مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

السَّابِقُونَ فَإِنَّهُمْ أَنْبِيَاءُ مُرْسَلُونَ وَغَيْرُ مُرْسَلِينَ جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ :

رُوحَ الْقُدُسِ ، وَبِهَا بُعِثُوا أَنْبِيَاءَ مُرْسَلِينَ وَغَيْرَ مُرْسَلِينَ وَبِهَا عَلِمُوا الْأَشْيَاءَ.

وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، وَبِهَا عَبَدُوا اللهَ تَعَالَى وَلَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَبِهَا جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ وَعَالَجُوا مَعَاشَهُمْ.

وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَبِهَا أَصَابُوا لَذِيذَ الطَّعَامِ وَنَكَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ النِّسَاءِ.

وَرُوحَ الْبَدَنِ ، وَبِهَا دَبُّوا وَدَرَجُوا.

وَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ أَرْبَعَةَ أَرْوَاحٍ :

رُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ.

فَلَا زَالَ الْعَبْدُ يَسْتَكْمِلُ هَذِهِ الْأَرْوَاحَ الْأَرْبَعَةَ حَتَّى تَأْتِيَ عَلَيْهِ حَالاتٌ.

أَمَّا الْأُولَى فَكَمَا قَالَ تَعَالَى ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً ) [ ١٦ / ٧٠ ] فَهَذَا تَنْتَقِصُ مِنْهُ جَمِيعُ الْأَرْوَاحِ ، وَلَيْسَ بِالَّذِي يَخْرُجُ مِنْ دِينِ اللهِ لِأَنَّ الْفَاعِلَ بِهِ هُوَ الَّذِي رَدَّهُ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الْقُوَّةِ فَلَا يَسْتَطِيعُ جِهَادَ عَدُوِّهِ وَلَا يَسْتَطِيعُ طَلَبَ الْمَعِيشَةِ.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَقِصُ مِنْهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ فَلَوْ مَرَّتْ بِهِ أَصْبَحُ بَنَاتِ آدَمَ لَمْ يَحِنَّ إِلَيْهَا.

وَتَبْقَى رُوحُ الْبَدَنِ فِيهِ فَهُوَ يَدِبُّ وَيَدْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ.

فَهَذَا الْحَالُ خَيْرٌ لَهُ لِأَنَّ اللهَ هُوَ الْفَاعِلُ بِهِ ذَلِكَ وَقَدْ تَأْتِي عَلَيْهِ حَالاتٌ فِي قُوَّتِهِ وَشَبَابِهِ فَيَهُمُّ بِالْخَطِيئَةِ فَتُشَجِّعُهُ رُوحُ الْقُوَّةِ وَتُزَيِّنُ لَهُ رُوحُ الشَّهْوَةِ وَتَقُودُهُ رُوحُ الْبَدَنِ حَتَّى تُوقِعَهُ فِي الْخَطِيئَةِ فَإِذَا لَامَسَهَا نَقَصَ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَلَيْسَ يَعُودُ فِيهِ حَتَّى يَتُوبَ.

وَأَمَّا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ فَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، جَحَدُوا مَا عَرَفُوا فَسَلَبَهُمُ اللهُ رُوحَ الْإِيمَانِ وَأَسْكَنَ أَبْدَانَهُمْ ثَلَاثَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ، ثُمَّ أَضَافَهُمْ إِلَى الْأَنْعَامِ فَقَالَ ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ ) [ ٢٥ / ٤٤ ].

قوله ( فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ ) [ ٣٦ / ٦٦ ] أي جاوزوه حتى ضلوا.

١٨١

قوله ( وَاسْتَبَقَا الْبابَ ) [ ١٢ / ٢٥ ] أي تسابقا إليه.

قوله ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ ) [ ٢ / ١٤٨ ] أي بادروا إلى ما أمرتكم به فإني لا آمر إلا بالإصلاح.

قال المفسر : وفي هذه دلالة على وجوب المبادرة إلى أفعال الخيرات ويكون محمولا على الواجبات.

ومن قال إن الأمر للندب حمله على جميع الطاعات.

قوله ( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ) [ ٢١ / ٢٧ ] أي لا يقولون به بغير علم حتى يعلمهم.

قوله نَسْتَبِقُ [ ١٢ / ١٧ ] من السباق أي يُسَابِقُ بعضنا بعضا في الرمي.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ ».

اختلف المحدثون في أن الَسَّبَقَ في هذا الحديث هل هو بسكون الباء ليكون مصدرا بمعنى المسابقة.

أو بفتحها بمعنى المال المبذول للسابق.

فعلى الأول لا تصح المسابقة في غير هذه الثلاثة.

وعلى الثاني ـ وهو الأصح رواية على ما نقله بعض العلماء ـ تصح.

ولكن أخذ العوض حرام.

وَفِيهِ « إِنَّ اللهَ يُسْبِقُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا يُسْبَقُ بَيْنَ الْخَيْلِ يَوْمَ الرِّهَانِ » وهو ظاهر.

وتَسَابَقُوا إلى كذا واسْتَبَقُوا بمعنى.

وله سَابِقَةٌ في هذا الأمر : إذا سبق الناس إليه.

وسَبَقَ سَبْقاً من باب ضرب.

وفي خطبة الكافي في من تدين بغير علم إذا كانوا داخلين في الدين مقرين بجميع أموره على جهة الاستحسان.

و « السَّبَقُ عليه » بالتحريك : وفي بعض النسخ والنشو عليه.

وفي بعضها والنشق عليه بالقاف.

يقال رجل نشق : إذا دخل في أمور لا يكاد يتخلص منها.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَلَا وَإِنَ السُّبْقَةَ الْجَنَّةُ وَالْغَايَةَ النَّارُ ».

١٨٢

قال بعض الشارحين : غاير بين اللفظين لاختلاف المعنيين لأن الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب وغرض مطلوب.

وهذه صفه الجنة وليس هذا المعنى موجودا في النار.

لأن الغاية قد ينتهي إليها من لا يسره ذلك.

وفي بعض النسخ السُّبْقَةُ بضم السين وهي عندهم : اسم لما يجعل للسباق إذا سبق من مال أو عرض ، والمعنيان متقاربان.

