مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

وَفِي الْحَدِيثِ « الرَّجُلُ يَنَامُ وَهُوَ سَاجِدٌ قَالَ يَنْصَرِفُ وَيَتَوَضَّأُ ».

أي ينقلب من مكانه وَفِي خَبَرِ مُوسَى عليه السلام « كَانَ يَسْمَعُ صَرِيرَ الْقَلَمِ حِينَ كَتَبَ اللهُ التَّوْرَاةَ ».

وانْصَرَفَ من صلاته : أي سلم.

وصَرَفْتُهُ عن وجهه من باب ضرب : حولته.

وصُرِفَ رسولُ الله إلى الكعبة يعني وُجِّهَ إليها وحُوِّلَ.

وَمِنْهُ « وَاصْرِفْ قَلْبِي إِلَى طَاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ ».

ومِنْهُ « يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي ».

وصَرَفْتُ الأجيرَ : خليت سبيله.

وكلبه صَارِفٌ : إذا اشتهت الفحل.

والصَّرَفَانُ : ضرب من التمر.

ومنه الْخَبَرُ « الصَّرَفَانُ سَيِّدُ تُمُورِكُمْ ».

( صفف )

قوله تعالى ( وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا ) [ ١٨ / ٤٨ ] أي صفوفا ويؤدى الواحد عن الجمع ، ويجوز أن يكون كلهم صفا واحدا.

قوله ( وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ) [ ٣٧ / ١ ] يعني الملائكة صفوفا في السماء ، يسبحون الله كصفوف الناس للصلاة.

قوله ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) [ ٣٧ / ١٦٥ ] أي نصف أقدامنا في الصلاة ، وأجنحتنا حول العرش داعين للمؤمنين.

قيل ولا بعد في كون الصافين هم المسبحون.

قوله ( قاعاً صَفْصَفاً ) [ ٢٠ / ١٠٦ ] أي مستويا من الأرض لا نبات فيه.

قوله ( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَ ) [ ٢٢ / ٣٦ ] أي صفت قوائمها للنحر ، وقرىء « صَوَافِنَ » وإن كان أصل هذا الوصف للخيل.

وَفِي الْحَدِيثِ « كُلْ مِنَ الطَّيْرِ مَا دَفَّ وَدَعْ مَا صَفَ ».

أي دع ما بسط جناحيه في طيرانه.

والصَّفّ واحد الصُّفُوفِ. وصَفَ الشيءَ صَفّاً من باب قتل فهو مَصْفُوفٌ.

والصُّفَّةُ من البيت جمعها صُفَفٌ مثل غرفة وغرف.

والصُّفَّةُ : سقيفة في مسجد رسول الله

٨١

صلى الله عليه وآله كانت مسكن الغرباء والفقراء.

وَمِنْهُ « أَهْلُ الصُّفَّةِ » مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَنَازِلُ وَلَا أَمْوَالٌ.

رُوِيَ « أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام كَانَ عِنْدَهُ سِتْرٌ مِنَ الْغَنِيمَةِ فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله فَقَسَّمَ ذَلِكَ السِّتْرَ بَيْنَهُمْ قِطَعاً ، جَعَلَ يَدْعُو الْعَارِيَ مِنْهُمُ الَّذِي لَا يَسْتَتِرُ بِشَيْءٍ فَيُؤَزِّرُهُ ، وَإِذَا الْتَقَى عَلَيْهِ الْإِزَارُ قَطَعَهُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « إِلَّا مَا قُتِلَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ ».

أي بين العسكرين.

والمَصَفّ بفتح الميم : الموقف في الحرب.

وصِفِّينُ بكسر الصاد مثقل الفاء : موضع على الفرات من الجانب الغربي بطرف الشام ، وكان هناك وقعة بين علي ومعاوية ، وهو فعلين من الصف أو فعيل من الصفوف فالنون أصلية على الثاني قاله في المصباح.

والصَّفْصَافُ بالفتح شجر معروف ، وهو شجر الخلاف بلغة الشام.

( صلف )

فِي حَدِيثِ الْمُؤْمِنِ « لَا عَنِفٌ وَلَا صَلِفٌ ».

يقال : سحابٌ صَلِفٌ إذا كان قليل الماء كثير الرعد.

وفي المثل « رُبَ صَلِفٍ تَحْتَ الرَّاعِدَةِ » يضرب للرجل يتوعد ثم لا يقوم فيه.

وصَلِفَتِ المرأةُ تَصْلَفُ صَلَفاً إذا لم تحظ عند زوجها.

ومنه المثل المشهور « حَظِيِّينَ بَنَاتٍ صَلِفِينَ كَنَّاتٍ » (١) وهما حالان والعامل

__________________

(١) « حظيين » بحاء مهملة مفتوحة ثم ظاء مكسورة وياء مشددة بالكسر : جمع « حظي » وهو الذي له حظوة ومكانة عند صاحبه ، يقال : حظي فلان عند الأمير ، إذا وجد منزلة ورتبة.

و « الصلفين » جمع « صلف » بكسر اللام : ضد « حظي ».

و « الكنة » بنون مشددة : زوجة الابن أو الأخ.

قال الميداني : ونصب « حظيين » و « صلفين » على إضمار فعل ، كأنه قيل :

٨٢

محذوف وجوبا لكونه مثلا أي عرفتهم.

( صنف )

فِي الْحَدِيثِ « صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ نَصِيبٌ : الْمُرْجِئَةُ وَالْقَدَرِيَّةِ ». أي نوعان من أمتي.

والصِّنْفُ بالكسر : النوع والضرب ، والفتح لغة ، وجمع المكسور : أَصْنَافٌ ، والمفتوح : صُنُوفٌ كفلس وفلوس.

وعن الخليل : الصِّنْفُ الطائفة من كل شيء.

وَفِي حَدِيثِ خِيَاطَةِ الثَّوْبِ « وَشُدُّوا صَنِفَتَهُ ».

وصَنِفَةُ الإزار بكسر النون هي ناحية ذات الهدب.

وقيل حاشيته مما لا هدب له.

وتَصْنِيفُ الشيءِ : جعله أصنافا مميزة بعضها عن بعض.

