مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

وَلَا ذَاتُ عَوَارٍ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الْمُصَدِّقُ » المُصَدِّقُ بكسر الدال هو عامل الزكاة التي (١) يستوفيها من أهلها.

وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ إِلَّا مَا يَشَاءُ الْمُصَدَّقُ بفتح الدال وتشديدها ، وهو الذي يعطي صدقة ماشيته.

وخالفه عامة الرواة فقالوا بالكسر والتشديد.

والمُصَّدِّقُ بتشديد الصاد والدال : من يعطي الصدقة.

وأصله المُتَصَدِّقُ فغيرت الكلمة بالقلب والإدغام.

وبها جاء التنزيل.

وصُنْدُوقٌ كعصفور والجمع صَنَادِيقُ كعصافير.

قال في المصباح : وفتح الصاد في الواحد عامي.

( صعق )

قوله تعالى ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ) [ ٣٩ / ٦٨ ] هو من باب تعب بمعنى مات ، والذين استثناهم الله من الصعق قيل هم الشهداء وهم الأحياء المرزوقون.

قَوْلُهُ ( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ) [ ٢ / ٥٥ ] قِيلَ هِيَ نَارٌ وَقَعَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتْهُمْ.

وَقِيلَ صَيْحَةٌ جَاءَتْ مِنَ السَّمَاءِ.

والصَّاعِقَةُ كل عذاب مهلك.

قال الزمخشري « الصَّاعِقَةُ قصفة رعد ينقض معها شقة من نار ».

قالوا تنقدح من السحاب إذا اصطكت أجرامه (٢).

وهي نار لطيفة حديدة لا تمر بشيء إلا أتت عليه إلا أنها مع حدتها سريعة الخمود.

يحكى أنها سقطت على نخلة فأحرقت نحوا من النصف ثم طفئت.

قوله يُصْعَقُونَ أي يموتون.

وجمع الصاعقة صواعق.

ومنه قوله ( وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ ) [ ١٣ / ١٣ ].

__________________

(١) هكذا في النسخ والأولى : الذي صفة للعامل.

(٢) يأتي شرح الصاعقة في الجزء السادس هامش صفحة ٩١.

٢٠١

قوله ( وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً ) [ ٧ / ١٤٢ ] أي مغشيا عليه من هول ما رأى.

يقال صَعِقَ الرجل صَعْقَةً أي غشي عليه من الفزع بصوت يسمعه.

وَفِي حَدِيثِ التَّوْحِيدِ « لَا يَصْعَقُ لِشَيْءٍ بَلْ لِخَوْفِهِ تَصْعَقُ الْأَشْيَاءُ ».

أي تفزع.

( صفق )

فِي الْحَدِيثِ « إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ فَلْيَصْفِقْ وَجْهَهُ بِالْمَاءِ ».

أي يضرب وجهه من الصَّفْقِ الضرب الذي له صوت.

ومنه التَّصْفِيقُ باليد أي التصويت بها.

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَفْقَةٍ خَاسِرَةٍ ».

أي بيعة خاسرة.

يقال صَفَقْتُ له بالبيعة صَفْقاً أي ضربت بيدي على يده.

وكانت العرب إذا وجب البيع ضرب أحدهما يده على يد صاحبه.

ثم استعملت الصَّفْقَةُ في العقد ، فقيل بارك الله لك في صَفْقَةِ يدك.

وعن الأزهري : تكون الصَّفْقَةُ للبائع والمشتري.

وَفِي الْحَدِيثِ « مَنْ نَكَثَ صَفْقَةَ الْإِمَامِ جَاءَ إِلَى اللهِ أَجْذَمَ » أي بيعته.

وأهل صَفْقَتِكَ أي أهل عهدك وميثاقك وَفِي الْحَدِيثِ « نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله عَنِ الِاسْتِحْطَاطِ بَعْدَ الصَّفْقَةِ » أي بعد عقد البيع.

والنهي للتنزيه وذلك لاشتماله على المنة.

وَفِيهِ « نَهَى عَنِ الصَّفْقِ وَالصُّفْرِ » كأنه أراد معنى قوله تعالى ( وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً ) [ ٨ / ٣٥ ] كانوا يَصْفِقُونَ ليشغلوا النبي صلى الله عليه واله والمسلمين في القراءة والصلاة.

ويجوز أن يكون المراد بالصَّفْقِ والصفر على وجه اللعب.

والعسل المُصَفَّقُ أي المصفى.

ومنه حَدِيثُ أَهْلِ الْجَنَّةِ « وَيُطَافُ عَلَى نُزَّالِهَا فِي أَفْنِيَةِ قُصُورِهَا بِالْأَعَاسِيلِ الصَّفْقَةِ ».

والصِّفَاقُ ككتاب : الجلد الأسفل تحت الجلد الذي عليه الشعر ، أو ما بين الجلد والمصران أو جلد البطن كله.

ومنه الْحَدِيثُ « فَضَرَبَهُ فِي الْعَانَةِ

٢٠٢

فَخَرَجَتِ الصِّفَاقُ ».

والسفاق بالسين مثله.

وصَفَقْتُ الباب صَفْقاً : إذا أغلقته أو فتحته فهو من الأضداد.

وصَفُقَ الثوب بالضم صَفَاقَةً فهو صَفِيقٌ خلاف سخيف.

( صلق )

الصَّلْقُ هو الصوت الشديد ومثله الصهلق.

وصَلَقَ بِنَابِهِ كضرب لفظا ومعنى.

وبنو المُصْطَلِقِ بضم الميم وإسكان المهملة الأولى وفتح الثانية وكسر اللام : حي من خزاعة.

وغزوة بني المُصْطَلِقِ بضم الميم مشهورة.

باب ما أوله الضاد

( ضيق )

قوله تعالى ( وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ) [ ١١ / ١٢ ] هو من قولهم ضَاقَ صدره : حرج فهو ضَيِّقٌ وضَيْقٌ بالتخفيف مثل ميت وميت وهين وهين ولين ولين.