والسَّبْقَةُ بالفتح فالسكون : ما يتسابق إليه.

ومنه حَدِيثُ وَصْفِ الْإِسْلَامِ « وَالْجَنَّةُ سَبْقَتُهُ ».

وسَابِقٌ : اسم رجل.

وقد جاء في الحديث.

وفِيهِ « سَابِقُ الْحَاجِّ » يَعْنِي الَّذِي يَتَقَدَّمُهُمْ وَلَا يَمْشِي كَمَشْيِهِمْ « لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ لِأَنَّهُ قَتَلَ رَاحِلَتَهُ وَأَفْنَى زَادَهُ وَأَتْعَبَ نَفْسَهُ وَاسْتَخَفَّ بِصَلَاتِهِ ».

.

( ستق )

درهم سَتُّوقٌ كتنور وقدوس ، وتُسْتُوقٌ بضم التاءين : زيف بهرج ملبس بالفضة.

وَفِي الْحَدِيثِ « قَالَ وَمَا السَّتُّوقُ؟ قُلْتُ : طَبَقَتَيْنِ فِضَّةً وَطَبَقَةَ نُحَاسٍ وَطَبَقَةً مِنْ فِضَّةٍ ».

قال الجوهري كل ما كان على هذا الحال مفتوح الأول إلا أربعة أحرف جاءت نوادر وهي : ( سبوح ) و ( قدوس ) و ( زروح ) و ( سَتُّوقٌ ) فإنها تضم وتفتح.

( سحق )

قوله تعالى ( فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ ) [ ٦٧ / ١١ ] أي بعدا.

يقال سَحُقَ المكان فهو سَحِيقٌ مثل بعد فهو بعيد وزنا ومعنى.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ يَبِيعُ عَصِيرَ الْعِنَبِ مِمَّنْ يَجْعَلُهُ حَرَاماً فَأَبْعَدَهُ اللهُ وَأَسْحَقَهُ » أي أبعده أيضا فهو عطف تفسير.

وسَحَقْتُ الشيءَ فَانْسَحَقَ أي سهلته فتسهل.

١٨٣

وسَحَقْتُ الدواء سَحْقاً من باب نفع

وفيه « وَسَأَلَتْهُ امْرَأَةٌ عَنِ السَّحْقِ » يعني دلك فرج امرأة بفرج أخرى.

وَفِيهِ « أَهْلُ السَّحْقِ أَصْحَابُ الرَّسِّ ».

وإِسْحَاقُ : ولد إبراهيم عليه السلام.

وإسماعيل أكبر منه بخمس سنين.

وَفِي الْمَجْمَعِ.

إِسْحَاقُ أَصْغَرُ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ سَنَةً.

قِيلَ عَاشَ مِائَةً وَثَمَانِينَ سِنِينَ.

وَوُلِدَ وَلِأَبِيهِ مِائَةُ سَنَةٍ.

وَعَاشَ إِسْمَاعِيلُ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً.

وفي معاني الأخبار : ومن زعم أن إِسْحَاقَ أكبر وأن الذبيح إِسْحَاقُ فقد كذب بما أنزل الله في القرآن من نبئهما.

قال الجوهري وإِسْحَاقُ : اسم رجل ، فإن أردت به الاسم الأعجمي لم تصرفه في المعرفة.

لأنه غير عن جهته ، فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب وإن أردت المصدر من قولك أَسْحَقَهُ السفر إِسْحَاقاً أي أبعده ، صرفته لأنه لم يغير.

والسَّحُوقُ من النخل : الطويل ، والجمع سُحُقٌ.

( سمحق )

فِي الْحَدِيثِ « فِي السِّمْحَاقِ عَشَرَةٌ مِنَ الْإِبِلِ » السِّمْحَاقُ بالكسر : القشرة الرقيقة فوق عظم الرأس إذا بلغتها الشجة.

سميت سِمْحَاقاً ـ قاله في المصباح وغيره.

وعن الأصمعي في أسماء الشجاج : السِّمْحَاقُ هي التي بينها وبين العظم قشرة رقيقة ، وكل قشرة فهي سِمْحَاقٌ.

ومنه قيل « في السماء سَمَاحِيقُ من غيم ، وعلى الشاة سَمَاحِيقُ من شحم ».

والْأَسْمَحِيقُونَ بالسين والحاء المهملتين بينهما ميم والقاف بعد الياء المثناة تحتها كما صحت به النسخ ، ثم الواو والنون : نوع من الأدوية يُتداوَى به.

ومنه الْحَدِيثُ « نَسْقِي هَذِهِ السُّمُومَ الْأَسْمَحِيقُونَ وَالْغَارِيقُونَ ».

( سرق )

قوله تعالى ( إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) [ ١٢ / ٧٧ ]نُقِلَ أَنَّ يُوسُفَ عليه السلام أَخَذَ صُورَةً مِنْ ذَهَبٍ

١٨٤

كَانَتْ تُعْبَدُ عَلَى جِهَةِ الْإِنْكَارِ.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام قَالَ : كَانَتِ الْحُكُومَةُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا سَرَقَ أَحَدٌ شَيْئاً اسْتُرِقَّ بِهِ ، وَكَانَ يُوسُفَ عليه السلام عِنْدَ عَمَّتِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ ، وَكَانَتْ تُحِبُّهُ ، وَكَانَ لِإِسْحَاقَ مِنْطَقَةٌ ، وَكَانَتْ عِنْدَ ابْنَتِهِ.

وَإِنَّ يَعْقُوبَ عليه السلام طَلَبَ يُوسُفَ عليه السلام مِنْ عَمَّتِهِ فَاغْتَمَّتْ لَهُ فَبَعَثَتْ دَعْهُ عِنْدِي اللَّيْلَةَ أَشَمُّهُ ، ثُمَّ أُرْسِلُهُ إِلَيْكَ غُدْوَةً.

قَالَ : فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخَذَتِ الْمِنْطَقَةَ وَرَبَطَتْهُ فِي وَسَطِهِ مِنْ تَحْتِ الثِّيَابِ.

فَلَمَّا أَتَى يُوسُفَ عليه السلام أَبَاهُ ، جَاءَتْ فَقَالَتْ سُرِقَتِ الْمِنْطَقَةُ فَفَتَّشَتْهُ فَوَجَدَتْهَا فِي وَسَطِهِ.