ومنه تَصْنِيفُ الكُتُبِ.

( صوف )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تَسْجُدْ عَلَى الصُّوفِ ».

هو من الشاة معروف.

وكبشٌ صَافٌ : كثير الصوف.

وفيه « ذكر الصُّوفِيَّةِ » قيل سموا بذلك لاستعمالهم لبس الصوف.

( صيف )

الصَّيْفُ : أحد فصول السنة ، وهو بعد الربيع ، وبحساب المنجمين هو : اثنان وتسعون يوما ، وهو النصف من أيار وحزيران وتموز ونصف آب.

ويوم صَائِفٌ أي حار.

وليلة صَائِفَةٌ.

ومن أمثال العرب « في الصَّيْفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ » (١) قال الأصمعي : تركت الشيء في وقته وطلبته في غير وقته.

__________________

وجدوا أو أصبحوا. ونصب « بنات » و « كنات » على التمييز ، كما تقول : راحوا كريمين آباء ، حسنين وجوها. قال : يضرب هذا المثل في أمر يعسر طلب بعضه ويتيسر وجود بعضه ( مجمع الأمثال ج ١ ص ٢٠٩ ).

(١) أصل هذا المثل : أن دختنوس بنت لقيط كانت تحت عمرو بن عدس وكان شيخا. فأبغضته فطلقها ، وتزوجها فتى جميل الوجه وأجدبت السنة فبعثت إلى عمرو تطلب منه حلوبة ، فقال المثل.

٨٣

وقيل معناه : تركت الشيء وهو ممكن ، وطلبته في غير وقت إمكانه.

باب ما أوله الضاد

( ضعف )

قوله تعالى ( فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) [ ٣٠ / ٣٩ ] قال المفسر : هو التفات حسن كأنه قال : فأولئك الذين يريدون وجه الله بصدقاتهم هم المضعفون ، فهو أمدح لهم من أن يقول فأنتم المضعفون ، والضمير الراجع إلى ما محذوف أي هم المضعفون به.

قوله ( لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ ) [ ١٧ / ٧٥ ] يعني عذاب الدنيا والآخرة متضاعفين.

والضِّعْفُ من أسماء العذاب.

ومنه قوله ( لِكُلٍّ ضِعْفٌ ) [ ٧ / ٣٨ ] وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله مَعْصُومٌ ، وَإِنَّمَا هُوَ تَخْوِيفٌ لِئَلَّا يَرْكَنَ مُؤْمِنٌ إِلَى مُشْرِكٍ.

وقوله ( جَزاءُ الضِّعْفِ ) [ ٣٤ / ٣٧ ] يريد المضاعفة.

قوله أَضْعافاً مُضاعَفَةً [ ٣ / ١٣٠ ] أي أمثالا كثيرة متزايدة.

قوله ( سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً ) [ ٢ / ٢٨٢ ] قيل الضَّعِيفُ أي في العقل بأن كان صبيا أو كبيرا لا يعقل.

وَفِي تَوْقِيعِ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الضَّعِيفِ فَقَالَ « الضَّعِيفُ مَنْ لَمْ تُدْفَعْ إِلَيْهِ حُجَّةٌ وَلَمْ يَعْرِفِ الِاخْتِلَافَ فَإِذَا عَرَفَ الِاخْتِلَافَ فَلَيْسَ بِضَعِيفٍ ».

وعلى هذا فَالضَّعِيفُ : الأبله.

قوله ( هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) [ ٣٠ / ٣٩ ] أي ذو ضعاف من الحسنات كما يقال رجل مقو أي صاحب قوة ، وموسر أي صاحب يسار.

قوله ( وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ ) [ ٤ / ٧٥ ] قوله والمُسْتَضْعَفِينَ قيل هو إما مجرور عطف على سبيل الله أي في سبيل الله وفي خلاص المستضعفين ،

٨٤

أو منصوب على الاختصاص بمعنى واختص في سبيل الله خلاص المستضعفين ، لأنه من أعظم الخيرات.

قيل : والمراد بهم الذين أسلموا بمكة وصدهم المشركون عن الهجرة ، فبقوا بين أظهرهم يلقون منهم الأذى ويدعون الله بالخلاص ويستغفرونه.

قوله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) [ ٢٨ / ٥ ] قال الشيخ أبو علي : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَ ) جملة معطوفة على الكلام المتقدم أي ونحن نريد حكاية حال ماضية ، ويجوز أن يكون حالا من ( يَسْتَضْعِفُ ) أي يستضعفهم فرعون ونحن نريد أن نمن عليهم ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) متقدمين في الدين والدنيا وقادة في الآخرة يقتدى بهم ( وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) يرثون فرعون وقومه وملكهم.

وَعَنْ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ : الْمُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ « مُحَمَّدٌ صلى الله عليه واله وَأَهْلُ بَيْتِهِ » وَ ( فِرْعَوْنُ ) وَ ( هَامَانُ ) : الْأَوَّلُ وَالثَّانِي وَهُمَا ( تَيْمٌ ) وَ ( عَدِيٌّ ) وَجنودُهُما : مَنْ تَابَعَهُمَا ، وَذَلِكَ فِي دَوْلَةِ الْقَائِمِ عليه السلام فَهُنَاكَ يَحْصُلُ الْأَمْنُ التَّامُّ بَعْدَ الْخَوْفِ الشَّدِيدِ فِي الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ وَيَسْتَمِرُّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

ومثلها قوله تعالى ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ) [ ٢٤ / ٥٥ ] الآية.

وقوله ( يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ) [ ٣٧ / ٨٣ ] حيث جعل بعض المفسرين من للتبعيض.

وقوله ( ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [ ٢ / ٥٦ ] فإن الشكر إنما يكون في الدنيا لأنها دار تكليف.

وقوله ( وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) [ ٢٧ / ٨٢ ] فإن المراد بالآيات على ما ذكره البعض : العلامات التي تكون عند القائم عليه السلام ورجوع من أمر الله برجوعهم إلى الدنيا.

