مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

ومن كلام الصدوق : إن الله أمر بالعدل وعاملنا بما فوقه ، وهو التفضل

وذلك أنه تعالى يقول ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )

والْعَدْلُ هو أن يثيب على الحسنة الحسنة ويعاقب على السيئة السيئة.

وعدل في أمره عدلا من باب ضرب.

وعَدَلَ عن الطريق عُدُولاً : مال عنه وانصرف.

وعَدِلَ عَدَلاً من باب تعب : جار وظلم والْعَدْلُ لغة هو التسوية بين الشيئين.

وعند المتكلمين هو العلوم المتعلقة بتنزيه ذات الباري عن فعل القبيح والإخلال بالواجب.

وَفِي حَدِيثِ مَسْجِدِ الِاعْتِكَافِ « صَلَّى فِيهِ إِمَامٌ عَدْلٌ ».

وهو على ما نبه عليه بعض الأفاضل يحتمل الإضافة والوصف وبذلك يختلف المعنى.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ عَدْلاً وَلَا صَرْفاً » أي فدية ولا توبة.

فَالْعَدْلُ : الفداء ، والصرفة التوبة.

والْعَدْلُ : القصد في الأمور.

ورجل عَدْلٌ : مقنع في الشهادة.

والْعَدِيلُ : الذي يعادلك في الوزن.

وعَدَّلْتُهُ تَعْدِيلاً فَاعْتَدَلَ : سويته فاستوى.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنِ اعْتَدَلَ يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ ».

لعله يريد بذلك اليومين القابلين للزيادة في فعل الخير ، وفيه من التحريص على فعل الخير ما لا يخفى.

والِاعْتِدَالُ يومان في السنة يوم في الربيع ويوم في الخريف يعتدل بهما الليل والنهار.

ومنه مشرق الاعتدال ومغربه.

والْعَادِلُ : الواضع كل شيء موضعه.

وعَدَلُوا بالله : أشركوا به وجعلوا له مثلا.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِكَ إِذْ أَشْبَهُوكَ بِأَصْنَامِهِمْ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّا لَا نَعْدِلُ بِكِتَابِ اللهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله ».

لعل المراد لا نعدل عنهما.

وَفِي الدُّعَاءِ « نَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَدِيلَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ » أي العدول عن الحق ، وكأنه

٤٢١

من باب التعليم والتواضع بالنسبة إليهم عليه السلام وإلى غيرهم من أهل الإيمان.

نعم ربما يتصف بها من كان مشككا في الحق نعوذ بالله تعالى.

وقبالة مُعَدَّلَةٌ بين رجلين أي موضوعة

وَفِي الْخَبَرِ « شَهْرَانِ اعْتَدَلَا بِنُقْصَانِ » يريد شهر رمضان وذو الحجة ، إن نقص عددهما في الحساب فحكمهما على التمام لئلا تحرج الأمة إذا صاموا تسعة وعشرين أو وقع حجهم على التاسع.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ ـ وَعَدَّ مِنْهَا ـ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ » قيل أراد في القسمة أي معدلة على السهام المذكورة في كتاب الله والسنة ، من غير جور.

وقيل فريضة عَادِلَةٌ أي غير منسوخة.

وقيل الفريضة الْعَادِلَةُ : ما اتفق عليه المسلمون.

( عندل )

قد مر ذكر العندليب في ( عندلب )

( عذل )

الْعَاذِلُ : العرق الذي يسيل منه دم الاستحاضة.

والْعَذْلُ : الملامة.

وقد عَذَلْتُهُ.

والاسم الْعَذَلُ بالتحريك.

يقال عَذَلْنَا فلانا فَاعْتَذَلَ أي لام نفسه وأعتب.

ورجل عُذَلَةٌ كهمزة يعذل الناس كثيرا كضحكة.

ورجل مُعَذَّلٌ أي يعذل لإفراطه في الجور ، شدد للمبالغة.

( عرزل )

الْعِرْزَالُ : موضع يتخذه الناطور فوق أطراف الشجر فرارا من الأسد.

( عزل )

قوله تعالى ( وَكانَ فِي مَعْزِلٍ ) [ ١١ / ٤٢ ] هو مفعل من عَزَلَ عنه : إذا نحاه وأبعده ، يعني وكان في مكان عزل فيه نفسه عن أبيه وعن مركب المؤمنين.

وقيل وكان في معزل عن دين أبيه.

وَفِي الْحَدِيثِ « فَأَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا » أي أفواهها.

والْعَزَاليُ بفتح اللام وكسرها : جمع الْعَزْلَاءِ مثل الحمراء ، وهو فم المزادة.

٤٢٢

فَقَوْلُهُ « أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا » يريد شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من أفواه المزادة.

ومثله « إِنَّ الدُّنْيَا بَعْدَ ذَلِكَ أَرْخَتْ عَزَالِيَهَا ».

وعَزَلْتُ الشيء عَزْلاً من باب ضرب : نحيته عنه.

ومثله عزله عن العمل.

والْعُزْلُ : جمع الْأَعْزَلِ وهو الأغلف.

والْعُزْلَةُ : مثل القلفة لفظا ومعنى.

والْأَعْزَلُ : الأجرد الذي لا شعر له.

ومنه الْحَدِيثُ « إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللهُ النَّاسَ مِنْ حُفَرِهِمْ عُزْلاً » أي جردا لا شعر لهم.

وعَزِلَ عَزْلاً من باب تعب : إذا لم يختن فهو أعزل.

والْعُزْلَةُ : ترك فضول الصحبة والاجتماع بمجلس السوء.

واختلف في أفضليتها على الاختلاط.

والأصح التفصيل بحسب الجلساء.

وسيأتي في ( عقل ) ما يؤيد ذلك.

واعْتَزَلَهُ وتَعَزَّلَهُ بمعنى.

والْأَعْزَلُ : الذي لا سلاح معه.

