تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان - ج ٦

نظام الدين الحسن بن محمّد بن حسين القمي النيسابوري

تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان - ج ٦

المؤلف:

نظام الدين الحسن بن محمّد بن حسين القمي النيسابوري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦١٦

يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام. وقيل: هو كل ما يفلقه الله كالأرض عن النبات (إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) [الأنعام: ٩٥] والجبال عن العيون (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ) [البقرة: ٧٤] والسحاب عن المطر ، والأرحام عن الأولاد ، والقبض عن البسط ، والشدّة عن الفرج ، والقلوب عن المعارف. وقيل: هو واد في جهنم إذا فتح صاح جميع من في جهنم من شدّة حره كأن العبد قال: يا صاحب العذاب الشديد أعوذ برحمتك التي هي أعظم وأكمل وأسبق وأقدم من عذابك. وصاحب هذا القول زعم أن المراد من شر ما خلق أي من شدائد ما خلق فيها. وعن ابن عباس: يريد إبليس خاصة لأن الله تعالى لم يخلق خلقا هو شرّ منه. ويدخل فيه الاستعاذة من السحرة لأنهم أعوانه وجنوده. وقيل: أراد أصناف الحيوانات المؤذية من الهوام والسباع. وقيل: الأسقام والآفات والمحن فإنها شرور إضافية وإن جاز أن تكون خيرات باعتبارات أخر والكل بقدر كما مر في مقدمة الكتاب في تفسير الاستعاذة. وذكر في الغاسق وجوه ؛ فعن الفراء وأبي عبيدة: هو الليل إذا جنّ ظلامه ومنه غسقت العين أو الجراحة إذا امتلأت دمعا أو دما. وقال الزجاج: هو البارد وسمي الليل غاسقا لأنه أبرد من النهار ، فعلى هذا لعله أريد به الزمهرير. وقال قوم: هو السائل من قولهم غسقت العين تغسق غسقا إذا سالت بالماء ، وسمي الليل غاسقا لانصباب ظلامه على الأرض. قلت: ولعل الاستعاذة على هذا التفسير إنما تكون من الغساق في قوله تعالى (إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً) [النبأ: ٢٥] والوقوب الدخول في الشيء بحيث يغيب عن العين. هذا من حيث اللغة. ثم أن الغاسق إذا فسر بالليل فوقوبه دخوله وهو ظاهر. ووجه التعوذ من شره أن السباع فيه تخرج من آجامها والهوام من مكامنها ، وأهل الشر والفتنة من أماكنها ، ويقل فيه الغوث ولهذا قالت الفقهاء: لو شهر أحد سلاحا على إنسان ليلا فقتله المشهور عليه لم يلزمه قصاص ولو كان نهارا لزمه لوجود الغوث. وقد يقال: إنه تنشر في الليل الأرواح المؤذية المسماة بالجن والشياطين ، وذلك لأن قوة الشمس وشعاعها كأنها تقهرهم ، أما في الليل فيحصل لهم نوع استيلاء. وعن ابن عباس: هو ظلمة الشهوة البهيمية إذا غلبت داعية العقل. قال ابن قتيبة: الغاسق القمر لأنه يذهب ضوءه عند الخسوف ، ووقوبه دخوله في ذلك الاسوداد. وعن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ بيدها وقال لها: استعيذي بالله من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب. وعلى هذا التفسير يمكن تصحيح قول الحكيم إن القمر جرم كثيف مظلم في ذاته لكنه يقبل الضوء عن الشمس ويختلف حاله في ذلك بحسب قربه منها وبعده عنها. ووقوبه إما دخوله في دائرة الظلام في الخسوفات ، وإما دخوله تحت شعاع الشمس في آخر كل شهر ، وحينئذ يكون منحوسا قليل القوة ولذلك تختار السحرة ذلك