وقوله ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ ) [ ٣٢ / ٢١ ] فإن

٨٥

العذاب الأدنى على ما جاء في الرواية عذاب الرجعة ، والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة ، هذا.

وأما أحاديث أهل البيت في هذا الباب فأكثر من أن تحصى.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ لَيُبْغِضُ الْمُؤْمِنَ الضَّعِيفَ ».

قيل : المراد ( الضعيف الإيمان ) والمراد : أنه يعامله معاملة المبغض كما مر نظيره مرارا.

وَفِيهِ « اتَّقُوا اللهَ فِي الضَّعِيفَيْنِ ».

يعني اليتيم والنساء كما جاءت به الرواية عنهم عليهم السلام.

وَفِيهِ « رَأَيْتُ فِي أَضْعَافِ الثِّيَابِ طِيناً ».

أي في أثنائها كما يقال وقع لفلان في أَضْعَافِ كتابِهِ أي في أثناء السطور والحواشي. والضَّعْفُ : خلافُ القوة.

وقد ضَعُفَ عن الشيء أي عجز عن احتماله فهو ضَعِيفٌ.

وأَضْعَفَهُ غيرُهُ.

وقومٌ ضِعَافٌ وضُعَفَاءُ.

واسْتَضْعَفَ الشيءَ : عده ضعيفا.

وفلانٌ ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ ، يعني ضعيفا في بدنه مضعفا في دابته.

والضِّعْفُ في كلام العرب : المثل فما زاد ، وليس بمقصور على المثلين.

وأقل الضِّعْفِ محصور في الواحد وأكثره غير محصور.

أما لو قال في الوصية « أعطوه ضِعْفَ نصيبِ ولدي » أعطي مثليه.

ولو قال « ضِعْفَيْهِ » أعطي ثلاثة أمثال حتى لو حصل للابن مائة أعطي مائتين في الضعف والثلاثمائة في الضعفين ، وعلى هذا جرى عرف الناس واصطلاحهم ، والوصية تحمل على العرف لا على دقائق اللغة.

وَفِي الْحَدِيثِ « تَضْعُفُ صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ عَلَى صَلَاةِ الْفَرْدِ خَمْساً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً ».

أي تزيد عليها من ضَعُفَ الشيءُ : زاد.

وأَضْعَفْتُهُ وضَعَّفْتُهُ وضَاعَفْتُهُ بمعنى واحد.

والمُسْتَضْعَفُ هو الذي لا يستطيع حيلة الكفر فيكفر ، ولا يهتدي سبيلا إلى الإيمان كالصبيان ومن كان من الرجال

٨٦

مثل عقول الصبيان مرفوع القلم عنهم.

وعن بعض الشارحين : المُسْتَضْعَفُ من لا يعتقد الحق ولا يعاند أهله ولا يوالي أحدا من الأئمة ولا من غيرهم ، وليس من قسم المُسْتَضْعَفِ من يعتقد الحق ولا يعرف دليله التفصيلي ، فإن ذلك من جملة المؤمنين ولعدم كونه منافقا كما دل عليه الحديث.

وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَقَالَ : الْبَلْهَاءُ فِي خِدْرِهَا وَالْخَادِمُ ، تَقُولُ لَهَا صَلِّي فَتُصَلِّي لَا تَدْرِي إِلَّا مَا قُلْتَ لَهَا وَالْكَبِيرُ الْفَانِي وَالصَّبِيُّ الصَّغِيرُ ».

( ضفف )

قَوْلُهُ عليه السلام « فِي وَصْفِ الطَّاوُوسِ » ضَفَّتَيْ جُفُونِه (١). أي جانباه.

( ضيف )

قوله تعالى ( فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما ) [ ١٨ / ٧٧ ] أي ينزلوهما منزلة الأضياف.

والضَّيْفُ قد يكون واحدا وجمعا ، لأنه مصدر في الأصل من ضَافَهُ ضَيْفاً من باب باع : إذا نزل عنده الضيف.

وسمي الضَّيْفُ ضَيْفاً لميله إلى الذي ينزل إليه ويجمع على الأَضْيَافِ والضُّيُوفِ والضِّيفَانِ.

وأَضَفْتُ الرجلَ وضَيَّفْتُهُ : إذا أنزلته بك ضيفا وقريته.

وضِفْتُ الرجلَ : إذا نزلتَ عليه ضيفا ، وكذلك تَضَيّفْتُهُ.

واسْتَضَافَنِي فَأَضَفْتُهُ أي استجارني فأجرته.

وأَضَفْتُهُ إلى كذا : ألجأته.

وأَضَافَهُ إلى الشيء : ضمه إليه وأماله.

ومنه « وأَضَافَ إلى المقيم ركعتين ».

والإِضَافَةُ في اصطلاح النحاة من هذا.

وإِضَافَةُ الاسمِ إلى الاسم كقولك غلام زيد ونحوه.

قال الجوهري : والغرض بِالْإِضَافَةِ التخصيص والتعريف فلهذا لا يجوز إضافة الشيء إلى نفسه ، لأنه لا يعرف نفسه ولو عرفها لما احتيج إلى الإضافة

__________________

(١) نهج البلاغة ج ١ ص ٣٠٧.

٨٧

كذا قرره وهو محل كلام.

قالوا وتكون الإِضَافَةُ للملك نحو ( غلام زيد ).

وللتخصيص نحو ( سرج الدابة ) و ( حصير المسجد ).

ويكون مجازا نحو ( دار زيد ) لدار يسكنها ولا يملكها.

وقد يحذف المضاف إليه ويعوض عنه ألف ولام لفهم المعنى نحو ( نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى ) [ ٧٩ / ٤٠ ] أي عن هواها ( وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ ) [ ٢ / ٢٣٥ ] أي نكاحها.

وقد يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه إذا أمن اللبس وهو كثير.

باب ما أوله الطاء

( طرف )

قوله تعالى ( طَرَفَيِ النَّهارِ ) [ ١١ / ١١٤ ] أي أوله وآخره.

قال المفسرون : المراد بـ ( طَرَفَيِ النَّهارِ ) : الفجر والعصر.

وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام « طَرَفَا النَّهَارِ الْمَغْرِبُ وَالْغَدَاةُ ».

قوله ( يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ ) [ ٤٢ / ٤٥ ] أي ينظرون إليك ببعضها أي يغضون أبصارهم استكانة وذلا.

قوله ( لِيَقْطَعَ طَرَفاً ) [ ٣ / ١٢٧ ] أي ليهلك جماعة بقتل بعض وأسر آخرين وهو ما كان لهم يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين.

وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ لِعَائِشَةَ لِتُسْكِنَهَا عَنِ السَّيْرِ « حُمَادَيَاتُ النِّسَاءِ غَضُ الْأَطْرَافِ ». أَرَادَتْ قبض اليد والرجل عن الحركة والسير حتى تسكن الأَطْرَافُ وهي الأعضاء.

وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ طِفْلٌ « وَجَعَلَ رِزْقَهُ فِي أَطْرَافِهِ ». أي كان يمص أصابعه فيجد فيها ما يغذيه.

والطَّرَائِفُ : جمع طَرِيفَةٍ كالشرائف جمع شريفة ، وهي الحكمة المستحدثة

٨٨

تكون طرفة عندكم.

ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « إِنَّ هَذِهِ النُّفُوسَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ » (١). أي لطائفها وغرائبها المعجبة للنفس اللذيذة لها ، وذلك ليكون زائدا في اكتساب الحكمة بنشاط.

والطُّرْفَةُ بالضم : ما يستطرف ويستملح والجمع طُرَفٌ كغرفة وغرف.

وأَطْرَفَ الرجلُ إِطْرَافاً : جاء بطرفه.

وطَرُفَ الشيءُ بالضم فهو طَرِيفٌ.

والطَّرَفُ بالتحريك : الناحية والجانب.

والجمع أَطْرَافٌ كسبب وأسباب.

وطَرَفَا الإنسانِ : لسانه واسته.

وطَرَفَاهُ الأسفلان : فرجاه لأن كلا منهما في جانب.

وفلان كريم الطَّرَفَيْنِ ، ويراد نسب الأب والأم.

والطَّرْفُ : العين ولا يجمع ، لأنه في الأصل مصدر ، فيكون واحدا ، ويكون جمعا. وطَرَفَ البصرُ يَطْرِفُ من باب ضرب : تحرك.

ومنه حَدِيثُ الصَّيْدِ « إِذَا أَدْرَكْتَهُ وَالْعَيْنُ تَطْرِفُ ». أي تتحرك.

وطَرَفَتْ عينُهُ من ضرب : إذا أصبتها بشيء فدمعت.

وطَرَفَ بصرُهُ : إذا أطبق أحد جفنه على الآخر.

وَمِنْهُ « اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كُلَّمَا طَرَفَتْ عَيْنٌ أَوْ ذَرَفَتْ ».

وقَوْلُهُ فِي الدُّعَاءِ « لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ».

والطَّرْفُ بالفاء : اللطم باليد.

ولعل منه الْحَدِيثُ « رَجُلٌ طَرَفَ لِغُلَامٍ طَرْفَةً فَقَطَعَ بَعْضَ لِسَانِهِ ».

والطَّارِفُ والطَّرِيفُ من المال : المستحدث وهو خلاف التالد والتليد.

والمطْرَفُ بكسر الميم وفتحها وضمها رداء من خز مربع في طرفه علمان ، وقد جاء في الحديث والجمع مَطَارِفُ.

وقولهم فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيامِ أي في مستأنف الأيام.

__________________

(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٨١ لكن في الأصل : « إن هذه القلوب تمل. إلخ » وهو مكرر في نهج البلاغة. وفي ج ٢ ص ١٥٦ « الحكم » بدل « الحكمة ».

٨٩

( طفف )

قوله تعالى ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) [ ٨٣ / ١ ] وهم الذين لا يوفون الكيل والوزن.

قيل لهم ذلك لأنهم لا يستوفون إلا الشيءَ الطَّفِيفَ القليل.

والتَّطْفِيفُ هو نقصان المكيال وأن لا يملأه.

والطَّفُ : ساحل البحر وجانب البر.

ومنه الطَّفُ (١) الذي قتل فيه الحسين عليه السلام ، سمي به لأنه طرف البر مما يلي الفرات.

( طوف )

قوله تعالى ( إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ ) [ ٧ / ٢٠١ ] أي لمم منه.

وقرئ طَيْفٌ وهو بمعناه.

قوله ( فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ ) [ ٦٨ / ١٩ ] أي هلاك أو بلاء في حال نومهم ( فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) [ ٦٨ / ٢٠ ].

الطَّائِفَةُ : الفرقة من الناس.

ومنه قوله تعالى ( وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [ ٢٤ / ٢ ].

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : الطَّائِفَةُ مِنَ الْوَاحِدِ فَمَا فَوْقَهُ.

وفي الغريبين : طَائِفَةٌ منهم جماعة ، ويجوز أن يقال للواحد طَائِفَةٌ.

والطَّائِفَةُ من الشيء : القطعة منه.

قوله ( طائِفَتانِ مِنْكُمْ ) [ ٣ / ١٢٢ ] حيان من الأنصار : بنو أسلم من الخزرج وبنو حارثة من الأوس ، خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه واله ووعدهم الفتح إن صبروا.

قوله ( فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ ) [ ٢٩ / ١٤ ] وهو المطر الغالب والماء الغالب يغشى كل شيء.

قال البصريون : هو جمع واحده طُوفَانَةٌ.

قال الكوفيون : هو مصدر كالرجحان والنقصان ولا يجمع.

والطُّوفَانُ من الآيات التي أرسلها الله على بني إسرائيل لما دعى عليهم موسى

__________________

(١) الطف : من أسماء كربلاء.

٩٠

عند إصرارهم على الكفر حيث قال : رب إن عبدك فرعون علا في الأرض وبغى وعتا ، وإن قومه قد نقضوا عهدك فخذهم بعقوبة تجعلها لهم ولقومي عظة ولمن بعدهم آية وعبرة فبعث الله عليهم الطُّوفَانَ وهو الماء أرسل الله عليهم من السماء.