والْأَعْزَلُ : أحد السماكين ، لأنه لا سلاح معه ، كما كان مع الرامح.

والْأَعْزَلُ : سحاب لا مطر فيه.

( عسل )

فِي حَدِيثِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثاً « لَا تَحِلُّ لِزَوْجِهَا ( حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ) وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا »

الْعُسَيْلَةُ تصغير الْعَسَلَةِ وهي القطعة من العسل فشبه لذة الجماع بذوق العسل.

وإنما صغرت إشارة إلى القدر الذي يحلل ولو بغيبوبة الحشفة.

والْعَسَلُ معروف يذكر ويؤنث.

( عسقل )

عَسْقَلَانُ : قرية بساحل الشام.

وفي الصحاح هي عروش الشام.

( عنصل )

الْعُنْصُلُ بضم الصاد : البصل البري.

( عضل )

قوله تعالى ( وَلا تَعْضُلُوهُنَ ) [ ٤ / ١٩ ] أي لا تمنعوهن من التزويج.

يقال عَضَلَ الرجل أيمه عَضْلاً من بابي قتل وضرب : إذا منعها من التزويج.

٤٢٣

وأصلها من عَضَّلَتِ المرأة إذا نشب ولدها في بطنها وعسر خروجه.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الدَّاءِ الْعُضَالِ » عين مضمومة ، أي من المرض الصعب الشديد الذي يعجز عنه الطبيب.

والْمُعْضِلَةُ : المسألة الصعبة الضيقة المخارج ، من الإعضال والتعضيل.

ومنه قَوْلُهُ عليه السلام « مَا أَعْضَلَ مَسْأَلَتَكَ ».

ومنه « مُعْضِلَةٌ وَلَا أَبُو حَسَنٍ لَهَا ».

وأَعْضَلَنِي فلان : أعياني أمره.

والْمُعْضِلَاتُ : الشدائد.

وَفِي وَصْفِهِ عليه السلام « إِنَّهُ كَانَ مُعَضَّلاً » أي موثق الخلق شديدة.

والْعَضَلَةُ في البدن : كل لحمة مكتنزة.

ومنه عضلة الساق.

( عطل )

فِي الْحَدِيثِ « لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَطِّلَ نَفْسَهَا ».

يعني من الحلي ولو أن تعلق قلادة في عنقها.

ومثله « يَا عَلِيُّ مُرْ نِسَاءَكَ لَا يُصَلِّينَ عُطُلاً ».

بضمتين أراد فقدان الحلي ومنه امرأة عَاطِلٌ.

وقد عَطَلَتِ المرأة من الحلي من باب قتل : عَطَلاً وعُطُولاً : إذا لم يكن عليها حلي.

والْمُعَطَّلُ : الموات من الأرض.

والْعَيْطَلُ من النساء : الطويلة العنق.

وَفِي وَصْفِهِ عليه السلام « لَمْ يَكُنْ بِعَيْطُولٍ وَلَا قَصِيرٍ ».

الْعَيْطُولُ الممتد القامة الطويل العنق.

وقيل الطويل الصلب الأملس.

( عفل )

فِي الْحَدِيثِ « تُرَدُّ الْمَرْأَةُ مِنَ الْعَفَلِ ».

هو بالتحريك هنة تخرج في قبل المرأة يمنع من وطيها.

قالوا ولا يكون العفل في البكر ، وإنما يصيب المرأة بعد الولادة.

يقال عَفِلَتِ المرأة عَفَلاً من باب تعب : إذا خرج في فرجها شيء يشبه أدرة الرجل فهي عَفْلَاءُ كحمراء.

والاسم الْعَفَلَةُ كقصبة.

وقيل هي المتلاحمة.

وقيل هي ورم يكون بين مسلكي

٤٢٤

المرأة فيضيق فرجها حتى يمنع الإيلاج.

وفي كلام بعض أهل اللغة : الْعَفَلُ هو القرن.

وسويد بن عَفَلَةَ بالعين المهملة والفاء المفتوحتين : أحد رواة الحديث.

وقد ضبطه الشيخ في كتابه بالمعجمة وهو الأشهر.

( عنفل )

عَنْفَالِيَة بالعين المهملة والنون والفاء والألف واللام بعدها والياء المثناة من تحت والهاء أخيرا ، وعنفورة بالمهملة أيضا والنون والفاء والراء المهملة بعد الواو والهاء أخيرا كما صح في النسخ : اسمان لامرأتين بالسريانية ، وقد جاءتا في الحديث.

( عقبل )

الْعَقَابِيلُ : جمع عُقْبُولٍ ، وهو العاقبة والبقايا.

وقد جاء في الحديث.

( عقل )

قوله تعالى ( فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) [ ٢ / ١٧١ ] الْعَاقِلُ هو الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها ومن هذا قولهم : اعْتَقَلَ لسان فلان : إذا حبس ومنع من الكلام.

ومنه عَقَلْتُ البعير.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا تَمَ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلَامُ ».

قال بعض الشارحين : وذلك لضبط العقل إياه ووزنه ، والموزون أقل من المكيل والجزاف.

وَفِيهِ « نَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ ».

لعل الوجه فيه أن نوم العاقل يتوصل فيه إلى أبواب كثيرة من أبواب الخير بخلاف سهر الجاهل فإنه لا فائدة فيه.

وَفِيهِ « لَيْسَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ إِلَّا قِلَّةُ الْعَقْلِ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَهُ إِلَى مَخْلُوقٍ فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلَّهِ لَأَتَاهُ الَّذِي يُرِيدُ فِي أَسْرَعَ مِنْ ذَلِكَ ».

وفِيهِ « الْعَقْلُ غِطَاءٌ سَتِيرٌ » أي يستر العيوب الصادرة من الإنسان.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « الْعَقْلُ شَرْعٌ مِنْ دَاخِلٍ ، وَالشَّرْعُ عَقْلٌ مِنْ خَارِجٍ ».

