مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

وهي على ما ذكره بعض المحققين على أقسام أربعة لأن الْمُحِيلَ والْمُحَالَ عليه إما أن يكونا مشغولي الذمة ، وهذه هي الْحَوَالَةُ الحقيقية.

أو يكونا بريئين ، وهذه وكالة في إقراض مال.

أو يكون الْمُحَالُ عليه مشغول الذمة خاصة ، وهذه وكالة في استيفاء دين.

أو الْمُحِيلُ خاصة وهي ملحقة بالأولى إن لم يشترط شغل ذمة الْمُحَالِ عليه ، ومع الاشتراط فهي بالضمان أولى.

ورجل مُحْتَالٌ : ذو حِيَلٍ يَحْتَالُ على الناس.

ورجل أَحْوَلُ العين.

وحَوِلَتْ عينُهُ واحْوَلَّتْ أيضا بالتشديد.

واسْتَحَالَ الكلام أي صار مُحَالاً.

والحمد لله على كل حَالٍ قيل يذكر عند البلاء والشدة وأما عند النعمة فيقال الحمد لله بنعمته تتم الصالحات.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَيَصُدَّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ ».

أي أريده ، من قولهم حاوَلْتُ الشيء : أردته.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا حَالُ الْمُؤْمِنِ عِنْدَكَ ».

أي ما قدره ومنزلته ، والخطاب لله تعالى.

وَفِي حَدِيثِ صِفَاتِهِ تَعَالَى « لَمْ يَسْبِقْ لَهُ حَالٌ فَيَكُونَ أَوَّلاً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ آخِراً وَيَكُونَ ظَاهِراً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ بَاطِناً ».

قال بعض الشارحين : وقد تحقق أن ما يلحق ذاته المقدسة من الصفات اعتبارات ذهنية تحدثها العقول عند مقايسته إلى المخلوقات ، ولا سبق لشيء منها على الآخر بالنظر إلى ذاته القدسية وإلا لكانت كمالات قابلة للزيادة والنقصان وبعضها علة للبعض وأشرف ، وبعضها معلول للبعض وأنقص بالنظر إلى ذاته تعالى ، وذلك من لواحق الإمكان.

( حيل )

قوله تعالى ( لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً ) [ ٤ / ٩٨ ] الْحِيلَةُ : الاسم من الْاحِتْيِالُ وهو من الواو.

وكذلك الْحَيْلُ.

و « لا حَيْلَ ولا قوة إلا بالله » لغة في « لا حَوْلَ ولا قوة إلا بالله ».

وما له حِيلَةَ ولا احتيال بمعنى.

٣٦١

باب ما أوله الخاء

( خبل )

قوله تعالى ( لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً ) [ ٣ / ١١٨ ] أي فسادا.

والْخَبَالُ : الفساد.

ويكون في الأفعال والأبدان والعقول.

والْخَبَلُ بالتحريك : الجن يقال به خَبَلٌ أي شيء من أهل الأرض.

وخَبَّلَهُ واخْتَبَلَهُ : إذا أفسد عقله أو عضوه.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللهُ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

بفتح خاء وباء موحدة وفسرت بصديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدر جهنم فيشربه أهل النار

( ختل )

فِي حَدِيثِ الْعَالِمِ « يَخْتِلُ الدُّنْيَا بِالدَّيْنِ ».

أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة.

يقال خَتَلَهُ يَخْتِلُهُ : إذا خدعه وراوغه.

والْمُخَاتَلَةُ : المخادعة.

والتَّخَاتُلُ : التخادع.

ومنه قَوْلُهُ عليه السلام فِي طَلَبَةِ الْعِلْمِ « وَمِنْهُمْ مَنْ يَطْلُبُهُ لِلِاسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ ».

والمخاتلة : المشي إلى الصيد قليلا قليلا في خفية لئلا يسمع حسا فينفر وإبراهيم بن محمد الْخُتَّلِيُ من رواة الحديث.

( خجل )

الْخَجَلُ بالتحريك : التحير والدهش من الاستحياء.

وقد خَجِلَ خَجَلاً من باب تعب : إذا صدر منه ذلك.

( خذل )

قوله تعالى ( وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ) [ ٣ / ١٦٠ ] وتَخَاذَلُوا أي خذل بعضهم بعضا.

والْمُخَذِّلُ هو الذي يجبن عن القتال ويخوف ملاقاة الأبطال.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ

٣٦٢

لَا يَخْذُلُهُ » أي لا يترك نصرته وإعانته.

( خردل )

قوله تعالى ( وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ) [ ٢١ / ٤٧ ] الْخَرْدَلُ معروف ، والواحدة خَرْدَلَةٌ.

( خزل )

فِي الدُّعَاءِ « لَا تُخْتَزَلْ حَوَائِجُهُمْ دُونَكَ ».

بالبناء للمجهول أي لا تقتطع من الِاخْتِزَالِ وهو الاقتطاع.

يقال خَزَلْتُهُ خَزْلاً من باب قتل : اقتطعته.

ومنه الْحَدِيثُ « إِنَّ اللهَ خَلَقَ الدُّنْيَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اخْتَزَلَهَا مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ ، فَالسَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ يَوْماً ».

واخْتَزَلَ منزلها من دار أبي عبد الله عليه السلام.

وانْخَزَلَ الشيء أي انقطع.

( خشل )

الْخَشَلُ : ما كان من الأسورة ، والخلاخيل ونحوها.

( خصل )

فِي الْحَدِيثِ « وُضِعَ عَنْ أُمَّتِي تِسْعُ خِصَالٍ : الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا لَا يَعْلَمُونَ وَمَا لَا يُطِيقُونَ وَمَا اضْطُرُّوا إِلَيْهِ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ وَالطِّيَرَةُ وَالْوَسْوَسَةُ فِي التَّفَكُّرِ فِي الْخَلْقِ وَالْحَسَدُ مَا لَمْ يُظْهِرْ بِلِسَانٍ أَوْ يَدٍ ».