٦٠١

الوقت للتمريض والإضرار والتفريق ونحوها. وقيل: الغاسق الثريا إذا سقط في المغرب. قال ابن زيد: وكانت الأسقام تكثر حينئذ. وقال في الكشاف: يجوز أن يراد به الأسود من الحيات ووقبه خربه ونقبه. وقيل: هو الشمس إذا غابت وسميت غاسقا لسيلانها ودوام حركتها. وأما النفث فهو النفخ بريق. وقيل: النفخ فقط. والعقد جمع عقدة. والسبب فيه أن الساحر إذا أخذ في قراءة الرقية أخذ خيطا ولا يزال يعقد عليه عقدا بعد عقد وينفث في تلك العقد. ووجه التأنيث إما الجماعة لأن اجتماع السحرة على عمل واحد أبلغ تأثيرا ، وإما لأن هذه الصناعة إنما تعرف بالنساء لأنهن يعقدن وينفثن وذلك أن الأصل الكلي في ذلك الفن هو ربط القلب وتعليق الوهم بذلك الأمر وأنه في النساء أوفر لقلة علمهن وشدّة شهوتهن. وقال أبو عبيدة: إنهن بنات لبيد بن الأعصم اليهودي اللاتي سحرن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقال أبو مسلم: العقد عزائم الرجال والنفث حلها لأن من يريد حل عقدة الحبل ينفث عليه بريق يقذفه عليه ليصير حله سهلا. والمعنى: إن النساء لكثرة حيلهن يتصرفن في عزائم الرجال يحوّلنهم من رأي إلى رأي ومن عزيمة إلى عزيمة ، فأمر الله رسوله بالتعوّذ من شرهن ، وهذا القول مناسب لما جاء في مواضع أخر من القرآن (إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) [التغابن: ١٤] (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) [يوسف: ٢٨] والاستعاذة منهن الاستعاذة من إثم عملهن ، أو من فتنتهن الناس بسحرهن ، أو من إطعامهن الأطعمة الردية المورثة للجنون ، أو الموت. والحاسد هو الذي تشتد محبته لإزالة نعمة الغير إليه حتى لو تمكن من ذلك بالحيل لفعل فلذلك أمر الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالتعوذ منه. وقد دخل في هذه السورة كل شر يتوفى ويتحرّز منه دينا ودنيا فلذلك لما نزلت فرح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بها لكونها مع أختها جامعة في التعوذ من كل شيء بل قوله (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) عام والبواقي تخصيص بعد تعميم تنبيها على أنها أعظم الشرور ، وأهم شيء يستعاذ منه. وعرفت النفاثات لأن كل نفاثة شريرة. ونكر (غاسِقٍ) و (حاسِدٍ) لأنه ليس كل غاسق بشر بل الليل للغاسقين شر وليس كل حسد مذموما بل منه ما هو خير كما قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فقام به آناء الليل وآناء النهار ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار» (١) وفائدة الظرف هو قوله (إِذا حَسَدَ) أنه لا يستعاذ من الحاسد من جهات أخرى ولكن من هذه الجهة ، ولو جعل الحاسد بمعنى الغابط أو بمعنى أعم وقوله (حَسَدَ) بالمعنى المذموم كان له وجه.

__________________

(١) رواه البخاري في كتاب العلم باب ١٥. كتاب التوحيد باب ٤٥. أحمد في مسنده (٢ / ٩ ، ٣٦).

٦٠٢

(سورة الناس مكية وقيل مدنية حروفها

تسعة وسبعون كلمها عشرون آياتها ست)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦))

القراآت: (النَّاسِ) وما بعدها ممالة: قتيبة ونصير. والباقون: بالتفخيم.

الوقوف: (النَّاسِ) ه لا (النَّاسِ) ه لا (النَّاسِ) ه لا (الْخَنَّاسِ) ه لا بناء على أن الفصل بين الصفة وموصوفها لا يصلح إلا للضرورة. ولو قيل إن محله النصب أو الرفع على الذم حسن الوقف (النَّاسِ) ه لا (وَالنَّاسِ) ه.

التفسير: إنه تعالى رب جميع المحدثات ولكنه خص الناس هاهنا بالذكر للتشريف ، ولأن الاستعاذة لأجلهم فكأنه قيل: أعوذ من شر الوسواس إلى الناس بربهم الذي يملك عليهم أمورهم وهوالهم ومعبودهم كما يستغيث بعض الموالي إذا دهمهم أمر بسيدهم ومخدومهم وولي أمرهم. وقوله (مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ) عطف ثان لأن الرب قد لا يكون ملكا كما يقال «رب الدار» والملك قد لا يكون إلها. وفي هذا الترتيب لطف آخر وذلك أنه قدم أوائل نعمه إلى أن تم ترتيبه وحصل فيه العقل فحينئذ عرف بالدليل أنه عبد مملوك وهو ملك تفتقر كل الأشياء إليه وهو غني عنهم ، ثم علم بالدلائل العقلية والنقلية أن العبادة لازمة له وأن معبوده يستحق العبادة. ويمكن أن يقال: أوّل ما يعرف العبد من ربه هو كونه مربوبا له منعما عليه بالنعم الظاهرة والباطنة ، ثم لا يزال ينتقل من معرفة هذه الصفة إلى صفات جلاله ونعوت كبريائه فيعرف كونه ملكا قيوما ، ثم إذا خاض في بحر العرفان وغرق في تياره وله عقله وتاه لبه فيعرف أنه فوق وصف الواصفين فيسميه إلها من وله إذا تحير. وتكرير لفظ «الناس» في السورة للتشريف كأنه عرف ذاته في خاتمة كتابه الكريم بكونه ربا وملكا وإلها لهم ، أو لأن عطف البيان يحتاج إلى مزيد الكشف والتوضيح. ولو

