإسلام (١ / ١١٨) ، وسير أعلام النبلاء (٩ / ١٢٩).

(٥) الكامل لابن الأثير (٥ / ١٨٩) ، وإتحاف الورى (٢ / ١٨٧).

(٦) الكامل لابن الأثير (٥ / ١٩٢).

(٧) في الأصل : سبعة.

(٨) الكامل لابن الأثير (٥ / ٢١٢).

(٩) في الأصل : أحمد. وانظر مصادر ترجمته.

(١٠) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٦) ، وغاية المرام (١ / ٣٢٩) ، والعقد الثمين (٢ / ١٠١) ، وتاريخ بغداد (١ / ٣٨٤) ، والعبر (١ / ٢٩٢) ، وشذرات الذهب (١ / ٣٠٩) ، وسير أعلام النبلاء (٩ / ٨٨).

(١١) في الأصل : ثمانية.

(١٢) إتحاف الورى (٢ / ١٩٠) ، ومروج الذهب (٤ / ٤٠٢).

٧٠٦

فجماعة ؛ أولهم : إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (١) بوصية من المنصور (٢) ، ثم جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس (٣) وكان ذلك سنة إحدى وستين (٤) أو [ثلاث](٥) وستين (٦).

وفيها : حج موسى الهادي الخليفة ووسع المسجد ، وأمر المهدي بتبليط حجر إسماعيل بالرخام الأبيض والأخضر والأحمر (٧).

وذكر الذهبي : أن جعفر بن سليمان عزل سنة [ست](٨) وستين ومائة (٩).

وقال الأزرقي (١٠) : سنة إحدى وستين ومائة بلّط الحجر بالرخام وشرع أبواب المسجد على المسعى ، وذكر أنه ولد له أربعون ولدا وأربعون بنتا (١١).

وذكر الزبير بن بكار شيئا من حال جعفر ، وفيه يقول ابن [هرمة](١٢) :

__________________

(١) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٦) ، وغاية المرام (١ / ٣٣٣) ، والعقد الثمين (٣ / ١٧٢) ، والجرح والتعديل (٢ / ١٤٨).

(٢) إتحاف الورى (٢ / ١٩٣).

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٦) ، وغاية المرام (١ / ٣٣٤) ، والعقد الثمين (٣ / ٢٧٣) ، وسير أعلام النبلاء (٨ / ٢٤٩).

(٤) إتحاف الورى (٢ / ٢١٣) ، وتاريخ الطبري (٩ / ٣٤١).

(٥) في الأصل : ثلاثة.

(٦) إتحاف الورى (٢ / ٢١٣) ، وتاريخ الطبري (٩ / ٣٤٥).

(٧) إتحاف الورى (٢ / ٢١٢) ، وتاريخ الطبري (٩ / ٣٤١) ، ومروج الذهب (٤ / ٤٠٢) ، ودرر الفرائد (ص : ٢١٦) ، والمحبر (٣٧).

(٨) في الأصل : ستة.

(٩) إتحاف الورى (٢ / ٢١٦).

(١٠) أخبار مكة للأزرقي (١ / ٣١٣ ـ ٣١٤).

(١١) جمهرة أنساب العرب (ص : ٣٤).

(١٢) في الأصل : هرم. وهو : إبراهيم بن علي بن سلمة الفهري المدني الشاعر ، المشهور بابن هرمة ، وانظر الأغاني (٤ / ٣٦٧) ، والوافي (٦ / ٥٩) ، وفوات الوفيات (١ / ٣٤).

٧٠٧

ألم تر أن الله خار لجعفر

فأنزله خير المنازل منزلا

محلّة ما بين الرسول وعمّه

فطوبى لهذا آخرات وأوّلا

وهي قصيدة نحو عشرين بيتا.

وفي مدة إمارته حج المهدي العباسي سنة مائة [واثنتين](١) وستين وزاد الزيادة الثانية في المسجد ، وقد تقدم شرحها.

ثم [عبيد الله](٢) بن قثم ـ بضم القاف وفتح المثلثة ـ بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب (٣) ، وكان متوليا لذلك سنة [ست](٤) وستين (٥).

وممن ولي للمهدي أيضا : محمد بن إبراهيم الإمام العباسي المتقدم (٦). ذكره الفاكهي (٧).