الْخِصَالُ جمع خَصْلَةٍ ، والمراد من الوضع : عدم المؤاخذة على الاتصاف بها.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « خَيْرُ خِصَالِ الرِّجَالِ شَرُّ خِصَالِ النِّسَاءِ ».

كالشجاعة والكرم فإنهما من خير خِصَالِ الرجال ، وهما في النساء شر وذلك أن المرأة إذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال بعلها ، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها.

والْخُصْلَةُ بالضم : لفيفة من الشعر.

( خضل )

فِي الْحَدِيثِ « بَكَى حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ بِالدُّمُوعِ ».

أي ابتلت يقال اخْضَلَّتْ الشيء فهو مُخْضَلٌ : إذا بللته.

واخْضَلَ الشيء واخْضَوْضَلَ : إذا ابتل.

٣٦٣

( خطل )

الْخَطَلُ بالتحريك : المنطق الفاسد المضطرب.

يقال خَطِلَ في منطقه من باب تعب خَطَلاً : أخطأ.

وأذن خَطْلَاءُ : بينة الْخَطَلِ أي مسترخية.

قيل ومنه سمي الْأَخْطَلُ (١)

( خلل )

قوله تعالى ( وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) [ ٤ / ١٢٥ ] الْخَلِيلُ : الصديق الذي يُخَالِلُ في أمرك.

وهو فعيل من الْخَلَّةِ أي المودة والصداقة ، والجمع أَخِلَّاءُ.

قال الله تعالى ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) [ ٤٣ / ٦٧ ].

واختلف في معنى ( وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) [ ٤ / ١٢٥ ] فقيل نبيا مختصا به ، وقد تخلل من أمره.

وقيل فقيرا محتاجا إليه.

ويقال هو عبارة عن اصطفائه واختصاصه بكرامة تشبه الْخَلِيلَ عند خَلِيلِهِ.

وَفِي الْحَدِيثِ « اتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ عَبْداً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً ، وَنَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولاً ، وَرَسُولاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلاً ، وَخَلِيلاً قَبْلَ أَنْ يَجْعَلَهُ إِمَاماً ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ ، ( قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) ».

قوله ( لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ ) [ ٢ / ٢٥٤ ] الْخُلَّةُ بالضم : مودة متناهية في الإخلاص وصداقة قد تَخَلَّلَتِ القلب وصارت خِلَالَهُ أي باطنه.

ومثله قوله ( لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ ) [ ١٤ / ٣١ ] أي لا مُخَالَّةٌ ولا مصادقة.

وخِلَالُ الديار : بين الديار.

قال تعالى ( فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ ) [ ١٧ / ٥ ].

وقال ( فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ ) [ ٢٤ / ٤٣ ] وقرئ من خِلَلِهِ

__________________

(١) غياث التغلبي ، لقب بالأخطل لطول لسانه أو لارتخاء أذنيه كان نصرانيا من بني تغلب واتصل بالأمويين فغدا شاعرهم الخاص ينصرهم بلسانه ويفيض بمدحهم ويندفع في هجو أعدائهم حشره الله مع مواليه.

٣٦٤

أيضا وهي فرج السحاب الذي يخرج منه القطر.

قوله ( وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ ) [ ٩ / ٤٧ ] أي فيما يُخِلُ بكم أو أوضعوا مراكبهم وسطكم.

وقيل غير ذلك.

وقد تقدم (١).

وفي حَدِيثِ وَصْفِ الْمُؤْمِنِ « مَأْمُورٌ بِفِكْرَتِهِ ضَنِينٌ بِخَلَّتِهِ » أي بخيل بها.

وهو يحتمل وجهين : فتح الخاء بمعنى لا يعرض له حاجة عند الناس.

وضمها أي بمودته وصداقته.

والْخَلَّةُ والفقر والقتر والضيقة والعيلة والحاجة كلها نظائر.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَاسْدُدْ خَلَّتَهُ ».

أي الثلمة التي انثلمت بموته.

والْخِلَّةُ بالكسر ما يبقى بين الأسنان.

والْخِلَالُ بالكسر ما يُتَخَلَّلُ به الأسنان وجمعه أَخِلَّةٌ.

ومنه الْحَدِيثُ « نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه السلام ».

والْخِلَالُ أيضا ما تُخَلَّلُ به الثوب.

والْخِلَالُ أيضا الخصال جمع خَلَّةٍ مثل الخصلة.

والْخِلَالُ : البسر جمع خَلَالَةٍ بالفتح.

والْخَلَلُ كجبل : الفرجة بين الشيئين.

والْخَلَلُ في الأمر والحرب كالوهن والفساد.

وَفِي الْخَبَرِ « عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَتَى يُخْتَلُ إِلَيْهِ » أي يحتاج إليه.

والْخَلُ معروف وهو أنواع.

والْخِلُ بالكسر : الْخَلِيلُ.

والْخَلِيلُ بن أحمد النحوي اللغوي العروضي (٢) من ( فرهود ) حي من الأزد وكان فطنا ذكيا شاعرا.

والْخَلْخَالُ : بفتح الخاء : معروف

__________________

(١) في ( وضع ).

(٢) الخليل الأزدي : نحوي لغوي متضلع بالعلوم والآداب العربية جامع تعلم على يديه سيبويه النحوي الشهير والأصمعي وغيرهما من كبار أئمة اللغة العربية اكتشف علم العروض وأكمل تشكيل القرآن وأبدع كثيرا من البدائع الخالدة.

٣٦٥

وهو أحد خَلَاخِيلِ النساء.

