مجمع البحرين - ج ٥

الشيخ فخر الدين الطريحي

مجمع البحرين - ج ٥

المؤلف:

الشيخ فخر الدين الطريحي


المحقق: السيد أحمد الحسيني
الموضوع : اللغة والبلاغة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

ومن أعرض عن الدين استولى عليه الحرص والجشع وهو أشد الحرص ويتسلط عليه الشح الذي يقبض يده على الإنفاق فيعيش ضَنْكاً ، ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ) البصرِ أو أعمى عن الحجة لا يهتدي إليها.

وَفِي الْحَدِيثِ « سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ : وَاللهِ هُمُ النُّصَّابُ ، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ قَدْ رَأَيْتَهُمْ دَهْرَهُمُ الْأَطْوَلَ فِي كِفَايَةٍ حَتَّى مَاتُوا! قَالَ : ذَلِكَ وَاللهِ فِي الرَّجْعَةِ يَأْكُلُونَ الْعَذِرَةَ ».

هذا وقد تقدم في ( عيش ) مزيد بحث في الآية.

وَفِي الدُّعَاءِ « اللهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ كُلِ ضَنْكٍ مَخْرَجاً » أي من كل ضيق.

باب ما أوله العين

( عتك )

فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله « أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ قُرَيْشٍ » العَوَاتِكُ جمع عَاتِكَة من أسماء النساء.

وأصل العَاتِكَة : المتضمّخة بالطيب والعَوَاتِكُ : ثلاث نسوة كن من أمهات النبي صلى الله عليه واله : إحداهن ( عَاتِكَةُ ) بنت هلال بن فالج بن ذكوان وهي أم عبد مناف.

والثانية ( عَاتِكَةُ ) بنت مرة بن هلال أم هاشم بن عبد مناف.

والثالثة ( عَاتِكَةُ ) بنت الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج ، وهي أم وهب أبي آمنة أم النبي صلى الله عليه وآله.

فالأولى من العَوَاتِكِ : عمة الثانية.

والثانية : عمة الثالثة.

كذا قرره بعض شراح الحديث.

وَفِي الْخَبَرِ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله ـ « أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ » يعني جداته.

قال في الصحاح : وهي تسع عَوَاتِكَ وذكر الثلاث التي تقدم ذكرهن.

٢٨١

ثم قال وهن من بني سليم.

وسائر العَوَاتِكِ أمهات النبي صلى الله عليه واله من غير بني سليم.

( عرك )

فِي الْحَدِيثِ « الْمُؤْمِنُ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ ».

العَرِيكَةُ : الطبيعة يقال فلان لين العَرِيكَةِ إذا كان سلسا مطواعا منقادا قليل الخلاف والنفور.

ولانت عَرِيكَتُهُ : إذا انكسرت نخوته

وَفِي حَدِيثِ وَصِيَّةِ الصادق عليه السلام لِلشِّيعَةِ « لَا يَتِمُّ الْأَمْرُ حَتَّى تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللهِ أَذًى كَثِيراً فَتَصْبِرُوا وَتَعْرُكُوا جُنُوبَكُمْ ».

يقال عَرَكَ البعير جنبه بمرفقه : إذا دلكه فأثر فيه ، وكأنه كناية عن التذلل للأعداء وتحمل الأذى من جهتهم وعَرَكْتُ القوم في البحر عَرْكاً.

والمُعَارَكَةُ : القتال.

والمُعْتَرَكُ : موضع الحرب.

وكذلك المَعْرَكُ والمَعْرَكَةُ.

واعْتَرَكُوا : ازدحموا في المُعْتَرَكِ.

( عفك )

رجل أَعْفَكُ أي أحمق.

( عكك )

العُكَّةُ بالضم : آنية السمن.

وقد جاءت في الحديث.

والجمع عُكَكُ.

( علك )

العِلْكُ كحِمْل : كلما يمضغ في الفم من لبان وغيره.

والجمع عُلُوك وأَعْلَاك.

وبفتح العين : المضغ.

وعَلَكْتُهُ عَلْكاً من باب قتل : مضغته.

وعَلَكَ الفرس اللجام : لاكه.

٢٨٢

باب ما أوله الفاء

( فتك )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ فَتَكَ بِمُؤْمِنٍ يُرِيدُ نَفْسَهُ وَمَالَهُ فَدَمُهُ مُبَاحٌ ».

يقال : فَتَكَ به من بابي قتل وضرب فَتْكاً.

وبعضهم يقول فتْكاً مثلث الفاء : انتهز منه فرصة فقتله أو جرحه مجاهرة أو أعم ـ قاله في القاموس.

وأَفْتَكَ بالألف لغة.

( فدك )

فَدَك بفتحتين : قرية من قرى اليهود بينها وبين مدينة النبي صلى الله عليه واله يومان.

وبينها وبين خيبر دون مرحلة.

وهي ( ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ ) ، منصرف وغير منصرف.

وَكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله لِأَنَّهُ فَتَحَهَا هُوَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَمْ يَكُنْ مَعَهُمَا أَحَدٌ فَزَالَ عَنْهَا حُكْمُ الْفَيْءِ وَلَزِمَهَا اسْمُ الْأَنْفَالِ.

فَلَمَّا نَزَلَ ( فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ) [ ١٧ / ٢٦ ] أَيْ أَعْطِ فَاطِمَةَ عليها السلام فَدَكاً ، أَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله إِيَّاهَا وَكَانَتْ فِي يَدِ فَاطِمَةَ عليها السلام إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله فَأُخِذَتْ مِنْ فَاطِمَةَ بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ.