والْعَقْلُ : نور روحاني تدرك النفس به العلوم الضرورية والنظرية.

وأول ابتداء وجوده عند اجتنان الولد ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ ـ قاله في القاموس.

٤٢٥

وذكر أنه الحق وقد تقدم في ( انس ) أن جنوده تكمل عند الأربعين ويبدو أصله عند البلوغ.

وعن بعض العارفين : وقد يطلق الْعَقْلُ على العلم المستفاد من ذلك فيكون الأول هو العقل المطبوع المراد بِقَوْلِهِ تَعَالَى « مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ ».

والثاني العقل المسموع المراد بِحَدِيثِ « مَا كَسَبَ الْإِنْسَانُ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنْ عَقْلٍ يَهْدِيهِ إِلَى هُدًى ».

والإقبال والأدبار المذكوران في حديثه إما على إرادة الحقيقة كما يشعر به قوله فاستنطقه.

أو الكناية عن الإقرار بالحق في الأول والإعراض عن الباطل في الثاني.

أو عن كونه مناطا للتكاليف ومحلا للثواب والعقاب كما يشعر به قَوْلُهُ « إِيَّاكَ آمُرُ وَإِيَّاكَ أَنْهَى وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ وَإِيَّاكَ أُثِيبُ ».

وقد يراد بِالْعَقْلِ قوة النفس.

وقد يراد به المصدر وهو فعل تلك القوة.

وقد يراد به ما يقابل الجهل وهو الحالة المقدمة على ارتكاب الخير واجتناب الشر ، أي القوة المدبرة في إعانة الآخرة.

وموضعه على ما هو مصرح به في الأحاديث « القلب ».

وفي حديث سليمان بن داود المتقدم في ( خلف ) تصريح بأن موضعه الدماغ.

وفي كلام بعض اللغويين القلب والدماغ مجمعا العقل.

وعن بعض العارفين : الممكن المجرد عن الجسمية إن احتاج في كمالاته إلى البدن فهو النفس وإلا فهو العقل.

وقد تقدم في ( قوا ) أبحاث نفيسة مما يناسب المقام.

وَفِي الْحَدِيثِ « لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ ».

يريد أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مشاورة الروية ومؤامرة الفكرة.

وَفِيهِ « لَا نَجَاةَ إِلَّا بِالطَّاعَةِ ، وَالطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ ، وَالْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَالتَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ » يَعْتَقِلُ أي يفهم ويدرك.

وعَقَلَ عن الله أي عرف عنه ، كأن أخذ العلم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله.

٤٢٦

ومِنْهُ « مَنْ عَقَلَ عَنِ اللهِ اعْتَزَلَ عَنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ».

وفِيهِ « اعْقِلُوا الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَةٍ لَا عَقْلَ رِوَايَةٍ ، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ وَرُعَاتَهُ قَلِيلٌ » المراد بِعَقْلِ الرعاية تدبره وتفهم معناه.

وبِعَقْلِ الرواية : نقل ألفاظه فقط.

وفِيهِ « التَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ ».

أراد بِالْعَقْلِ : العقل العملي.

ولفظه مجاز في تصرفاته.

ولما كان الإنسان محتاجا في إصلاح معاشه إلى غيره ، وكان عقله في معاملته للخلق ، إما على وجه التودد وما يلزمه من جميل المعاشرة والمسامحة والترغيب ، وإما على حد من القهر والغلبة كان التودد وما في معناه نصف العقل.

والْعَقْلُ : الدية ، وأصله أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فَعَقَلَهَا بفناء أولياء المقتول أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضونها منه فسميت الدية عقلا بالمصدر.

يقال عَقَلَ البعير يَعْقِلُهُ عَقْلاً والجمع عقول.

وكان أصل الدية الإبل فقومت بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم وغيرها.

وقيل سميت بذلك لأنها تعقل لسان ولي المقتول.

أو من الْعَقْلِ وهو المنع لأن العشيرة كانت تمنع القاتل بالسيف في الجاهلية ثم منعت عنه في الإسلام بالمال.

ومنه الْحَدِيثُ « جَارِيَتَانِ افْتَضَّتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِإِصْبَعِهَا فَقَضَى عَلَى الَّتِي فَعَلَتْ عَقْلَهَا ».

يعني ديتها.

والْعَاقِلَةُ : التي تحمل دية الخطإ وهم من تقرب إلى القاتل بالأب كالإخوة والأعمام وأولادهما وإن لم يكونوا وارثين في الحال وقيل من يرث به القاتل لو قتل ولا يلزم من لا يرث ديته شيئا مطلقا.

وقيل هم المستحقون لميراث القاتل من الرجال العقلاء من قبل أبيه وأمه فإن تساوت القرابتان كإخوة الأب وإخوة الأم كان على إخوة الأب الثلثان وعلى إخوة الأم الثلث.

والأول أشهر الأقوال ، كذا حققه

٤٢٧

الشهيد الثاني رحمه‌الله.

ويَعْقِلُونَ عنه أي يعطون عقله.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمَرْأَةُ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ » أَيْ تُوَازِنُهُ « إِلَى ثُلُثِ الدِّيَةِ فَإِذَا بَلَغَ ثُلُثَ الدِّيَةِ صَارَتِ الْمَرْأَةُ عَلَى النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الرَّجُلِ ».

وعَقَلَ الوعل أي امتنع في الجبل العالي.

والْعُقُلُ بضمتين [ وسكون الثانية ].

جمع الْعِقَالِ وهو الحبل الذي يشد به البعير.

والإبل الْمُعَقَّلَةُ : المشددة بالعقل ، والتشديد للتكثير.

وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَانَ أَسَنَّ مِنْ أَخِيهِ جَعْفَرٍ بِعَشْرِ سِنِينَ.

وَكَانَ أَكْثَرَ النَّاسِ ذِكْراً لِمَثَالِبِ قُرَيْشٍ فَعَادُوهُ لِذَلِكَ.