والْخَلْخَلُ لغة فيه أو مقصور منه.

( خمل )

فِي الْحَدِيثِ « الدُّنْيَا تَرْفَعُ الْخَمِيلَ وَتَضَعُ الشَّرِيفُ ».

الْخَمِيلُ هو الخامل الساقط الذي لا نباهة له.

وقد خَمَلَ يَخْمُلُ خُمُولاً : إذا اتصف بذلك.

وخَمَلَ : استتر.

ومنه رجل خَمُولٌ.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّهُ صلى الله عليه واله جَهَّزَ فَاطِمَةَ عليها السلام فِي خَمِيلٍ ».

قال بعض الشارحين الْخَمِيلُ والْخَمِيلَةُ : القطيفة.

وهي كل ثوب له خَمْلٌ من أي شيء كان.

وقيل : الْخَمِيلُ الأسود من الثياب.

ومنه حَدِيثُ أُمِّ سَلَمَةَ « أَدْخَلَنِي مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ ».

( خول )

قوله تعالى ( وَتَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَراءَ ظُهُورِكُمْ ) [ ٦ / ٩٤ ] أي تركتم ما ملكناكم وتفضلنا به عليكم في الدنيا فشغلكم عن الآخرة وراء ظهوركم ، من قولهم خَوَّلَهُ الله الشيء أي ملكه إياه.

وخَوَّلَهُ نعمة : أعطاه نعمة.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَأَدِمِ مَا خَوَّلْتَنَا ».

وَفِي الْحَدِيثِ « النَّاسُ كُلُّهُمْ أَحْرَارٌ وَلَكِنَّ اللهَ خَوَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ».

أي فضل بعضكم على بعض ، من خَوَّلَهُ المالَ أعطاه إياه متفضلا.

وَفِيهِ « اتَّقُوا اللهَ فِيمَا خَوَّلَكُمُ ».

أي ملككم وأعطاكم.

وَفِي حَدِيثِ الصَّحَابَةِ « كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ ».

أي يتعهدنا ، من التَّخَوُّلِ : التعهد وحسن الرعاية.

يقال تَخَوَّلَتِ الأرض الريح أي تعهدتها.

والْخَائِلُ : المتعهد للشيء الحافظ له.

والمعنى أنه كان يتفقدنا بالموعظة في مظان القبول ولا يكثر علينا لئلا نسأم.

وزعم بعض الشارحين أنه « يَتَحَوَّلُنَا » بالحاء المهملة.

٣٦٦

وهو أن يطلب أحوالهم التي ينشطون فيها للموعظة.

وَفِي الْحَدِيثِ « اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ دُوَلاً وَعَبِيدَهُ خَوَلاً » أي عبيدا.

والْخَوَلُ بالتحريك : العبيد.

ومنه الْخَبَرُ « إِذَا بَلَغَ بَنُو الْعَاصِ ثَلَاثِينَ اتَّخِذُوا عِبَادَ اللهِ خَوَلاً » أي خدما وعبيدا.

يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.

والْخَالُ : أخو الأم.

والْخَالَةُ : أختها.

وقد يتجوز فيه.

ومنه حَدِيثُ الْهُذَيْلِيِ « مَا أَشَدَّ مَا قُبِضَ خَالُكَ عَلَيْهَا » أي صاحبك.

من قولهم أنا خَالُ هذا الفرس أي صاحبه ، مع احتمال الحقيقة.

ويكون عبد الله بن عباس منتسبا من جانب الأم إلى هذيل.

وخَوْلَانُ : قبيلة من اليمن.

وفي حديث زينب العطارة الْخَوْلَاءِ.

وخَوْلَةُ بنت حكيم هي امرأة عثمان بن مظعون.

وهي التي ( وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ ) صلى الله عليه وآله.

وكانت امرأة صالحة فاضلة.

وكانت من أجلاء نساء ثقيف كما تقدم.

( خيل )

قوله تعالى ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها ) [ ١٦ / ٨ ] الْخَيْلُ جماعة من الأفراس لا واحد له من لفظه كالقوم والرهط والنفر.

وقيل مفرده خَائِلٍ.

وهي مؤنثة ، والجمع الْخُيُولَةُ.

قيل أول من ركب الْخَيْلَ : إسماعيل.

وكانت قبل ذلك وحشية كسائر الوحوش.

وَفِي الْخَبَرِ « بِئْسَ الْعَبْدُ عَبْدٌ تَخَيَّلَ وَاخْتَالَ ».

هو تفعل وافتعل أي تَخَيَّلَ أنه خير من غيره ، واخْتَالَ : تكبر.

والْمُخْتَالُ : ذو خُيَلَاءَ.

والْخُيَلاءُ بالضم والكسر : التكبر.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ شَيْخٌ زَانٍ وَلَا جَارٌّ إِزَارَهُ خُيَلَاءَ » أي تكبر.

واخْتَالَ الرجل في مشيه أي تجبر كما يفعله المتكبرون.

٣٦٧

وفي حَدِيثِ وَصْفِ الْمُؤْمِنِ « لَا يَظْلِمُ الْأَعْدَاءَ وَلَا يَتَخَايَلُ عَلَى الْأَصْدِقَاءِ ».

وفي أكثر النسخ « يَتَحَامَلُ » وقد مر.

وخِلْتُ الشيء خَيْلاً ومَخِيلَةً : ظننته.

وما إِخَالُكَ أسرقت : ما أظنك.

وهو من باب ظننت وأخواتها تدخل على المبتدإ والخبر.

فإن ابتدأت بها أعملت.

وإن وسطتها أو أخرت فأنت بالخيار بين الإلغاء والإعمال.

وتقول في مستقبله : إِخَالُ بكسر الألف.

وهو أفصح ، والقياس أَخَالُ بالفتح ، وهو لغة بني أسد.