وَقَدْ حَدَّهَا عَلِيٌّ عليه السلام : حَدٌّ مِنْهَا جَبَلُ أُحُدٍ ، وَحَدٌّ مِنْهَا عَرِيشُ مِصْرَ ، وَحَدٌّ مِنْهَا سِيفُ الْبَحْرِ ، وَحَدٌّ مِنْهَا دُومَةُ الْجَنْدَلِ يَعْنِي الْجَوْفَ (١).

( فرك )

فِي الْحَدِيثِ « لَا يَفْرَكُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً » أي لا يبغضها.

__________________

(١) عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له : لم لم يأخذ أمير المؤمنين عليه السلام فدكا لما ولى الناس ، ولأي علة تركها؟

فقال : لأن الظالم والمظلوم قد كان قدما على الله تعالى فأثاب الله المظلوم وعاقب الظالم فكره أن يسترجع شيئا قد عاقب عليه غاصبه وأثاب عليه المغصوب.

٢٨٣

يقال فَرِكَتِ المرأة زوجَها تَفْرَكُهُ فِرْكاً بالكسر.

وَمِنْهُ « الْإِلْفُ مِنَ اللهِ وَالْفِرْكُ مِنَ الشَّيْطَانِ ».

وفي القاموس الفِرْك بالكسر ويفتح : البغضة عامة.

والفُرُكُ بضمتين مشددة الكاف خاصة ببغض الزوجين.

وفَرَكْتُ المَنِيَّ عن الثوب من باب قتل مثل حتته ، وهو أن تحركه بيدك حتى يتفتت ويتقشر.

وَفِي الْخَبَرِ « خُذْ مِنْ أَظْفَارِكَ كُلَّ جُمُعَةٍ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا شَيْءٌ فَفَرِّكْهَا ».

قيل هو من التَّفْرِيكِ ، وهو الدلك.

ولعل المراد : حكها من قولهم فَرَكَ الثوب والسنبل : دلكه.

وفي بعض النسخ فزَكِّها بالزاء المعجمة.

ولعل المعنى طَهِّرْها.

( فرسك )

فِي الْحَدِيثِ « سَأَلْتُهُ عَنْ شَجَرِ الْعِضَاهِ مِنَ الْفِرْسِكِ وَأَشْبَاهِهِ فِيهِ زَكَاةٌ؟ قَالَ : لَا ».

هو كزبرج : الخوخ ، وقيل هو مثل الخوخ من العِضَاهِ وهو على ما نقل : أجرد أملس أحمر وأصفر.

وطعمه كطعم الخوخ ويقال له الفرسخ أيضا.

وفي الصحاح الفِرْسِكُ : ضرب من الخوخ ليس يتفلق عن نَواه.

( فكك )

قوله تعالى ( فَكُ رَقَبَةٍ ) [ ٩٠ / ١٣ ] أي إعتاق رقبة.

وَقِيلَ الْمُرَادُ : الْإِعَانَةُ فِي ثَمَنِهَا وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام

وفَكَكْتُ الشيءَ : خَلَّصته.

وفَكَ الرهن وافْتَكَّهُ بمعنى خَلَّصه.

وفَكَاكُ الرهن بالفتح : ما يُفْتَكُ به.

وبالكسر لغة.

ومنعها الأصمعي والفراء.

وفَكَكْتُ الأسير والعبد من الأسر والرق.

وفَكَكْتُ العظم : أزلته من مفصله.

وفَكَكْتُ الشيء : أبنت بعضه من بعض.

٢٨٤

والفَكُ بالفتح : اللحي وهما فَكَّانِ.

والجمع فُكُوكٌ كفلس وفلوس.

وعن صاحب البارع : الْفَكَّانِ ملتقى الشدقين من الجانبين.

( فلك )

قوله تعالى ( فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) [ ٢٦ / ١١٩ ] الْفُلْكُ بالضم السفينة واحد وجمع ، يذكر ويؤنث.

قال تعالى ( فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ) [ ٢٦ / ١١٩ ] فجاء به مذكرا.

وقال ( وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ ) [ ٢ / ١٦٤ ] فأنث.

وقال ( حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ ) [ ١٠ / ٢٢ ] فجمع.

والْفَلَكُ بالتحريك : واحد أَفْلَاك النجوم كسبب وأسباب.

سمي فَلَكاً لاستدارته.

وكل مستدير فَلَكٌ.

ويجوز أن يجمع على فُلْك كأسد وأسد.

وَفِي الْحَدِيثِ « إِنَ الْفَلَكَ دَوَرَانُ السَّمَاءِ ».

فهو اسم للدوران خاصة.

وأما المنجمون فالفَلَكُ عندهم : ما ركبت فيه النجوم ، ولا يقصرونه على الدوران.

وفَلْكَةُ المِغْزَل وزان تمرة معروفة.

( فنك )

فِي الْحَدِيثِ « أُصَلِّي فِي الْفَنَكِ ».

هو كعَسَل : دويبة برية غير مأكولة اللحم يؤخذ منها الفرو.

ويقال : إن فروها أطيب من جميع أنواع الفراء.

يجلب كثيرا من بلاد الصقالبة.

وهو أبرد من السمور ، وأعدل وأحر من السنجاب ، صالح لجميع الأمزجة المعتدلة.

ويقال إنه نوع من جراء الثعلب الرومي.

وعن الأزهري وغيره : هو معرب.

وحكي عن بعض العارفين : أنه يطلق على فرخ ابن آوي في بلاد الترك.