وَكَانَ مِمَّا أَعَانَهُمْ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ مُغَاضَبَتَهُ لِأَخِيهِ عَلِيٍّ عليه السلام وَخُرُوجَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ حَتَّى قَالَ يَوْماً بِحَضْرَتِهِ : هَذَا أَبُو زَيْدٍ لَوْ لَمْ يَعْلَمُ بِأَنِّي خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَخِيهِ لَمَا أَقَامَ عِنْدَنَا وَتَرَكَهُ.

فَقَالَ عَقِيلٌ : أَخِي خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَأَنْتَ خَيْرٌ لِي فِي دُنْيَايَ وَقَدْ آثَرْتُ دُنْيَايَ وَأَسْأَلُ اللهَ خَاتِمَةَ الْخَيْرِ (١).

تُوُفِّيَ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ.

والحسن بن علي المعروف بابن عَقِيلٍ العماني بالعين المهملة المضمومة الحذاء ثقة فقيه متكلم.

قال النجاشي سمعت شيخنا المفيد يكثر الثناء على هذا الرجل.

والْمَعْقِلُ بفتح الميم وكسر القاف : قريب من معنى الحصن.

ويطلق على الملجإ.

ومَعْقِلُ بن يسار من الصحابة وهو من مزينة.

والْعَقَنْقَلُ : الكثيب العظيم المتداخل.

( علل )

فِي الْحَدِيثِ « أَعْيَانُ بَنِي الْأُمِّ أَحَقُ

__________________

(١) لم ينقح سند هذا الخبر وذهب المحقّقون من المؤرخين إلى أن عقيلا لم يترك عليّا مدّة حياته ، لكنّه بعد وفاته عليه السلام اضطرّ ـ كسائر بني هاشم وكبار قريش ـ من الذّهاب إلى طاغية الشّام معاوية لعنه الله.

٤٢٨

بِالْمِيرَاثِ مِنْ وُلْدِ بَنِي الْعَلَّاتِ » بنو الْعَلَّاتِ أولاد الرجل من أمهات شتى.

سميت بذلك لأن الذي تزوجها قبلها كانت ناهلا ثم علا من هذه.

مثاله ما لو ترك أختا لأب وأم وأختا لأب فالمال كله للأخت للأب والأم ، النصف تسمية والباقي ردا.

والْعَلَلُ : الشرب الثاني يقال عَلَلٌ بعد نهل.

وتَعْلِيلُ الصبي : وعده وتسويفه وشغله عما يراد صرفه.

والْعِلَّةُ بالكسر : المرض الشاغل والجمع علل بالكسر أيضا.

والْعِلِّيَّةُ بالكسر والتشديد : الغرفة والجمع الْعَلَالِيُ.

وعل ولعل لغتان بمعنى.

يقال عَلَّكَ تفعل كذا ومعناه التوقع لمرجو أو مخوف ، وفيه طمع وإشفاق وهو حرف مثل إن وأن وكأن وليت ولكن إلا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن به فتنصب الاسم وترفع الخبر.

وبعضهم يخفض ما بعدها.

وقد جاءت في القرآن بمعنى كي.

وأصلها عل واللام زائدة.

وتكون بمعنى عسى.

قيل وهي من الله تعالى تحقيق.

قال بعض المحققين من المفسرين : لَعَلَ للترجي والإشفاق.

قال الله تعالى ( لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) [ ٢٠ / ٤٤ ] و ( لَعَلَ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) [ ٤٢ / ١٧ ].

ثم قال : إن قيل قد جاءت في مواضع من القرآن على سبيل الإطماع ، ولكن لا إطماع من كريم رحيم ، فيجري إطماعه مجرى وعده المحتوم وفاؤه به.

أجيب بأن من ديدن الملوك وما عليه أوضاع أمورهم ورسومهم أن يقتصروا في مواعيدهم التي يواطنون أنفسهم على إنجازها على أن يقولوا عسى ولعل ونحوهما من الكلمات.

وعلى مثله ورد كلام مالك الملوك ذي العز والكبرياء.

أو يجيء على طريق الإطماع دون التحقيق لئلا يتكل العباد كقوله ( يا أَيُّهَا

٤٢٩

الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ) [ ٦٦ / ٨ ]

فإن قلت قوله تعالى ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [ ٢ / ٢١ ] لا يجوز أن يحمل على رجاء تقواهم لأن الرجاء لا يجوز على عالم الغيب والشهادة.

وحمله على أن يخلقهم راجين للتقوى ليس بسديد أيضا.

قلت « لعل » واقعة في الآية موقع المجاز لأن الله تعالى خلق عباده ليتعبدهم بالتكليف وركب فيهم العقول والشهوات.

وأزاح العلة في أقدارهم وتمكينهم.

وهداهم النجدين.

ووضع في أيديهم زمام الاختيار.

وأراد منهم الخير والتقوى.

فهم في صورة المرجو منهم التقوى ـ انتهى.

ويقال لَعَلِّي أفعل كذا ، ولَعَلَّنِي كذا.

( عمل )

قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَالْعامِلِينَ ) [ ٩ / ٦١ ] هُمْ كَمَا فَسَّرَهُ الْعَالِمُ عليه السلام : السُّعَاةُ وَالْجُبَاةُ فِي أَخْذِهَا وَجَمْعِهَا وَحِفْظِهَا حَتَّى يُؤَدُّوهَا إِلَى مَنْ يَقْسِمُهَا.

قوله ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ ) [ ١١ / ٤٦ ] تعليل لانتفاء كونه من أهله.

قال المفسر : وفيه إيذان بأن قرابة الدين عامرة لقرابة النسب وجعل ذاته عملا غير صالح مبالغة في ذمه كقول الخنساء :

فإنما هي إقبال وإدبار.

وقرئ فإنه عملُ غيرِ صالحٍ.