ثم وليها بالتغليب في أيام الهادي : الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن [بن الحسن](٨) بن علي بن أبي طالب الحسني (٩) لأنه خرج عن طاعة الهادي ، وفتك بمن في المدينة من جماعة الهادي ، ونهب بيت المال الذي بالمدينة ، وبويع على كتاب الله وسنة نبيه ، وخرج بجماعة إلى مكة

__________________

(١) في الأصل : اثنين.

(٢) في الأصل : عبد الله. وانظر مصادر ترجمته.

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٦) ، وغاية المرام (١ / ٣٤١) ، والعقد الثمين (٤ / ٤٥١).

(٤) في الأصل : ستة.

(٥) إتحاف الورى (٢ / ٢١٦) ، وتاريخ الطبري (١٠ / ٨) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ٣٥٣).

(٦) شفاء الغرام (٢ / ٣٠٦).

(٧) الفاكهي (١ / ٢٩٨).

(٨) قوله : بن الحسن ، زيادة على الأصل ، وانظر مصادر ترجمته.

(٩) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٧) ، وغاية المرام (١ / ٣٤٩) ، والعقد الثمين (٣ / ٤٢١) ، والتحفة اللطيفة (١ / ٦٠٥) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ٢٦٥).

٧٠٨

لست بقين من ذي القعدة سنة [تسع](١) وستين ومائة.

وبلغ الهادي خبره فكتب إلى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وأمره بمحاربة الحسين المذكور ، وكان محمد بن سليمان قد توجه هذه السنة المذكورة للحج في جماعة من أهل بيته وخيل وسلاح. فلما حلّ من عمرته عسكر بذي طوى ، وانضم إليه من حجّ من جماعتهم وقوادهم ، والتقوا مع الحسين وأصحابه ، وكان القتال في يوم التروية ، فقتل الحسين في أزيد من مائة من أصحابه بفخّ ظاهر مكة عند الزاهر ، ودفن هنالك وقبره ـ قال الفاسي ـ : معروف إلى وقتنا هذا في قبة على يمين الداخل إلى مكة ويسار الخارج منها إلى وادي مرّ ، وحمل رأسه إلى الهادي فلم يحمد على ذلك ، وكان الحسين هذا شجاعا كريما.

يحكى أنه قدم على المهدي فأعطاه أربعين ألف دينار ففرّقها في الناس ببغداد والكوفة ، وخرج لا يملك ما يلبسه إلا فروة ليس تحتها قميص ، رحمه‌الله وغفر له.

وممن ولي مكة في خلافة الهادي وأخيه الرشيد : محمد بن عبد الرحمن السفياني (٢) كان على إمارتها وقضائها ، واستمر إلى أن صرفه المأمون إلى قضاء بغداد (٣).

وأما ولاتها في خلافة هارون الرشيد بن المهدي فجماعة.

قال القاضي جار الله في الجامع اللطيف : لا يعرف ترتيبهم في الولاية ،

__________________

(١) في الأصل : تسعة.

(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٠٨) ، وغاية المرام (١ / ٣٦١) ، والعقد الثمين (٢ / ٢٣٦) ، وجمهرة الأنساب (ص : ١٣١).

(٣) نسب قريش (ص : ٣٣٨).

٧٠٩

وهم :

أحمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس (١) ، وحمّاد البربري (٢) ، وسليمان بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس (٣) ، والعباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (٤) ، وأخوه علي بن موسى بن عيسى (٥) ، والعباس [بن محمد](٦) بن إبراهيم الإمام (٧) ، وعبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن [عبيد الله التيمي](٨) ، وعبيد الله بن قثم بن العباس بن العباس المتقدم فيما سبق (٩) ، وعبيد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام (١٠) ،

__________________

(١) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٦٤) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين (١ / ٣٢٤) ، وفي شفاء الغرام (٢ / ٣٠٩).

(٢) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٦٥) ، والعقد الثمين (٣ / ٤٣٩) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ٣٥٥) ، والمنتظم (٩ / ٩٢ ، ١٩٧) ، وأخبار مكة للأزرقي (٢ / ١٧٠) ، وذكره الفاسي في شفاء الغرام ، الموضع السابق.