٦٠٣

قيل: إن الثاني بدل الكل من الأوّل فالأحسن أيضا وضع المظهر مقام المضمر كيلا يكون المقصود مفتقرا إلى ما ليس بمقصود في الظاهر مع رعاية فواصل الآي. وقيل: لا تكرار في السورة لأن المراد بالأوّل الأطفال ومعنى الربوبية يدل عليه لشدّة احتياجهم إلى التربية ، وبالثاني الشبان ولفظ «الملك» المنبئ عن السياسة يدل عليه لمزيد افتقارهم إلى الزجر لقوّة دواعي الشهوة والغضب فيهم مع أن العقل الصادق لم يقو بعد ولم يستحكم ، وبالثالث الشيوخ ولفظة «آله» المنبئ عن استحقاق العبادة له يدل عليه لفتور الدواعي المذكورة وقتئذ ، فتتوجه النفس إلى تحصيل ما يزلفه إلى الله بتدارك ما فات. والمراد بالرابع الصالحون والأبرار فإن الشيطان مولع بإغوائهم. وبالخامس المفسدون والأشرار لأنه بيان الموسوس فإن الوسواس الخناس قد يكون من الجنة وقد يكون من الناس كما قال (شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ) [الأنعام: ١١٢] والخناس هو الذي من شأنه أن يخنس أي يتأخر وقد مر في قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: ١٥] عن سعيد بن جبير: إذا ذكر الإنسان ربه خنس الشيطان وولى ، وإذا غفل وسوس إليه فكما أن شيطان الجن يوسوس تارة ويخنس أخرى فكذلك شيطان الإنس يرى نفسه كالناصح المشفق ، فإن زجره السامع انخنس وترك الوسوسة ، وإن تلقى كلامه بالقبول بالغ فيه حتى نال منه. وقال قوم: الناس الرابع يراد به الجن والإنس جميعا وهو اسم للقدر المشترك بين النوعين كما روي أنه جاء نفر من الجن فقيل لهم: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجن. وقد سماهم الله رجالا في قوله (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِ) [الجن: ٦] والناس الخامس هو المخصوص بالبشر ، ومعنى الآية على هذا التقدير أن هذا الوسواس الخناس لا يقتصر على إضلال البشر ولكنه يوسوس للنوعين فيكون قوله (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) بيانا للناس. وفي هذا القول نوع ضعف لأنه يعد تسليم أن لفظ «الناس» يطلق على القدر المشترك يستلزم الاشتراك المخل بالفهم. وذكر صاحب الكشاف أنه إن جعل قوله (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) بيانا للناس فالأولى أن يقال: الناس محذوف اللام كقولك الداع والقاض. قال الله تعالى (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) [البقرة: ١٨٦] وحينئذ يكون تقسيمه إلى الجن والإنس صحيحا لأنهما النوعان اللذان ينسيان حق الله تعالى. وقيل (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) بدل من (الْوَسْواسِ) كأنه استعاذ بربه من ذلك الشيطان الواحد ، ثم عمم فاستعاذ به من جميع الجنة والناس. وقوله (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ) المضاف محذوف أي من شر ذي الوسواس وهو اسم بمعنى الزلزلة. وأما المصدر فوسواس بالكسر ويحسن أن يقال سمي الشيطان به لأنه كأنه وسوسة في نفسه لأنها صنعته وعمله الذي هو عاكف عليه نظيره (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) [هود: ٤٦] وإنما قال (فِي صُدُورِ النَّاسِ) ولم يقل «في قلوبهم» لأن الشيطان لا تسلط له على قلب المؤمن الذي

٦٠٤

هو بين أصبعين من أصابع الرحمن واعلم أن المستعاذ به مذكور في السورة الأولى بصفة واحدة وهو أنه رب الفلق ، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات: الغاسق والنفاثات والحاسد. وأما في السورة الثانية فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث وهي الرب والملك والإله ، والمستعاذ منه آفة واحدة وهي الوسوسة. وفيه إشارة إلى أن حفظ النفس والدين أهم من حفظ البدن بل الثاني مطلوب بالعرض والأوّل مقصود بالذات.