وجائز أن يكون مصدرا كقولك ضَاقَ الشيء يَضِيقُ ضَيْقاً وضِيقاً.

والضَّيْقُ أيضا بالفتح جمع الضَّيْقَةِ وهي الفقر وسوء الحال.

وَفِي الْحَدِيثِ « ضِقْتَ مِمَّا أَخْبَرْتُكَ بِهِ ».

أي حرجت من ذلك ولم يسعك ما أخبرتك به.

وضَاقَ عنك الشيء : إذا لم يسعك.

وضَاقَ ضَيْقاً من باب سار ، والاسم الضِّيقُ بالكسر وهو خلاف اتسع.

وضَاقَ الرجل بمعنى : بخل.

وأَضَاقَ : ذهب ماله.

وضَاقَ بالأمر ذرعا : شق عليه.

والأصل ضَاقَ ذرعه أي طاقته وقوته فأسند الفعل إلى الشخص ونصب الذرع على التميز.

وقولهم ضَاقَ المال عن الدين مجاز ، وكأنه مأخوذ من هذا ، لأنه لا يتسع حتى يساويه.

٢٠٣

باب ما أوله الطاء

( طبق )

قوله تعالى ( لَتَرْكَبُنَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) أي حالا بعد حال يوم القيامة.

والطَّبَقُ : الحال.

وقيل من إحياء وإماتة وبعث حتى تصيرون إلى الله.

قوله ( سَماواتٍ طِباقاً ) [ ٦٧ / ٣ ] أي بعضها فوق بعض.

وَفِي الْحَدِيثِ « السَّمَاءُ تُطْبِقُ عَلَيْنَا ».

أي تعم بغيمها جميع بقاع الأرض بحيث لا يعلم مطلعها من مغربها ليعلم أين جهة القبلة ليتوجه إليها.

وَفِي دُعَاءِ الِاسْتِسْقَاءِ « اسْقِنَا غَيْثاً طَبَقاً ».

أي مغطيا للأرض مالئا لها كلها ، من قولهم « غيم طَبَق » أي عام واسع.

أو من طَبَّقَ الغيم تَطْبِيقاً : إذا أصاب بمطره جميع الأرض.

ومطر طَبَق أي عام.

وَفِيهِ أَيْضاً « اسْقِنَا مُطَبِّقَةً مُغْدِقَةً مُونِقَةً ».

المُطَبِّقَةُ : السحابة بعضها على بعض.

والمغدقة : الكثيرة الغزيرة.

والمونقة إما من الأنق وهو الفرح والسرور أي مفرحة ، أو معجبة من تأنق فلان في الروضة : إذا وقع في معجباتها.

ومثله « مطر مَطْبُوقٌ مغدودق ».

والطَّبَقُ محركة : من أمتعة البيت ، جمعه أَطْبَاقٌ وطِبَاقٌ كأسباب وجبال.

والطَّبَقُ أيضا : غطاء كل شيء.

وأَطْبَقَتْ عليه الحمى أي دامت.

ومثله أَطْبَقَ عليه الجنون.

ومضى طَبَقٌ من الليل أي معظم منه.

وأتاه طَبَقٌ من الناس أي جماعة.

وطَبَقَاتُ الناس في مراتبهم.

وطِبَاقُ الأرض : ما علاها.

والتَّطْبِيقُ في الصلاة : جعل اليدين بين الفخذين في الركوع.

والمُطَابَقَةُ : الموافقة.

٢٠٤

والتَّطَابُقُ : الاتفاق.

وطَابَقْتُ بين الشيئين : جعلتهما على حد واحد وألزقتهما.

وَفِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ « كَمَا وَافَقَ شَنٌ طَبَقَةَ ».

قيل هو مثل للعرب يضرب لكل اثنين أو امرأتين جمعهما حالة واحدة اتصف بها كل منهما.

وأصله فيما قيل : أن شنا قبيلة من عبد القيس ، وطبقة : حي من إياد واتفقوا على أمر فقيل لهما ذلك لأن كل واحد منهما وافق شكله ونظيره.

وبنت طَبَقٍ : سلحفاة.

وقول الصدوق « لا يجوز الصلوة في الطَّابِقِيَّةِ » يريد بها : العمامة التي لا حنك لها.

وَفِي الْحَدِيثِ « الطَّابِقِيَّةُ عِمَّةُ إِبْلِيسَ ».

( طرق )

قوله تعالى ( سَبْعَ طَرائِقَ ) أي سبع سماوات واحدتها طريقة.

قوله ( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ) [ ٨٦ / ١ ] الطَّارِقُ هو النجم سمي بذلك لأنه يَطْرُقُ أي يطلع ليلا.

والطَّارِقُ : النجم الذي يقال له كوكب الصبح.

وطَرَقَ النجم طُرُوقاً من باب قعد : طلع.

( بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى ) [ ٢٠ / ٦٣ ] هي تأنيث الأمثل.

قوله ( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً ) [ ٢٠ / ٧٧ ] الطَّرِيقُ : السبيل مذكر في لغة الحجاز ، والجمع طُرُقٌ بضمتين ، وجمع الطُّرُقِ طُرُقَاتٌ.

وقد جمع الطُّرُق على لغة التذكير أَطْرِقَة.

وسيأتي معنى قوله تعالى ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) [ ٧٢ / ١٦ ].

وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ « فِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ ».

هي فعولة بمعنى مفعولة أي مركوبة الفحل.

وكل امرأة طَرُوقَةُ زوجها.

وكذا كل ناقة طَرُوقَةُ فحلِها.

ومنه الْحَدِيثُ « كَثْرَةُ الطَّرُوقَةِ مِنْ

٢٠٥

سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ » يريد كثرة الجماع وغشيان الرجل أزواجه وما أحل له.

ومثله « كَثْرَةُ الطَّرُوقَةِ مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ ».

