قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دروس في البلاغة [ ج ٣ ]

دروس في البلاغة

دروس في البلاغة [ ج ٣ ]

المؤلف :الشيخ محمّدي البامياني

الموضوع :اللغة والبلاغة

الناشر :مؤسسة البلاغ

الصفحات :413

تحمیل

دروس في البلاغة [ ج ٣ ]

25/413
*

[والتّهويل (١) كقراءة ابن عبّاس : (وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ) ، بلفظ (٢) الاستفهام] أي من بفتح الميم [ورفع فرعون] على أنّه مبتدأ ومن الاستفهاميّة خبره ، أو بالعكس على اختلاف الرّأيين (٣) ، فإنّه لا معنى لحقيقة الاستفهام ههنا ، وهو ظاهر (٤) ، بل المراد أنّه (٥) لمّا وصف الله العذاب بالشّدّة والفظاعة ، زادهم (٦) تهويلا بقوله : (مِنْ فِرْعَوْنَ) ، أي هل تعرفون (٧) من هو في فرط عتوّه

________________________________________

(١) أي التّفظيع والتّفخيم لشأن المستفهم عنه لينشأ عنه غرض من الأغراض ، وهو في الآية تأكيد شدّة العذاب الّذي نجا منه بنو إسرائيل ، واستعمال أداة الاستفهام في التّهويل مجاز مرسل ، علاقته المسبّبيّة لأنّه أطلق اسم المسبّب ، وأريد السّبب ، لأنّ الاستفهام عن الشّيء مسبّب عن الجهل به ، والجهل مسبّب عن كونه هائلا ، لأنّ الأمر الهائل من شأنه عدم الإدراك حقيقة أو ادّعاء.

(٢) أي والجملة استئنافيّة لتهويل أمر فرعون المفيد لتأكّد شدّة العذاب بسبب أنّه كان متمرّدا معاندا.

(٣) في الاسم الواقع بعد من الاستفهاميّة ، فالأخفش يقول : إنّ الاسم مبتدأ مؤخّر ، ومن الاستفهاميّة خبر مقدّم ، وسيبويه يقول بعكس ذلك.

(٤) أي عدم إرادة حقيقة الاستفهام ههنا ظاهر ، لأنّ الله لا يخفى عليه شيء حتّى يستفهم عنه.

(٥) أي بل المراد أنّه سبحانه لمّا وصف عذاب فرعون لبني إسرائيل بالشّدّة ، أي بما يدلّ على شدّته وفظاعة أمره ، أي شناعته وقباحته ، حيث قال سبحانه : (مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) (٣٠) ، ولا شكّ أنّ وصف العذاب بكونه مهينا لمن عذّب به يدلّ على شدّته وشناعته.

(٦) أي زاد المخاطبين تهويلا ، وأصل التّهويل حصل من قوله : (الْمُهِينِ).

(٧) أي هل تعرفون فرعون الّذي هو غاية في عتوّه المفرط ، أي طغيانه الشّديد وشكيمته الشّديدة ، أي تكبّره وتجبّره الشّديدين ، فقوله : «في فرط عتوّه وشدّة شكيمته» من إضافة الصّفة إلى الموصوف ، والشّكمة في الأصل جلد يجعل على أنف الفرس ، كنّى به هنا عن التّكبّر والتّجبّر والظّلم.