التأويل: أعوذ بالرب الذي فلق ظلمات بحر العدم بنور التكوين والإبداع من شر عالم الخلق الممزوجة خيراتها بالآفات ، ولا سيما عالم الكون والفساد الذي هو جماد ونبات وحيوان والجمادات أبعدها عن الأنوار لخلوها عن جميع القوى الروحانية وهو المراد بقوله (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ) وفوقها النباتات الناميات في الأقطار الثلاثة الطول والعرض والعمق وهن العقد الثلاث فلذلك سميت قواها بالنفاثات فيها ، وفوقها القوى الحيوانية من الحواس الظاهرة والباطنة والشهوة والغضب المانعة للروح الإنسانية عن الانصباب إلى عالم الأمر كالحاسد يمنع المرء عن كماله ويغيره عن حاله. ثم أراد ذكر مراتب النفس الإنسانية التي هي أشرف درجات الحيوان فقال (بِرَبِّ النَّاسِ) إشارة إلى العقل الهيولاني المفتقر إلى مزيد تربية وترشيح حتى يخرج من معدنها ويظهر من حكمها. وقوله (مَلِكِ النَّاسِ) إشارة إلى العقل بالملكة لأنه ملك العلوم البديهية وحصلت له ملكة الانتقال منها إلى العلوم الكسبية لأن النفس في هذه الحالة أحوج إلى الزجر عن العقائد الباطلة والأخلاق الفاسدة والتأديب في الصغر كالنقش على الحجر. وقوله (إِلهِ النَّاسِ) إشارة إلى سائر مراتبها من العقل بالفعل والعقل المستفاد ، فإن الإنسان إذ ذاك كأنه صار عالما معقولا مضاهيا لما عليه الوجود ، فعرف المعبود فتوجه إلى عرفانه والعبادة له. وأيضا اتصف بصفاته وتخلق بأخلاقه كما حكي عن أرسطو أنه قال: أفلاطون: إما إنسان تأله أو إله تأنس. ثم إن العقل والوهم قد يتساعدان على تسليم بعض المقدمّات ، ثم إذا آل الأمر إلى النتيجة ساعد العقل عليها دون الوهم فكان الوهم خنس أي رجع عن تسليم المقدّمة فلهذا أمر الله سبحانه بالاستعاذة من شره ، وقد ورد مثله في الحديث. وروى أبو هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته» (١) وهذا آخر درجات النفس الكاملة الإنسانية فلا جرم وقع ختم الكتاب الكريم والفرقان العظيم

__________________

(١) رواه البخاري في كتاب الاعتصام باب ٣. مسلم في كتاب الإيمان حديث ٢١٢ ـ ٢١٤. أبو داود في كتاب السنّة باب ١٨. أحمد في مسنده (٢ / ٢٨٢ ، ٣١٧) (٣ / ١٠٢).

٦٠٥

عليه. ونحن أيضا نختم التفسير بهذا التحقيق والله وليّ التوفيق والهادي في العلم والعمل إلى سواء الحق والطريق. قال الضعيف مؤلف الكتاب ، أحوج خلق الله إلى رحمته ورضاه ، الحسن بن محمد بن الحسين المشتهر بنظام النيسابوري نظم الله أحواله في أولاده وأخراه: هذا أيها المعروف باعتلاء عرائك المجد ، المشغوف باقتناء سبائك الحمد ، الكامل شوقه إلى فهم غرائب القرآن والقرآن كله غرائب ، الباذل طوقه في درك رغائب الفرقان والفرقان بأسره رغائب ، عقائل مسائل جهزتها فطنة من مشايد الشدائد خامدة ، وفرائد فوائد نظمتها قريحة من صنوف الصروف جامده ، وقد نطفت بها عين خرساء باد شحوبها وتحركت بها لأجلي ولاء طالما عقر حوبها ، على أنها مع سواد ما سقط من سنها بيضاء الخلال ومع مرارة مذاق ما بين لحييها حلوة المباني مليحة المقال. والذي قد مج فوها عفوصة ما فيها عذبة على العذبات سلسة على الأسلات يبكي ويضحك ، ويملك ويهلك ، ويفقر ويثري ، ويريش ويبري ، ويمنع ويعطي ، ولو لا الله لذكرت أنه يميت ويحيى. وفي رقتها دقة ، ومع طلاوتها حلاوة ، فإن شئت فيراعة فيها براعة ، وأنبوب فيه من الحكم أسلوب وأيّ أسلوب ، وكيف لا وقد اشتملت على مطاوي ما رسمه على فحاوى كتاب الله الكريم ، واحتوت مباني ما رقمه على معاني الفرقان العظيم ، الذي أخرس شقاشق الفصحاء حين أرادوا معارضته لعجزهم لا للخلل في أدمغتهم ، وأوقر مسامع أولي العناد من العباد في البلاد بجهلهم لا لصمم في أصمختهم ، صحيفة يلوح عنها أثر الحق ، ولطيمة يفوح منها عبق الصدق ، بضاعة يحملها أهل النهي في سفر الروح إلى مكانها ، وتجارة أرباحها جنات النعيم ، وإجارة أعواضها الفوز بلقاء رب العرش العظيم.