فَلِذَلِكَ إِخْوَةُ يُوسُفَ حِينَ جَعَلَ الصَّاعَ فِي وِعَاءِ أَخِيهِ قَالُوا ( إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ) [ ١٢ / ٧٧ ].

قَوْلُهُ ( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ ) [ ١٢ / ٧٠ ] قِيلَ فِيهِ : وَاللهِ مَا سَرَقُوا وَلَكِنْ قَوْلُهُ لِلتَّقِيَّةِ كَقَوْلِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام ( إِنِّي سَقِيمٌ ) [ ٣٧ / ٨٩ ].

وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الصادق عليه السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قَالَ « مَا سَرَقُوا وَمَا كَذَبَ يُوسُفَ عليه السلام ، وَإِنَّمَا عَنَى سَرِقَتِهِمْ يُوسُفَ مِنْ أَبِيهِ ».

ومعنى ( أَيَّتُهَا ) : يا أهل العير.

قوله ( إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ ) [ ١٥ / ١٨ ] أي استرق متخفيا.

قِيلَ كَانَ الشَّيَاطِينُ قَبْلَ مَبْعَثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله يَصْعَدُونَ السَّمَاءَ وَيَسْمَعُونَ كَلَامَ الْمَلَائِكَةِ عَلَى السَّرِقَةِ وَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ مِنَ الْكُفَّارِ.

وَفِي حَدِيثِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ « إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي فَيَسْتَمِعُ الْكَلِمَةَ فَيَأْتِي إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقِرُّهَا فِي أُذُنِهِ كَمَا تُقَرُّ الْقَارُورَةُ إِذَا أُفْرِغَ فِيهَا » وقد مر في ( حفظ ) كلام عن ابن عباس يناسب المقام.

والسَّارِقُ : من جاء مستترا.

فإن أخذ من ظاهر فهو مختلس ومستلب ومنتهب.

وإن منع ما في يده فغاصب.

وسَرَقَ منه يَسْرِقُ من باب ضرب

١٨٥

سَرَقاً بالتحريك.

والاسم السَّرِقُ والسَّرِقَةُ بكسر الراء فيهما.

وقال الجوهري : وقرئ إِنَّ ابْنَكَ سُرِقَ بالمجهول.

وَفِي الْخَبَرِ « إِنَّهُ قَطَعَ فِي السَّرَقِ ».

جمع سَارِقٍ أو مصدر وبالكسر بمعنى السرقة ـ قاله في المجمع.

والسَّرَقُ بالتحريك : الحرير.

ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « يَلْبَسُونَ السَّرَقَ وَالدِّيبَاجَ وَالْإِسْتَبْرَقَ ».

والديباج : الغليظ كما مر في ( دبج ).

وسُرَاقَةُ بن مالك بن جعشم بالشين المعجمة بعد الجيم والعين المهملة كقنفذ : صحابي وقد جاء في الحديث.

( سردق )

قوله ( إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها ) [ ١٨ / ٢٩ ] السُّرَادِقُ بالضم : كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء.

وقيل السُّرَادِق : ما يحيط بالخيمة وله باب يدخل منه إلى الخيمة.

وقيل هو ما يمد فوق البيت ، شبه سبحانه وتعالى ما يحيط بهم من النار من جوانبهم بالسرادق الذي يدار حول الفسطاط.

وفيه « سُرَادِقُ الجلال وسُرَادِقُ العظمة » ونحو ذلك ، والجميع على الاستعارة.

( سفق )

سَفَقْتُ الباب من باب ضرب أي رددته فَانْسَفَقَ.

وثوب سَفِيقٌ أي صفيق ، وهو خلاف السخيف.

ورجل سَفِيقٌ الوجه أي وقح.

وسَفَقَ وجهَه : لطمه.

( سلق )

قوله تعالى ( سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ ) [ ٣٣ / ١٩ ] أي بالغوا في عيبكم ولائمتكم بألسنتهم.

ومنه خطيب مِسْلَقٌ ومِسْلَاقٌ أي ذو بلاغة ولسن.

وسَلَقَهُ بالكلام سَلْقاً : إذا آذاه به وهو شدة القول باللسان.

١٨٦

ويقال سَلَقَهُ بلسانه : إذا خاطبه بما يكره.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ ».

أي رفع صوته عند المصيبة.

وقيل أن تصك وجهها وتخرشه.

والسِّلْقُ بالكسر : نبات معروف يؤكل.

وقد جاء في الحديث.

[ والسِّلْقُ : الذئبُ والأنثى سِلْقَةٌ وربما قيل للمرأة السليطة الفاحشة : سِلْقَةٌ.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام لَيْهِ السَّلَامُ « وَإِنَّهَا لَهِيَ هَذِهِ السَّلَقْلَقُ الْجَلِعَةُ الْمَجِعَةُ ».

وفسر السَّلَقْلَقُ : بالمرأة السليطة ، والتي تحيض من دُبرها ] وَالسُّلَاقُ كغراب : بثر يخرج على أصل اللسان.

والسَّلِيقَةُ : الطبيعة.

يقال فلان يتكلم بِالسَّلِيقَةِ أي بسجيته وطبيعته من غير تعمد إعراب ولا تجنب لحن.

قال الشاعر :

ولست بنحوي يلوك لسانه

ولكن سَلِيقِي أقول فأعرب

وَفِي حَدِيثِ أَبُو الْأَسْوَدِ أَنَّهُ وَضَعَ النَّحْوَ حِينَ اضْطَرَبَ كَلَامُ الْعَرَبِ وَغُلِبَتِ السَّلِيقَةُ.

وسَلَقْتُ البيض سَلْقاً : إذا غليته بالنار.

وسَلَقْتُ الشاة من باب قتل : نحيت شعرها بالماء الحميم.

وسَلَقْتُ البقل : طبخته.

والسَّلُوقُ كصبور : قرية باليمن ينسب إليها الدروع والكلاب.

وتَسَلَّقَ الحائطَ : صعده.

( سمق )

السُّمَّاقُ بالضم والتشديد : معروف يطبخ منه.