وَفِي الدُّعَاءِ « أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ إِلَّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ ».

ومثله « أَعُوذُ بِكَ مِنْ طَوَارِقِ الْآفَاتِ ».

وهي التي تأتي على غفلة بالليل.

وَفِي الْخَبَرِ « نَهَى الْمُسَافِرَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ طُرُوقاً » أي ليلا

ويقال لكل آت بالليل : طَارِقٌ.

وأصل الطُّرُوقِ على ما قيل : الدق وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لاحتياجه إلى دق الباب.

وطَرِيقَةُ الرجل : مذهبه.

وأتانا فلان طُرُوقاً : إذا جاء بليل وطَرَقْتُ الباب طَرْقاً من باب قتل : ضربتها.

وطَرَقْتُ الحديدة : مددتها.

وطَرَّقْتُهَا بالتشديد مبالغة.

والطَّرْقُ : الدق والضرب.

وَمِنْهُ « اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كُلَّمَا طَرَقْتُ » بالقاف.

والطِّرَاقُ ككتاب : البيضة التي توضع على الرأس ـ قاله في القاموس.

وَمِنْهُ « اسْتَعَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ سَبْعِينَ دِرْعاً بِأَطْرَاقِهَا ».

والمِطْرَقَةُ بالكسر : ما يضرب به الحديد.

وأَطْرَقَ الرجل : إذا سكت ولم يتكلم.

وأَطْرَقَ رأسَه أي أماله وأسكنه.

وأَطْرَقَ الرجل أي أرخى عينه ينظر إلى الأرض.

وأَطْرِقَا ـ على لفظ أمر الاثنين ـ : اسم بلد.

( طسق )

في الحديث ذكر الطَّسْقُ والطُّسُوقُ.

الطَّسْقُ كفلس : الوظيفة من خراج الأرض المقررة عليها ، فارسي معرب ـ قاله الجوهري.

ومنه قولهم في حَدِيثِ الشِّيعَةِ « هُمْ فِيهَا » ـ أَيْ فِي الْأَرْضِ ـ « مُحَلَّلُونَ حَتَّى

٢٠٦

يَقُومَ قَائِمُنَا فَيَجْبِيَهُمْ طَسْقَ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ».

( طفق )

قوله تعالى ( وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ) [ ٧ / ٢٢ ] أي جعلا يلصقان عليهما من ورق الجنة ، وهو ورق التين من قولهم طَفِقَ يفعل كذا يَطْفَقُ طَفَقاً أي جعل يفعل كذا.

وبعضهم يقول : طَفَقَ بالفتح طُفُوقاً.

( طقطق )

الطَّقْطَقَةُ : أصوات حوافر الدواب ، مثل الدقدقة ـ قاله الجوهري.

( طلق )

قوله تعالى ( الطَّلاقُ مَرَّتانِ ) [ ٢ / ٢٢٩ ] الآية.

قال الشيخ أبو علي : الطَّلَاقُ بمعنى التطليق كالسلام بمعنى التسليم أي التطليق الشرعي تطليقة بعد تطليقة على التفريق دون الجمع والإرسال دفعة واحدة.

ولم يرد بالمرتين التثنية ولكن التكرار كقوله تعالى ( ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ) [ ٦٧ / ٤ ] أي كرة بعد كرة.

وَفِي الْحَدِيثِ « خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَقْرَحُ طُلُقُ الْيَدِ الْيُمْنَى ».

الطُّلُقُ بضم الطاء واللام إذا لم يكن في أحد قوائمه تحجيل.

والطِّلْقُ كحمل : الحلال.

يقال هو لك طِلْقٌ.

ويقال الطِّلْقُ : المطلق الذي يتمكن صاحبه فيه من جميع التصرفات ، فيكون فعل بمعنى مفعول كالذبح بمعنى المذبوح.

وأعطيت من طِلْقِ مالي أي من حله أو من مطلقه.

وَفِي الْحَدِيثِ « كُلُّ شَيْءٍ لَكَ مُطْلَقٌ حَتَّى يَرِدَ فِيهِ نَهْيٌ ».

قال الصدوق رحمه‌الله : ومقتضاه إباحة كل شيء ما لم يبلغ فيه نهي.

وطَلَّقَ الرجل امرأته تَطْلِيقاً ، فإن كثر تطليقه للنساء قيل مِطْلِيقٌ ومِطْلَاقٌ.

ومنه الْخَبَرُ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام « أَنَّهُ قَالَ : الْحَسَنُ مِطْلَاقٌ فَلَا تُزَوِّجُوهُ ».

والاسم من طَلَّقَ : الطَّلَاقُ ، وهو إزالة قيد النكاح بغير عوض بصيغة « طَالِقٌ ».

وطَلَاقُ المرأة يكون لمعنيين أحدهما حل عقدة النكاح.

والآخر بمعنى الترك والإرسال.

٢٠٧

من قولهم طَلَّقْتُ القوم : إذا تركتهم.

وطَلَقَتِ المرأة بالفتح تَطْلُقُ من باب قتل ـ وفي لغة من باب قتل ـ وفي لغة من باب قرب ـ فهي طَالِقٌ بغير هاء.

فإن جاءوا بالهاء فعلى سبيل التأويل.

قال ابن الأنباري ـ نقلا عنه ـ : إذا كان النعت منفردا به الأنثى دون الذكر لم تدخله الهاء نحو ( طَالِقٍ ) و ( طامث ) و ( حائض ) لأنه لا يحتاج إلى فارق لاختصاص الأنثى به.

وأَطْلَقْتُ الأسير : إذا حللت إساره وخليت عنه فَانْطَلَقَ أي ذهب في سبيله.

وَفِي الدُّعَاءِ « وَأَطْلِقْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ ».

أي لا تحبسه وتمنعه عن ذكرك.

والِانْطِلَاقُ : الذهاب.