وقرئ فلا تسألني بالنون والياء.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَيْسَ فِي الْعَوَامِلِ شَيْءٌ » يَعْنِي زَكَاةٌ « إِنَّمَا الزَّكَاةُ عَلَى السَّائِمَةِ ».

والعوامل جمع عَامِلَةٍ وهي التي يستقى عليها ويحرث وتستعمل في الأشغال.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ وَمِنْ شَرِّ مَا لَمْ أَعْمَلْ ».

ومعنى استعاذته صلى الله عليه واله مما لم يعمل على وجهين : ( أحدهما ) أن لا يبتلي به في مستقبل عمره.

و ( الثاني ) أن لا يتداخله العجب في ترك ذلك ولا يراه من قوة به وصبر

٤٣٠

وعزيمة منه ، بل من فضل ربه فإن المعصوم من عصمه الله.

والْعُمَالَةُ بالضم : أجرة العامل ورزقه.

وبالكسر لغة.

ومنه « اجروا عليه الْعُمَالَةَ ».

ومثله « عَلِيٌّ عليه السلام أَعْتَقَ فَيْرُوزاً وَعَيَاضاً وَرَبَاحاً وَعَلَيْهِمْ عُمَالَةُ كَذَا وَكَذَا ».

والْعَامِلُ هو الذي يتولي أمور الرجل في ماله وملكه.

ومنه قيل للذي يستخرج الزكاة عَامِلٌ والْعَامِلُ : عامل السلطان.

وعَامِلُ الرمح : ما يلي السنان.

ورجل عَمِلٌ بكسر الميم أي مطبوع على العمل.

والتَّعْمِيلُ : تولية العمل.

وَحَدِيثُ « اعْمَلْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَداً ».

قد مر القول فيه مستوفى في ( حرث ).

والماء الْمُسْتَعْمَلُ : المعمول به.

ومنه الْحَدِيثُ « لَا تَتَوَضَّأْ بِالْمَاءِ الْمُسْتَعْمَلِ ».

( عول )

قوله تعالى ( ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا ) [ ٤ / ٣ ] أي أقرب من أن لا تَعُولُوا أي لا تجوروا ولا تميلوا في النفقة ، من قولهم عَالَ في الحكم أي مال وجار.

وَفِي الْحَدِيثِ « الَّذِي أَحْصَى رَمْلَ عَالِجٍ يَعْلَمُ أَنَّ السِّهَامَ لَا تَعُولُ ».

وفِيهِ « أَوَّلُ مَنْ أَعَالَ الْفَرَائِضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ».

الْعَوْلُ عبارة عن قصور التركة عن سهام ذوي الفروض ، ولن تقصر إلا بدخول الزوج والزوجة.

وهو في الشرع : ضد التعصيب الذي هو توريث العصبة ما فضل عن ذوي السهام.

يقال عَالَتِ الفريضة وأَعَالَتْ عَوْلاً : ارتفعت.

وهو أن ترتفع السهام وتزيد فيدخل النقصان على أهلها.

وهو عند الإمامية على الأب والبنت والبنات والأخوات للأب والأم أو الأب على تفصيل ذكروه.

٤٣١

ويسمى هذا القسم عولا إما من الميل

ومنه قوله تعالى ( أَلَّا تَعُولُوا ) [ ٤ / ٣ ]

وسميت الفريضة عائلة على أصلها لميلها بالجور عليهم ونقصان سهامهم.

أو من عَالَ الرجل : إذا كثر عياله لكثرة السهام.

أو من عَالَ إذا غلب لغلبة أهل السهام أو من عَالَتِ الناقة ذنبها : إذا رفعته لارتفاع الفرائض على أهلها بمثلها بزيادة السهام.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَنْتَ مُعَوَّلِي ».

على صيغة اسم المفعول أي ثقتي ومعتمدي.

والْعَوْلُ والْعَوْلَةُ والْعَوِيلَةُ : رفع الصوت بالبكاء والْمِعْوَلُ كمنبر : حديدة يحفر بها الجبال والجمع الْمَعَاوِلُ.

واستعار مِعْوَلاً : أخذه بالعارية.

وعَوِّلْ علي بما شئت أي استغن بي

( عيل )

قوله تعالى ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ) [ ٩ / ٢٨ ] الْعَيْلَةُ والْعَالَةُ : الفاقة والفقر.

يقال عَالَ يَعِيلُ عَيْلَةً من باب سار وعُيُولاً : إذا افتقر.

قال الشاعر :

وما يدري الفقير متى يعيل.

قوله ( وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى ) [ ٩٣ / ٨ ] أي فقيرا فأغناك من مال خديجة.

أو بما أفاء الله عليك من الغنائم.

وترك أولاده يتامى عَيْلَى أي فقراء.

وعِيَالُ الرجل : ما يعوله ويمونه.

الواحد عَيِّلٌ.

والجمع عَيَايِلُ.

وعَالَ الرجل عِيَالَهُ عَوْلاً أي قاتهم وأنفق عليهم.

وأَعَالَ الرجل : كثرت عياله.

فهو مُعِيلٌ والمرأة مُعِيلَةٌ.

وَفِي حَدِيثِ الصَّدَقَةِ « وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ » أي لا تكن مضيعا لمن وجب عليك رعايته متفضلا على من لا جناح عليك منه.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَيْلَةِ » أي الفقر والمسكنة.

٤٣٢

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ عَقَلَ عَنِ اللهِ كَانَ اللهُ غِنَاهُ فِي الْعَيْلَةِ ».

وفِيهِ « مَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ » أي ما افتقر من اقتصد في معيشته.

والْعَالَةُ : الفاقة.

وعِيلَ صبري على صيغة المجهول من عَالَ : إذا غلب.

وعَالَنِي الأمر : إذا غلبني كذا ـ نقلا عن الأصمعي.

وقال غيره : عِيلَ صبري : رفع ، من قولهم عَالَتِ الفريضة إذا ارتفعت.

باب ما أوله الغين

( غربل )

فِي الْحَدِيثِ « لَا بُدَّ لِلنَّاسِ أَنْ يُمَحَّصُوا وَيُغَرْبَلُوا ».