( سوق )

قوله تعالى ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ) [ ٦٨ / ٤٢ ] قيل أي عن الأمور التي خفيت.

وقيل هو كناية عن الاشتداد كما مر في ( كشف ).

وَعَنِ الرِّضَا عليه السلام فِي هَذِهِ الْآيَةُ « قَالَ إِنَّهُ حِجَابٌ مِنْ نُورٍ يُكْشَفُ فَيَقَعُ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّداً وَتَدْمُجُ أَصْلَابُ الْمُنَافِقِينَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ السُّجُودَ ».

قَوْلُهُ ( وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ).

قِيلَ فِيهِ الْتَفَّتِ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام.

وقوله ( إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ )

١٨٧

قال : المصير إلى رب العالمين.

قوله إلى محشرها ، وشاهد يشهد عليها بعملها.

وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِبْرَاءِ « فَإِنْ سَالَ حَتَّى بَلَغَ السُّوقَ فَلَا يُبَالِي » هي جمع سَاقٍ القدم كأسد وأسد وهو ما بين القدم والركبة.

ويجمع على سِيقَان وأَسْوُقٌ.

والسُّوقُ بالضم : الذي يباع فيها تذكر وتؤنث.

وقيل هي مؤنثة لا غير.

وتصغيره سُوَيْقَةٌ.

والتذكير خطأ ، لأنه يقال سُوقٌ نافقة.

وَقَوْلُهُ عليه السلام « الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ سُوقَانِ مِنْ أَسْوَاقِ الْآخِرَةِ » على الاستعارة.

وَفِي الْحَدِيثِ « شَرُّ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْأَسْوَاقُ وَهِيَ مَيْدَانُ إِبْلِيسَ ».

الحديث ، وقد مر في ( ميد ).

والسَّوْقُ بالفتح : النزع كان روح الإنسان تُسَاقُ لتخرج من بدنه.

ويقال له السِّيَاقُ أيضا ، وأصله سواق قلبت الواو ياء لكسرة السين.

وهما مصدران من سَاقَ يَسُوقُ.

وَقَوْلُهُ « وَعَجِّلْ سِيَاقَهَا » أي سوقها إلينا.

وسَاقَ المريض سَوْقاً وسِيَاقاً : شرع في نزع الروح.

وسَاقُ الشجرة : جذعها.

وسَاقُ حر : ذكر الورشان ، وهو ذكر القماري.

وسَاقَ الماشية يَسُوقُهَا سَوْقاً وسِيَاقاً فهو سَائِقٌ.

وسَوَّاقٌ شدد للمبالغة.

وَمِنْهُ « لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسُوقَ إِلَى نَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو ».

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام لِعُثْمَانَ « فَلَا تَكُونَنَّ لِمَرْوَانَ سَيِّقَةً يَسُوقُكَ حَيْثُ شَاءَ ».

السَّيِّقَةُ : الناقة التي ساقها العدوّ.

وسَاقَ الصداقَ إلى امرأته : حمله إليها.

والسُّوقَةُ بالضم : الرعية ومن دون الملك.

١٨٨

ومنه الْحَدِيثُ « مَا مِنْ مَلِكٍ وَلَا سُوقَةٍ يَصِلُ إِلَى الْحَجِّ إِلَّا بِمَشَقَّةٍ ».

والسَّوِيقُ : دقيق مقلو يعمل من الحنطة أو الشعير ، وقد جاء في الحديث.

باب ما أوله الشين

( شبق )

فِي حَدِيثِ مَنِ انْقَطَعَ عَنْهَا الدَّمُ « إِذَا أَصَابَ زَوْجَهَا شَبَقٌ فَلْيَأْمُرْهَا فَلْتَغْسِلْ فَرْجَهَا ».

إلخ الشَّبَقُ بالتحريك : شدة الميل إلى الجماع يقال شَبِقَ الرجل شَبَقاً من باب تعب فهو شَبِقٌ : هاجت به شهوة الجماع.

وَفِي دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ « وَالِاشْتِبَاقِ إِلَى الْمُرْسَلِينَ » إلخ.

والظاهر أنه من هذا الباب على طريق الاستعارة.

( شبرق )

الشِّبْرِقُ : نبت حجازي يؤكل ، وله شوكة فإذا يبس سمي ضريعا.

( شدق )

فِي الْحَدِيثِ « فَلَوَى شَدْقَهُ ».

هو بالفتح والكسر : جانب الفم.

قال في المصباح : وجمع المفتوح شُدُوقٌ كفلوس والمكسور أَشْدَاقٌ كأحمال.

والْأَشْدَاقُ : جوانب الفم.

والشَّدَقُ بالتحريك : سعة الشدق.

( شرق )

قوله تعالى ( رَبُ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ) [ ٥٥ / ١٧ ] أي مَشْرِق الشتاء والصيف ومغرباهما.

قوله ( بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ ) [ ٤٣ / ٣٨ ] أي المشرق والمغرب كالقمرين والعمرين قوله ( رَبُ الْمَشارِقِ ) [ ٣٧ / ٥ ] أي مَشَارِق الصيف والشتاء ومغاربهما.

وإنما جمعا لاختلاف مشرق كل يوم ومغربه.

لأن للسنة على ما نقل ثلاثمائة وستون مَشْرِقاً وثلاثمائة وستون مغربا ، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود إليه إلا من قابل.

١٨٩

قوله ( مُشْرِقِينَ ) [ ٢٦ / ٦٠ ] أي مصادفين مشرق الشمس أي طلوعها.

قوله ( بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ ) [ ٣٨ / ١٨ ] يراد به ما قابل العشي وقد مر تعريفه.

قوله ( لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) [ ٢٤ / ٣٥ ] قيل هي شجرة الزيتون لأن منبتها الشام وهي بين المشرق والمغرب.

وأجود الزيتون زيتون الشام.

وقيل لا تظل ظل شرق ولا غرب ، بل هي صاحبة للشمس وقد مر في ( نور ) غير هذا.

وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى عَنِ التَّضْحِيَةِ بِالشَّرْقَاءِ » يعني المشقوقة الأذن من قولهم شَرِقَتِ الشاةُ شَرَقاً من باب تعب : إذا كانت مشقوقة الأذن باثنتين وهي شَرْقَاءُ

والشَّرْقُ : المشرق.