(٣) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٦٧) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين (١ / ٣٢٤) ، وفي شفاء الغرام (٢ / ٣٠٩) ، وابن الأثير في الكامل (٥ / ٣٥٥).

(٤) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٦٨) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين وفي شفاء الغرام ، وابن الأثير في الكامل ، المواضع السابقة.

(٥) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٧٢) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين وفي شفاء الغرام ، انظر الموضعين السابقين.

(٦) قوله : بن محمد ، زيادة على الأصل. وانظر مصادر ترجمته.

(٧) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٦٨) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين (١ / ٣٢٤) ، وفي شفاء الغرام (٢ / ٣٠٩) ، وابن الأثير في الكامل (٥ / ٣٥٤).

(٨) في الأصل : عبد الله التميمي ، وفي ب : عبد الله التيمي. وانظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٦٩) ، والعقد الثمين (٤ / ٤١٧) ، وذكره الفاسي في شفاء الغرام الموضع السابق ، والأزرقي في أخبار مكة (٢ / ٩٩).

(٩) شفاء الغرام (٢ / ٣٠٩).

(١٠) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٧١) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين (١ / ٣٢٤) ، وفي شفاء الغرام (٢ / ٣٠٩).

٧١٠

والفضل بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس (١) ، ومحمد بن إبراهيم الإمام (٢) ، ومحمد بن [عبد الله](٣) بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان العثماني (٤) ، وموسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي (٥) ، والد العباس وعلي المتقدم ذكرهما.

وأما ولاتها في خلافة الأمين محمد بن الرشيد العباسي : فداود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (٦) ، وكان ذلك في سنة ثلاث وتسعين ـ بتقديم المثناة على السين ـ (٧) ، واستمر إلى انقضاء خلافة الأمين سنة [ست](٨) وتسعين (٩) ، وهو الذي تولى خلع الأمين بمكة فيها.

وأما ولاتها في خلافة المأمون أمير المؤمنين عبد الله بن هارون الرشيد : فداود المذكور أيضا ، ولّاه المأمون بعد خلع الأمين ، واستمر إلى أواخر سنة [تسع](١٠) وتسعين ومائة ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ ، ثم فارق مكة متخوفا من

__________________

(١) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٧٣) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٤٨) ، وذكره الفاسي في شفاء الغرام ، الموضع السابق.

(٢) شفاء الغرام (٢ / ٣٠٩) ، وقد سبقت ترجمته قريبا.

(٣) في الأصل : عبيد الله. وانظر مصادر ترجمته.

(٤) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٦٦) ، وذكره الفاسي في شفاء الغرام (٢ / ٣٠٩) ، وفي العقد الثمين (١ / ٣٢٤).

(٥) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٣٧٣) ، وذكره الفاسي في شفاء الغرام والعقد الثمين ، انظر الموضعين السابقين.

(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٠) ، وغاية المرام (١ / ٣٧٤) ، والعقد الثمين (٤ / ٦٩) ، والمنتظم (١٠ / ٢٦) ، والكامل (٥ / ٣٦٢ و ٣٨٨).

(٧) إتحاف الورى (٢ / ٢٤٨) ، والمحبر (ص : ٣٩) ، ودرر الفرائد (ص : ٢٢٣).

(٨) في الأصل : ستة.

(٩) لقد قتل الأمين على يد طاهر بن الحسين في ليلة الأحد لأربع ليال خلت من صفر من سنة ثمان وتسعين ومائة ، وليست السنة التي ذكرها المؤلف.

(١٠) في الأصل : تسعة.

٧١١

الحسين بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي (١) بن أبي طالب المعروف بالأفطس (٢). وسببه : أن أبا السرايا السري بن منصور الشيباني (٣) داعية ابن طباطبا (٤) لما تغلب واستولى على العراق ولّى مكة الحسين بن الحسن الأفطس ، فصار إلى أن وصل وادي سرف (٥) المعروف في وقتنا هذا النوّارية ـ بالنون ـ فتوقف عن الدخول خشية من أميرها داود ، فلما بلغ داود بن عيسى ؛ جمع أصحابه من بني العباس ومواليهم ، وأبى داود أن يستحل القتال بالحرم ، فانحاز داود إلى جهة الشام ، ووقفت الناس بلا إمام بعرفة ، ودخل الحسيني مكة ليلة عرفة لما بلغه خروج داود ، فدخلها ليلة عرفة ، فطاف وسعى ، ثم مضى إلى عرفة فوقف بها ليلا ، ثم دفع إلى مزدلفة فصلى بالناس الصبح ، ثم دفع إلى منى ، فلما انقضى الحج عاد إلى مكة.