٢٨٥

باب ما أوله الكاف

( كرك )

الكُرْكِيُ بضم الكاف : طائر معروف.

والجمع الكَرَاكِيّ.

قال في القاموس دماغه ومرارته يخلطان بدهن الزنبق سعوطا لكثير النسيان ، وربما لا ينسى شيئا بعده.

( كعك )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تَدَعِ الْعَشَاءَ وَلَوْ بِكَعْكَةٍ ».

هي بكافين مفتوحين وسكون العين : خبز معروف فارسي معرب.

باب ما أوله اللام

( لبك )

الْلَّبَكَةُ بالتحريك : القطعة من الثريد.

يقال ما ذقت عنده عَبَكَة ولا لَبَكَة.

( لحك )

فِي الْحَدِيثِ « تَلَاحَكَتْ عَلَيَّ الشَّدَائِدُ ».

أي تداخلت والتصقت بي ، من اللَّحَكِ وهو مداخلة الشيء في الشيء والتزاقه به.

والشيء مُتَلَاحِكٌ أي متداخل.

وَفِي حَدِيثِ وَصَفِهِ عليه السلام « وَكَأَنَّ الْجِدَارَ يُلَاحِكُ وَجْهَهُ ».

من الْمُلَاحَكَةِ وهي شدة الملازمة أي يُرَى شخص الجدار في وجهه.

واللُّحَكَةُ كهُمَزَة : دويبة شبيهة بالعظاية تبرق زرقاء وليس لها ذنب طويل مثل ذنب العظاية وقوائمها خفية.

وفي التحرير : اللُّحَكَةُ دويبة كالسمك تسكن الرمل فإذا رأت الإنسان غاصت وبقيت فيه.

وهي صقيلة يشبه بها أنامل العذراء.

( لوك )

فِي الْخَبَرِ « لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) [ ٣ / ١٩٠ ]

٢٨٦

الْآيَةَ قَالَ صلى الله عليه واله وَيْلٌ لِمَنْ لَاكَهَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَلَمْ يَتَدَبَّرْهَا ».

اللَّوْكُ : إدارة الشيء في الفم.

وقد لَاكَهُ يَلُوكُهُ لَوْكاً ، ولُكْتُ الشيء في فمي أَلُوكُهُ : عَلَكْتُهُ.

وَفِي حَدِيثِ الْأَئِمَّةِ « الْأَمْرُ بِقِرَاءَةِ هَذِهِ الْآيَاتِ الْخُمُسِ يَعْنِي إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ) [ ٣ / ١٩٤ ] وَقْتَ الْقِيَامِ بِاللَّيْلِ لِلصَّلَاةِ ، وَفِي الضَّجْعَةِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ».

وقد لَاكَ الفرس اللجام : عض عليه.

ولَاكَ اللقمةَ يَلُوكُهَا لَوْكاً من باب قال : مضغها.

وفلان يَلُوكُ أعراض الناس أي يقع فيها.

وقول الشعراء : أَلِكْنِي إلى فلان يريدون به : كُنْ رسولي وتحمل رسالتي إليه.

باب ما أوله الميم

( مسك )

قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ) [ ٧ / ١٦٩ ] يقال أَمْسَكْتُ بالشيء وتَمَسَّكْتُ واسْتَمْسَكْتُ به كله بمعنى اعتصمت به.

ورفع قوله ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ) [ ٧ / ١٧٠ ] بالابتداء وخبره ( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ) [ ٧ / ١٦٩ ] والمعنى لا نضيع أجرهم.

وضع الظاهر من موضع المضمر ، لأن ( الْمُصْلِحِينَ ) في معنى ( الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ ).

ويجوز أن يكون مجرورا عطفا على الذين يتقون.

ويكون قوله : ( إِنَّا لا نُضِيعُ ) اعتراضا.

قوله ( مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ ) [ ٥ / ٤ ] قيل من هنا زائدة لأن جميع ما يُمْسِكُهُ مباح كقوله تعالى ( وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ ) [ ٢٤ / ٤٣ ] تقديره وينزل من السماء جبالا فيها برد.

وَفِي الْحَدِيثِ « لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ

٢٨٧

اللهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ » هو ترغيب في إبقاء أثر الصوم.

المِسْكُ بالكسر : طيب معروف.

واختلف فيه ، فقال الفراء المِسْكُ مذكر.

وقال غيره يذكر ويؤنث فيقال هو المِسْكُ وهي المِسْكُ.

والمَسْكُ بالفتح : الجلد والجمع مُسُوكٌ كفلس وفلوس.

ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ عليه السلام « مَا كَانَ فِرَاشِي إِلَّا مَسْكُ كَبْشٍ ».

والمَسَكُ بالتحريك : أسورة من ذبل أو عاج والذَّبْل : شيء كالعاج.

ويقال إنه قرن الأوعال ومنه

حَدِيثُ الْمَرْأَةِ الْمُحْرِمَةِ « تَلْبَسُ الْخَلْخَالَيْنِ وَالْمَسْكَ ».

ورجل مُسَكَةٌ كهمزة : بخيل.

والمُسْكَةُ من الطعام والشراب كغرفة ما يُمْسِكُ الرمق.

وليس به مُسْكَةٌ أي قوة.

والمَمْسَكَةُ : ظرف صغير يوضع فيه المِسْك.

ومَسَكْتُ الشيء : قبضته ، وبابه ضرب.

وأَمْسَكْتُ عن الكلام : سكتُّ.

وأَمْسَكْتُ المتاع على شيء : حبسته.