وقد تضمن كتابي هذا حاصل التفسير الكبير الجامع لأكثر التفاسير جل كتاب الكشاف الذي رزق له القبول من أساتذة الأطراف والأكناف ، واحتوى مع ذلك على النكت المستحسنة الغريبة ، والتأويلات المحكمة العجيبة مما لم يوجد في سائر تفاسير الأصحاب ، أو وجدت متفرقة الأسباب أو مجموعة طويلة الذيول والأذناب. أما الأحاديث فإما من الكتب المشهورة كجامع الأصول والمصابيح وغيرهما ، وإما من كتاب الكشاف والتفسير الكبير ونحوهما إلا الأحاديث الموردة في الكشاف في فضائل السورة فإنا قد أسقطناها لأن النقاد زيفها إلا ما شذ منها. وأما الوقوف فللإمام السجاوندي مع اختصار لبعض تعليلاتها وإثبات للآيات لتوقفها على التوقيف. وأما أسباب النزول فمن كتاب «جامع الأصول والتفسيرين» أو من «تفسير الواحدي». وأما اللغة فمن «صحاح الجوهري» ومن «التفسيرين» كما نقلا. وأما المعاني والبيان وسائر المسائل الأدبية فمن التفسيرين والمفتاح وسائر الكتب

٦٠٦

العربية ، وأما الأحكام الشرعية فمنهما ومن الكتب المعتبرة في الفقه ولا سيما «شرح الوجيز» للإمام الرافعي. وأما التآويل فأكثرها للشيخ المحقق المتقى المتقن نجم الملة والدين المعروف بداية قدس نفسه وروّح رمسه. وطرف منها مما دار في خلدي وسمحت به ذات يدي غير جازم بأنه المراد من الآية بل خائف من أن يكون ذلك جرأة مني وخوضا فيما لا يعنيني. وإنما شجعني على ذلك سائر الأمة الذين اشتهروا بالذوق والوجدان وجمعوا بين العرفان والإيمان والإتقان في معنى القرآن الذي هو باب واسع يطمع في تصنيفه كل طامع ، فإن أصبت فبها وإن أخطأت فعلى الإمام ماسها والعذر مقبول عند أهل الكرم والنهي والله المستعان لنا ولهم في مظان الخلل والزلل ، وعلى رحمته التكلان في محال الخطأ والخطل ، فعلى المرء أن يبذل وسعه لإدراك الحق ثم الله معين لإراءة الصواب ومعين لإلهام الصدق. وكذا الكلام في بيان الرباطات والمناسبات بين السور والآيات ، وفي أنواع التكريرات وأصناف المشتبهات فإن للخواطر والظنون فيها مجالا ، وللناس الأكياس في استنباط الوجوه والنسب هنالك مقالا ، فعليك أيها المتأمل الفطن والمنصف المتدين أن لا تبادر في أمثال هذه المقامات إلى الاعتراض والإنكار ، وتقرّ بأن للمؤلف في إعمال القريحة هنالك أجر الافتكار والابتكار ، وتعمل فكرتك الصائبة وفطنتك الثاقبة في إبداء وجه جميل لما قرع سمعك ، وتتعب خاطرك اليقظان وذهنك العجيب الشان في إبرار محمل لطيف لما ينافي الحال طبعك. ثم إن استبان لك حسن ذلك الوجه فأنصف تفلح ، وإن غلب على ظنك قبحه فأصلح أو أسجع فإن لكل جواد كبوة ولكل حسام نبوة ، وضيق البصر وطغيان القلم موضوعان ، والخطأ والنسيان عن هذه الأمة مرفوعان ، وإني لم أمل في هذا الإملاء إلّا إلى مذهب أهل السنة والجماعة فبينت أصولهم ووجوه استدلالاتهم بها وما ورد عليها من الاعتراضات والأجوبة عنها. وأما في الفروع فذكرت استدلال كل طائفة بالآية على مذهبه من غير تعصب ومراء وجدال وهراء ، فاختلاف هذه الأمة رحمة ، ونظر كل مجتهد على لطيفة وحكمة ، جعل الله سعيهم وسعينا مشكورا ، وعملهم وعملنا مبرورا. ولقد وقفت لإتمام هذا الكتاب في مدة خلافة علي رضي‌الله‌عنه وكنا نقدر إتمامه في مدة خلافة الخلفاء الراشدين وهي ثلاثون سنة ، ولو لم يكن ما اتفق في أثناء التفسير من وجود الأسفار الشاسعة وعدم الأسفار النافعة ، ومن غموم لا يعدّ عديدها وهموم لا ينادي وليدها ، لكان يمكن إتمامه في مدّة خلافة أبي بكر كما وقع لجار الله العلامة ، وكما أنه رأى ذلك ببركة جوار بيت الله الحرام فهذا الضعيف أيضا يرجو أن يرزقني الله تعالى ببركة إتمام هذا الكتاب زيارة هذا المقام ويشرفني بوضع الخد على عتبة مزار نبيه المصطفى محمد النبي الأمي العربي عليه وآله الصلاة والسلام فاسمع واستجب يا قدير ويا علام.