والْأَخْيَلُ : طائر أخضر على جناحه لمع يخالف لونه ، سمي بذلك لِلْخَيَلَانِ.

وقيل الْأَخْيَلُ : الشقراق.

والْمَخَايِلُ جمع الْمَخِيَلةِ ، وهي ما يوقع في الْخَيَالِ يعني به الأمارات.

وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ « وَأَخْلَفَتْنَا مَخَايِلُ الْجَوْدِ ».

جمع مَخِيلَةٍ وهي السحاب التي يظن أنها تمطر وليست بماطرة.

والْجَوْدُ : المطر العظيم.

وبنو أَخْيَلَ : حي من بني عقيل : رهط ليلى الْأَخْيَلِيَّةِ.

وَزَيْدُ الْخَيْلِ أُضِيفَ إِلَيْهِ لِشَجَاعَتِهِ وَفُرُوسِيَّتِهِ.

وَكَانَ اسْمُهُ ذَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله زَيْدَ الْخَيْرِ بِالرَّاءِ.

باب ما أوله الدال

( دال )

الدُّئِلُ : دويبة شبيهة بابن عرس.

ومنه قول قائلهم :

جاءوا بجيش لو قيس معرسه

ما كان إلا كمعرس الدُّئِلِ

قال الجوهري قال أحمد بن يحيى

٣٦٨

لا نعلم اسما جاء على فعل غير هذا.

قال الأخفش وإلى المسمى بهذا الاسم نسب أبو الأسود الدُّئَلِيُ ، إلا أنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة استثقالا لتوالي الكسرتين مع ياء.

واسمه ظالم بن عمر بن سليمان (١) ينتهي نسبه إلى كنانة.

( دبل )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ اللهَ لَيَدْفَعُ بِالصَّدَقَةِ الدَّاءَ وَالدُّبَيْلَةَ ».

هي مصغرة كجهينة : الطاعون وخراج ودمل يظهر في الجوف ويقتل صاحبه غالبا.

والدَّوْبَلُ : الحمار الصغير لا يكبر.

( دجل )

فِي الْحَدِيثِ « لَمْ يَصِلِ الدَّجَّالُ مَكَّةَ وَلَا الْمَدِينَةَ ».

وفِي آخَرَ « الدَّجَّالُ لَا يُبْقِي سَهْلاً مِنَ الْأَرْضِ إِلَّا وَطِئَهُ إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ ».

وفِيهِ « لَيَزْرَعُنَّ الزَّرْعَ بَعْدَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ».

وخروجه عقيب ظهور المهدي عليه السلام كما جاءت به الرواية.

يقال سمي دَجَّالاً لتمويهه من الدَّجْلِ والتغطية.

يقال دَجَلَ الحقَّ أي غطاه بالباطل.

ودَجَلَ : إذا لبس وموه.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَطَبَ فَاطِمَةَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله فَقَالَ وَعَدْتُهَا لِعَلِيٍّ وَلَسْتُ بِدَجَّالٍ ».

أي خداع ولا ملبس عليك أمرك.

( دحل )

الدَّحْلُ : هوة تكون في الأرض ،

__________________

(١) هو أحد الأئمة في اللغة والأدب العربي ومن الطبقة الأولى من شعراء الإسلام ومن سادات التابعين وأعيانهم ومخلصا في ولاء آل الرسول صلى الله عليه واله صحب عليا وشهد معه صفين وهو بصري يعد من الفرسان العقلاء.

وهو أول من وضع علم النحو بأمر من أمير المؤمنين عليه السلام وأول من شكل القرآن بصدرته البدائية وله مع أمراء وقته مواقف خطيرة يقدرها التاريخ عبر الزمان وهو المؤسس الأول للدراسات العربية في جميع فنونها.

٣٦٩

وفي أسفل الأودية فيها ضيق ، ثم يتسع ، والجمع دُحُولٌ وأَدْحَالٌ.

( دخل )

قوله تعالى ( فَادْخُلِي فِي عِبادِي ) [ ٨٩ / ٢٩ ] قيل معناه ادْخُلِي في أجساد عبادي.

يقال تَدْخُلُ النفس في البدن الذي خرجت منه.

وقرئ في عبدي أي في جسد عبدي.

وقيل معناه ادْخُلِي في جملة عبادي الصالحين الجنة.

قوله ( أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ ) [ ١٧ / ٨٠ ] الآية الْمَدْخَلُ بالفتح : الدخول ، وموضع الدخول أيضا.

قيل أي أَدْخِلْنِي القبر طاهرا من الزلل وابعثني منه مرضيا.

وأراد الخروج من مكة ، والدُّخُولَ في المدينة.

أو كل ما يدخل فيه من أمر أو مكان.

قوله ( تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ ) [ ١٦ / ٩٢ ] أي دغلا وخيانة وخديعة.

وفي التفسير الدَّخَلُ أن يكون الباطن خلاف الظاهر ، فيكون دَاخِلُ القلب على الغدر والظاهر على الوفاء.

قوله ( وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً ) [ ٤ / ٣١ ] قرئ بضم الميم وفتحها بمعنى المكان والمصدر فيهما ـ قاله الشيخ أبو علي رحمه‌الله.

قوله ( أَوْ مُدَّخَلاً ) [ ٩ / ٥٧ ] هو مفتعل من الدخول ، أي موضع دخول يأوون إليه.

وَفِي الْحَدِيثِ « دَخَلْتُ الْعُمْرَةَ فِي الْحَجِّ ».

أي دَخَلْتُ في وقت الحج وأشهره.

وكان الجاهلية لا يرون ذلك فأبطل النبي صلى الله عليه واله ذلك.

وقيل معنى دُخُولِهَا فيه إن فرضها ساقط بوجوب الحج فاتحدتا في العمل.