وأَمْسَكْتُ عن الأمر : كففت عنه.

وأَمْسَكَ الله الغيث : حبسه ومنع نزوله.

وما تَمَاسَكَ أن قال كذا : أي ما تمالك واسْتَمْسَكَ بوله : انحبس.

واسْتَمْسَكَ الرجل على الراحلة : استطاع الركوب.

( معك )

فِي حَدِيثِ عَمَّارٍ « وَقَدْ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فَتَمَعَّكَ ».

أي جعل يتمرغ في التراب ويتقلب كما يتقلب الحمار

يقال مَعَكْتُهُ في التراب مَعْكاً من باب نفع : دلكته.

ومَعَّكْتُهُ تَمْعِيكاً فَتَمَعَّكَ أي مرغته فتمرغ.

والمراد أنه ماس التراب بجميع بدنه ، فكأنه لما رأى التيمم في موضع الغسل ظن أنه مثله في استيعاب جميع

٢٨٨

البدن.

والمَعْكُ : المِطَال والليّ.

يقال مَعَكَهُ بدينه أي مطله فهو مَعِكٌ ككتف.

ومنه الْحَدِيثُ « انْظُرْ إِلَى أَهْلِ الْمَعْكِ وَالْمَطْلِ ».

ومنه « رجل مَعِكٌ » أي مطول ومُمَاعِكٌ أي مماطل.

( مكك )

المَكُ : النقض والهلاك.

وسمي البلد الحرام مَكَّةَ لأنها تنقض الذنوب وتنفيها.

أو تَمُكُ مَن قصدها بالظلم أي تهلكه كما وقع لأصحاب الفيل أو لقلة الماء بها.

ولِمَكَّةَ شرفها الله تعالى أسماء كثيرة منها : صَلَاح ، والعَرْش على وزن بدر ، والقادِس من التقديس وهو التطهير لأنها تطهر الذنوب.

والمقدسة ، والنساسة بالنون وسينين مهملتين ، وقيل الناسة بسين واحدة.

والباسة بسين واحدة مع الباء لأنها تبس من الحر أي تحطم ، وقيل تبسهم أي تخرجهم.

والبيت العتيق.

وأم رحم بضم الراء.

وأم القرى ، والحاطمة.

والرأس مثل رأس الإنسان.

وكُوثَى بضم الكاف وثاء مثلثة اسم بقعة بها ، كانت منزل بني عبد الدار ، كذا في كتاب المشارق.

والمَكُوكُ كرَسُول : المد وقيل الصاع والأول أشبه لما جاء مفسرا بالمُدّ.

ومنه الْحَدِيثُ « امْرَأَتِي حَلَبَتْ لَبَنَهَا فِي مَكُّوكٍ فَأَسْقَتْ جَارِيَتِي ».

( ملك )

قوله تعالى ( وَآتَيْناهُمْ ) يعني آل إبراهيم ( مُلْكاً عَظِيماً ) [ ٤ / ٥٤ ] جعل منهم الرسل عليهم السلام والأنبياء عليهم السلام والأئمة عليهم السلام.

وكان ليوسف عليه السلام مُلْكُ مصر.

ولداود مُلْكٌ عظيم وكان تحته مائة امرأة.

ولسليمان بن داود مُلْكٌ أعظم وكان تحته ثلاثمائة مهيرة بالنكاح الشرعي

٢٨٩

وسبعمائة سرية.

والمُلْكُ بالضم : المملكة وقيل السلطنة وهي الاستيلاء مع ضبط وتمكن من التصرف.

قوله ( عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ) [ ٢ / ١٠٢ ]عَنِ الصادق عليه السلام جَعَلَ اللهُ تَعَالَى مُلْكَ سُلَيْمَانَ فِي خَاتَمِهِ فَكَانَ إِذَا لَبِسَهُ حَضَرَتْهُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَالطَّيْرُ وَالْوَحْشُ ، وَأَطَاعُوهُ وَيَبْعَثُ اللهُ رِيَاحاً تَحْمِلُ الْكُرْسِيَّ بِجَمِيعِ مَا عَلَيْهِ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَالطَّيْرِ وَالْإِنْسِ وَالدَّوَابِّ وَالْخَيْلِ ، فَتَمُرُّ بِهَا فِي الْهَوَاءِ إِلَى مَوْضِعٍ يُرِيدُهُ سُلَيْمَانُ ، وَكَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ بِالشَّامِ ، وَالظُّهْرَ بِفَارِسَ ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ دَفَعَ خَاتَمَهُ إِلَى بَعْضِ مَنْ يَخْدُمُهُ ، فَجَاءَ شَيْطَانٌ فَخَدَعَ خَادِمَهُ وَأَخَذَ مِنْهُ الْخَاتَمَ ، وَلَبِسَهُ فَخَرَّتْ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَالطَّيْرُ وَالْوَحْشُ فَلَمَّا خَافَ الشَّيْطَانُ أَنْ يَفْطُنُوا بِهِ أَلْقَى الْخَاتَمَ فِي الْبَحْرِ فَبَعَثَ اللهُ سَمَكَةً فَالْتَقَمَتْهُ.

ثُمَّ إِنَّ سُلَيْمَانَ خَرَجَ فِي طَلَبِ الْخَاتَمِ فَلَمْ يَجِدْهُ فَهَرَبَ وَمَرَّ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ تَائِباً إِلَى اللهِ تَعَالَى ، فَمَرَّ بِصَيَّادٍ يَصِيدُ السَّمَكَ فَقَالَ لَهُ : أُعِينُكَ عَلَى أَنْ تُعْطِيَنِي مِنَ السَّمَكِ شَيْئاً.