٦٠٧

واعلموا إخواني رحمنا الله وإياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم ، أن لكل مجتهد نصيبا قل أو أكثر ، ولكل نفس عاملة قسطا نقص أو كمل ، وأن الأعمال بالنيات وبها تجلب البركات وترفع الدرجات ، وأن المرء بأصغريه وكل عمل ابن آدم سوى الخير كلّ عليه ، والذي نفسي بيده وناصيتي بحكمه ومشيئته ، عالم بسري ومحيط بنيتي أني لم أقصد في تأليف هذا التفسير مجرد جلب نفع عاجل لأن هذا الغرض عرض زائل ولا يفتخر عاقل بما ليس تحته طائل.

سحابة صيف ليس يرجي دوامها

وهل يشرئب إلى الأمور الفانية أو يستلذ بها من وهن من أعضائه عظامها ، وكاد يفتر من قواه أكثرها بل تمامها؟ وإنما كان المقصود جمع المتفرق ، وضبط المنتشر ، وتبيين بعض وجوه الإعجاز الحاصل في كلام رب العالمين ، وحل الألفاظ في كتب بعض المفسرين بقدر وسعي وحد علمي ، وعلى حسب ما وصل إليه استعدادي وفهمي ، والقرآن أجل ما وقف عليه الذهن والخاطر ، وأشرف ما صرف إليه الفكر والناظر ، وأعمق ما يغاض على درّه ومرجانه ، وأعرق ما يكد في تحصيل لحينه. ولو لم تكن العلوم الأدبية بأنواعها ، والأصولية بفروعها ، والحكمية بجملها وتفاصيلها وسيلة إلى فهم معاني كتاب الله العزيز واستنباط نكتها من معادنها واستخراج خباياها من مكامنها لكنت متاسفا على ما أزجيت من العمر في بحث تلك القواليب ، وأملت من الفكر في تأليف ما ألفت في كل أسلوب من أولئك الأساليب ، ولكن لكل حالة آلة ، ولك أرب سبب ، وطالما أغليت المهور للعقائل وجنبت الوسائل للأصائل. قال الشاعر:

أمر على الديار ديار ليلى

أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي

ولكن حب من سكن الديارا

وكان من معاصم المقاصد من إنشاء هذا التفسير أن يكون جليسي مدّة حياتي ، وأنيسي في وقت مماتي حين لا أنيس للمرء إلا ما أسلف من بره ، ولا ينفع الإنسان إلا ما قدّم من خيره. ولعمري إنه للمتبتل المنيب الأوّاه نعم العون على تلاوة كتاب الله العزيز ومحضرة مع القراءة ووجهها إن اشتبه عليه شيء منها ، ومع الآي والوقوف إن ذهل عن أماكنها ومظانها. وكذا التفسير بتمامه إن أراد البحث عن الحقائق أو عزب عنه شيء من تلك الدقائق ، وكذا التأويل إن كان مائلا إلى بطون الفرقان وسالكا سبيل الذوق والعرفان. وإني أرجو من فضل الله العظيم وأتوسل إليه بوجهه الكريم ، ثم بنبيه القرشيّ الأبطحيّ ، ووليه

٦٠٨

المعظم العليّ وسائر أهله الغر الكرام وأصحابه الزهر العظام ، وبكل من له عنده مكان ولديه قبول وشان ، أن يمتعني بتلاوة كتابه في كل حين وأوان من تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان على الوجه الذي ذكرت ، ولأجل هذا لقيت في تأليفه من عرق الجبين وكد اليمين ما لقيت. وأن يعم النفع به لسائر إخواني في الدين ورفقائي في طلب اليقين ، ثم أن يجعله عدّة في ليلة يرجع عن قبري العشائر والأهلون ، وذخيرة يوم لا ينفع مال ولا بنون والحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين خصوصا على رسوله المصطفى الأمين محمد وآله وصحبه أجمعين.