وكانت بيوت بني إسرائيل وبيوت القبط مشتبكة مختلطة فامتلأت بيوت القبط حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم ، من جلس منهم غرق ، ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة.

وركد الماء على أرضهم لا يقدرون على حرث ولا غيره من الأعمال أسبوعا.

وقيل الطُّوفَانُ : الجدري ، وهو أول ما عذب به فبقي في الأرض.

وقيل الطُّوفَانُ : الموت الذريع أي الكثير.

وطَافَ بالشيء يَطُوفُ طَوْفاً وطَوَفَاناً استدار به.

واسْتَطَافَ بمعناه.

وَفِي حَدِيثِ الْهِرَّةِ « هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ ».

أي تطوف عليكم بالليل وتحفظكم من كثير من الآفات.

وَفِي الْخَبَرِ « كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي لَيْلَةٍ وَهُنَّ تِسْعٌ ». أي يدور ، وهو كناية عن الجماع.

وأَطَافَ بالشيء : ألم به وقاربه.

ومنه الْحَدِيثُ « إِنَّ الزَّيْدِيَّةَ وَالْمُعْتَزِلَةَ أَطَافُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ».

وهو عبد الله بن الحسن الذي يقال له النفس الزكية أي اجتمعوا عليه وألموا به.

والمَطَافُ : موضع الطواف.

وتَطَوَّفَ بالبيت ، واطَّوَّفَ على البدل والإدغام.

والطَّوْفُ : الغائط.

ومنه الْخَبَرُ « لَا يُصَلِّ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُدَافِعُ الطَّوْفَ ».

ومنه الْحَدِيثُ « لَا تَبُلْ فِي مُسْتَنْقَعٍ وَلَا تَطُفْ بِقَبْرٍ ».

والطَّائِفُ : بلاد معروفة وهي أبرد مكان بالحجاز ، سميت بذلك إما لأنها طافت على الماء في الطوفان ، أو لأن جبرئيل عليه السلام طاف بها في البيت.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَجْهُ تَسْمِيَةِ الطَّائِفِ :

٩١

أَنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام لَمَّا دَعَا رَبَّهُ أَنْ يَرْزُقَ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ، قَطَعَ لَهُمْ قِطْعَةً مِنَ الْأُرْدُنِّ ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى طَافَتْ بِالْبَيْتِ سَبْعاً ثُمَّ أَقَرَّهَا اللهُ فِي مَوْضِعِهَا ، فَسُمِّيَتِ الطَّائِفَ لِلطَّوَافِ بِالْبَيْتِ ».

( طيف )

طَيْفُ الخيالِ : مجيئه في النوم.

باب ما أوله الظاء

( ظرف )

الظَّرْفُ : الوعاءُ ، والجمع ظُرُوفٌ كفلس وفلوس.

قال الجوهري : ومنه ظرف الزمان والمكان.

وظَرُفَ الرجلُ بالضم ظَرَافَةً فهو ظَرِيفٌ : إذا حسن أدبه.

وقوم ظُرَفَاءُ وظِرَافٌ.

( ظلف )

فِي الْحَدِيثِ صَدَقَةُ الظِّلْفِ تُدْفَعُ إِلَى الْمُتَجَمِّلِينَ.

الظِّلْفُ للبقرة والشاة والظبي كالحافر للفرس والبغل ، والخف للبعير.

وقد يستعمل في غير ذلك مجازا.

باب ما أوله العين

( عجف )

قوله تعالى ( يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ ) [ ١٢ / ٤٣ ] العِجَافُ بالكسر : الإبل التي بلغت في الهزال النهاية ، جمع أَعْجَف.

والأَعْجَفُ : المهزول ، والأنثى عَجْفَاءُ والجمع عِجَافٌ بالكسر على غير القياس.

قال الجوهري : لأن أفعل فعلاء لا يجمع على فعال ، ولكنهم بنوه على سمان ، والعرب قد تبني الشيء على ضده.

والمسنتون العِجَافُ : الضعاف من

٩٢

الجوع.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تُضَحِّ فِي العَجْفَاءِ ».

أي الضعيفة المهزولة من العَجَفِ بالتحريك وهو الهزال.

يقال عَجِفَ الفرسُ من باب تعب : ضعف ، ومن باب قرب لغة.

( عرف )

قوله تعالى ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) [ ٧ / ٤٦ ] أي وعلى أعراف الحجاب وهو السور المضروب بين الجنة والنار وهي أعاليه جمع عُرْفٍ مستعار من عُرْفِ الفرسِ والديك.

( رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) [ ٧ / ٤٥ ] قيل هم قوم علت درجتهم كالأنبياء والشهداء وخيار المؤمنين.

وَعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام « نَحْنُ عَلَى الْأَعْرَافِ ، نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ ».

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ : « كَأَنِّي بِكَ يَا عَلِيُّ وَبِيَدِكَ عَصَا عَوْسَجٍ تَسُوقُ قَوْماً إِلَى الْجَنَّةِ وَآخَرِينَ إِلَى النَّارِ ».

قوله ( وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ ) [ ٤٧ / ٦ ] قيل عرفها لهم في الدنيا فاشتاقوا إليها وعملوا لها ، أو بينها لهم فيعرف كل واحد منزله ويهدى إليه كأنه ساكنه منذ خلق ، أو طيبها من العَرْفُ ، وهو طيب الرائحة ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ ». أي ريحها الطيبة.

وَمِنْهُ « كَانَ صلى الله عليه واله يَمُرُّ فِي طَرِيقٍ ثُمَّ لَا يَمُرُّ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً إِلَّا عُرِفَ أَنَّهُ مَرَّ فِيهِ لِطِيبِ عَرْفِهِ ». أي ريحه.

قوله ( إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ ) [ ٤ / ١١٤ ] المَعْرُوفُ : اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله ، والتقرب إليه والإحسان إلى الناس ، وكل ما يندب إليه الشرع من المحسنات والمقبحات وإن شئت قلت : المَعْرُوفُ اسم لكل فعل يعرف حسنه بالشرع والعقل من غير أن ينازع فيه الشرع.