فلما كان مستهل المحرم سنة مائتين نزع الحسين المذكور الكسوة التي كانت على الكعبة من قبل العباسيين ، ثم كساها كسوتين أنفذها معه أبو

__________________

(١) في الأصل زيادة : بن الحسين بن علي. وانظر مصادر ترجمته.

(٢) الأفطس : ثائر علوي ، دعا لنفسه أيام المؤمنين بعد أن دعا لابن طباطبا بالإمارة. (انظر ترجمته في : غاية المرام ١ / ٣٨٩ ، والعقد الثمين ٣ / ٤١٧ ، وشفاء الغرام ٢ / ٣١٠).

(٣) أبو السرايا : ثائر علوي ، خرج على المأمون عام ١٩٩ ه‍ بالعراق. قتل ببغداد عام ١٩٩ ه‍ (البداية والنهاية ١٠ / ٢٤٤ ، وتاريخ الطبري ٥ / ١٢٢ ، والإعلام ٣ / ٨٢ ، ومقاتل الطالبين ص : ٣٣٨).

(٤) ابن طباطبا هو : محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أمير علوي ، من أئمة الزيدية ، توفي سنة ١٩٩ ه‍. (انظر أخباره في : البداية والنهاية ١٠ / ٢٤٤ ، والطبري ١٠ / ٢٢٧ ، ومقاتل الطالبيين ٥١٨ ـ ٥٣٢ ، وتاريخ اليمن للواسعي ص : ١٨ ، وبلوغ المرام ص : ٣١ ، وإتحاف المسترشدين ص : ٤٠).

(٥) سرف : موضع على ستة أميال من مكة ، من طريق مر ، وقيل : سبعة أميال ، وقيل : اثنا عشر ، وهناك أعرس الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم بميمونة أم المؤمنين ، وهناك ماتت (معجم ما استعجم ٣ / ٧٤٦).

٧١٢

السرايا المذكور من قزّ رقيق ، أحدها صفراء والأخرى بيضاء ، ثم عمد الأفطس إلى خزانة الكعبة وأخذ ما فيها من الأموال فقسمها مع كسوة الكعبة على أصحابه ، وهرب الناس من مكة ؛ لأنه كان يأخذ أموال الناس ويزعم أنها ودائع بني العباس عندهم ، ولم يزل كذلك على ظلمه إلى أن بلغه قتل مرسله أبي السرايا.

فلما علم ذلك ورأى الناس تغيروا عليه في فعله معهم واستباحته أموالهم ، فجاء هو وأصحابه إلى محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين (١) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسني الملقب بالديباجة (٢) ؛ لجمال وجهه ، وسألوا في المبايعة له بالخلافة ، فكره محمد ذلك ، فاستعان الأفطس بابنه علي ، ولم يزالوا به حتى بايعوه بالخلافة ، وذلك في ربيع الأول سنة مائتين ، وجمعوا الناس على بيعة محمد بن جعفر طوعا وكرها ، ولقبوه بأمير المؤمنين ، وبقي شهورا وليس له من الأمر شيء وإنما ذلك لابنه علي وللأفطس ، وهما على أقبح سيرة مع الناس ، فلم يكن إلا مدة يسيرة إذ جاء عسكر المأمون فيهم الجلودي ، وورقاء بن جميل ، وقد انضم إلى محمد بن جعفر غوغاء أهل مكة وسواد البادية ، فالتقى الفريقان وانهزم محمد وأصحابه ، وطلب الديباجة من الجلودي الأمان ، فأجّلوه ثلاثة ، ثم خرج من مكة ودخل الجلودي بعسكره إلى مكة سنة مائتين وذلك في جمادى الآخر ، وتوجه الديباجة إلى جهة بلاد جهينة (٣)

__________________

(١) في الأصل زيادة : بن. وانظر مصادر ترجمته.