تم بعونه تعالى

تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان

للعلامة نظام الدين النيسابوري

٦٠٩
٦١٠

الفهرس

تتمة تفسير سورة الزمر

الآيات: ٣٢ ـ ٧٥............................................................. ٣

تفسير سورة غافر

الآيات: ١ ـ ٢٢............................................................. ١٩

الآيات: ٢٣ ـ ٥٠........................................................... ٣١

الآيات: ٥١ ـ ٨٥........................................................... ٣٩

تفسير سورة فصلت

الآيات: ١ ـ ٢٤............................................................. ٤٦

الآيات: ٢٥ ـ ٥٤........................................................... ٥٥

تفسير سورة الشورى

الآيات: ١ ـ ٢٣............................................................. ٦٥

الآيات: ٢٤ ـ ٥٣........................................................... ٧٥

تفسير سورة الزخرف

الآيات: ١ ـ ٣٠............................................................. ٨٤

الآيات: ٣١ ـ ٥٦........................................................... ٩٠

الآيات: ٥٧ ـ ٨٩........................................................... ٩٦

تفسير سورة الدخان

الآيات: ١ ـ ٥٩........................................................... ١٠٠

تفسير سورة الجاثية

الآيات: ١ ـ ٣٧........................................................... ١٠٨

تفسير سورة الأحقاف

الآيات: ١ ـ ٢٠........................................................... ١١٥

الآيات: ٢١ ـ ٣٥......................................................... ١٢٣

٦١١

تفسير سورة محمد

الآيات: ١ ـ ١٨........................................................... ١٢٧

الآيات: ١٩ ـ ٣٨......................................................... ١٣٤

تفسير سورة الفتح

الآيات: ١ ـ ٢٩........................................................... ١٤٠

تفسير سورة الحجرات

الآيات: ١ ـ ١٨........................................................... ١٥٥

تفسير سورة ق

الآيات: ١ ـ ٤٥........................................................... ١٧١

تفسير سورة الذاريات

الآيات: ١ ـ ٦٠........................................................... ١٨٢

تفسير سورة الطور

الآيات: ١ ـ ٤٩........................................................... ١٩١

تفسير سورة النجم

الآيات: ١ ـ ٦٢........................................................... ١٩٦

تفسير سورة القمر

الآيات: ١ ـ ٥٥........................................................... ٢١٤

تفسير سورة الرحمن

الآيات: ١ ـ ٧٨........................................................... ٣٢٥

تفسير سورة الواقعة

الآيات: ١ ـ ٩٦........................................................... ٢٣٦

تفسير سورة الحديد

الآيات: ١ ـ ٢٩........................................................... ٢٤٨

تفسير سورة المجادلة

الآيات: ١ ـ ٢٢........................................................... ٢٦٤

تفسير سورة الحشر

الآيات: ١ ـ ٢٤........................................................... ٢٧٩

تفسير سورة الممتحنة

الآيات: ١ ـ ١٣........................................................... ٢٨٩

٦١٢

تفسير سورة الصف

الآيات: ١ ـ ١٤........................................................... ٢٩٥

تفسير سورة الجمعة

الآيات: ١ ـ ١١........................................................... ٢٩٩

تفسير سورة المنافقون

الآيات: ١ ـ ١١........................................................... ٣٠٣

تفسير سورة التغابن

الآيات: ١ ـ ١٧........................................................... ٣٠٧

تفسير سورة الطلاق

الآيات: ١ ـ ١٢........................................................... ٣١١

تفسير سورة التحريم

الآيات: ١ ـ ١٢........................................................... ٣١٨

تفسير سورة الملك

الآيات: ١ ـ ٣٠........................................................... ٣٢٣

تفسير سورة القلم

الآيات: ١ ـ ٥٢........................................................... ٣٣٢

تفسير سورة الحاقة

الآيات: ١ ـ ٥٢........................................................... ٣٤٣

تفسير سورة المعارج

الآيات: ١ ـ ٤٤........................................................... ٣٥٤

تفسير سورة نوح

الآيات: ١ ـ ٢٨........................................................... ٣٦١

تفسير سورة الجن

الآيات: ١ ـ ٢٨........................................................... ٣٦٧

تفسير سورة المزمل

الآيات: ١ ـ ٢٠........................................................... ٣٧٦