قال في النهاية : وهذا تأويل من لم يرها واجبة ، فأما من أوجبها فقال معناه أن عمل العمرة قد دَخَلَ في عمل الحج فلا يرى على القارن أكثر من إحرام وطواف وسعي.

٣٧٠

والدُّخْلُ بضم الدال فالسكون : ما يَدْخُلُ على الإنسان من عقاره وتجارته.

وبالتحريك العيب والفسق والفساد.

وَفِي حَدِيثِ تَغْسِيلِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ « إِذَا يُدْخَلُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ».

قرئ بالبناء للمجهول ، أي يعاب عليهم ، من الدَّخَلِ بالتحريك العيب.

والضمير في عليهم يعود إلى أقارب المرأة الذين يغسلونها.

وقد تقرأ بالبناء للفاعل ، أي يحصل لهم منه ريب وفساد.

ودُخِلَ عليه بالبناء للفاعل ، أي يحصل لهم منه ريب وفساد.

ودُخِلَ عليه بالبناء للمفعول : إذا سبق وهمه إلى الشيء فغلط من حيث لا يشعرون.

وَفِي الْخَبَرِ « كُنْتُ أَرَى إِسْلَامَهُ مَدْخُولاً » يعني متزلزلا.

وَفِيهِ « إِذَا بَلَغَ بَنُو الْعَاصِ ثَلَاثِينَ كَانَ دِينُ اللهِ دَخَلاً ».

الدَّخَلُ بالتحريك : العيب والغش والفساد.

وحقيقته أن يُدْخِلُوا في الدين أمورا لم تجر بها السنة.

ودَاخِلَةُ الرجل : باطن أمره.

وكذلك الدُّخْلَةُ بالضم.

يقال هو عالم بِدُخْلَتِهِ.

ومنه الْحَدِيثُ « وَلَّتْهُ امْرَأَةٌ أَمْرَهَا وَهُوَ لَا يَعْلَمُ دُخْلَةَ أَمْرِهَا فَوَجَدَهَا قَدْ دَلَّسَتْ عَيْباً هُوَ بِهَا ».

ودَخِيلُ الرجل ودَخَلَهُ : الذي يُدَاخِلُهُ في أموره ويختص به.

والدُّخُولُ في الشيء : النفوذ فيه.

ودَخَلْتُ البيت ـ قاله الجوهري ـ : الصحيح فيه أنك تريد دَخَلْتُ إلى البيت فحذفت حرف الجر فانتصب انتصاب المفعول.

وتَدَخَّلَ الشيء : دَخَلَ قليلا قليلا.

وقد تَدَاخَلَنِي منه شيء.

والدَّوْخَلَّةُ تشدد لامه وتخفف : هذا المنسوج من الخوص ، يجعل فيه الرطب.

( دعبل )

كزبرج : اسم شاعر من خزاعة (١)

__________________

(١) هو شاعر مجيد أصله من الكوفة واتصل ببلاط الرشيد ولكن احتفظ بين جوانحه حب آل البيت وولاءهم.

تولى الحكم من قبل العباسيين في سمجان ( خراسان )

٣٧١

مشهور في أصحابنا بالإيمان وعلو المنزلة ، وعظم الشأن ، وإليه ينسب كتاب طبقات الرجال.

وقصته مع الرضا عليه السلام مشهورة مذكورة في كتب الرجال.

وفي القاموس دعبل : شاعر رافضي.

( دعقل )

الدَّعْقَلُ كجعفر : ولد الفيل.

وذكر الثعالب أيضا.

( دغل )

دَغَلُ السريرة : خبثها ومكرها وخديعتها.

وقد جاء في الأدعية.

( دقل )

الدَّقَلُ بالتحريك : أردى التمر.

وقد جاء في الحديث.

يقال أَدْقَلَ النخل : إذا صار كذلك.

( دلل )

قوله تعالى ( فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ ) [ ٧ / ٢٢ ] يقال لكل من ألقى إنسانا في بلية قد دَلَّاهُ في كذا.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنْ اللهَ قَدْ دَلَ النَّاسَ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ ».

يعني بعد أن خلق العقل فيهم دلهم على أن لهم مدبرا على لسان نبيه بالأدلة.

وَفِي الدُّعَاءِ « مُدِلًّا عَلَيْكَ فِيمَا قَصَدْتُ فِيهِ إِلَيْكَ ».

هو من دَلَّتِ المرأة من بابي ضرب وتعب ، وتَدَلَّلَتْ ، وهو جرأتها في تكسر وتفتح كأنها مخالفة وليس بها خلاف.

والاسم : الدَّلَالُ.

يقال تَدَلَّلَ على غيره : لم يخف منه بل يعد نفسه عزيزا عنده.

وَمَا رُوِيَ مِنْ « أَنَ الْمُدِلَ لَا يَصْعَدُ مِنْ عَمَلِهِ شَيْءٌ ».

ومن « أَنَّ الْعَابِدَ الْمُدِلَ بِعِبَادَتِهِ فَكَذَا ».

فهو من أَدَلَ عليه : إذا اتكل عليه ظانا بأنه هو الذي ينجيه ، لا من أَدَلَ عليه أي انبسط كَتَدَلَّلَ.

ومنه الْحَدِيثُ « يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ مُدِلًّا » أي منبسطا ليس عليه خوف.

__________________

ثم في أسوان ( مصر ) ولشعره فوائد تاريخية إضافة إلى قوته الأدبية وما يبدو عليه من ملامح التحرر النفسي عن تأثير المحيط والدعايات العامة ضد آل الرسول ( ص ).

٣٧٢

والدَّلِيلُ : ما يستدل به.

والدَّلِيلُ : الدال.

وقد دَلَّهُ على الطريق يَدُلُّهُ دَلَالَةً بالفتح أيضا.