والشَّرْقُ : مصدر قولك شَرَقَتِ الشمس تَشْرُقُ من باب قعد : إذا طلعت.

وأَشْرَقَتِ الشمس : إذا أضاءت على وجه الأرض وصفت.

وَفِي حَدِيثِ الْخَلْوَةِ « شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا ».

أي توجهوا ناحية المشرق أو ناحية المغرب.

وَفِي الْخَبَرِ « يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى مَشْرِقِ الْمَوْتَى » أي يؤخرونها إلى أن يبقى من الشمس مقدار ما يبقى من حياة من شَرِقَ بريقه عند الموت.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ » وكأنها لمن ظن أن صلاته إلى القبلة ، فتبين الخطأ بعد ذلك.

أو اشتبه عليه أمر القبلة وصلى بالاجتهاد ثم تبين الخطأ.

قال بعض الشارحين : الحد الأول من المشرق مشرق الشمس في أطول يوم من السنة قريبا من مطلع السمك الرامح ، وعلى هذا السمت أول المغارب مغرب الصيف ، وهو مغيب الشمس عند مغرب السمك الرامح ، وآخر المَشَارِق مشارق الشتاء وهو مطلع الشمس في أقصر يوم من السنة قريبا من مطلع العقرب وعلى هذا السمت آخر المغارب مغرب الشتاء وهو مغيب الشمس عند مغرب العقرب.

ثم قال : والظاهر أن المعني بالقبلة

١٩٠

في هذا الحديث : قبلة المدينة فإنها واقعة بين المشرق والمغرب وهي إلى الطرف الغربي أميل.

قال : وقد قيل إنه أراد به قبلة من اشتبه عليه القبلة فإلى أي جهة يصلي بالاجتهاد كفته ـ انتهى.

ولعل ما ذكره من القيل هو الأرجح كما يفهم من ظواهر الأخبار.

وَفِي الْحَدِيثِ « وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعَقِيقَ ».

يريد بهم من كان منزلهم خارج الميقات من شرقي مكة من أهل نجد وما وراه إلى أقصى بلاد المشرق.

وَفِي حَدِيثِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله « وُلِدَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ فِي عَامِ الْفِيلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ ».

وَرُوِيَ أَيْضاً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ.

وَحَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى.

وهذا على الظاهر خلاف ما جاء في الشرع.

وأجيب عنه بأن ذلك من خصائصه صلى الله عليه واله ولم ينقل لعدم شهرته وكماله.

أو أن أيام التَّشْرِيقِ غير أيام التشريق المشروعة لأنها حدثت بعد الإسلام كما نقل عن علي بن طاوس في كتاب الإقبال (١).

وأيام التَّشْرِيقِ : أيام منى وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر.

واختلف في وجه التسمية فقيل سميت بذلك من تَشْرِيقِ اللحم وهو تقديده وبسطه في الشمس ليجف.

لأن لحوم الأضاحي كانت تشرق فيها أي تشرق في الشمس.

وقيل سميت بذلك لقولهم « أَشْرَقَ

__________________

(١) والصحيح في توجيه هذا الحديث : أن أيام التشريق يومذاك كانت في شهر جمادي الثانية بناء على عادة العرب الجاهلية من النسيء في أشهر الحرام ومن معاني النسيء مداورة أيام الحج بما ينفق واعدال الهواء فكانوا يؤخرون من الأشهر الهلالية بما يتوافق والأشهر الشمسية والتفصيل في مجال آخر.

١٩١

ثبير كيما نغير ».

قال الجوهري : حكاه يعقوب.

وعن ابن الأعرابي : سميت بذلك لأن الهدي والضحايا لا تنحر حتى تَشْرُقَ الشمس أي تطلع.

والتَّشْرِيقُ : الجمال.

والتَّشْرِيقُ : الأخذ في ناحية المشرق والمَشْرِقُ بكسر الراء وفتحها : شروق الشمس.

وَفِي حَدِيثِ وَصْفِ الْإِسْلَامِ « مُشْرِقُ الْمَنَارِ ».

وذلك لأن الصالحات مناره.

المَشْرُقَةُ بضم الراء : موضع القعود في الشمس.

قال الجوهري : وفيه أربع لغات.

وشَرِقَ بريقه من باب تعب : إذا غص به.

والشَّرَقُ : الغصة.

ومنه « الشَّرَقُ شهادة » وهو الذي يَشْرَقُ بالماء.

ومنه الْحَدِيثُ « أَنَا ضَامِنٌ لِمَنْ يُرِيدُ السَّفَرَ مُعْتَمّاً تَحْتَ حَنَكِهِ ثَلَاثاً لَا يُصِيبُهُ الشَّرَقُ وَالْغَرَقُ وَالْحَرَقُ ».

وفي بعض النسخ بالسين المهملة وهي السرقة.

وأَشْرَقَ الوجه : أضاء وتلألأ حسنا.

( شفق )

قوله تعالى ( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ) [ ٨٤ / ١٦ ] هو بالتحريك : بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول الليل إلى قريب من العتمة.

والجمع أَشْفَاقٌ كأسباب.

وعن الخليل : الشَّفَقُ الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة فإذا ذهب قيل غاب الشَّفَقُ.

وعن ابن قتيبة : الشَّفَقُ الأحمر من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة ثم يغيب ويبقى الشَّفَقُ الأبيض إلى نصف الليل.

وفي النهاية الشَّفَقُ من الأضداد يقع على الحمرة التي ترى في المغرب بعد غروب الشمس.

وبه أخذ الشافعي.

وعلى البياض الباقي في الأفق الغربي بعد الحمرة المذكورة.

١٩٢

وبه أخذ أبو حنيفة في حديث بلال.

وَفِي الْحَدِيثِ « الشَّفَقُ : الْحُمْرَةُ ».

قوله تعالى ( مُشْفِقُونَ ) [ ٢١ / ٢٨ ] أي خائفون.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَشْفَقْتُ مِنْ كَذَا ».

و « أَشْفَقْتُ مِمَّا كَانَ مِنِّي » أي خفت وحذرت.