(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١١) ، وغاية المرام (١ / ٣٩٣) ، والعقد الثمين (٢ / ١٣٧) ، وتاريخ بغداد (٢ / ١١٣ ـ ١١٥) ، والعبر (١ / ٣٤٢) ، وتاريخ ابن خلدون (٣ / ٢٤٤) ، وشذرات الذهب (٢ / ٧) ، وسير أعلام النبلاء (١٠ / ١٠٤).

(٣) جهينة : بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحافي بن قضاعة ، فهم حي

٧١٣

فجمع منها جيشا وقاتل والي المدينة هارون بن المسيب ، فانهزم الديباجة بعد أن فقئت عينه بنشابة وقتل من عسكره خلق كثيرة ، ثم عاد إلى مكة وطلب الأمان من الجلودي فأمّنه ، فدخل مكة في أواخر الحجة سنة مائتين ، وصعد المنبر متعذرا بأنه إنما وافق على المبايعة لأنه بلغه موت المأمون ، ثم قدم على المأمون واستعذر فقبل عذره. كذا في الجامع اللطيف (١).

ثم وليها بعد هزيمة الديباجة في خلافة المأمون : عيسى بن يزيد الجلودي (٢).

ثم وليها نيابة : ابنه محمد (٣) ، ويزيد بن محمد بن حنظلة المخزومي (٤) ، وليها بعد عزل الجلودي : هارون بن المسيب (٥).

ووليها للمأمون أيضا : حمدون بن علي بن عيسى بن ماهان (٦) ،

__________________

عظيم من قضاعة ، كانت منازلهم بين ينبع والمدينة إلى وادي الصفراء جنوبا ، والعيص وديار بلي شمالا على الضفة الشرقية للبحر الأحمر ، انتقل منهم أحياء إلى غرب هذا البحر وانتشروا ما بين صعيد مصر وبلاد الحبشة ، وتقيم جهينة اليوم في وادي ينبع وشماله إلى العيص وأم لج (الحوراء) ومدينة ينبع البحر (انظر : معجم قبائل الحجاز ص : ٩٥ ـ ٩٦).

(١) الجامع اللطيف (ص : ٢٩٤ ـ ٢٩٧).

(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٣) ، وغاية المرام (١ / ٣٩٨) ، والعقد الثمين (٥ / ٤٤١) ، والكامل لابن الأثير (٥ / ٤٥٥) ، وجمهرة ابن حزم (ص : ١٤٣).

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٣) ، وغاية المرام (١ / ٤٠٠) ، والعقد الثمين (٢ / ٣٣٣).

(٤) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٣) ، وغاية المرام (١ / ٤٠١) ، والعقد الثمين (٦ / ٢٤٠).

(٥) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٣) ، وغاية المرام (١ / ٤٠٧) ، والعقد الثمين (٦ / ١٧٣).

(٦) حمدون بن علي : تولى إمارة مكة بعد يزيد بن حنظلة. (انظر ترجمته في : شفاء الغرام ٢ / ٣١٤ ، وغاية المرام ١ / ٤٠٤ ، والعقد الثمين ٣ / ٤٤٠ ، وتاريخ مكة ٢ / ١٣٧).

٧١٤

وإبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن [الحسين](١) بن علي بن أبي طالب (٢) وحج بالناس سنة [اثنتين](٣) ومائتين (٤). كذا نقله الفاسي عن العتيقي.

وجمع الفاسي بين ذلك بأنه يمكن أن حمدون كان واليا في سنة اثنتين ومائتين واستناب [ابن](٥) حنظلة المذكور وإبراهيم كان واليا في آخر هذه السنة.

[وعبيد الله بن الحسن بن عبيد الله](٦) بن العباس بن علي بن أبي طالب (٧) مع المدينة ، وذلك في سنة أربع ومائتين ، واستمر إلى سنة [ست](٨) ، وقيل : إلى سنة [تسع](٩) ـ بتقديم المثناة الفوقية ـ.

وصالح بن العباس بن محمد بن علي بن [عبد الله](١٠) بن عباس ، وذلك في سنة [عشرة](١١) ومائتين (١٢) ، واستمر إلى أن حج بالناس سنة

__________________

(١) في الأصل : الحسن. وانظر مصادر ترجمته.

(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٤) ، وغاية المرام (١ / ٤٠٥) ، والعقد الثمين (٣ / ١٦٦).