والمَعْرُوفُ في الحديث : ضد المنكر ، وقد تقدم تفصيله في ( نكر ).

وَفِي الْحَدِيثِ « ( إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ ) ، الْمَعْرُوفُ الْقَرْضُ ».

٩٣

قوله ( فَأَمْسِكُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ ٦٥ / ٢ ] أي بحسن عشرة وإنفاق مناسب ( أَوْ فارِقُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ ٦٥ / ٢ ] بأن تتركوهن حتى يخرجن من العدة فتبين منكم ، لا بغير معروف بأن يراجعها ثم يطلقها تطويلا للعدة وقصدا للمضارة.

قوله ( إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً ) [ ٢ / ٢٣٥ ] قيل هو التعرض بالخطبة.

قوله ( وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) [ ٤٧ / ٣٠ ] قال الشيخ أبو علي : ( وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ ) يا محمد حتى تعرفهم بأعيانهم إلى أن قال :وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ « مَا خَفِيَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله بَعْدَ هَذِهِ الْآيَةِ أَحَدٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ ، كَانَ يَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ ».

ثم قال : والفرق بين اللامين أن الأولى هي الداخلة في جواب لو كالتي في ( لَأَرَيْناكَهُمْ ) ، ثم كررت في المعطوف ، واللام في ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ ) وقعت مع النون في جواب القسم المحذوف (١).

قوله تعالى لِتَعارَفُوا [ ٤٩ / ١٣ ] أي لذلك لا للتفاخر.

قوله ( فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ) [ ٤ / ٥ ] أي ما يسد حاجته والمَعْرُوفُ : القوت وإنما عنى الوصي والقيم في أموالهم بما يصلحهم.

قوله ( قُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) [ ٤ / ٥ ] أي ما يوجبه الدين بتصريح وبيان.

قوله ( وَعاشِرُوهُنَ بِالْمَعْرُوفِ ) [ ٤ / ١٨ ] في البيت والنفقة.

قوله ( فَأَمْسِكُوهُنَ بِمَعْرُوفٍ ) [ ٢ / ٢٣١ ] أي بما يجب لهن من النفقة والمسكن.

قوله ( وَصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفاً ) [ ٣١ / ١٥ ] أي بالمعروف ، والمَعْرُوفُ ما عرف من طاعة الله ، والمنكر ما أخرج منها.

قوله ( فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ )

__________________

(١) الشيخ الطبرسي : جوامع الجامع ص ٤٥٠ ، لكنه روى الحديث المذكور عن ( أنس ).

٩٤

[ ٢ / ١٩٨ ] الآية عَرَفَاتٌ هي الموضع المعروف ، قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمَا رُوِيَ أَنَّ جَبْرَئِيلَ عَمَدَ بِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام إِلَى عَرَفَاتٍ فَقَالَ : هَذِهِ عَرَفَاتٌ فَاعْرِفْ بِهَا مَنَاسِكَكَ ، وَاعْتَرِفْ بِذَنْبِكَ فَسُمِّيَتِ عَرَفَاتٍ.

وروي غير ذلك في وجه التسمية ، ولا منافاة.

وحدها : من بطن عرنة وثوية ونمرة إلى ذي المجاز ، كما جاءت به الرواية وسيتم الكلام بها إن شاء الله تعالى.

وَفِي الْحَدِيثِ « كُلُ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ».

الصدقة : ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة ، ومعناه يحل كل معروف محل الصدقة بالمال ، فالمعروف والصدقة وإن اختلفا في اللفظ ، فإنهما متقاربان في المعنى.

وَفِيهِ « أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ ». أي من بذل معروفه آتاه الله جزاء معروفه.

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ « قَالَ : يَأْتِي أَصْحَابُ الْمَعْرُوفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُغْفَرُ لَهُمْ لِمَعْرُوفِهِمْ وَتَبْقَى حَسَنَاتُهُمْ تَامَّةً فَيُعْطُونَهَا لِمَنْ زَادَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ فَيُغْفَرُ لَهُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَجْتَمِعُ لَهُمُ الْإِحْسَانُ إِلَى النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ».

وفِيهِ « لَيْسَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنَ الْمَعْرُوفِ إِلَّا ثَوَابُهُ ».

وفِيهِ « لَيْسَ كُلُّ مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَصْنَعَ الْمَعْرُوفَ إِلَى النَّاسِ يَصْنَعُهُ ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَرْغَبُ فِيهِ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلَا كُلُّ مَنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ يُؤْذَنُ لَهُ فِيهِ ، فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الرَّغْبَةُ وَالْقُدْرَةُ وَالْإِذْنُ فَهُنَاكَ تَمَّتِ السَّعَادَةُ لِلطَّالِبِ وَالْمَطْلُوبِ إِلَيْهِ ».

وفيه دلالة على عدم الاستطاعة للإنسان كما تقدم.

وفِيهِ « صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَدْفَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ وَتَقِي مَصَارِعَ الْهَوَانِ ». يعني أعمال الخير والرفق والإحسان إلى الغير تدفع ميتة السوء وتدفع مصارع الهوان أعني الذل.

والمَعْرُوفُ : ما يقابل الحسن المشتمل على رجحان فيخص الواجب والمندوب دون المباح والمكروه وإن دخلا في الحسن.

٩٥

والعَارِفَةُ : الخير مثل المعروف.

وفِيهِ « اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ ». ومعناه أن الله خلق الأشخاص والأنوار والأرواح ، وهو جل ثناؤه لا يشبهه شيء من ذلك فإذا نفي عنه الشبهين : شبه الأبدان وشبه الأرواح ، فقد عرف الله بالله.

وقيل يعني اعرفوا الله بالعنوان الذي ألقاه في قلوبكم بطريق الضرورة من غير اكتساب واختيار منكم.

وفِيهِ « مَنْ عَرَفَ اللهَ ». إلخ هو مِن عَرَفْتُ الشيءَ من باب ضرب : أدركته.