ويقال انْطُلِقَ به على ما لم يسم فاعله والطُّلَقَاءُ ـ بضم الطاء وفتح اللام والمد ـ : هم الذين خلى عنهم يوم فتح مكة وأطلقهم ولم يسترقهم.

واحدهم طَلِيقٌ فعيل بمعنى مفعول وهو الأسير إذا خلي سبيله.

قِيلَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله حِينَ فَتَحَ مَكَّةَ قَالَ : يَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ مَا تَرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ؟ قَالُوا : خَيْرُ أَخٍ كَرِيمٍ وَابْنِ أَخٍ كَرِيمٍ! قَالَ : اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ.

وكان فيهم معاوية ، وأبو سفيان ، وعباس ، وعقيل.

والطُّلَقَاءُ من قريش ، والعتقاء من ثقيف.

وَفِي الْحَدِيثِ « الطَّلِيقُ لَا يُورَثُ ».

وناقة طُلُقٌ بضمتين بلا قيد.

ورجل طَلْقُ الوجه كفلس أي فرح ظاهر البشر.

وقد طَلُقَ بالضم طَلَاقَةً.

وعن أبي زيد أي بسام متهلل.

وطُلِقَتِ المرأة ـ بالبناء للمفعول ـ : إذا أخذها المخاض.

والطَّلْقٌ : وجع الولادة.

وَمِنْهُ « سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَرْأَةِ أَصَابَهَا الطَّلْقُ » ـ الحديث.

وطَلُقَ لسانه بالضم طُلُوقاً وطُلُوقَةً فهو طِلْقُ اللسان وطَلِيقُهُ أي فصيح عذب

٢٠٨

المنطق.

وفي الصحاح رجل طَلْقُ اللسان وطَلِيقُ اللسان.

ولسان طَلْقٌ ذلق ، وطَلِيقٌ ذليق وطُلْقٌ ذلق وطُلَقٌ ذلق أربع لغات.

واسْتِطْلَاقُ البطن : مشيه.

واسْتَطْلَقَ بطنه يستعمل لازما.

والْمُطْلَقُ من المياه : ما لا يحتاج عند ذكره إلى قيد يقيده ، بخلاف المضاف

( طوق )

قوله تعالى ( سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ ) [ ٣ / ١٨٠ ].

رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله « يَأْتِي كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعاً أَقْرَعَ لَهُ ذَنَبَتَانِ [ زَبِيبَتَانِ ] وَيَتَطَوَّقُ فِي حَلْقِهِ ، وَيَقُولُ أَنَا الزَّكَاةُ الَّتِي مَنَعْتَنِي ثُمَّ يَنْهَشُهُ ».

وَفِي الدُّعَاءِ « نَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ عَلَى مَا طَوَّقْتَنَا ».

كأنه من طوق التقليد والتكليف على المجاز.

من قولهم طَوَّقْتُكَ الشيءَ أي كلفتكه.

والطَّوْقُ : واحد الأَطْوَاقِ معروف.

وقد طَوَّقْتُهُ فَتَطَوَّقَ أي ألبسته الطَّوْقَ فلبسه.

وطَوْقُ كل شيء : ما استدار به.

ومنه قيل للحمامة : ذات طوق.

والطَّوْقُ : الطاقة.

وقد أَطَقْتُ الشيء إِطَاقَةً : قدرت عليه فأنا مُطِيقٌ.

والاسم : الطَّاقَةُ.

وَمِنْهُ « إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ ».

أي لا تقدر عليه.

ومثله « مُرُوا صِبْيَانَكُمْ بِكَذَا مَا أَطَاقُوهُ ».

وهو في طَوْقِي أي في وسعي.

وطَوَّقَنِي الله أداء حقك أي قواني.

والطَّاقُ : ما عطف من الأبنية ، والجمع طَاقَاتٌ.

والطَّاقُ : ضرب من الثياب.

وَمِنْهُ « لَبِسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله الطَّاقَ وَالسَّاجَ ».

ومؤمن الطَّاق : لقب محمد بن علي بن النعمان من أصحاب الكاظم عليه السلام ، وكان يلقب بالأحول.

ويقال له الطَّاقِيُ.

٢٠٩

والمخالفون يلقبونه بشيطان الطاق.

قال العلامة رحمه‌الله : كان دكانه في طَاقِ المحامل بالكوفة يرجع إليه في النقد فيخرج كما ينقد ، فيقال شيطان الطاق وفي القاموس الطَّاقُ اسم حصن بطبرستان يسكنه محمد بن النعمان شيطان الطاق.

والعلامة أعلم وكلامه أتم.

ويقال طَاقُ نعل وطَاقَةُ ريحان.

ومنه الْحَدِيثُ « إِنَّ فُلَاناً نَتَفَ طَاقَةً مِنَ الْعُشْبِ ».

وفيه « الإقامة طَاقٌ طَاقٌ » أي من غير تكرار.

باب ما أوله العين

( عبق )

فِي الْحَدِيثِ « رِيحٌ عَبِقَةٌ ».

و « عَبِقَتْ رائحة المسك ».

العَبَقُ بالتحريك : مصدر قولك عَبِقَ به الطيب من باب تعب عَبَقاً : لزق به وظهرت ريحه بثوبه أو ببدنه فهو عَبِقٌ.

قالوا ولا يكون العَبِقُ إلا للرائحة الطيبة الذكية.

( عتق )

قوله تعالى ( بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) يعني الكعبة المشرفة.

وسمي عَتِيقاً لأنه لم يملك.

وقيل لأنه أُعْتِقَ من الغرق.

أو لأنه أقدم ما في الأرض من البيوت.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَنْزَلَ اللهُ الْعَجْوَةَ وَالْعَتِيقَ؟ مِنَ السَّمَاءِ » « قُلْتُ : وَمَا الْعَتِيقُ قَالَ الْفَحْلُ ».

والْعِتَاقُ ككتاب من الطير : الجوارح ومن الخيل : النجائب.

ومنه « نهى أن ينزى حمار على عَتِيقَةٍ » يعني الفرس النجيبة.