قيل يجوز أن يكون ذلك من الْغِرْبَالِ : الذي يغربل به الدقيق.

ويجوز أن يكون من غَرْبَلْتُ اللحم : إذا قطعته.

وكأنه يريد بذلك الامتحان والاختبار.

ومثله فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ عليه السلام « لَتُغَرْبَلُنَ غَرْبَلَةً ».

( غزل )

فِي حَدِيثِ النِّسَاءِ « عَلِّمُوهُنَ الْمِغْزَلَ ».

هو بكسر الميم : ما يغزل به.

وتميم تضم الميم.

يقال غَزَلَتِ المرأة الصوف أو القطن تَغْزِلُهُ غَزْلاً من باب ضرب ، والجمع مَغَازِلَ.

والْغَزَلُ بفتحتين : حديث الصبيان والجواري.

ومُغَازَلَةُ النساء : محادثتهن.

والْغَزَالُ بفتح المعجمة : ولد الظبية إلى أن يستوي وتطلع قرناه.

والجمع غِزْلَةٌ وغِزْلَانٌ مثل غلمة وغلمان.

والْغَزَالَةُ : الشمس.

وَغَزَالَةُ : امْرَأَةُ شَبِيبٍ الْخَارِجِيِّ الَّذِي قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ فَحَارَبَتْهُ سَنَةً تَامَّةً.

وهي التي قيل فيها :

٤٣٣

أقامت غَزَالَةُ سوق الضراب

لأهل العراقين حولا قميطا

والضراب : القتال.

والعراقان : الكوفة والبصرة.

والقميط : التام الكامل.

( غسل )

قوله تعالى ( وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ) [ ٦٩ / ٣٦ ] هي غسالة أجواف أهل النار وكل جرح ودبر.

قوله ( هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ ) [ ٣٨ / ٤٢ ] الْمُغْتَسَلُ الذي يغتسل به كَالْغَسُولِ بالفتح.

والْمُغْتَسَلُ : الموضع الذي يغتسل به.

والْغُسْلُ بالضم : اسم لإفاضة الماء على جميع البدن.

واسم للماء الذي يغتسل به.

وَمِنْهُ « فَسَكَبْتُ لَهُ غُسْلاً ».

وبالفتح : المصدر.

وبالكسر : ما يغسل به كالخطمي وغيره.

والْمَغْسِلُ بكسر السين كمغسل الموتى.

والجمع الْمَغَاسِلُ. وغَسَلْتُهُ غَسْلاً من باب ضرب.

والاسم الْغُسْلُ كقفل.

وغَسْلُ الشيء : إزالة الوسخ ونحوه عنه ، بإجراء الماء عليه.

وغُسَالَةُ الشيء : ماؤه الذي يغسل به ، وما يخرج منه بالغسل.

وَفِي حَدِيثِ الْجَبِيرَةِ « يَغْسِلُ مَا وَصَلَ إِلَيْهِ الْغِسْلُ » بالكسر.

والمراد به الماء الذي يغتسل به وربما جاء الضم أيضا.

والْغِسْلَةُ بالكسر : الطيب وما تجعله المرأة في شعرها عند الامتشاط.

والِاغْتِسَالُ مصدر قولك اغْتَسَلَ يَغْتَسِلُ اغْتِسَالاً.

وَفِي الْخَبَرِ « إِذَا غَسَلَ جَسَدَهُ اغْتِسَالَهُ بِالْمَاءِ أَجْزَأَهُ » أي كاغتساله بالماء.

وشيء غَسِيلٌ ومَغْسُولٌ بمعنى.

( غفل )

قوله تعالى ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها ) [ ٢٨ / ١٥ ] قيل هي ما بين العشاءين.

وقيل وقت القائلة.

وساعتا الْغَفْلَةِ : « من حين تغيب

٤٣٤

الشمس إلى مغيب الشمس » و « من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ».

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللهُ يَبُثُّ جُنُودَ اللَّيْلِ مِنْ حِينِ تَغِيبُ الشَّمْسِ وَحِينِ تَطْلُعُ ، فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ فِي هَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ ، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ وَعَوِّذُوا صِغَارَكُمْ فِي هَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا سَاعَتَا غَفْلَةٍ ».

وغَفَلْتُ عن الشيء غُفُولاً من باب قعد : إذا تركته على ذكر منك.

وله ثلاثة مصادر غُفُولٌ ، مثل قعود وغَفْلَةٌ مثل تمرة ، وغَفَلٌ مثل سبب.

( غلل )

قوله تعالى ( فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً ) [ ٣٦ / ٨ ] قيل أي منعوا من التصرف

وَفِي الْخَبَرِ « لَيْسَ ثَمَ أَغْلَالٌ ».

قوله ( وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ ) [ ٧ / ١٥٧ ] أي ما كان محرما عليهم من التكاليف الشاقة نحو قرض موضع النجاسة من الجلد والثوب وإحراق الغنائم وتحريم السبت.

وذكر الأغلال مثل لها فكأنهم غلوا عنها.

قوله ( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ) [ ٣ / ١٦١ ] أي وما صح لنبي أن يخون في الغنائم.

فإن النبوة تنافي الخيانة.

قِيلَ نَزَلَتْ حِينَ فُقِدَتْ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ يَوْمَ بَدْرٍ.

فَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِينَ لَعَلَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله أَخَذَهَا.

يقال غَلَ شيئا من المغنم : إذا أخذ منه خفية.

وقرئ ( وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ ) [ ٣ / ١٦١ ] بضم الغين ويُغَلَّ بالبناء للمجهول.

فمعنى يَغُلَ : يخون.

ومعنى يُغَلَ : يخان أي أن يؤخذ من غنيمته.

أو يخون أي ينسب إلى الغلول.

وعن أبي عبيدة : الْغُلُولُ من المغنم خاصة ، ولا تراه عن الخيانة ولا من الحقد.

ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة أَغَلَ يُغِلُ بالكسر ، ومن الْغُلُولِ غَلَ يَغُلُ

٤٣٥

بالضم.

وقد جاء في الْحَدِيثِ « دِرْعُ طَلْحَةَ أُخِذَتْ غُلُولاً » أي سرقة من الغنيمة قبل القسمة.

وكل من خان في شيء خفية فقد غَلَ.

وسمي غلولا لأن الأيدي فيها مَغْلُولَةً أي ممنوعة مجعول فيها غُلٌ وهي الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه.

قوله ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ) [ ٦٩ / ٣٠ ] أي أوثقوه بالغل.

وَفِي الْحَدِيثِ « ثَلَاثٌ لَا يُغِلُ عَلَيْهَا قَلْبُ مُسْلِمٍ ».

قوله « لا يغل » يقرأ بفتح الياء وضمها وكسر الغين على الصيغتين.

فالأول من الغل.

والثاني من الإغلال.

يقال غَلَ يَغِلُ : إذا كان ذا ضغن وغش وحقد.

وأَغَلَ يُغِلُ ، والْإِغْلَالُ : الخيانة.

وأما بفتح الياء وضم الغين فإنه من الغلول ولا معنى له هاهنا.

لأن الغلول من المغنم خاصة.

والمعنى أن المؤمن لا يخون في هذه الأشياء الثلاثة أو لا يدخله حقد.

وعن بعض الشارحين أن أبا أسامة القزويني كان يرويه يَغِلُ مخفف اللام من وَغَلَ يَغِلُ وُغُولاً.

يقال وغل الرجل : إذا دخل في الشجر وتوارى فيه.

وَفِيهِ « فَبَعَثْنَا بِالْغِلَّةِ فَصَرَفُوا أَلْفاً وَخَمْسِينَ مِنْهَا بِأَلْفٍ ».

الْغِلَّةُ بالكسر : الغش ـ قاله في الصحاح.

والْغُلُ بالضم واحد الْأَغْلَالِ يقال في رقبته غُلٌ من حديد.

ومنه قيل للمرأة غُلٌ قمل أي هي عند زوجها كَالْغُلِ القمل وهو غل من جلد وعليه « شعر يقع فيه القمل فيأكله فلا يتهيأ له منه مخلصا » وهو مثل للعرب

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيُبَاشِرْ بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ لَعَلَّ اللهَ يَدْفَعُ عَنْهُ الْغُلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».

والْغُلُ : القيد.

وَمِنْهُ حَدِيثُ شَهْرِ رَمَضَانَ « تُغَلُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ » أي تقيد وتمنع مما تريد.

والدرهم الْغِلَّةُ : المغشوش.

٤٣٦

والْغَلَّةُ : الدخل الذي يحصل من الزرع والتمر واللبن والإجارة والبناء ونحو ذلك.

وجمعها الْغَلَّاتُ.

وأَغَلَّتِ الضياع.

وفلان يُغِلُ على عياله أي يأتيهم بالغلة.

والْغُلَّةُ بالضم : حرارة العطش.

وكذلك الْغَلِيلُ.

والْغَلِيلُ أيضا الضغن والحقد.

وغِلَالَةُ الحائض بالكسر : ثوب رقيق يلبس على الجسد تحت ثيابه تتقي به الحائض عن التلويث.

والإغلال والإسلال المنفيان

بِقَوْلِهِ « لَا إِغْلَالَ وَلَا إِسْلَالَ ».

قيل الْإِغْلَالُ : الخيانة أو السرقة الخفية.

والإسلال من سل بعيره من جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل.

وهي السلة.

وقيل هو الغارة الظاهرة.

وقيل الْإِغْلَالُ : لبس الدروع ، والإسلال : سل السيوف.

( غول )

قوله تعالى ( لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ ) [ ٣٧ / ٤٧ ] أي ليس فيها غائلة الصداع لأنه قال في موضع آخر ( لا يُصَدَّعُونَ عَنْها ) [ ٥٦ / ١٩ ].

وقيل الْغَوْلُ : أن تغتال عقولهم فتذهب بها ( وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ ) [ ٥٦ / ١٩ ] من نزف الشارب : إذا ذهب عقله.

ويقال الْغَوْلُ : وجع البطن ، والنزف : ذهاب العقل.

والْغَوَائِلُ جمع غَائِلَةٍ وهي الحقد.

ومنه الْحَدِيثُ « مُقَارَبَةُ النَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « لَا تَبْذُلُوا مَوَدَّتَكُمْ لِمَنْ بَغَاكُمُ الْغَوَائِلَ » أي المهالك.

يقال غَالَهُ يَغُولُهُ غَوْلاً من باب قال : إذا ذهب به وأهلكه.

ومنه أرض غائلة.

وغَالَنِي الشيء يَغُولُنِي : غلبني.

ومنه حَدِيثُ الْمَاءِ الْمُسْتَنْقَعِ حَوْلَ الْبِئْرِ « فَإِنَّهُ لَا يَنْقُبُ الْأَرْضَ وَلَا يَغُولُهُ

٤٣٧

حَتَّى يَبْلُغَ الْبِئْرَ ».

والْغُولُ بالضم من السعالي والجمع أَغْوَالٌ وغِيلَانٌ.

وكل ما اغتال الإنسان فأهلكه فهو غُولٌ.

يقال غَالَتْهُ غُولٌ : إذا وقع في مهلكة والْغُولُ بالضم : واحد الْغِيلَانِ وهو جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِذَا تَغَوَّلَتْ بِكُمُ الْغُولُ فَأَذِّنُوا ».

كانت العرب تزعم في الفلوات تَتَغَوَّلُ تَغَوُّلاً أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق فتهلكهم.

ويقولون للنار التي توقد وتطفأ : وهكذا كانت نار الغيلان.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَتْ إِلَيْهِ الْكُتُبُ وَأُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ ، وَسُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وَحُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِيلَ ».