والمَعْرِفَةُ باعتبار السبر قد يراد بها : العلم بالجزئيات المدركة بالحواس الخمسة كما يقال عَرَفْتُ الشيءَ أَعْرِفُهُ بالكسر عِرْفَاناً إذا علمته بإحدى الحواس الخمسة.

وقد يراد بها إدراك الجزئي والبسيط المجرد عن الإدراك المذكور كما يقال عَرَفْتُ اللهَ ولا يقال علمته.

وقد يطلق على الإدراك المسبوق بالعدم أو على الإدراك الأخير من الإدراكين إذا تخلل بينهما عدم كما لو عرف الشيء ثم ذهل عنه ثم أدرك ثانيا وعلى الحكم بالشيء إيجابا أو سلبا.

والمراد من مَعْرِفَةِ الله تعالى كما قيل : الاطلاع على نعوته وصفاته الجلالية والجمالية بقدر الطاقة البشرية.

وأما الاطلاع على الذات المقدسة فمما لا مطمع فيه لأحد.

قال سلطان المحققين : إن مراتب المَعْرِفَةِ مثل مراتب النار مثلا ، وإن أدناها من سمع أن في الوجود شيئا يعدم كل شيء يلاقيه ويظهر أثره في كل شيء يحاذيه ويسمى ذلك الموجود نارا ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله تعالى مَعْرِفَةُ المقلدين الذين صدقوا بالدين من غير وقوف على الحجة.

وأعلى منها : مرتبة من وصل إليه دخان النار وعلم أنه لا بد له من مؤثر فحكم بذات لها أثر هو الدخان ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله مَعْرِفَةُ أهل النظر والاستدلال الذين حكموا بالبراهين القاطعة على وجود الصانع.

وأعلى منها : مرتبة من أحس بحرارة

٩٦

النار بسبب مجاورتها ، وشاهد الموجودات بنورها وانتفع بذلك الأثر ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله مَعْرِفَةُ المؤمنين المخلصين الذين اطمأنت قلوبهم بالله وتيقنوا أن الله ( نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) كما وصف به نفسه.

وأعلى منها : مرتبة من احترق بالنار بكليته وتلاشا فيها بجملته ، ونظير هذه المرتبة في معرفة الله مَعْرِفَةُ أهلِ الشهود والفناء في الله وهي الدرجة العليا والمرتبة القصوى ، رزقنا الله الوصول إليها والوقوف عليها بمنه وكرمه ـ انتهى كلامه.

وقد جعل بعض الشارحين المَعْرِفَةَ التي تضمنها قَوْلُهُ عليه السلام « مَنْ عَرَفَ اللهَ ». إلخ ، هي المرتبة الثالثة والرابعة.

وقد ورد في كلام علي عليه السلام إطلاق المَعْرِفَةِ عليه تعالى ، وبه بطلان قول زاعمي عدم صحة ذلك.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فَضْلُ مَعْرِفَةِ اللهِ تَعَالَى مَا مَدُّوا أَعْيُنَهُمْ إِلَى مَا مَتَّعَ بِهِ الْأَعْدَاءَ مِنْ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ».

كأن المراد بِالْمَعْرِفَةِ الثقة بالله ، والانقطاع إليه ، والتوكل عليه ، والاستغناء به عن غيره.

وَفِيهِ « الْمَعْرِفَةُ مِنْ صُنْعِ اللهِ لَيْسَ لِلْعِبَادِ فِيهَا صُنْعٌ ».

واستدل به وبنظائره بعض المتأخرين من أصحابنا على ضرورية المعرفة ، وهو خلاف المتفق عليه من كسبيتها وتأويله أن الله سبحانه لو لم يخلق للعبد القوى التي تحصل له بها هذه الحالة لم يكن له فيها صُنْعٌ من نفسه.

وَفِيهِ « مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى تَصْدِيقُ اللهِ تَعَالَى ، وَتَصْدِيقُ رَسُولِهِ ، وَمُوَالاةُ عَلِيٍّ عليه السلام ، وَالِايتِمَامُ بِهِ وَبِأَئِمَّةِ الْهُدَى وَالْبَرَاءَةُ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ عَدُوِّهِمْ ، هَكَذَا يُعْرَفُ اللهُ ».

وَفِيهِ « أَدْنَى مَا يَكُونُ بِهِ الْعَبْدُ مُؤْمِناً أَنْ يُعَرِّفَهُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ ، وَيُعَرِّفَهُ نَبِيَّهُ فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ وَيُعَرِّفَهُ إِمَامَهُ فَيُقِرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ ».

وَفِيهِ « حَمَلَةُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ». قيل فيه : الْعُرَفَاءُ جمع عَرِيفٍ وهو القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الغير منه أحوالهم

٩٧

وهو دون الرئيس.

وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَعْنَى أَهْلُ الْقُرْآنِ عُرَفَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقَالَ : « رُؤَسَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ ».

وَفِيهِ « الْعُرَفَاءُ فِي النَّارِ ».

وَفِيهِ « مَنْ تَوَلَّى عِرَافَةً أُتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَدَاهُ مَغْلُولَتَانِ إِلَى عُنُقِهِ ».

وهذا تحذير من التصدر للرئاسة لما في ذلك من الفتنة ، وأنه إذا لم يقم بحقه أثم واستحق العقوبة.

والْعَرِيفُ كأمير فعيل بمعنى فاعل ، والعِرَافَةُ : عملُهُ.

وعَرُفَ فلانٌ بالضم عَرَافَةً بالفتح أي صار عريفا مثل خطب خطابة بالفتح صار خطيبا.

وإذا أردت أنه عمل ذلك قلت عَرَفَ يَعْرُفُ عِرَافَةً مثل كتب يكتب كتابة.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام « لَا آخُذُ بِقَوْلِ عَرَّافٍ وَلَا قَائِفٍ ».

والْعَرَّافُ مثقلا : المنجم ، والكاهن يستدل على معرفة المسروق والضالة بكلام أو فعل ، وقيل الْعَرَّافُ يخبر عن الماضي ، والكاهن يخبر عن الماضي والمستقبل.