فَقَالَ : نَعَمْ فَلَمَّا اصْطَادَ دَفَعَ إِلَى سُلَيْمَانَ سَمَكَةً فَأَخَذَهَا وَشَقَّ بَطْنَهَا فَوَجَدَ الْخَاتَمَ فِي بَطْنِهَا فَلَبِسَهُ ، فَخَرَّتْ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ وَالْوَحْشُ.

وَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ فَطَلَبَ ذَلِكَ الشَّيْطَانَ وَجُنُودَهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ فَقَتَلَهُمْ وَحَبَسَ بَعْضَهُمْ فِي جَوْفِ الْمَاءِ ، وَبَعْضَهُمْ فِي جَوْفِ الصَّخْرَةِ ، فَهُمْ مَحْبُوسُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

وقد مر في ( حشر ) حكاية أخرى تناسب المقام.

والمَلَكُوتُ كبرهوت : العزة والسلطان والمملكة.

ويقال الجبروت فوق المَلَكُوت ، كما أن المَلَكُوت فوق المُلْك ، والواو والتاء فيه زائدتان.

وله مَلَكُوتُ العراق أي مُلْكُهَا.

ومَلْكُوَةُ العراق مثل ترقوة وهو المُلْك والعز ، فهو مَلِيكٌ ومَلِكٌ ومَلْكٌ مثل فخذ فكأنه مخفف من مَالِك.

والمَلِكُ مقصور من مالِك أو مَلِيك.

والجمع المُلُوك والأَمْلَاك.

٢٩٠

والاسم المُلْك.

والموضع المَمْلَكَة.

قال تعالى ( عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ) [ ٥٤ / ٥٥ ] يعني عند من له المُلْك والعز ، وهو من صيغ المبالغة.

قوله ( ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا ) [ ٢٠ / ٨٧ ] أي بقدرتنا وطاقتنا.

وقرىء بالحركات الثلاث قوله ( قُلِ اللهُمَ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ) [ ٣ / ٢٦ ] الآية.

قال الشيخ أبو علي : مالِكَ الْمُلْكِ يَمْلِكُ جنس الملك فيتصرف فيه تصرف المُلَّاك فيما يَمْلِكُونَهُ.

( تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ) : تعطي من تشاء من الملك النصيبَ الذي قسمتَه له ( وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ) : النصيب الذي أعطيته منه.

فالملك الأول عام.

والآخران خاصان.

( وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ ) من أوليائك في الدنيا والدين.

( وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ ) من أعدائك.

( بِيَدِكَ الْخَيْرُ ) تؤتيه أولياءك على رغم من أعدائك.

قوله ( إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ ) [ ٤ / ٣ ].

قيل فيه أي إلا الأمة المزوجة بعبده فإن لسيده أن ينزعها من تحت نكاح زوجها.

وفي الكشاف اللاتي سُبِين ولهن أزواج في دار الكفر فهن حلال للغزاة.

قوله ( أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَ ) [ ٢٤ / ٣١ ] اختلف في المراد بمِلْك اليمين.

فقيل الذكر والأنثى.

وقيل الإماء خاصة.

قوله ( أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ ) [ ٢٤ / ٦١ ] قيل بيوت المَمَالِيك ، وليس بشيء لأن العبيد لا يَمْلِكُونَ فما لهم لسيدهم.

وقيل المراد الوكيل في حفظ البيت أو البستان ، يجوز له أن يأكل منه لأنه كالأجير الخاص الذي نفقته على مستأجره

والمفاتح قيل الخزائن ، وقيل جمع

٢٩١

مفتاح.

قوله ( مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) [ ١ / ٤ ] أي مالك الأمر كله في يوم الدين ، وهو يوم الجزاء.

وَفِي الْحَدِيثِ هُوَ إِقْرَارٌ بِالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَالْمُجَازَاةِ ، وَإِيجَابُ مُلْكِ الْآخِرَةِ لَهُ كَإِيجَابِ مُلْكِ الدُّنْيَا.

وقرىء مَلِكِ وهو أعم من مَالِك.

وذلك لأن ما تحت حياطة المَلِك من حيث إنه مَلِكٌ أكثر مما تحت حياطة المالِك من حيث إنه مالك.

وأيضا المَلِكُ أقدر على ما يريد في أكثر متصرفاته فيها وأكثر تصرفا فيها وسياسة لها وأقوى استيلاء عليها من المَالِك.

وقيل هو هكذا إذا كانا وصفين للمخلوقين.

وأما في صفة الخالق تعالى فالمَالِك والمَلِك سواء.

قوله ( وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها ) [ ٦٩ / ١٧ ] أي الخالق الذي يقال له المَلَك على أرجائها ، أي جوانبها.

والمَلَكُ من المَلَائِكَة واحد وجمع.

وأصله مَأْلَك فقدم اللام وأخر الهمزة ووزنه مفعل من الألوكة وهي الرسالة ثم تركت الهمزة لكثرة الاستعمال فقيل مَلَك ، فلما جمعوه ردوه إلى أصله فقالوا مَلَائِك فزيدت التاء للمبالغة أو لتانيث الجمع.