وَالدُّلْدُلُ عَظِيمُ الْقَنَافِذِ.

وَبِهِ سُمِّيَتْ بَغْلَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله الَّتِي أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ.

وَإِنَّمَا شُبِّهَتْ بِالْقُنْفُذِ لِأَنَّهُ أَكْثَرُ مَا يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ.

وَلِأَنَّهُ يُخْفِي رَأْسَهُ فِي جَسَدِهِ مَا اسْتَطَاعَ.

وعن الجاحظ الفرق بين الدلدل والقنافذ كالفرق بين البقر والجاموس ، والبخاتي والعراب.

وهو كثير ببلاد الشام والعراق وبلاد العرب.

وتَدَلْدَلَ الشيء : إذا تحرك متدليا.

وَالدَّلَّالُ أَحَدُ الْحِيطَانِ السَّبْعَةِ الْمَوْقُوفَةِ عَلَى فَاطِمَةَ عليها السلام.

( دمل )

الدُّمَّلُ كالقمل : واحد دماميل القروح ودَمَلْتُ الشيء من باب قتل : أصلحته.

( دنل )

دَانِيَالُ النَّبِيُّ بِكَسْرِ النُّونِ كَانَ غُلَاماً يَتِيماً لَا أَبَ لَهُ وَلَا أُمَّ.

رَبَّتْهُ عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

وَقَدْ أَسَرَهُ بُخْتَ النَّصْرِ وَعُزَيْراً فَأَنْجَاهُمَا اللهُ مِنَ الْعَذَابِ.

وَمَاتَ دَانِيَالُ بِنَاحِيَةِ السُّوسِ.

وَقَدْ وُجِدَ خَاتَمُهُ فِي عَهْدِ عُمَرَ وَكَانَ عَلَى فَصِّهِ صُورَةُ أَسَدَيْنِ وَبَيْنَهُمَا رَجُلٌ يَلْحَسَانِهِ.

وَذَلِكَ أَنَّ النَّصْرَ لَمَّا أَخَذَ فِي تَتَبُّعِ الصِّبْيَانِ وَقَتْلِهِمْ ، وَوُلِدَ هُوَ أَلْقَتْهُ أُمُّهُ فِي غَيْضَةٍ رَجَاءَ أَنْ يَنْجُوَ مِنْهُ.

فَقَيَّضَ اللهُ لَهُ أَسَداً يَحْفَظُهُ وَلَبْوَةً تُرْضِعُهُ وَهُمَا يَلْحَسَانِهِ.

وَلَمَّا كَبَرَ صَوَّرَ ذَلِكَ فِي خَاتَمِهِ حَتَّى لَا يَنْسَى نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْهِ كَذَا فِي الْمَغْرِبِ

( دول )

قوله تعالى ( كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ ) [ ٥٩ / ٧ ].

الدُّولَةُ والدَّوْلَةُ ضما وفتحا لغتان

٣٧٣

بمعنى.

ويقال الدُّولَةُ بالضم المال ، وبالفتح الحرب.

يقال صار الفيء دولة يَتَدَاوَلُونَهُ ، يكون مرة لهذا ومرة لهذا ، والجمع دُولَاتٌ.

ودُوَلٌ بالضم فيهما المعنى كيلا يكون الفيء دولة جاهلية بينهم يستأثر بها الرؤساء وأهل الدولة والغلبة.

ومنه قوله ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها ) [ ٣ / ١٤٠ ] أي نصرفها بينهم نُدِيلُ لهؤلاء تارة ولهؤلاء أخرى.

ودَالَتِ الأيام أي دارت.

والله يُدَاوِلُهَا بين الناس أي يديرها.

وتَدَاوَلَتْهُ الأيدي : أخذته هذه مرة وهذه مرة.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « إِنِّي لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ وَدَوْلَةِ الدُّوَلِ ».

لعله إشارة إلى مجيئه مع الأنبياء المتقدمين بحسب روحه وإشارة إلى مجيئه مع القائم عليه السلام.

وَفِي الْحَدِيثِ « قَدْ أَدَالَ اللهُ تَعَالَى مِنْ فُلَانٍ ».

هو من الْإِدَالَةِ أعني النصرة والغلبة.

يقال أُدِيلَ لنا على أعدائنا أي نصرنا عليهم وكانت الدولة لنا.

والدَّوْلَةُ : الانتقال من حال الشدة إلى حال الرخاء.

وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ « يُوشِكُ أَنْ تُدَالَ الْأَرْضِ مِنَّا ».

أي يجعل الكرة والدولة علينا فتأكل لحومنا كما أكلنا ثمارها وتشرب دماءنا كما شربنا مياهها.

وَمِنْ كَلَامِ الْحَقِ « لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مُدِيلُ الْمَظْلُومِينَ ».

أي أجعل لهم الدولة والغلبة على من ظلمهم.

وقولهم دَوَالَيْكَ أي تداول بعد تداول.

ودُوَالَةُ كنخالة من أسماء الثعلب.

سمي بذلك لنشاطه وخفة مشيه.

٣٧٤

باب ما أوله الذال

( ذبل )

ذَبَلَتْ بشرته من باب قعد : قل ماء جلدته وذهب نضارته.

وذَبَلَ البقول ذُبُولاً : ذوى.

وكذا ذَبُلَ بالضم.

والذَّبْلُ شيء كالعاج ، وهو ظهر السلحفاة البحرية يتخذ منه السوار.

( ذحل )

فِي الدُّعَاءِ لِلْأَئِمَّةِ عليهم السلام « اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ وَوَتْرِهِمْ وَدِمَائِهِمْ ».

يقال طلب بِذَحْلِهِ أي بثأره.

والذَّحْلُ : الثأر ، وكذا الوتر بالفتح وكرر للتأكيد.