وأَشْفَقْتُ على الصغير : حنوت عليه وعطفت والاسم : الشَّفَقَةُ.

وشَفَقْتُ من باب ضرب لغة.

فأنا مُشْفِقٌ وشَفِيقٌ.

وعن ابن دريد : شَفَقْتُ وأَشْفَقْتُ بمعنى.

قال الجوهري : وأنكره أهل اللغة.

( شقق )

قوله تعالى ( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) [ ٨٤ / ١ ] الِانْشِقَاقُ : افتراق امتداد عن التيام ، فكل انْشِقَاقٍ : افتراق وليس كل افتراق انْشِقَاقاً.

والمعنى : إذا السماء تصدعت وانفجرت وانْشِقَاقُهَا من علامات القيامة.

قوله ( يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ ) [ ٢٥ / ٢٥ ] قيل وعليها الغمام ، فالباء للحال كما تقول ركب الأمير بسلاحه أي وعليه سلاحه.

وقيل : الباء هنا للمجاوزة بمعنى عن ، والأصل تتشقق.

قوله تعالى ( شَاقُّوا اللهَ ) [ ٨ / ١٣ ] أي حاربوه وخانوا دينه وطاعته.

ويقال ( شَاقُّوا اللهَ ) أي صاروا في شق غير شق المؤمنين.

ومثله قوله تعالى ( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ ) [ ٤ / ١١٥ ] الآية.

قوله ( وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَ عَلَيْكَ ) [ ٢٨ / ٢٧ ] أي أحملك من الأمر ما يشتد عليك

قوله ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَ الْقَمَرُ ) [ ٥٤ / ١ ] دليل على اقتراب الساعة وهو من أشراطها ومن معجزات نبينا صلى الله عليه واله الباهرة.

قال الشيخ أبو علي : رواه كثير من الصحابة منهم : حذيفة بن اليمان ، وعبد الله بن مسعود ، وأنس ، وابن عباس ، وابن عمر وغيرهم من الصحابة.

قَالَ حُذَيْفَةُ : إِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ ، وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَ عَلَى عَهْدِ نَبِيِّكُمْ.

١٩٣

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : انْشَقَ الْقَمَرُ فِلْقَتَيْنِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله يُنَادِي يَا فُلَانُ يَا فُلَانُ اشْهَدُوا.

وَفِي حَدِيثِ يُونُسَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام : اجْتَمَعَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ ، لَيْلَةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ ، فَقَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه واله مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ آيَةٌ فَمَا آيَتُكَ فِي لَيْلَتِكَ هَذِهِ؟ فَقَالَ : مَا الَّذِي تُرِيدُونَ؟ فَقَالُوا : إِنْ يَكُنْ لَكَ عِنْدَ رَبِّكَ قَدْرٌ فَأْمُرِ الْقَمَرَ أَنْ يَنْقَطِعَ قِطْعَتَيْنِ.

فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ عليه السلام فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ لَكَ إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ كُلَّ شَيْءٍ بِطَاعَتِكَ.

فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَمَرَ الْقَمَرَ أَنْ يَنْقَطِعَ قِطْعَتَيْنِ فَصَارَ قِطْعَتَيْنِ فَسَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله شُكْراً لِلَّهِ فَسَجَدَ شِيعَتُنَا.

ثُمَّ رَفَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله رَأْسَهُ وَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ.

فَقَالُوا أَيَعُودُ كَمَا كَانَ؟ فَعَادَ كَمَا كَانَ.

فَقَالُوا يَنْشَقُ رَأْسُهُ؟ فَأَمَرَهُ فَانْشَقَ.

فَسَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله شُكْراً وَسَجَدَ شِيعَتُنَا.

فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ حِينَ يَقْدَمُ أَسْفَارُنَا مِنَ الشَّامِ وَالْيَمَنِ نَسْأَلُهُمْ مَا رَأَوْا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَإِنْ يَكُونُوا رَأَوْا مِثْلَ مَا رَأَيْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ يَرَوْا مِثْلَ مَا رَأَيْنَا عَلِمْنَا أَنَّهُ سِحْرٌ سَحَرْتَنَا بِهِ.

فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَ الْقَمَرُ ) [ ٥٤ / ١ ] إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.

والشُّقَّة بالضم والكسر : البعد ، والناحية يقصدها المسافر ، والسفر البعيد ، والمشقة.

ومنه قوله ( بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ) [ ٩ / ٤٢ ].

والشِّقَاقُ : العداوة ، والخلاف قال تعالى ( لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي ) [ ١١ / ٨٩ ] أي عداوتي وخلافي.

والشِّقُ بالكسر : المشقة قال تعالى ( إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِ الْأَنْفُسِ ) [ ١٦ / ٧ ].

وَفِي الْحَدِيثِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ ».

١٩٤

والشِّقَاقُ : المخالفة لكونك في شق غير شق صاحبك أي ناحية غير ناحيته.

وشُقَ العصا بينك وبينه.

وشَقَّهُ شَقّاً من باب قتل.

والشِّقُ بالكسر : نصف الشيء ، وبالفتح : انفراج في الشيء.

وهو مصدر في الأصل ، والجمع شُقُوقٌ كفلوس.

وَفِي الْخَبَرِ « احْفِرُوا لِي وَشُقُّوا لِي شَقّاً فَإِنْ قِيلَ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لُحِّدَ فَقَدْ صَدَقُوا ».

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا بَأْسَ أَنْ يَمْسَحَ الرَّجُلُ الْخَلُوقَ مِنْ شُقَاقِ نَدَاوَتِهِ » كذا في النسخ.

ولعله مصحف ، والأصل من شقاق يداويه ، والله أعلم.

والشَّقُ : واحد الشُّقُوقِ ، وهو في الأصل مصدر.

وتقول بيد فلان وبرجليه شُقُوقٌ.

قال الجوهري : ولا تقل شقاق ، وإنما الشُّقَاقُ : داء يكون بالدواب.

وشَقَ الأمر علينا من باب قتل : إذا صعب ولم يسهل فهو شَاقٌ.

« وَلَوْ لَا أَنْ أَشُقَ عَلَى أُمَّتِي لَأَخَّرْتُ الْعَتَمَةَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ ».