(٣) في الأصل : اثنين. وكذا وردت في الموضع التالي.

(٤) إتحاف الورى (٢ / ٢٧٩).

(٥) قوله : ابن ، زيادة على الأصل.

(٦) في الأصل : وعبد الله بن الحسن بن عبد الله. وانظر مصادر ترجمته.

(٧) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٥) ، وغاية المرام (١ / ٤٠٨) ، والعقد الثمين (٤ / ٤٤٦).

(٨) في الأصل : ستة.

(٩) في الأصل : تسعة.

(١٠) في الأصل : عبيد الله. انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٥) ، وغاية المرام (١ / ٤٠٩) ، والعقد الثمين (٤ / ٢٧٠) ، والإصابة (٣ / ٤٥٦).

(١١) في الأصل : عشر.

(١٢) جعل صاحب مرآة الحرمين وصاحب الرحلة الحجازية (ص : ٨٣) أن بدء ولايته كان عام (٢١٨ ه‍) ، وجعلها ابن فهد سنة (٢١٠ ه‍) ، انظر إتحاف الورى (٢ / ٢٨٤).

٧١٥

[اثنتي عشرة](١) ومائتين.

ثم وليها بعده على الأشهر : [سليمان](٢) بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس (٣) مع المدينة.

وولي أيضا للمأمون : محمد بن سليمان (٤) المتقدم [ذكر](٥) والده ، وذلك في سنة عشر ومائتين كما يقتضيه كلام الفاسي.

وعبيد الله بن عبد الله بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (٦).

وممن ولي مكة للمأمون من غير مباشرة : الحسن بن سهل (٧) ، أخو الفضل بن سهل ؛ لأن المأمون بعد قتل أخيه الأمين استعمل الحسن هذا على كل ما فتحه طاهر بن الحسين من العراق والأهواز (٨) وفارس (٩)

__________________

(١) في الأصل : اثني عشر.

(٢) في الأصل : سلمان. وانظر مصادر ترجمته.

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٥) ، وغاية المرام (١ / ٤١٣) ، والعقد الثمين (٤ / ٢٤٠).

(٤) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٥) ، وغاية المرام (١ / ٤١٤) ، والعقد الثمين (٢ / ١٧٧).

(٥) في الأصل : ذكره.

(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٦) ، وغاية المرام (١ / ٤١٥) ، والعقد الثمين (٤ / ٤٤٩).

(٧) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٦) ، وغاية المرام (١ / ٤١٦) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين (١ / ٣٢٥).

(٨) الأهواز : كورة بين البصرة وفارس ، وسوق الأهواز من مدنها ، وأهل الأهواز معروفون بالبخل والحمق وسقوط النفس ، ومن أقام بها سنة نقص عقله ، وقد سكنها قوم من الأشراف فانقلبوا إلى طباع أهلها ، وهي كثيرة الحمّى ، ووجوه أهلها مصفرة مغبرة (معجم البلدان ١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥).

(٩) فارس : ولاية واسعة وإقليم فسيح ، أول حدودها من جهة العراق ، وقصبتها الآن شيراز.

سميت بفارس بن علم بن سام بن نوح عليه‌السلام (معجم البلدان ٤ / ٢٢٦).

٧١٦

والحجاز واليمن ، وذلك في سنة [ثمان](١) وتسعين ومائة.

وأما ولاتها في خلافة المعتصم محمد بن هارون الرشيد : فصالح بن العباس المتقدم ذكره آنفا ، وكان في سنة تسع عشرة ـ بتقديم المثناة ـ ومائتين (٢).

ثم وليها : محمد بن داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، الملقب ترنجة (٣) ، وذلك في سنة [اثنتين](٤) وعشرين ومائتين (٥) ، ويقال : إن ولايته دامت إلى أثناء خلافة المتوكل.

وولّى المعتصم أيضا : أشناس التركي (٦) ، وهو من كبار قواده ، وذلك أنه لما أراد الحج في سنة [ست](٧) وعشرين ومائتين ، فوض إليه المعتصم الولاية على كل بلد يدخلها ، فلما دخل مكة جعل محمد بن داود المتقدم ذكره نائبا عنه على الحج بالناس ، ودعي لأشناس على المنابر ـ أي منابر الحرمين ـ وغيرها من البلاد [التي](٨) دخلها (٩).