والعَاتِقُ : ما بين المنكب والعنق.

ومنه قَوْلُهُ « يَغْسِلُ يَدَهُ مِنَ الْعَاتِقِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « كَأَنِّي أَنْظُرُ وَالْمَاءُ يَنْحَدِرُ عَلَى عَاتِقِ أَبِي ».

٢١٠

وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ « عَلَى عُنُقِهِ ».

واحد الأعناق ، وهو محتمل.

والعَوَاتِقُ من النساء : جمع عَاتِقٍ وهي الشابة أول ما تدرك.

وقيل التي لم تبن من والدتها ولم تتزوج وقد أدركت وشبت.

والعَتِيقُ : الخلوص.

ومنه عِتَاقُ الخيل ، والبيت العَتِيقُ.

وهو في الشرع : خلوص الآدمي المملوك أو بعضه من الرق.

وعَتَقَ العبد عَتْقاً من باب ضرب وعَتَاقاً وعَتَاقَةً بفتح الأوائل.

والعِتْقُ بالكسر اسم منه فهو عَاتِقٌ.

ويتعدى بالهمز فيقال أَعْتَقَهُ فهو مُعْتَقٌ.

ويتعدى بنفسه فيقال عَتَقَهُ.

وفي المصباح : قال في البارع : ولا يقال عُتِقَ العبد وهو ثلاثي مبني للمفعول ولا أَعْتَقَ هو مبنيا للفاعل ، بل الثلاثي لازم والرباعي متعد.

ولا يجوز عبد معتوق.

وجاء على عَتِيقٍ فعيل بمعنى مفعول.

وجمعه عُتَقَاءُ ككريم وكرماء.

وربما جاء على عِتَاقٍ ككرام.

وأمه عَتِيقٌ بغير هاء.

وربما قيل عَتِيقَةٌ وجمعها عَتَائِقُ.

وفلان مولى عَتَاقَة ومولى عَتِيق ومولى عَتِيقَة.

وموال عُتَقَاء ونساء عَتَائِق.

قال الجوهري : وذلك إذا أُعْتِقْنَ.

وَفِي الْحَدِيثِ « رَجُلٌ مَاتَ وَلَيْسَ لَهُ مَوْلَى عَتَاقَةٍ مَنْ يَرِثُهُ ».

كأنه أراد بمولى عَتَاقَةٍ : المُعْتِق بالكسر لا المعتق بالفتح.

وامرأة حلفت بالعَتَاقِ أي أن تعتق أمتها.

وَفِيهِ « كُلُّ يَمِينٍ فِيهَا كَفَّارَةٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عَتَاقٍ وَطَلَاقٍ ».

كان يقول علي العتاق والطلاق ويخالف فإنه لغو لا كفارة فيه.

وعَتُقَ الشيء بالضم عَتَاقَةً أي قدم وصار عَتِيقاً.

قال الجوهري : وكذلك عَتَقَ كدخل يدخل فهو عَاتِقٌ.

ودنانير عُتُقٌ.

والعَتِيقُ : القديم من كل شيء.

٢١١

ويقال قنطرة عَتِيقَةٌ بالهاء ، وقنطرة جديد بغير هاء.

لأن العَتِيقَةَ بمعنى الفاعلة والجديد بمعنى المفعول ليفرق بين ما له الفعل وما الفعل واقع عليه.

( عذق )

فِي الْحَدِيثِ « عَذْقٌ يُظِلُّهُ ».

العَذْقُ كفلس : النخلة يحملها.

وأما العِذْقُ بالكسر فالكباسة وهي عنقود التمر.

والجمع أَعْذَاقٌ كأحمال.

وَمِنْهُ « مَا قَامَ لِي عَذْقٌ بِيَثْرِبَ ».

والعَذْقُ : المذلل الذي وضع على جريدة النخلة.

( عرق )

فِي الْحَدِيثِ « أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ يَجْرِي فِي الْمَرْأَةِ إِذَا وَاقَعَهَا فِي كُلِ عِرْقٍ وَعَصَبٍ ».

العِرْقُ من الحيوان : الأجوف الذي يكون فيه الدم والعصب من أطناب المفاصل غير مجوف.

وَفِي حَدِيثِ إِحْيَاءِ الْمَوَاتِ « لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ ».

ومعناه على ما قيل هو أن يجيء الرجل إلى الأرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها غرسا غصبا ليستوجب به الأرض.

والرواية لعرق بالتنوين وهو على حذف مضاف أي لذي عرق ظالم ، فجعل العرق نفسه ظالما والحق لصاحبه.

أو يكون الظالم من صفة صاحب العرق.

وإن روي عِرْق بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق والحق لِلْعِرْقِ.

وهو أحد عُرُوق الشجر.

وَفِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنِ الْكَرْمِ مَتَى يَحِلُّ بَيْعُهُ؟ قَالَ : إِذَا عَقَدَ وَصَارَ عُرُوقاً » أي عقودا.

والعقود : الحصرم بالنبطية.

وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِحَاضَةِ « إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ عَابِرٌ ».

بالعين والراء المهملتين ، والقاف في أكثر النسخ وهو الصحيح ويراد به دم عرق والإضافة إلى عابر لأدنى ملابسة أي دم عرق ، فجر عابر.

وفي بعض النسخ إنما هو عزف بالعين

٢١٢

المهملة والزاء المعجمة والفاء ، أي إنما هو لعب.

وعن السيوطي في مختصر النهاية : قيل لكل لعب عزف ومعناه أنه عزف عابر من الشيطان عبر على هذا العرق فلعب به ففجره.

وفي بعض النسخ إنما هو عِرْق عاند أو ركضة شيطان وقد مر (١).

والعَرْقُ بالفتح فالسكون : العظم الذي أخذ عنه اللحم والجمع عُرَاقٌ بالضم.

وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ « ثَرِيدٌ وَعُرَاقٌ ».