أي لو لا أن أثقل عليهم ، من المَشَقَّةِ وهي الشدة.

وشَقَ ناب البعير : طلع.

وشَقَ فلان العصا : فارق الجماعة ، ولم يرد الضرب بالعصا بل هو مثل.

وانْشَقَّتِ العصا : تفرق الأمر.

والشُّقَّة من الثياب والجمع شُقَقٌ مثل غرفة وغرف.

ومنه الْحَدِيثِ « كُلَّمَا فَرَغْتَ مِنْ شُقَّةٍ عَلَّقْتَهَا عَلَى الْكَعْبَةِ ».

وَفِي حَدِيثٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله « نُورٌ كَأَنَّهُ شُقَّةُ قَمَرٍ » أي قطعة قمر.

والشِّقْشِقَةُ : التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه ولا تكون إلا للعربي ـ قاله الهروي.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام فِي خُطْبَتِهِ الشِّقْشِقِيَّةِ : « تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ » وقد بناه عليه السلام على الاستعارة.

١٩٥

قال بعض الشارحين : وقد أنكرها جماعة من أهل السنة لما فيها من الشكاية ، وأنه عليه السلام لم يصدر منه شكاية.

ومنهم من نسبها إلى السيد الرضي.

والحق أن ذلك إفراط من القول لأن المناقشة التي كانت بين الصحابة في أمر الخلافة معلومة بالضرورة لكل من سمع أخبارهم وتشاجرهم في السقيفة ، وتخلف علي عليه السلام ووجوه بني هاشم عن البيعة أمر ظاهر لا يدفعه إلا جاهل أو معاند.

والشَّقِيقَة : نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس أو أحد جانبيه.

والشَّقِيقَة : الفرجة بين الجبلين من جبال الرمل تنبت العشب والجمع شقائق.

وشَقَائِقُ النعمان : معروفة.

قال الجوهري واحده وجمعه سواء.

وإنما أضيف إلى النعمان بن المنذر لأنه حمى أرضا كثر فيها ذلك.

والشَّقِيق كأمير : الأخ كأنه شق نسبه من نسبه ، والجمع أَشِقَّاءُ كشحيح وأشحاء.

ومعنى الِاشْتِقَاق : أن ينتظم الصيغتين فصاعدا على معنى واحد كلفظة « الله » من أله إذا تحير.

وذلك أن الأوهام تتحير في معرفة المعبود وتدهش الفطن.

وَفِي الْخَبَرِ « النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ » أي نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطبائع كأنهن شققن منهم وفلان شِقُ نفسي وشَقِيقُ نفسي أي كأنما شق مني لمشابهة بعضنا بعضا.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا بُدَّ مِنْ فِتْنَةٍ يَسْقُطُ فِيهَا الْحَاذِقُ الَّذِي يَشُقُ الشَّعْرَةَ شَعْرَتَيْنِ » أي لشدة حذاقته.

( شقرق )

فِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ عَنْ أَكْلِ الشَّقِرَّاقِ؟ فَقَالَ : كَرِهَ لِمَكَانِ الْحَيَّاتِ ».

الشقراق طائر يسمى الأخيل دون الحمامة أخضر اللون أسود المنقار وبأطراف جناحيه سواد وبظاهرهما حمرة.

قال الجوهري والعرب تتشأم به.

وفيه لغات : أحدها : فتح الشين وكسر القاف مع التثقيل.

١٩٦

والثانية : كسر الشين مع التثقيل.

والثالثة : الكسر مع سكون القاف.

( شنق )

الشَّنَقُ بالتحريك في الصدقة ما بين الفريضتين وهو مما لا تتعلق به زكاة كالزائد من الإبل على الخمس إلى التسع وما زاد منها على العشر إلى أربع عشرة والجمع أشناق مثل سبب وأسباب.

وبعضهم يقول الوقص.

وبعضهم يخص الشَّنَق بالإبل والوقص بالبقر.

والشِّنَاق بالكسر : خيط يشد به فم القربة ، تقول : أَشْنَقْتُ القربةَ إِشْنَاقاً إذا شددتها بالشناق.

وشَنَقْتُ البعير شَنْقاً من باب قتل : رفعت رأسه بزمامه.

وأَشْنَقَ بعيره لغة في شنقه.

( شوق )

الشَّوْقُ : نزاع النفس إلى الشيء مصدر شَاقَنِي الشيء يَشُوقُنِي من باب قال.

والِاشْتِيَاقُ مثله.

والتَّشَوُّقُ إلى الشيء كذلك.

وشَوَّقَنِي فَتَشَوَّقْتُ : إذا هيج شوقك.

( شهق )

قوله تعالى ( سَمِعُوا لَها شَهِيقاً ) [ ٦٧ / ٧ ] شَهِيقُ الحمار : آخر صوته ، والزفير أوله شبه حسيسها المفضع بشهيق الحمار الذي هو كذلك.

وشَهَقَ الرجل من بابي نفع وضرب : ردد نفسه مع سماع صوته من حلقه.

والشَّهْقَةُ كالصيحة يقال شَهَقَ فلان شَهْقَةً فمات.

ومنه « فَشَهَقَ ثلاث شَهَقَاتٍ ».

وشَهِقَ يَشْهَقُ بفتحتين شُهُوقاً : ارتفع.

والشَّاهِقُ : الجبل المرتفع ، والجمع شَوَاهِقُ.

وفلان ذو شَاهِقٍ : إذا كان يشتد غضبه.

١٩٧

باب ما أوله الصاد

( صدق )

قوله تعالى : ( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ ) [ ٣٤ / ٢٠ ] قرىء بالتشديد والتخفيف.

فمن شدد فعلى معنى حقق عليهم إبليس ظنه أو وجده صادقا.

ومن خفف فعلى معنى صدق في ظنه.

وقرىء ( إِبْلِيسَ ) بالنصب و ( ظَنُّهُ ) بالرفع والمعنى وجد ظنه صادقا حين قال ( لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ) [ ١٧ / ٦٢ ].

قوله ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) [ ٩٢ / ٦ ] مر تفسيره في ( يسر )

قوله تعالى ( وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَ ) أي مهورهن واحدتها صَدَقَةٌ.