وَفِي حَدِيثٍ مَنِ انْقَطَعَ ظُفْرُهُ وَجَعَلَ عَلَيْهِ مَرَارَةً كَيْفَ يَصْنَعُ بِالْوُضُوءِ؟ فَقَالَ عليه السلام « تُعْرَفُ هَذَا وَأَشْبَاهُهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ » ، ( ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) [ ٢٢ / ٧٨ ].

قال الشهيد محمد بن مكي : فيه تنبيه على جواز استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية.

وأقول : فيه أيضا دلالة على جواز العمل بالظواهر القرآنية.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ « مَنْ عَرَفَنِي عَرَفَنِي وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا جُنْدَبٌ ». قيل في اتحاد الشرط والجزاء إشعار بصدق لهجته أي من لم يعرفني فليعلم أني جندب ، وَرُوِيَ « فَأَنَا أَبُو ذَرٍّ ». أي المعروف بالصدق بِحَدِيثِ « مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ». إلخ.

والتَّعْرِيفُ : الوقوفُ بعرفات ، يقال عَرَّفَ الناسُ : إذا شهدوا عرفات.

وعَرَفَاتٌ يُعْرَبُ أعراب مسلماتٍ ومؤمنات ، والتنوين يشبه تنوين المقابلة كما في مسلمات ، وليس تنوين صرف ،

٩٨

لوجود مقتضي منع الصرف من العلمية والتأنيث ، ولهذا لا يدخلها الألف واللام.

وبعضهم يقول : عَرَفَةُ هي الجبل ، وعَرَفَات جمع عَرَفَةَ تقديرا لأنه يقال وقفت بعرفة كما يقال بعرفات.

ويوم عَرَفَةَ : يوم التاسع من ذي الحجة علم لا يدخله الألف واللام ، وهي ممنوعة من الصرف للتأنيث والعلمية كعرفات.

ومَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذٍ ـ بفتح الخاء والراء المشددة وضم الباء الموحدة ـ : مكي محدث لغوي قاله في القاموس.

ومَعْرُوفٌ الكَرْخِيُ (١) ممن يروي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

وَمِنْ حَدِيثِهِ عَنْهُ « أَنَّهُ قَالَ : أَوْصِنِي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ! فَقَالَ : أَقْلِلْ مَعَارِفَكَ.

قَالَ : زِدْنِي.

قَالَ أَنْكِرْ مَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ ».

والاعْتِرَافُ بالذنب : الإقرار به.

وقد تَعَارَفَ القومُ : إذا عرف بعضهم بعضا وتَعْرِيفُ اللقطةِ : الإعلام بها.

وكيفيته على ما ذكره فقهاء الفريقين أن تعرفها أسبوعا ، في كل يوم مرة ، ثم ثلاثة أسابيع كل أسبوع مرة.

وفي المجمع فِي قَوْلِهِ « ثُمَ عَرِّفْهَا سَنَةً ».

أي عرفها للناس سنة بذكر صفاتها في المحافل كل يوم مرتين ، ثم في كل أسبوع ثم في كل شهر في بلد اللقيط.

والمَعْرَفَةُ بفتح الميم والراء وسكون العين : المكان الذي ينبت عليه العُرْفُ ، والعُرْفُ للفرس.

( عزف )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَنِي لِأَمْحَقَ الْمَعَازِفَ وَالْمَزَامِيرِ ».

المَعَازِفُ : هي آلات اللهو يضرب بها ، الواحد عَزْفٌ رواية عن العرب ، وإذا أفرد المِعْزَفُ بكسر الميم فهو نوع من الطنابير يتخذه أهل اليمن ، كذا نقل عن المغرب.

وفي النهاية : العَزْفُ اللعب بالمعازف ، وهي الدفوف وغيرها مما يضرب بها.

__________________

(١) هو : أبو محفوظ بن فيروز : متصوف شهير في بغداد ، من تلاميذه ( السقطي ) أستاذ ( جنيد ).

توفي ٨١٥ ، وقبره ببغداد معروف.

٩٩

والعَزْفُ ـ كفلس ـ : واحد المَعَازِفِ على غير القياس. والعَازِفُ : اللاعب.

وعَزَفَ عَزْفاً من باب ضرب وعَزِيفاً لعب بالمعازف.

وَفِي خَبَرِ حَارِثَةَ « عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا ». أي عافتها وكرهتها ، وَرُوِيَ « عَزَفْتُ نَفْسِي ». بضم التاء أي منعتها وصرفتها

( عسف )

العَسْفُ بالفتح فالسكون : الأخذ على غير الطريق والظلم.

وكذلك التَّعَسُّفُ والاعْتِسَافُ.

وعَسَفَهُ عَسْفاً من باب ضرب : أخذه بقوة.

والفاعل : عَسُوفٌ.

والعَسِيفُ : الأجير ، لأنه يعسف الطرقات مترددا في الاشتغال ، والجمع عُسَفَاءُ كأجير وأجراء.

وعُسْفَانُ كعثمان : موضع بين مكة والمدينة يذكر ويؤنث ، بينه وبين مكة مرحلتان ، ونونه زائدة.

( عصف )

قوله تعالى ( وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ ) [ ٥٥ / ١٢ ] العَصْفُ : ورق الزرع ثم يصير ـ إذا يبس وديس ـ تبنا ، والرَّيْحَانُ : الورق الذي هو مطعم الناس ، وقيل الريحان : الذي يشم.

قوله ( فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) [ ١٠٥ / ٥ ] أي كزرع مأكول ، والمأكول : الذي أخذ ما فيه من الحب فأكل ، وبقي هو لا حب فيه.

يعني جعلهم كزرع قد أكل حبه وبقي تبنه.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ الْحَجَرَ كَانَ يُصِيبُ أَحَدَهُمْ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجَوِّفُهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَسْفَلِهِ فَيَصِيرَ كَقِشْرِ الْحِنْطَةِ وَالْأَرُزِّ الْمُجَوَّفِ ».

قوله ( وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً ) [ ٢١ / ٨١ ] قيل كانت الريح مطيعة له إذا أراد أن تَعْصِفَ عَصَفَتْ ، وإذا أراد أن ترخى رخت ، وكان هبوبها على حسب ما يريد.

١٠٠