وعن ابن كيسان هو فَعَال من المَلك وعن أبي عبيدة مفعل من لَأَكَ إذا أرسل.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ الصادق عليه السلام « قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله : مَا مِنْ شَيْءٍ أَكْثَرَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِنَّهُ يَهْبِطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَيَأْتُونَ الْبَيْتَ فَيَطُوفُونَ بِهِ ، ثُمَّ يَأْتُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه واله فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَأْتُونَ أمير المؤمنين عليه السلام فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَأْتُونَ الحسين عليه السلام فَيُقِيمُونَ عِنْدَهُ ، وَإِذَا كَانَ السَّحَرُ وُضِعَ لَهُمْ مِعْرَاجٌ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ أَبَداً ».

واختلف في حقيقة المَلَائِكَة ، فذهب أكثر المتكلمين ـ لمّا أنكروا الجواهر

٢٩٢

المجردة ـ إلى أن الملائكة والجن أجسام لطيفة قادرة على التشكل بأشكال مختلفة.

وفي شرح المقاصد : المَلَائِكَة أجسام لطيفة نورانية كاملة في العلم والقدرة على الأفعال الشاقة شأنها الطاعات ومسكنها السماوات وهم رسل الله إلى الأنبياء ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ ) ، ( لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ).

ونقل عن المعتزلة أنهم قالوا : المَلَائِكَة والجن والشياطين متحدون في النوع ، ومختلفون باختلاف أفعالهم.

أما الذين لا يفعلون إلا الخير فهم الملائكة.

وأما الذين لا يفعلون إلا الشر فهم الشياطين.

وأما الذين يفعلون الخير تارة والشر أخرى فهم الجن ، ولذلك عد إبليس تارة في الجن وتارة في الملائكة.

ومن الملائكة حملة العرش وهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم.

فعن ميسرة « أنه قال أرجلهم في الأرضين السفلى ورءوسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم ، وهم أشد خوفا من أهل السماء السابعة ، وأهل السماء السابعة أشد خوفا من أهل السماء السادسة وهكذا إلى سماء الدنيا ».

وَعَنِ الصادق عليه السلام « إِذَا أَمَرَ اللهُ مِيكَائِيلَ بِالْهُبُوطِ إِلَى الدُّنْيَا صَارَتْ رِجْلُهُ الْيُمْنَى فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً أَنْصَافُهُمْ مِنْ ثَلْجٍ وَأَنْصَافُهُمْ مِنْ نَارٍ ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً بُعْدُ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَيْنَيْهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامِ خَفَقَانِ الطَّيْرِ ، قَالَ وَالْمَلَائِكَةُ لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ وَلَا يَنْكِحُونَ وَإِنَّمَا يَعِيشُونَ بِنَسِيمِ الْعَرْشِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً رُكَّعاً سُجَّداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».

وما في مِلْكِهِ شيء أي لا يملك شيئا.

وفي لغة ثالثة : ما في مَلَكَتِهِ شيء بالتحريك.

ومنه الدُّعَاءُ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمَلَكَتِهِ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « مَلَكَتْنِي عَيْنِي وَأَنَا جَالِسٌ ».

هو كقولهم مَلَكَتْهُ عينه ، يكنى به عن النوم.

٢٩٣

ومَلَكْتُ الشيء أَمْلِكُهُ مَلْكاً من باب ضرب.

والمِلْكُ بكسر الميم اسم منه.

والفاعل مَالِك.

والجمع مُلَّاك مثل كافر وكفار.

وبعضهم يجعل المَلْك بكسر الميم وفتحها لغتين في المصدر.

ومَلَكْتُ العجين أَمْلِكُهُ مَلْكاً بالفتح : إذا شددت عجنه.

وهذا الشيء مَلْكُ يميني ومِلْكُ يميني فتحا وكسرا.

قال الجوهري : والفتح أفصح.

ومَلَّكْتُهُ الشيء تَمْلِيكاً : أي جعلته ملكا له.

وتَمَلَّكَهُ أي مَلَكَه قهرا.

وعبد مَمْلَكَةٍ ومَمْلُكَةٍ بفتح اللام وضمها إذا مُلِكَ ولم يُمْلَك أبواه.

وَفِي الْخَبَرَ « لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةِ سيىء الْمَلَكَةِ ».

أي سيىء الصنع إلى مَمَالِيكِهِ.

يقال فلان حسن المَلَكَةِ : إذا كان حسن الصنعة إلى مماليكه.

وهو يَمْلِكُ نفسه عند شهوتها أي يقدر على حبسها.

وهو أَمْلَكُ لنفسه أي أقدر على منعها.

ومَلَكْتُ المرأة من باب ضرب : تزوجتها.

وقد يقال مَلَكْتُ بامرأة على لغة من قال تزوجت بامرأة.

ويتعدى بالتضعيف والهمزة ، فيقال مَلَّكْتُهُ امرأةً وأَمْلَكْتُهُ امرأة.

قال في المصباح : وعليه

قَوْلُهُ « مَلَّكْتُهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ » أي زوجتكها.

ونهر المَلِك بكسر اللام هو أحد رساتيق المدائن قريب من بغداد.

ومِلَاكُ الأمر : ما يتقوم به ويعتمد عليه منه.

ولهذا يقال القلبُ مِلَاكُ الجسد.

وأهل اللغة يكسرون الميم ويفتحونها.

وفي الحديث بكسر الميم.

وَمِنْهُ « أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ».

وفلان ما له مَلَاكٌ بالفتح أي تماسك.

ومِلَاكُ الدين الوَرَع بالفتح والكسر أي قوامه ونظامه وما يعتمد عليه فيه.

٢٩٤

والمِلَاكُ بكسر الميم والإِمْلَاكُ : التزويج وعقد النكاح.

وقال الجوهري : لا يقال مِلَاك.

والمَمْلُوك : العبد.