ومنه حَدِيثُ فَاطِمَةَ عليها السلام « فَأَخْرَجَتْ صَحِيفَةً فِيهَا ثَرِيدٌ وَعُرَاقٌ تَفُورُ ».

والْعَرْقُ أيضا : مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُهُ بالضم عَرْقاً : إذا أكلت ما عليه من اللحم.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام « أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرَى ».

أي أصول الأرض وأركانها من الأئمة والأنبياء كإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

ومحصله أنا ابن خير أصول الأرض.

والعُرُوقُ : عروق الشجرة ، الواحد بالكسر.

وذات عِرْقٍ : الموضع الذي وقت لأهل العِرَاقِ سمي بذلك لأن فيه عِرْقاً وهو الجبل الصغير.

وقيل العِرْقُ من الأرض : سبخة تنبت الطرفاء.

وذات عِرْقٍ : أول تهامة وآخر العقيق وهو عن مكة نحوا من مرحلتين.

والعِرَاقُ ككتاب بلاد (٢) تذكر

__________________

(١) في ( ركض ).

(٢) الجمهورية العراقية ، من دول الشرق الأدنى في آسيا ( ٥٠٠ ر ٤٥٣ كم ) مربع يحد شرقا إيران ، وشمالا تركيا ، وغربا سوريا والمملكة الهاشمية الأردنية ، وجنوبا المملكة العربية السعودية والكويت عاصمة العراق : بغداد ، وأهم مدنها : البصرة ، الموصل ، كربلا ، الحلة ، النجف ، الكوت ، العمارة ، الديوانية ، كركوك ، سامراء وهي من البلاد الزراعية.

٢١٣

وتؤنث.

قيل سميت بذلك لأن العِرَاقَ في اللغة شاطىء النهر والبحر.

وهي واقعة على شاطىء دجلة والفرات وقيل إنه فارسي معرب ( إيراق ).

والعِرَاقَانِ : الكوفة والبصرة.

ومنه خراج العِرَاقَيْنِ.

وينسب إلى العراق على لفظه فيقال ( عِرَاقِيٌ ).

والاثنان عِرَاقِيَّانِ.

وأَعْرَقَ الرجل : صار إلى العراق.

وعِرْق المديني : نوع من المرض يعرفه الأطباء.

والعَرَقُ بالتحريك : الذي يرشح من البدن.

قيل ولم يسمع له جمع.

وعَرِقَ عَرَقاً من باب تعب فهو عَرْقَان.

ومنه الْخَبَرُ « شَرْبُ الْمَاءِ مِنْ قِيَامٍ بِالنَّهَارِ دَرٌّ لِلْعَرَقِ ».

ورجل عُرَقَةٌ كهمزة : إذا كان كثير العرق.

وَفِيهِ « فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه واله بِعَرَقٍ أَوْ مِكْتَلٍ فِيهِ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ ».

قال الأصمعي ـ نقلا عنه ـ : العَرَق بفتحتين : السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أن يجعل منها زنبيل.

وسمي الزنبيل عَرَقاً لذلك.

( عسق )

يقال عَسِقَ به بالكسر أي أولع به.

ويقال لزمه ولزق به ـ قاله الجوهري.

( عشق )

في الحديث ذكر العِشْق وهو تجاوز الحد في المحبة.

يقال عَشَقَ عَشَقاً من باب تعب والاسم العِشْقُ بالكسر.

ويقال عَشِقَهُ عِشْقاً مثل علمه علما.

وعن الغزالي : معنى كون الشيء محبوبا هو ميل النفس إليه فإن قوي الميل سمي عِشْقاً.

وعن جالينوس الحكيم : العِشْقُ من فعل النفس وهي كامنة في الدماغ والقلب والكبد.

وفي الدماغ ثلاث مساكن :

٢١٤

التخيل في مقدمه.

والفكر في وسطه.

والذكر في آخره.

فلا يكون أحد عَاشِقاً حتى إذا فارق مَعْشُوقَهُ لم يخل من تخيله وفكره وذكره.

فيمتنع من الطعام والشراب باشتغال قلبه وكبده.

ومن النوم باشتغال الدماغ بالتخيل والذكر والفكر لِلْمَعْشُوق فتكون جميع مساكن النفس قد اشتغلت به.

ومتى لم يكن كذلك لم يكن عَاشِقاً.

فإن ألهي العَاشِقُ خلت هذه المساكن ورجع إلى الاعتدال.

ويقال رجل عَاشِقٌ وامرأة عَاشِقَةٌ.

( عقق )

فِي الْحَدِيثِ « أَدْنَى الْعُقُوقِ أُفٍّ ».

يقال عَقَ الولد أباه يَعُقُّهُ عُقُوقاً من باب قعد : إذا آذاه وعصاه وترك الإحسان إليه وهو البر به.

وأصله من العَقِ وهو الشق والقطع.

وعَقَ الرجل عن ولده من باب قتل.

والاسم العَقِيقَةُ وهي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه.

وهي في الأصل صوف الجذع وشعر كل مولود من الناس والبهائم التي تولد عليه.

ومنه سمي ما يذبح عن المولود عَقِيقَةً.

وقيل بل لأن حلقومها يشق ، والعَقُ : الشق.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْغُلَامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ ».

قيل في معناه : إن أباه يحرم شفاعته إذا لم يعق عنه.

وأنكر البعض هذا التأويل وشدد النكير في ذلك.

ثم قال : والمعنى أنه كالشىء المرهون الذي لم يتم الانتفاع والاستمتاع به دون فكه.

والنعمة إنما تتم على المنعم عليه بقيامه بالشكر.

ووظيفة الشكر في هذه النعمة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وآله.

وهو أن يعق عن المولود شكرا لله

٢١٥

وطلبا لسلامة المولود.

اللهم إلا أن يكون التفسير الذي سبق متلقى من صحابي اطلع على ذلك ـ انتهى.