والذَّحْلُ : الحقد والعداوة ، وتفتح الحاء فيجمع على أَذْحَالٍ مثل سبب وأسباب.

ويسكن فيجمع على ذُحُولٍ مثل فلس وفلوس.

( ذلل )

قوله تعالى ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ) [ ٥ / ٥٤ ] قال المفسر الذِّلُ بالكسر : ضد الصعوبة وبضمها : ضد العز.

يقال ذَلُولٌ من الذل من قوم أَذِلَّةٍ.

وذَلِيلٌ من الذُّلِ من قوم أَذِلَّاءَ.

والأول من اللين والانقياد.

والثاني من الهوان والاستخفاف والعزة : الشدة.

يقال عززت فلانا على أمره : غلبته عليه.

وعز الشيء يعز : إذا لم يقدر عليه.

فقوله ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ) [ ٥ / ٥٤ ] أي رحماء على المؤمنين ، غلاظ شداد على الكافرين.

وهو من الذُّلِ الذي هو اللين ، لا الذُّلِ الذي هو الهوان.

٣٧٥

قوله ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً ) [ ٦٧ / ١٥ ] أي لينة يسهل لكم السلوك فيها ( فَامْشُوا فِي مَناكِبِها ) [ ٦٧ / ١٥ ] الآية.

قال المفسرون : في الآية دلالة على جواز طلب الرزق.

وهو ينقسم بانقسام الأحكام الخمسة : واجب وهو ما اضطر الإنسان إليه ولا جهة له غيره.

وندب وهو ما قصد به زيادة المال للتوسعة على العيال وإعطاء المحاويج والإفضال على الغير.

ومباح وهو ما قصد به جمع المال الخالي عن جهة منهي عنها.

ومكروه وهو ما اشتمل على ما ينبغي التنزه عنه.

وحرام وهو ما اشتمل على جهة قبح.

قوله ( لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ ) [ ٢ / ٧١ ] أي مذللة للحرث.

قوله ( وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ) [ ٧٦ / ١٤ ] أي إن قام ارتفعت إليه وإن قعد تدلت عليه.

وقيل معناه لا تمتنع على طالب.

ويقال لكل مطيع للناس ذَلِيلٌ.

ومن غير الناس ذَلُولٌ.

قوله ( فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ) [ ١٦ / ٦٩ ] أي منقادة بالتسخير من الذلل جمع ذَلُولٌ كرسل ورسول.

وهو سهل اللين الذي ليس بصعب.

قوله ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ) [ ٣ / ١١٢ ] أي الصغار.

وقيل هدر النفس والمال والأهل.

أو ذُلُ التمسك بالباطل والجزية.

وأَذَلَّهُ وذَلَّلَهُ واسْتَذَلَّهُ كله بمعنى.

وتَذَلَّلَ له أي خضع.

وأمور الله جارية على أَذْلَالِهَا أي مجاريها وطرقها ـ قاله في المصباح.

والْمُذِلُ من أسمائه تعالى ، أي يلحق الذل بمن يشاء وينفي عنه أنواع العز.

وَفِي الدُّعَاءِ « اسْقِنَا ذُلَلَ السَّحَابِ » هو الذي لا رعد فيه ولا برق جمع ذلول من الذِّلِ بالكسر ضد الصعب.

وَفِي الْحَدِيثِ « تَذِلُ الْأُمُورُ لِلْمَقَادِيرِ

٣٧٦

حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ فِي التَّدْبِيرِ ».

قال بعض المحققين من شراح الحديث : ذُلُّهَا : مطاوعتها للقدر بحسب القضاء الإلهي

وربما كان الهلاك المقضي منها مقدرا فيما يعتقده الإنسان تدبيرا صالحا ، لجهله بسر القدر.

( ذهل )

قوله تعالى ( يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ) [ ٢٢ / ٢ ] أي تسلو وتنسى ، من الذُّهُولِ وهو الذهاب عن الأمر بدهشة.

يقال ذَهَلَ يَذْهَلُ بفتحتين ذَهْلاً.

وفي لغة من باب تعب.

ومصدره الذهول.

والمرضعة : التي ألقمت الرضيع ثديها.

يعني أن هول تلك الزلزلة إذا فاجأها وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته من فيه لما يلحقها من الدهشة.

وفي التفسير : تَذْهَلُ المرضعة ولدها بغير فطام.

وتضع الحامل ولدها من غير تمام.

وقد تقدم في ( رضع ) أن هذا وأمثاله من باب الكنايات عن الشدائد العظام.

وذُهْلٌ : حي من بكر ، وهما ذُهْلَانِ كلاهما من ربيعة : أحدهما : ذُهْلُ بن شيبان.

والآخر ذُهْلُ بن ثعلبة.

( ذيل )

فِي الْخَبَرِ « نَهَى عَنْ إِذَالَةِ الْخَيْلِ ».

وهو امتهانها بالعمل والحمل عليها.

والذَّيْلُ كفلس واحد أذيال القميص وذيوله.

٣٧٧

باب ما أوله الراء

( ربل )

إِرْبِلُ اسم بلد أو قرية (١) ولعل منه صاحب كتاب كشف الغمة بهاء الدين ابن عيسى الْإِرْبِلِيُ.

( رتل )

قوله تعالى في القرآن التأني وتبين الحروف بحيث يتمكن السامع من عدها ، مأخوذ من قولهم ثغر مُرَتَّلٌ.

ورَتِلٌ بكسر التاء ، ورَتَلَ بالتحريك : إذا كان مفلجا لا يركب بعضه على بعض.

وحاصله التمهل في القراءة من غير عجلة.

وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام « تُبَيِّنُهُ تِبْيَاناً وَلَا تَهُذَّهُ هَذَّ الشِّعْرِ ، وَلَا تَنْثُرْهُ نَثْرَ الرَّمْلِ ».