باب ما أوله النون

( نبك )

فِي الْحَدِيثِ « إِذَا وَضَعْتَ جَبْهَتَكَ عَلَى نَبَكَةٍ فَلَا تَرْفَعْهَا وَلَكِنْ جُرَّهَا ».

النَّبَكَةُ بالتحريك وقد تسكن الباء : الأرض التي فيها صعود ونزول.

والتل الصغير أيضا.

وفي الصحاح النَّبَكُ جمع نَبَكَةٍ وهي أكمة محددة الرأس.

( نسك )

قوله تعالى ( مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ) [ ٢٢ / ٦٧ ] أي مذهبا يلزمهم العمل به.

والمَنْسَكُ والمِنْسَكُ فتحا وكسرا : الموضع الذي يذبح فيه.

وقرئ بهما في قوله تعالى ( مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ ) [ ٢٢ / ٦٧ ] والمَنْسَكُ بالفتح يكون زمانا ومصدرا ومكانا.

ونَسَكَ يَنْسُكُ من باب قتل : تطوع بقربة.

والنُّسُكُ بضمتين اسم منه.

ومنه قوله تعالى ( إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ) [ ٦ / ١٩٦ ].

قوله ( وَأَرِنا مَناسِكَنا ) [ ٢ / ١٢٨ ] أي متعبداتنا واحدها منسك وأصله الذبح.

يقال نَسَكْتُ أي ذبحت.

والنَّسِيكَةُ هي الذبيحة المتقرب بها إلى الله تعالى.

ثم اتسعوا فيه حتى جعلوه لموضع العبادة والطاعة.

ومنه قيل للعابد نَاسِكٌ.

قوله ( فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) [ ٢ / ١٩٦ ] فسر النُّسُكُ بالشاة ، والصيام بثلاثة أيام ، والصدقة بإطعام ستة مساكين.

وكان المراد بالفدية فدية حلق الرأس.

ويقال الأصل في النُّسُكِ : التطهير.

٢٩٥

يقال نَسَكْتُ الثوب أي غسلته وطهرته.

واستعمل في العبادة.

وقد اختص بأفعال الحج.

وَمِنْهُ « إِذَا فَرَغْتَ مِنْ نُسُكِكَ فَارْجِعْ فَإِنَّهُ أَشْوَقُ لَكَ إِلَى الرُّجُوعِ ».

قوله ( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ ) [ ٢ / ٢٠٠ ] أي الأفعال الحجية.

ومَنَاسِكُ الحج : عباداته.

وقيل مواضع العبادات.

( نطك )

فِي الْحَدِيثِ « سُوقُ أَنْطَاكِيَّة ».

أَنْطَاكِيَّةُ ) اسم موضع فيه سوق

( نوك )

فِي الْحَدِيثِ « الِاتِّكَالُ عَلَى الْأَمَانِيِّ بَضَائِعُ النَّوْكَى » أي الحمقى.

وَفِيهِ « عِيَادَةُ النَّوْكَى لِلْمَرِيضِ أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ مَرَضِهِ ».

النُّوكُ بالضم والفتح : الحمق.

ومنه قولهم : وداء النَّوْكِ ليس له دواء.

والنَّوَاكَةُ : الحماقة.

( نهك )

فِي الْحَدِيثِ « لَا تَنْهَكُوا الْعِظَامَ فَإِنَّ لِلْجِنِّ فِيهَا نَصِيباً » أي لا تبالغوا في أكلها من قولهم نَهَكْتُ من الطعام : بالغت في أكله.

وَفِيهِ « مَا بَقِيَتْ لِلَّهِ حُرْمَةٌ إِلَّا انْتُهِكَتْ مُنْذُ قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام » أي استحلت.

هو من قولهم انْتَهَكَ الرجل الحرمةَ : إذا تناولها بما لا يحل.

وَفِي حَدِيثِ تَارِكِ الصِّيَامِ « فَإِنَّ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَنْهَكَهُ ضَرْباً » أي يشدد عليه العقوبة.

يقال نَهِكَهُ السلطان كسمعه يَنْهَكُهُ نَهْكاً ونَهْكَةً أي بالغ في عقوبته.

والنَّهْكُ : المبالغة في كل شيء.

ومنه حَدِيثُ أُمِّ حَبِيبٍ فِي خَفْضِ الْجَوَارِي « إِذَا فَعَلْتِ يَا أُمَّ حَبِيبٍ فَلَا تَنْهَكِي » أَيْ لَا تَسْتَأْصِلِي « وَأَشِمِّي فَإِنَّهُ أَشْرَقُ لِلْوَجْهِ ».

__________________

(١) أنطاكية : مدينة في تركيا بنيت قبل المسيح بـ (٣٠٠) سنة وكانت ثالثة المدن الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية ، فتحها المسلمون (٦٣٨).

٢٩٦

كأن المراد وأبقي شيئا فإنه أشرق للوجه.

ومثله فِي الْخَبَرِ « أَشِمِّي وَلَا تَنْهَكِي ».

ونَهَكَتْهُ الحمى من باب نفع : إذا أضنته وجهدته ونقضت لحمه.

وفي لغة نَهِكَتْهُ بالكسر.

والنَّهْكُ والنَّهْكَةُ : ريح الفم.

باب ما أوله الواو

( ودك )

الوَدَكُ بالتحريك : دسم اللحم.

ومنه وَدَكُ الخنزير ونحوه يعني شحمه.

ومنه دجاجة وَدِيكَةٌ أي سمينة.