وهو جيد إذا لم يكن في الحديث يوم القيامة وإلا فغير تام.

وَفِي الْحَدِيثِ « أَحْرِمْ مِنَ الْعَقِيقِ ».

وهو واد من أودية المدينة يزيد على بريد قريب من ذات عرق قبلها بمرحلة أو مرحلتين.

وكل مسيل شقه السيل فوسعه فهو عَقِيقٌ.

وعن بعض الفضلاء : إن الموضع تحرم منه الشيعة في زماننا ويزعمون أنه العَقِيقُ ليس بعقيق وإنما هو محاذ له.

وَفِيهِ « كَانَ عليه السلام يَتَخَتَّمُ بِالْعَقِيقِ ».

هو حجر معروف يتخذ منه الفصوص.

وَفِيهِ « يَا عَلِيُّ تَخَتَّمْ بِالْعَقِيقِ فَإِنَّهُ أَوَّلُ جَبَلٍ أَقَرَّ لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَدَانَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله بِالنُّبُوَّةِ وَلَكَ بِالْوَصِيَّةِ وَلِوُلْدِكَ بِالْإِمَامَةِ وَلِشِيعَتِكَ بِالْجَنَّةِ وَلِأَعْدَائِكَ بِالنَّارِ ».

والعَقْعَقُ : طائر معروف نحو الحمامة ذو لونين أبيض وأسود طويل الذنب ويقال له القعقع أيضا.

والعرب تتشأم به.

( علق )

قوله تعالى ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ) [ ٩٦ / ١ ] قيل وجه المناسبة بين الخلق من العَلَق والتعليم بالقلم ، هو أن أدنى مراتب الإنسان كونه عَلَقَةً وأعلاها كونه عالما ، والله تعالى امتن على الإنسان بنقله من أخس المراتب إلى أعلاها وهي العلم.

قال الزمخشري : فإن قلت لم قال من عَلَقٍ وإنما خلق من علقة؟ قلت لأن الإنسان في معنى الجمع كقوله تعالى ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) [ ١٠٣ / ٢ ].

قوله ( فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ) [ ٢٢ / ٥ ] الآية.

العَلَقَةُ هي القطعة الجامدة من الدم بعد أن كانت منيا ، وبعد أربعين يوما تصير مضغة وجمعها عَلَقٌ.

٢١٦

والعَلَقُ : الدم الغليظ.

قوله ( فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ ) [ ٤ / ١٢٩ ] المُعَلَّقَةُ : المرأة ليست بذات بعل ولا مطلقة.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَّمَا الْأَوْصِيَاءُ أَعْلَاقٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ » أي قطع منهم.

والأَعْلَاقُ جمع عَلَقَةٍ وهي القطعة.

وعَلِقَتِ المرأة بالولد من باب تعب : حبلت.

والعَلَق بالتحريك : شيء أسود مثل الدود يكون في الماء ، الواحدة عَلَقَةٌ مثل قصب وقصبة.

وفي حياة الحيوان : هو دود أسود أحمر يكون في الماء يَعْلَقُ في البدن ويمص الدم وهو من أدوية الحلق والأورام الدموية لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان ، الواحدة عَلَقَةٌ.

وعَلِقَ الشوك بالثوب من باب تعب وتَعَلَّقَ به : إذا نشب.

وعَلَائِقُ الشين كأنه من هذا المعنى.

وعَلِقَ به عَلَقاً أي تعلق به.

وعَلِقَ الظبي في الحبالة : تعوق.

والعِلْقُ بالكسر فالسكون : النفيس من كل شيء.

والعُلْقَةُ بضم العين : القليل.

والعَلَاقَةُ بالفتح : علاقة الحب.

والعِلَاقَةُ بالكسر : علاقة القوس والسوط ونحوهما.

وأَعْلَقْتُ القوس : جعلت له عِلَاقَةً.

والمِعْلَاقُ بالكسر : ما يعلق به اللحم وغيره.

وأَعْلَقَ أظفارَه في الشيء أي أنشبها.

وعَلَّقَهُ وتَعَلَّقَ به بمعنى.

وَمِنْهُ « الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقَةٌ بِالْعَرْشِ ».

وعَلْقَى : نبت.

قال الجوهري : قال سيبويه : يكون واحدا وجمعا وألفه للتأنيث فلا ينون.

وقال غيره : للإلحاق وينون.

الواحدة : عَلْقَاةٌ.

( عمق )

العَمْقُ فتحا وضما : قعر البئر ، والفج والوادي ، والحوض.

يقال عَمُقَتِ البئر عُمْقاً من باب قرب

٢١٧

وعَمَاقَةً بالفتح : بعد قعرها فهي عَمِيقَةٌ.

ويتعدى بالألف والتضعيف ، فيقال أَعْمَقْتُهَا وعَمَّقْتُهَا.

وتَعْمِيقُ البئر وإِعْمَاقُهَا : جعلها عميقة.

وعَمَّقَ النظر في الأمور تَعْمِيقاً : بالغ فيها.

ومنه المُتَعَمِّقُ في الأمر للمتشدد فيه الذي يطلب أقصى غايته.

والعَمْقُ فتحا وضما : ما بعد من أطراف المفاوز.

( عملق )

فِي الْحَدِيثِ « مَسْجِدُ السَّهْلَةِ بَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَى الْعَمَالِقَةِ ، وَفِيهِ بَيْتُ إِدْرِيسَ عليه السلام كَانَ يَخِيطُ بِهِ الْعَمَالِيقُ ».

والعَمَالِقَةُ : قوم من ولد عِمْلِيق كقنديل بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح ، وهم أمم تفرقوا في البلاد.

وفي النهاية : العَمَالِقَةُ الجبابرة الذين كانوا بالشام من بقية قوم عاد.

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ حَوْلَ مَكَّةَ يَوْمَ قُدُومِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَهَاجَرَ نَاسٌ مِنَ الْعَمَالِقَةِ ».