تفسير سورة المدثر

الآيات: ١ ـ ٦٥........................................................... ٣٨٤

٦١٣

تفسير سورة القيامة

الآيات: ١ ـ ٤٠........................................................... ٣٩٨

تفسير سورة الإنسان

الآيات: ١ ـ ٣١........................................................... ٤٠٨

تفسير سورة المرسلات

الآيات: ١ ـ ٥٠........................................................... ٤٢٠

تفسير سورة النبأ

الآيات: ١ ـ ٤٠........................................................... ٤٢٨

تفسير سورة النازعات

الآيات: ١ ـ ٤٦........................................................... ٤٣٧

تفسير سورة عبس

الآيات: ١ ـ ٤٦........................................................... ٤٤٥

تفسير سورة التكوير

الآيات: ١ ـ ٢٩........................................................... ٤٥١

تفسير سورة الانفطار

الآيات: ١ ـ ١٩........................................................... ٤٥٧

تفسير سورة المطففين

الآيات: ١ ـ ٣٦........................................................... ٤٦١

تفسير سورة الانشقاق

الآيات: ١ ـ ٢٥........................................................... ٤٦٨

تفسير سورة البروج

الآيات: ١ ـ ٢٢........................................................... ٤٧٣

تفسير سورة الطارق

الآيات: ١ ـ ١٧........................................................... ٤٧٩

تفسير سورة الأعلى

الآيات: ١ ـ ١٩........................................................... ٤٨٢

تفسير سورة الغاشية

الآيات: ١ ـ ٢٦........................................................... ٤٨٨

٦١٤

تفسير سورة الفجر

الآيات: ١ ـ ٣٠........................................................... ٤٩٣

تفسير سورة البلد

الآيات: ١ ـ ٢٠........................................................... ٥٠١

تفسير سورة الشمس

الآيات: ١ ـ ١٥........................................................... ٥٠٦

تفسير سورة الليل

الآيات: ١ ـ ١٥........................................................... ٥١٠

تفسير سورة الضحى

الآيات: ١ ـ ١١........................................................... ٥١٤

تفسير سورة الانشراح

الآيات: ١ ـ ٨............................................................. ٥٢١

تفسير سورة التين

الآيات: ١ ـ ٨............................................................. ٥٢٤

تفسير سورة العلق

الآيات: ١ ـ ١٩........................................................... ٥٢٨

تفسير سورة القدر

الآيات: ١ ـ ٥............................................................. ٥٣٥

تفسير سورة البينة

الآيات: ١ ـ ٨............................................................. ٥٤٢

تفسير سورة الزلزلة

الآيات: ١ ـ ٨............................................................. ٥٤٦

تفسير سورة العاديات

الآيات: ١ ـ ١١........................................................... ٥٤٩

تفسير سورة القارعة

الآيات: ١ ـ ١١........................................................... ٥٥٢

تفسير سورة التكاثر

الآيات: ١ ـ ٨............................................................. ٥٥٤

٦١٥

تفسير سورة العصر

الآيات: ١ ـ ٣............................................................. ٥٥٨

تفسير سورة الهمزة

الآيات: ١ ـ ٩............................................................. ٥٦١

تفسير سورة الفيل

الآيات: ١ ـ ٥............................................................. ٥٦٤

تفسير سورة قريش

الآيات: ١ ـ ٤............................................................. ٥٦٨

تفسير سورة الماعون

الآيات: ١ ـ ٧............................................................. ٥٧٢

تفسير سورة الكوثر

الآيات: ١ ـ ٣............................................................. ٥٧٥

تفسير سورة الكافرون

الآيات: ١ ـ ٦............................................................. ٥٨١

تفسير سورة النصر

الآيات: ١ ـ ٣............................................................. ٥٨٤

تفسير سورة المسد

الآيات: ١ ـ ٥............................................................. ٥٨٨

تفسير سورة الإخلاص

الآيات: ١ ـ ٤............................................................. ٥٩٣

تفسير سورة الفلق

الآيات: ١ ـ ٥............................................................. ٥٩٨

تفسير سورة الناس

الآيات: ١ ـ ٦............................................................. ٦٠٣

خاتمة الكتاب.............................................................. ٦٠٦

٦١٦