( ورك )

في الحديث ذكر التَّوَرُّكُ في الصلاة ، وهو ضربان : سنة وهو أن يجلس على وركه الأيسر ويخرج رجليه جميعا من تحته ، ويجعل رجله اليسرى على الأرض وظاهر قدمه اليمنى إلى باطن قدمه اليسرى ويفضي بمقعدته إلى الأرض.

كذا قرره الشيخ رحمه‌الله وجماعة في خبر حماد.

ومكروه وهو أن يضع يديه على وركيه في الصلاة وهو قائم وقد نهى عنه

بِقَوْلِهِ « لَا تَوَرَّكْ فَإِنَّ قَوْماً عُذِّبُوا بِنَقْضِ الْأَصَابِعِ وَالتَّوَرُّكِ ».

والوَرْكُ بالفتح والكسر وككتف : ما فوق الفخذ ، مؤنثة.

والوَرِكَان : ما فوق الفخذين كالكتفين فوق العضدين.

وتَوَرَّكَ على الدابة : إذا وضع إحدى وركيه على السرج.

( وشك )

فِي الْحَدِيثِ « يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ كَذَا » أي يقرب.

قال بعض الشارحين : والعامة تفتح الشين ، وهو لغة ردية.

ووَشُكَ ذا خروجا يُوشُكُ بضم الشين فيهما وُشْكاً أي أسرع فهو وَشِيكٌ أي سريع.

٢٩٧

ومنه كان كشف ذلك البلاء وَشِيكاً أي سريعا.

وأَوْشَكَ فلان يُوشِكُ إِيشَاكاً أي أسرع السير.

ووَشْكُ البين : سرعة الفراق.

( وعك )

فِي الْحَدِيثِ « إِنَّ الرَّجُلَ لَيُوعَكُ وَلَكِنَّهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ » أي يحم.

والوَعْكُ : الحمى.

وقيل ألمها.

والْمَوْعُوكُ المحموم.

ووَعَكَتْهُ الحمى من باب وعد : اشتدت عليه ، فهو مَوْعُوكٌ.

باب ما أوله الهاء

( هتك )

فِي الْحَدِيثِ « مَنْ هَتَكَ حِجَابَ سِتْرِ اللهِ فَكَذَا » هَتْكُ الستر : تمزيقه وخرقه.

وإضافة الحجاب إلى الستر إن قرأته بكسر السين بيانية ، وبفتحها لامية.

قيل : وفي الكلام استعارة مصرحة مرشحة تبعية.

وقد هَتَكْتُهُ فَانْهَتَكَ أي فضحته ، والاسم الهُتْكَةُ وهي الفضيحة.

وهَتَّكَ الأستار شدد للمبالغة.

وتَهَتَّكَ افتضح.

( هلك )

قوله تعالى ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) [ ٨ / ٤٢ ] الهَلَاكُ : العطب.

يقال هَلَكَ الشيء يَهْلِكُ هَلَاكاً وهُلُوكاً ومَهْلَكاً أي عطب.

والاسم الهُلْكُ بالضم.

قوله ( ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ ) [ ٦ / ١٣١ ] قال المفسر : ذلك حكم الله أن لم يكن ربك أي لأنه لم يكن ربك مهلك القرى

٢٩٨

بظلم ، وهذا يجري مجرى التعليل أي لأجل أنه لم يكن الله تعالى ليهلك القرى بظلم يكون منهم حتى يبعث إليهم رسولا ينبئهم على حجج الله تعالى.

قوله ( أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا ) [ ٧ / ٤ ] قيل عليه إِهْلَاكُهَا إنما هو بعد مجيء البأس أجيب معناه إن أردنا إهلاكها كقوله ( إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا ) [ ٥ / ٦ ] الآية.

وأَهْلَكَ غيره واسْتَهْلَكَهُ.

والهَلَكَةُ بالتحريك : الهلاك.

ومنه قولهم هي الهَلَكَةُ الهَلْكَاءُ وهو تأكيد لها.

قَوْلُهُ ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) [ ٢٨ / ٨٨ ] إِنَّمَا عَنَى وَجْهَهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام.

وَعَنِ الصادق عليه السلام « مَنْ أَتَى اللهَ بِمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه واله فَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِي لَا يَهْلِكُ ».

وَفِي الْحَدِيثِ « لَمْ أُبَالِ فِي أَيِّ وَادٍ هَلَكَ » أي سقط.

يقال تَهَالَكَ الرجل على الفراش أي سقط.

والهَلَكُ بالتحريك : الشيء الذي يهوي ويسقط.

والهَلُوكُ كصبور من النساء : الفاجرة المتساقطة على الرجال ، ولا يقال رجل هَلُوكٌ.

ومنه الْحَدِيثُ « شِرَارُ نِسَائِكُمْ الْحَصَانُ عَلَى زَوْجِهَا الْهَلُوكُ عَلَى غَيْرِهِ ».

( همك )

فِي الْحَدِيثِ « مَنِ انْهَمَكَ فِي أَكْلِ الطِّينِ فَقَدْ شَرِكَ فِي دَمِ نَفْسِهِ » يقال انْهَمَكَ الرجل في الشيء أي جد ولج.

وكذلك تَهَمَّكَ في الأمر ـ قاله في الصحاح.

وفي القاموس الِانْهِمَاكُ : التمادي في الشيء واللجاج فيه.

( هوك )

التَّهَوُّكُ : التحير.

ومنه الْخَبَرُ « أَمُتَهَوِّكُونَ أَنْتُمْ كَمَا تَهَوَّكَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ».

٢٩٩
٣٠٠