__________________

(١) في الأصل : ثمانية.

(٢) تاريخ خليفة (٤٧٦) ، وإتحاف الورى (٢ / ٢٨٩) ، والمحبر (٤٢) ، ودرر الفرائد (ص : ٢٢٦) ، ومروج الذهب (٤ / ٤٠٥).

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٦) ، وغاية المرام (١ / ٤١٩) ، والعقد الثمين (٢ / ١٧٢) ، والمنتظم (١١ / ٦٦ وما بعدها).

(٤) في الأصل : اثنين.

(٥) تاريخ خليفة (٤٧٦) ، والمحبر (٤٢) ، ودرر الفرائد (ص : ٢٢٧).

(٦) أشناس التركي : استخافه الواثق على بغداد ، وألبسه تاجا ، وهو أول سلطان على بغداد.

(انظر ترجمته في : شفاء الغرام ٢ / ٣١٦ ، وغاية المرام ١ / ٤٢١ ، وذكره الفاسي في العقد الثمين ١ / ٣٢٥).

(٧) في الأصل : ستة.

(٨) في الأصل : الذي.

(٩) الكامل (٦ / ٦٧) ، والمحبر (٤٢) ، ومروج الذهب (٤ / ٤٠٥) ، وإتحاف الورى (٢ / ٢٩٦).

٧١٧

وأما خلافة المتوكل [أبي الفضل](١) جعفر بن الواثق هارون بن المعتصم : فعليّ بن عيسى بن أبي جعفر المنصور (٢) ، وذلك سنة ثمان وثلاثين ، واستمر إلى أن توفي سنة [تسع](٣) وثلاثين.

ثم ولي بعده : عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (٤) ، سنة [اثنتين](٥) وأربعين.

ثم ولي بعده : محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الإمام ، المعروف بالزينبي (٦).

وممن ولي على ما قيل في خلافة المتوكل : [إيتاج](٧) ـ بهمزة فمثناة تحتية فمثناة فوقية فألف فجيم ـ الخوزي (٨) ـ بضم الخاء المعجمة وكسر الزاي المعجمة ـ ، مولى المعتصم ، وكان من كبار قواد المتوكل. والله أعلم.

وأما ولاتها في خلافة المنتصر محمد بن المتوكل : فمحمد بن سليمان الزينبي المتقدم آنفا (٩).

وأما ولاتها في خلافة المستعين أبي العباس أحمد بن المعتصم العباسي :

__________________

(١) في الأصل : ابن الفضل.

(٢) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٧) ، وغاية المرام (١ / ٤٢٢) ، والعقد الثمين (٥ / ٢٩٠) ، وتاريخ الطبري (٧ / ٣٦٩).

(٣) في الأصل : تسعة.

(٤) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٧) ، وغاية المرام (١ / ٤٢٦) ، والعقد الثمين (٥ / ٨١).

(٥) في الأصل : اثنين.

(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٨) ، وغاية المرام (١ / ٤٣٠) ، والعقد الثمين (٢ / ١٧٨).

(٧) في الأصل : تياج. والصحيح : " إيتاخ" بالخاء المعجمة" الخزري" وليس الخوزي كما ذكر المؤلف ، وضبطه لاسمه خطأ واضح من المؤلف ، حيث أن جميع مصادر ترجمته ذكرت أنه" إيتاخ الخزري" مولى المعتصم ، وأحد كبار قواد المتوكل ، وولي مكة في خلافة المتوكل.

(٨) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٨) ، وغاية المرام (١ / ٤٣٢) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين (١ / ٣٢٥).

(٩) شفاء الغرام (٢ / ٣١٨).

٧١٨

فعبد الصمد بن موسى الإمام المتقدم ذكره ، وذلك في سنة [تسع](١) وأربعين ـ بتقديم المثناة ـ (٢).

ثم ولي بعده : جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس المعروف بشاشات (٣) ، وكانت ولايته في [سنة](٤) خمسين ومائتين ، واستمر إلى سنة إحدى وخمسين (٥).