هو من الِاغْتِيَالِ وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع ، فإذا صار إليه قتله.

والْغِيلَةُ مثله.

يقال قتل فلان غِيلَةً : أي خفية.

ومثله قَوْلُهُ « أَخَافُ أَنْ تُغْتَالَ فَتُقْتَلَ ».

والْغَائِلَةُ : الفساد والشر.

ومنه « قَضَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فِي رَجُلٍ أَغَارَ جَارِيَةً فَهَلَكَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَلَمْ يَبْغِهَا غَائِلَةً » أَيْ فَسَاداً.

فقضى أن لا يغرمها المغار.

ومِنْهُ « الْبَيْضُ يَذْهَبُ بِقَرَمِ اللَّحْمِ وَلَيْسَ لَهُ غَائِلَةُ اللَّحْمِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي » أي أهلك بالخسف.

والأصل في الِاغْتِيَالِ أن يؤتى المرء من حيث لا يشعر وأن يدهى بمكروه ولم يرتقبه.

والْغِيلَةُ : الأخذ على غرة.

ويقال أضرت الْغِيلَةُ بولد فلان : إذا أتيت أمه وهي ترضعه.

وكذلك إذا حملت أمه وهي ترضعه.

وَفِي الْخَبَرِ « لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ ».

والْغَيْلُ بالفتح : اسم ذلك اللبن.

وَفِي مَعَانِي الْأَخْبَارِ « نَهَى عَنِ الْغِيلَةِ ».

وهي أن يجامع الرجل امرأته وهي ترضع.

٤٣٨

يقال منه « قد أَغَالَ الرجل ».

وأَغْيَلَ : إذا غشي أمه وهي ترضعه.

والولد مُغَالٌ ومُغَيْلٌ.

قال الجوهري والأصمعي يروى بيت امرئ القيس هكذا :

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل.

وأم غَيْلَانَ : شجر معروف ، منه كثير في طريق مكة.

باب ما أوله الفاء

( فال )

فِي « الْخَبَرِ كَانَ صلى الله عليه واله يُحِبُ الْفَأْلَ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ ».

الْفَأْلُ معروف وهو أن يكون الرجل مريضا فيسمع شخصا يقول يا سالم أو يكون طالبا فيسمع آخر يقول يا واجد نقلا عن ابن السكيت.

والطيرة مر شرحها.

( فتل )

قوله تعالى ( لا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) [ ٤ / ٤٩ ] الْفَتِيلُ : قشر يكون في بطن النواة وهو ونقير وقطمير أمثال للقلة.

وفَتَلَهُ عن وجهه فَانْفَتَلَ أي صرفه فانصرف.

وانْفَتَلَ من الصلاة : انصرف عنها.

وفَتَلْتُ الحبل وغيره.

( فجل )

الْفُجْلُ معروف ، الواحدة فُجْلَةٌ.

( فحل )

فِي الْخَبَرِ « إِنَّهُ دَخَلَ عليه السلام عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَفِي الْبَيْتِ فَحْلٌ » أي حصير يتخذ من فِحَالِ النخل.

والْفَحْلُ واحد الْفُحُولِ والْفِحَالُ وهو الذكر من ذي الحافر والظلف والخف من ذي الروح.

وجمعه أَفْحُلٌ وفُحُولَةٌ وفِحَالَةٌ.

وفَحَلْتُ إبلي : إذا أرسلت فيها الفحل.

( فسل )

فِي الْحَدِيثِ « كَانَ عليه السلام يَسْتَقْرِضُ الدَّرَاهِمَ الْفُسُولَةَ » أَيِ الرَّذْلَةَ

٤٣٩

وَيَرُدُّ الْجِيَادَ.

والْفَسْلُ : الرديء من كل شيء.

والْفَسْلُ من الرجال.

والْمَفْسُولُ مثله.

وقد فَسُلَ بالضم فَسَالَةً فهو فَسْلٌ من قوم فُسَلَاء.

والْفَسِيلَةُ : الودي ، وهو صغار النخل والجمع فُسْلَانُ ـ قاله الجوهري.

( فشل )

قوله تعالى لَفَشِلْتُمْ [ ٨ / ٤٣ ] أي لجبنتم.

وتَفْشَلُوا : تجبنوا.

ورجل فَشِلٌ أي ضعيف جبان.

والجمع أَفْشَالٌ.

وفَشِلَ بالكسر فَشَلاً : إذا جبن.

والْفَيْشَلَةُ : رأس الذكر ـ قاله الجوهري.

( فصل )

قوله تعالى ( فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ ) [ ٢ / ٢٤٩ ] أي لقتال العمالقة يقال فَصَلَ عن موضع كذا : إذا انفصل عنه وجاوزه.

قوله ( وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ ) [ ١٢ / ٩٤ ] أي خرجت من مصر ومن عمرانها.

قوله ( ثُمَ فُصِّلَتْ ) [ ١١ / ١ ] أي جعلت فصولا آية آية وسورة سورة ، أو فرقت في التنزيل فلم تنزل جملة واحدة قوله ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً ) [ ٧٨ / ١٧ ] قد مر في ( وقت ) قوله ( وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ) [ ٣٨ / ٢٠ ] قيل هو أما بعد وقيل البينة على الطالب واليمين على المطلوب.

وقيل الفهم في الحكومات والفصل في الخصومات.

قوله ( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ) [ ٨٦ / ١٣ ]

قَالَ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍ : هَذَا جَوَابُ الْقَسْمِ يَعْنِي أَنَّ الْقُرْآنَ يَفْصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ بِالْبَيَانِ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الصَّادِقِ ع

وقيل معناه أن الوعد بالبعث والأحياء بعد الموت.

قوله ( لَقَوْلٌ فَصْلٌ ) [ ٨٦ / ١٣ ] أي مقطوع به لا خلاف ولا فيه ( وَما

٤٤٠