وعَنْهُ عليه السلام « تَرْتِيلُ الْقُرْآنِ : حِفْظُ الْوُقُوفِ وَبَيَانُ الْحُرُوفِ ».

وفسر الوقوف بالوقف التام ، وهو الوقوف على كلام لا تعلق له بما بعده لفظا ولا معنى وبالحسن وهو الذي له تعلق.

وفسر الثاني بالإتيان بالصفات المعتبرة عند القراء من الهمس والجهر والاستعلاء والإطباق ونحوها.

وَعَنِ الصادق عليه السلام « التَّرْتِيلُ هُوَ أَنْ تَتَمَكَّثَ بِهِ وَتُحَسِّنَ بِهِ صَوْتَكَ ، وَإِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنَ النَّارِ وَإِذَا مَرَرْتَ بِآيَةٍ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ فَاسْأَلِ اللهَ الْجَنَّةَ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « ثُمَّ قَرَأَ الْحَمْدَ بِتَرْتِيلٍ » أي بيان وتبيين.

وهو في القراءة مستحب.

ومن حمل الأمر على الوجوب فسر

__________________

(١) إربيل أو إربل : مدينة صغيرة في العراق وإحدى ألويتها واقعة في جنوبي شرقي الموصل على طريق إيران في وسطها التل المرتفع وعليه القلعة القديمة بأسوارها.

٣٧٨

التَّرْتِيلَ بإخراج الحروف من مخارجها على وجه تتميز به ولا يندمج بعضها في بعض.

والتَّرْتِيلُ في الأذان وغيره من هذا الباب ، وهو أن يتأنى ولا يعجل في إرسال الحروف بل يتثبت فيها ويبينها تبيينا ويوفيها حقها من الإشباع من غير إسراع ـ قاله في المغرب.

( رجل )

قوله تعالى ( وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) [ ٥ / ٦ ].

قرأ نافع وابن عامر والكسائي وحفص بالنصب عطفا على محل ( بِرُؤُسِكُمْ ) إذ الجار والمجرور محله النصب على المفعولية كقوله مررت بزيد وعمروا.

وقرئ تنبت بالدهن وصبغا [ ٢٣ / ٢٠ ] وقال الشاعر :

معاوي إننا بشر فأسجح

فلسنا بالجبال أو الحديدا

والباقون بالجر عطفا على لفظ ( بِرُؤُسِكُمْ ).

قوله ( قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ ) [ ٥ / ٢٥ ] الآية أي يخافون الله ، أو يخافون الجبارين لم يمنعهم الخوف.

قيل هما من جمله النقباء الذين بعثهم موسى يتجسسون الأخبار.

وَقِيلَ هُمَا يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وَكَالِبٌ.

وَقِيلَ رَجُلَانِ كَانَا مِنْ مَدِينَةِ الْجَبَّارِينَ كَانَا عَلَى دِينِ مُوسَى عليه السلام.

قوله ( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ ) [ ٤٠ / ٢٨ ]

قِيلَ : إِنَّهُ كَانَ وَلِيَّ عَهْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ.

وَكَانَ اسْمُهُ حبيب [ حَبِيباً ].

وَقِيلَ حِزْبِيلُ ..

قوله ( وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ) [ ١٧ / ٦٤ ] أي بفرسانك ورجالتك.

فالرجل اسم جمع للراجل كركب وصحب.

وقرئ وَرَجْلِكَ على أن فعل بمعنى فاعل.

يقال رَجِلٌ أي راجل.

٣٧٩

قوله ( فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً ) [ ٢ / ٢٣٩ ] الرِّجَالُ جمع رَاجِلٍ وهم المشاة والركبان جمع راكب.

وَفِي الْحَدِيثِ « لِلرَّاجِلِ سَهْمٌ » وهو خلاف الفارس سواء كان راجلا أم راكبا غير الفرس.

والرَّجَّالَةُ بالتشديد وفتح الراء : جمع الراجل.

والرَّجُلُ خلاف المرأة ـ قاله في الصحاح.

وفي القاموس : الرَّجُلُ بالضم معروف وإنما هو لمن شب واحتلم.

أو هو رجل ساعة يولد.

وفي المصباح هو الذكر من الناس.

وفي كتب كثير من المحققين : تقييده بالبالغ.

وهو أقرب ، ويؤيده العرف.

والجمع رِجَالٌ ورِجَالاتٌ مثل جمال وجمالات.

وإذا أطلق الرَّجُلُ في الحديث فالمراد به ( علي بن محمد الهادي عليه السلام ).

والرِّجْلُ بالكسر : واحدة الْأَرْجُلِ.

وفي المصباح هي من أصل الفخذ إلى القدم.

والرِّجْلَةُ : بقلة وتسمى الحمقاء ، لأنها لا تنبت إلا بالمسيل.

وَفِي الْحَدِيثِ « بَعْضُ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله تُرَجِّلُ شَعْرَهَا » أي تسرحه.

وتَرْجِيلُ الشعر : تسريحه.

ومنه رَجَّلَ شعره : أرسله بِالْمِرْجَلِ وهو المشط.

ورَجِلَ الشعر رَجَلاً من باب تعب فهو رَجِلٌ بالكسر والسكون تخفيف.

وشعر رَجِلٌ : إذا لم يكن شديد الجعودة ولا سبطا.

( رحل )

قوله تعالى ( اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ ) [ ١٢ / ٦٢ ] يعني ثمن طعامهم وما جاءوا به في أوعيتهم واحدها رحل.

يقال في الوعاء رَحْلٌ.

وللمسكن رَحْلٌ.

وأصله الشيء المعد للرحيل.

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ رَحْلُ رَسُولِ اللهِ

٣٨٠