ثم وليها بعد شاشات بالتغليب : إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (٦) ؛ لأنه لما تغلب على مكة فهرب منه عاملها جعفر شاشات وغيره ، قتل الجند الذي بمكة وجماعة من أهل مكة ، ونهب منزل شاشات وغيره ، وأخذ من الناس نحو مائتي ألف دينار ، وعمد إلى الكعبة الشريفة وأخذ كسوتها ، وأخذ ما في خزائنها من الأموال وما كان حمل من المال لإصلاح العين ، ونهبت مكة وحرق بعضها ، ثم خرج منها في شهر ربيع الأول بعد إقامته بها خمسين يوما ، وقصد المدينة الشريفة فتوارى عنه عاملها ، فرجع إلى مكة في رجب ، فحصر أهلها حتى ماتوا جوعا وعطشا ، وبلغ الخبز ثلاثة أواق بدرهم ، ولقي أهل مكة منه بلاء [شديدا](٧) ، ثم سار إلى جدة فحبس على الناس

__________________

(١) في الأصل : تسعة.

(٢) شفاء الغرام (٢ / ٣١٨) ، وتاريخ الطبري (٩ / ٢٦٥) ، والكامل لابن الأثير (٦ / ١٥٥).

(٣) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٩) ، وغاية المرام (١ / ٤٣٣) ، والعقد الثمين (٣ / ٢٧٨).

(٤) قوله : سنة ، زيادة من ب.

(٥) تاريخ الطبري (٩ / ٢٧٧) ، والكامل لابن الأثير (٦ / ١٦١) ، وإتحاف الورى (٢ / ٣٢٨) ، والبداية والنهاية (١١ / ٦) ، ومروج الذهب (٤ / ٤٠٦).

(٦) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣١٩) ، وغاية المرام (١ / ٤٣٤) ، والعقد الثمين (٣ / ١٩٦) ، وابن خلدون (٤ / ٩٨) ، والأعلام (١ / ٣٢٩).

(٧) في الأصل : شديد.

٧١٩

الطعام ، وأخذ أموال التجار وأصحاب المراكب ، ثم وافى الموقف والناس بعرفة فأفسد فيها ، وقتل من الحجّاج ألف ومائة ، ونهب الناس فهرب الحجّاج ، ولم يقف بعرفة أحد لا ليلا ولا نهارا سوى إسماعيل وعسكره وقفوا ، ثم بعد انفصاله من عرفة رجع إلى جدة ثانيا وأفنى أموالها ، وفعل أمورا قبيحة ليس هذا محل ذكرها. هذا كله في خلافة المستعين. كذا في الجامع اللطيف (١).

وذكر ابن خلدون : أنه كان يتردد إلى الحجاز سنة مائتين [واثنتين](٢) وأربعين ، وأنه خرج في أعراب الحجاز ، ويسمى السفاك ، وكانت وفاته في آخر مائتين اثنين وخمسين. انتهى (٣).

وممن عقد له على مكة ولم يباشر في خلافة المستعين ، اثنان : ابنه العباس (٤) ، ومحمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين (٥).

وأما ولاتها في خلافة المعتز (٦) واسمه محمد ، وقيل : طلحة ، وقيل : الزبير بن المتوكل العباسي : فعيسى بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الحميد بن عبد الله بن أبى عمرو (٧) حفص بن المغيرة المخزومي (٨).

__________________

(١) الجامع اللطيف (ص : ٢٩٩ ـ ٣٠٠).

(٢) في الأصل : اثنين. وكذا وردت في الموضع التالي.

(٣) جمهرة أنساب العرب (ص : ٤٦) ، وإتحاف الورى (٢ / ٣٣١) ، والعقد الفريد (٣ / ٣١٣).

(٤) انظر ترجمته في : غاية المرام (١ / ٤٣٨). وذكره الفاسي في شفاء الغرام (٢ / ٣٢٠) ، وفي العقد الثمين (١ / ٣٢٦).

(٥) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٠) ، وغاية المرام (١ / ٤٣٧) ، وذكره الفاسي في العقد الثمين ، الموضع السابق.

(٦) كانت خلافة المعتز بن المتوكل ثلاث سنوات من (٢٥٢ ـ ٢٥٥ ه‍).

(٧) في الأصل زيادة : بن. وانظر مصادر ترجمته.

(٨) انظر ترجمته في : شفاء الغرام (٢ / ٣٢٠) ، وغاية المرام (١ / ٤٣٩) ، والعقد الثمين

٧٢٠