وَفِي دُعَاءِ السِّمَاتِ دَعَا يُوشَعُ بِهِ عَلَى الْعَمَالِقَةِ حِينَ حَارَبُوهُ فَأَصْبَحُوا مَوْتَى.

( كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ ) [ ٦٩ / ٧ ]

( عنق )

قوله تعالى ( فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) [ ٢٦ / ٤ ] أي رؤساؤهم.

ويقال أَعْنَاقُهُمْ : جماعاتهم كما يقال يأتي عُنُقٌ من الناس أي جماعة.

والأَعْنَاقُ : الرقاب.

وجعل الإخبار عنهم لأن خضوعهم بخضوع الرقاب.

وَفِي الْحَدِيثِ « الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ » أي أكثر أعمالا.

ويقال له عُنُقٌ من الخير أي قطعة.

وقيل يكونون في الأمر رؤساء سادة وهم يصفون السادة بطول الأعناق.

أكثرهم رجاء لأن من يرجوا شيئا طال عنقه.

وروي بكسر همزة إِعْنَاقٍ أي إسراعا إلى الجنة من أَعْنَقَ إِعْنَاقاً.

والاسم العَنَقُ بالتحريك وهو ضرب

٢١٨

من السير.

وَفِي وَصِيَّةِ إِبِلِ الصَّدَقَةِ « وَلَا تُعْنِقُ بِهِنَّ ».

وقد مر الكلام فيه مستوفى في ( روح ).

وَفِي حَدِيثِ الذَّرِّ « فَخَرَجَ عُنُقٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَعُنُقٌ إِلَى النَّارِ » أي طائفة وجماعة

والعُنُق : الرقبة ، وهو مذكر ومؤنث فيقال هي العنق.

والنون مضمومة للاتباع في لغة الحجاز.

وساكنة في لغة تميم.

والجمع أَعْنَاقٌ.

والعَنَاقُ بالفتح الأنثى من ولد المعز قبل استكمالها الحول.

ومنه عَنَاقٌ مكية.

والعَنَاقُ أيضا : الداهية والجمع أَعْنُقٌ وعُنُوقٌ.

وعَنَاقُ بنت آدم وهي أول بغي بغى على وجه الأرض.

وَفِي الْحَدِيثِ « كَانَ مَجْلِسُهَا جَرِيباً (١) مِنَ الْأَرْضِ فِي جَرِيبٍ ، وَكَانَ لَهَا عِشْرُونَ إِصْبَعاً ، وَفِي كُلِّ إِصْبَعٍ ظُفُرَانِ ، مِثْلُ الْمِنْجَلَيْنِ ، فَسَلَّطَ اللهُ عَلَيْهَا أَسَداً وَذِئْباً وَنَسْراً فَقَتَلُوهَا ، وَهِيَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قَتَلَهُ اللهُ ».

وعَنَاقُ الأرض : دويبة أصغر من الفهد طويل الظهر يصيد كل شيء حتى الطير ـ قاله في حياة الحيوان.

وعَانَقْتُ المرأةَ واعْتَنَقْتُهَا وهو الضم والالتزام.

والمُعَانَقَةُ : مفاعلة من ذلك.

وهو أن يضع كل من الشخصين يده على عنق صاحبه ويضمه إليه.

ومنه الْحَدِيثُ « مَنْ عَانَقَ حَاجّاً فَكَذَا ».

وَفِي حَدِيثِ الْمَلَائِكَةِ « فَخَرَجُوا إِلَيَّ شِبْهَ الْمَعَانِيقِ فَسَلَّمُوا ».

المَعَانِيقُ جمع المِعْنَاقِ وهو الفرس الجيد العنق.

وَفِي الْخَبَرِ « فَانْطَلَقْنَا إِلَى النَّاسِ مَعَانِيقَ » أي مسرعين جمع مِعْنَاقٍ.

وكذا مُعَانِقِينَ من أَعْنَقَ إذا أسرع.

__________________

(١) قدر الجريب من الأرض بـ ( ستين ذراعا في ستين ) وقد مر هذا التقدير من المصنف في ( جرب ).

٢١٩

والأعنق : الطويل العنق.

يقال رجل أَعْنَقُ وامرأة عَنْقَاءُ.

وَمِنْهُ « كَانَتْ أُمُّ جَمِيلٍ ـ يَعْنِي امْرَأَةَ أَبِي لَهَبٍ ـ عَوْرَاءَ عَنْقَاءَ ».

والعَنْقَاءُ : طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم لا يراه أحد.

ويقال إنه طير أبابيل.

وفي حياة الحيوان العَنْقَاءُ : طائر غريب يبيض بيضا كالجبال قيل سميت به لأن في عنقها بياضا كالطوق.

وقيل هو طائر يكون عند مغرب الشمس.

ولعل قولهم عَنْقَاءُ مغرب يشير إلى هذا.

( عنفق )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّهُ كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ ».

العَنْفَقَةُ : الشعر الذي في الشفة السفلى.

وقيل هي الشعر الذي بينها وبين الذقن.

( عوق )

قوله تعالى ( قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ) [ ٣٣ / ١٨ ] المُعَوِّقُونَ هم المثبطون عن رسول الله صلى الله عليه واله وهم المنافقون يقولون لإخوانهم من ضعفة المسلمين : ( هَلُمَّ إِلَيْنا ) ما محمد وأصحابه إلا كأكلة رأس.

وَفِي الْحَدِيثِ « رَجُلٌ تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ عَائِقٍ ».

أي مانعة أن لا يفتضها زوجها كأنه من عَاقَهُ يَعُوقُهُ عَوْقاً من باب قال : منعه.

وعَوَائِقُ الدهر : شواغله من أحداثه.

والتَّعَوُّقُ : التثبط.

والتَّعْوِيقُ : التثبيط.

والعَيُّوق : نجم أحمر مضيء في طرف المجرة الأيمن لا يتقدمه.

وأصله فيعول فأدغم.

٢٢٠