وفيه لغات أكثرها : فتح الصاد.

والثانية كسرها ، والجمع صُدُق بضمتين.

والثالثة : لغة الحجاز صَدُقَة والجمع صَدُقَات على لفظها وقد جاءت في التنزيل.

والرابعة لغة بني تميم صُدْقَة كغرفة والجمع صُدَقَاتٌ كغرفات.

قال في المصباح : وصَدْقَة لغة خامسة وجمعها صُدَق مثل قرية وقرى.

قوله ( صِدِّيقاً نَبِيًّا ) [ ١٩ / ٤١ ] الصِّدِّيقُ بالتشديد : كثير الصدق.

قوله ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ ) [ ٤ / ٦٩ ].

قال الشيخ أبو علي : الصِّدِّيقُ المداوم على التصديق بما يوجب الحق.

وقيل الصِّدِّيقُ : الذي عادته الصدق يقال لملازم الشكر شكير ولملازم الشرف شريف.

قوله ( وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) [ ٥ / ٧٥ ] أي كسائر النساء اللاتي يلازمن الصِّدْق ويُصَدِّقْنَ الأنبياءَ.

وكلما نسب إلى الصلاح والخير أضيف إلى الصدق كقوله تعالى ( مُبَوَّأَ صِدْقٍ )

١٩٨

[ ١٠ / ٩٣ ] وكقولهم « دار صِدْقٍ » و « فرس صِدْقٍ ».

قوله ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) [ ٩ / ١١٩ ] أي الذين صدقوا في دين الله نية وقولا وعملا.

وَعَنِ الْبَاقِرِ عليه السلام « كُونُوا مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله ».

وَعَنِ الرِّضَا عليه السلام « أَنَّهُ قَالَ : الصَّادِقُونَ الْأَئِمَّةُ عليهم السلام ».

قوله ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ ) [ ١٩ / ٥٤ ] يعني إذا وعد بشيء وفى به وخصه به وإن كان غيره من الأنبياء كذلك تشريفا له وإكراما.

أو لأنه المشهور من خصاله.

قال الشيخ أبو علي : وناهيك أنه وعد من نفسه الصبر على الذبح حيث قال ( سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) [ ٣٧ / ١٠٢ ] فوفى.

وَعَنِ الرِّضَا عليه السلام « أَنَّهُ وَاعَدَ رَجُلاً أَنْ يَنْتَظِرَهُ بِمَكَانٍ وَنَسِيَ الرَّجُلُ فَانْتَظَرَ سَنَةً ».

قوله ( وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ) فسر بوجهين :

أحدهما : الصيت الحسن والذكر الجميل بين ما يتأخر عنه من الأمم.

الثاني : اجعل من ذريتي صادقا يجدد معالم ديني ويدعو الناس إلى مثل ما كنت أدعوهم إليه وهو نبينا محمد صلى الله عليه وآله.

قوله ( أَوْ صَدِيقِكُمْ ) رَوَى مُحَمَّدٌ الْحَلَبِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام « أَنَّهُ قَالَ هُوَ وَاللهِ الرَّجُلُ يَدْخُلُ بَيْتَ صَدِيقِهِ فَيَأْكُلُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « فَاطِمَةُ عليها السلام صِدِّيقَةٌ لَمْ يَكُنْ يُغَسِّلُهَا إِلَّا صِدِّيقٌ ».

الصِّدِّيقُ فعيل للمبالغة في الصدق ويكون الذي يصدق قوله بالعمل.

وأراد بالصِّدِّيقِ هاهنا عليا عليه السلام وفيه « ذكر النية الصَّادِقَة » وفسرت بانبعاث القلب نحو الطاعة غير ملحوظ فيها شيء سوى وجه الله تعالى.

والصِّدْقُ : خلاف الكذب وهو مطابقة الخبر لما في نفس الأمر ، أي لما في اللوح

١٩٩

المحفوظ كأن يقول زيد في الدار ويكون فيها.

وقد صَدَقَ في الحديث فهو صَادِقٌ.

وصَدُوقٌ مبالغة.

والصَّادِقُ إذا أطلق في الحديث يراد به ( جعفر بن محمد ) عليه السلام (١).

وربما أطلق عليه ( الشيخ ) و ( العالم ) أيضا.

وقد يراد بالصَّادِقِ ( علي بن محمد ) عليه السلام كما يفهم من مكاتبة أبي الصهبان.

والمُصَادَقَةُ : المجاملة.

والرجل صَدِيقٌ والأنثى صَدِيقَةٌ والجمع أَصْدِقَاءُ.

قال الجوهري : وقد يقال للواحد والجمع والمذكر والمؤنث ( صديق ).

وفلان صَدِيقِي أي أخص أصدقائي.

وصَدَقْتُهُ بالقول وصَدَّقْتُهُ بالتشديد : نسبته إلى الصدق.

وصَدَّقْتُهُ : قلت له : صَدَقْتَ.

والصَّدِيقُ : من إذا غاب عنك حفظ غيبتك ، وصَدَقَ ودُّهُ لك.

والصَّدِيقُ : من لا يسلمك عند النكبات.

وصِدَاقُ النساء بالكسر أفصح من الفتح.

والصَّدَقَةُ : ما أعطى الغير به تبرعا بقصد القربة غير هدية ، فتدخل فيها الزكاة والمنذورات والكفارة وأمثالها.

وعرفها بعض الفقهاء بالعطية المتبرع بها من غير نصاب للقربة.

وتَصَدَّقْتُ بكذا : أعطيته.

وَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ تَصَدَّقَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِخَاتَمِهِ وَنَزَلَتْ بِوَلَايَتِهِ آيٌ مِنَ الْقُرْآنِ (٢).

وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ « لَا تُؤْخَذُ هَرِمَةٌ

__________________

(١) قيل : ولقّب بالصّادق لما أخبر بانتهاء الملك إلى أولاد العبّاس ، مشيرا إلى أبي جعفر المنصور.

ولما استولوا على سرير الملك قال المنصور صدق الرّجل وإنّه الصّادق ، فاشتهر بذلك.

(٢) وهو قوله تعالى : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون ) [ ٥ / ٥٨ ].

٢٠٠